220 مليارا الفائض المتوقع والاولوية لاطفاء الدين والانفاق التنموي

[د. علي دقاق]

--------------------------------------------------------------------------------

التاريخ : 20/7/1425 هــ
الموافق : 5/9/2004 م

العـدد : 1176
اخبار الوطن

220 مليارا الفائض المتوقع والاولوية لاطفاء الدين والانفاق التنموي

المصدر : د. علي دقاق

توالت توقعات المختصين ومراكز الدراسات حول مقدار الفائض المتوقع في الميزانية العامة للدولة مع نهاية العام 2004م. بالطبع يأخذ موضوع الميزانية العامة والايرادات والنفقات اهميته من عدة امور تتعلق باقتصاد المملكة ومن اهمها كون المملكة اكبر منتج واكبر مصدر للنفط وصاحبة اكبر احتياطي مؤكد في العالم والنقطة المهمة الاخرى هي اعتماد اقتصاد المملكة على النفط كمصدر رئيسي للدخل وهذا ما يبرر هذا الاهتمام بموضوع الفائض المتوقع من جهة وماهي اوجه استخداماته من جهة اخرى.

نذكر ان الميزانية التقديرية للمملكة بداية العام 2004 حملت عجزا مقدرا بحوالى 30 مليار ريال حيث قدرت الايرادات بمبلغ 200 مليار ريال وقررت النفقات بمبلغ 230 مليار ريال.

وقد اثار ارتفاع اسعار النفط غير المتوقع نسبيا العديد من التكهنات حول الفائض وهو بعملية بسيطة قائم على حساب كمية الانتاج بمتوسط السعر مع الاخذ في الاعتبار سعر البرميل الذي قدرت وفقا له الميزانية العامة للدولة للعام 2004م وهو حوالى 18 دولارا.

وبالاضافة الى ذلك لابد من حساب التغيرات الحاصلة في معادلة تكاليف انتاج البرميل والتي لا شك تغيرت من صيغتها التقليدية المتعارفة كتكاليف ثابتة ومتغيرة وتكاليف نضوب لتشمل ايضا تكاليف الامن والسلامة ومكافحة الارهاب وايضا اضافة ما يعرف بعلاوة حرب. وقد قدر بعض المختصين مثل هذه التكاليف المضافة بمبلغ يصل الى 13 دولارا على كل برميل نفط خام نصيب علاوة الحرب منها حوالى 5 دولارات وتكلفة الامن ومكافحة الارهاب تصل الى 8 دولارات وهذا ما جعل اعادة النظر في سعر اوبيك المستهدف مبررا فلا يصح ان يبقى بين 22-28 دولارا للبرميل, وقد بدأ طرح مشروع رفعه ليصبح بين 26-32 دولارا للبرميل وهذا يعتبر سعرا عادلا نسبيا ولن نرى سعرا اقل من 30 دولارا للبرميل مستقبلا.

نعود لموضوع الفائض المتوقع حيث من المحتمل ان تصل الايرادات الى 112 مليار دولار اي ما يزيد على مبلغ 420 مليار ريال محسوبة على اساس انتاج يومي قريبا من 9 ملايين برميل يوميا ومتوسط سعر حوالى 35 دولارا للبرميل, وهذا يعني ان الفائض المتوقع قد يتجاوز 220 مليار ريال وبتغطية العجز المقدر منذ بداية العام 2004م بحوالى 30 مليار ريال واضافة الزيادة المتوقعة في التكاليف بحوالى 15% وهذا تقدير قائم على البيانات التاريخية لتحركات الميزانية والفرق بين التقديري والفعلي نجد اننا نقف عند فائض يكون اقرب للواقع حول مبلغ 160 مليار ريال, لانه باضافة 15% على النفقات المقررة تصبح حوالى 264,5 مليار ريال, اذا من الفائض المتوقع يخصم مبلغ 64,5 مليار ريال يكون الفائض الفعلي (تقديرا) حوالى 155,5 مليار ريال.

قرار سمو ولي العهد الاقتصادي التنموي بتخصيص مبلغ 41 مليار ريال اضافية للمشروعات التنموية وهذا المبلغ يمثل حوالى 26% من الفائض الصافي المتوقع ما يعني توجيه 74% من الفائض ومبلغها التقريبي حوالى 114,5 مليار ريال لسداد جزء من الدين العام الذي يقارب 680 مليار ريال وبالطبع هذه خطوة جيدة وتحسب لاقتصاد المملكة اقليميا ودوليا وتدل على جدية التحرك لانها بطريقة غير مباشرة سوف تزيد من مرونة التحرك المستقبلي في الميزانيات القادمة اضافة الى انها خطوة كبيرة في تقليص اعباء الدين العام وبالتالي اعباء الاجيال القادمة وستكون مصدر جذب استثماري -ولو بطريقة غير مباشرة- بسبب ارتفاع التقييم المحتمل لموقع المملكة الاقتصادي في المنظومة الدولية من جهة وما سيحققه ضخ مبلغ 41 مليارا اضافية- وبفعل المضاعف بالمفهوم الاقتصادي- من دخول متولدة على شكل اعمال جديدة خاصة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وما ستولده هذه الاعمال من وظائف جديدة في سوق العمل السعودي.

فالتأثيرات المباشرة للفائض المتوقع بعد حديث ولي العهد وبما حملته من صفة قانونية وشفافية ومسؤولية وتوازن باتت واضحة وقد بدأت اثارها على بعض الاسواق وتحديدا قطاع الانشاءات وسوق العقار وقطاع الاسمنت في سوق الاسهم السعودي وما ولدته هذه الاثار المباشرة من اثار اخرى على بقية القطاعات بسبب التداخلات بين انشطة القطاعات والتي نتمنى ان نراها محسوبة وفقا لجدول يوضح علاقات المدخلات والمخرجات في السوق السعودي.



--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000

[هجــ الليل ــير]

بارك الله فيك

هذا الطرح المميز الذي يدعو للتفائل بمتانة إقتصادنا و قوته

مودتي واحترامي ,,

[mazinf16]

تسلم دكتور علي ويعطيك ألف عافية

[hss]

بارك الله فيك

[الكناني]

شكرا لك يا دكتور
واجدها فرصه لطرح سؤال كنت قد طرحته بموضوع مستقل لفتح حلقة نقاش حوله وتم اغلاقه فيما بعد :

كما تعلم ان الدين العام داخلي نريد ان نعرف منك اثر تسديد جزء كبير من هذا الدين كسيوله ستضخ في الداخل مره اخرى وتاثير ذلك وكيفية الاستفاده منه ؟
شاكرا لك اجابتك مسبقا

[رفحاوي]

اطفاء الدين !!

اطفاء تبي لها جلسة خميس وجمعة عشان نعرف من وين جت

[تركي فدعق]

يعطيك العافية يا دكتور علي..والشكر موصول لأخينا الكناني على اضافته القيمة..

بداية اود ان اتطرق الى تعدد مؤسسات الاستثمار الحكومية وشبه الحكومية , فهناك مؤسسة معاشات التقاعد وهناك التأمينات الاجتماعية والتي تعتبر المقرض الأول للدولة وهناك صندوق الاستثمارات العامة وبما ان جزء كبير من الدين الداخلي لمؤسسة التأمينات الاجتماعية وعدد من البنوك المحلية ,وبالتالي سيعود اليها وتعيد هي توظيفه في استثمارات اخرى تحقق لها عائد مجزي مما سيزيد من مستوى السيولة وينعكس ايجابآ على نواحي الاقتصاد الأخرى , هذا من جهة و من جهة اخرى وردآ على طرح الأخ الكناني عن اثر تسديد هذا الدين ومعظمه داخلي فأعتقد انه سيعاد ضخه في القنوات المصرفية المحلية وقد احسنت صنعآ وزارة المالية عندما وجهت البنوك قبل فترة -ونشر ذلك في الصحافة المحلية - بتخفيض العمولات التي تتقاضاها من عملاءها حيث من شأن ذلك ان يزيد من توجه العملاء نحو الاقتراض لأنخفاض مصاريف العمولات , ومن المهم في ذلك تشجيع القروض الصغيرة والانتاجية وذات العوائد لأثرها المباشر في التنمية والتوظيف.
وعودة الى تعدد مؤسسات الاستثمار الحكومية وشبه الحكومية ونحن في عالم يصغر يومآ بعد يوم وعلى مشارف الانضمام الى منظمة التجارة العالمية , لذلك اعتقد انه من المهم دراسة انشاء صندوق استثماري عالمي يتم تمويله عن طريق اقتطاع نسبة ضئيلة من دخل البترول سنويآ واستثمار عوائد هذا الصندوق في انحاء العالم اجمع وتغطية الفوائد المستحقة على الحكومة من باقي الدين الحكومي من استثمارات هذا الصندوق, بالأضافة الى تغطية اي عجزممكن ان يتحقق مستقبلآ في الميزانية من عوائد هذا الصندوق.
وقد حذت بعض الدول النفطية هذا المنحى على اساس ان ثروة النفط هي ثروة ناضبة فقد انشأت الكويت صندوقآ استثماريآ عالميآ في منتصف الثمانينيات سمته صندوق الأجيال القادمة وصلت استثماراته الى اكثر من مائة مليار دولار - هذا في عام 1990- وقد استفادت منه في احداث الكويت استفادة كبيرة .
وايضآ النرويج وهي من الدول الغنية فقد انشأت صندوقآ استثماريآ جراء اقتطاع نسبة من مبيعاتها النفطية وايداعها في هذا الصندوق الذي بدأت به في 1996-1997 ووصلت استثماراته الى اكثر من 140 مليار دولار .

ختامآ تقبل تحياتي وامتناني

[صياد الأسهم]

نقاش أكثر من رائع

الشكر للدكتور
وللمشرف الكناني
على اهتمامه الكريم

صدقوني سوقنا بألف خير

شاء من شاء وأبى من أبى

والمؤشرات الدالة على ذلك
أكثر من ان تحصى
لعل على رأسها
أهتمام ولاة الأمر حفظهم الله بالتنمية الشاملة لكافة مناحي الإقتصاد السعودي
وضخ السيولة المالية في جميع شرايينه

[المتوكل بالله]

شكرا لك يا دكتور

[شرقان]

بارك الله فيك يا سعادة الدكتور