تطوير دور صناع السوق في سوق الأسهم السعودية

[عبدالحميد العمري]

يضطلع ما يطلق عليه بصناع السوق Market Makers في الأسواق المالية بالدور الرئيس في مجال تحديد أسعار أسهم الشركات المدرجة في السوق بناءً على العديد من المعطيات المتوافرة لدى أولئك الصناع. يُقصد بصناع السوق أولئك المتعاملون في الأسهم بيعاً وشراءً، ويقومون بالاحتفاظ لديهم بمخزون من تلك الأسهم يحدودنه حسب المستويات الآنية للعرض والطلب على الأسهم، وذلك بهدف تلبية طلبات بقية المتعاملين في السوق، ويمتاز صناع السوق بإن لديهم القدرة والاستعداد الدائم لبيع أو شراء الأسهم التي يود المتعاملون في شرائها أو بيعها. ويختلف نوع صناع السوق من سوقٍ مالية إلى أخرى، ففي الأسواق المالية المنظمة يعد المتخصصون هم صناع السوق كما في الولايات المتحدة الأميركية، أما في الأسوق غير المنظمة فإن التجار هم صناع السوق. وبغض النظر عن نظام السوق فإن صناع السوق سواءً كانوا متخصصين أم تجار فهم يمارسون دور الوسيط بين فئة من يودون الشراء من بقية المتعاملين في السوق ومن يودون البيع، بالاعتماد أساساً على المخزون الكافي من الأسهم لدى صناع السوق؛ وذلك لمقابلة طلبات الشراء والبيع التي يتم اتخاذ قراراتها في أوقاتٍ مختلفة. ويستفيد صناع السوق من ذلك الحصول على الفرق أو الهامش بين سعر الشراء وسعر البيع، ويحددون أسعار بيع تلك الأسهم بناءً على قيمتها وقت شرائهم لها مضافاً إليه تكلفة التخزين وعائد الفرصة البديلة، إضافةً إلى عوائد التعويض عن مخاطر تغير الأسعار ونقص المعلومات وتغير أسعار الفائدة.

وبالنظر إلى ما وصلت السوق المالية السعودية من مرحلة متقدمة مقارنةً بما تم خلال عقدين من الزمن، وإلى التوقعات المستقبلية المتفائلة بما ستؤول إليه السوق من تطوير وتحديث لكافة أنشطتها وقطاعاتها ووصولاً إلى المستوى المطلوب من الكفاءة والشفافية والتنظيم، خاصةً وأنها أصبحت تحت إدارة وإشراف مباشر من قبل هيئة حكومية مستقلة ومتخصصة ممثلةً في هيئة السوق المالية، فإننا والحال تلك، نطرح العديد من التساؤلات حول مدى حاجة السوق المالية السعودية إلى تطوير وتنظيم وتقنين دور صناع السوق فيها ؟! وما هي المتطلبات والضوابط والاشتراطات اللازم توفيرها لتفعيل دور أولئك الصناع بما يحقق الفوائد المشتركة للجميع، وبما يشكل أحد إجراءات حماية السوق من أيٍ من المخاطر المحيقة به ؟ ثم ماذا يمكن لهيئة السوق المالية في ظل الواقع الراهن أن تقوم به من إجراءاتٍ لمراقبة جميع تصرفات أولئك الصناع فيما يتعلق بتحديد هامش أرباح أسـهمهم التي يبيعونها إلى بقية المتعاملين بما يؤدي إلى تحقيق المنفعة المشتركة لكافة الأطراف ؟

يمكن القول بإن دور صناع السوق في السوق المالية السعودية الآن يتوزع على قسمين من المتعاملين في السوق، الأول يتمثل في "كبار المضاربين من التجار" والثاني يمثله صناديق الاستثمار السعودية في الأسهم المحلية والتي تدار من قبل البنوك التجارية، ووفقاً للتجارب الماضية من عمر السوق فقد كان لهاتين الفئتين النصيب الأكبر من المعلومات والبيانات المالية المتوافرة في السوق، مع التأكيد على ضآلة كمية تلك المعلومات في الأص، والتي تفوقت بنصيبها من تلك المعلومات على بقية أطراف السوق، وهو ما تسعى الهيئة إلى التقليل من تباينه والحد منه وصولاً إلى توفير المعلومات الكاملة بصورةٍ متساوية بين كافة الأطراف.

إذا فأمام الهيئة طريق محددة الملامح لأجل تطوير وتحديد مهام ودور صناع السوق في السوق المالية، تبدأ من ضرورة التوفير الآني المنتظم والمكثف للمعلومات اللازمة حول نشاط السوق وكافة البيانات المالية للشركات المدرجة فيه، ثم تحديد وتنظيم ومراقبة كافة الجوانب التنظيمية والقانونية والمالية المتعلقة بصناع السوق بدءاً من ضرورة توافر الأنظمة واللوائح التي تكفل حماية كأفة الأطراف، خاصةً ما يتعلق بمنع المضاربة بناءً على معلومات غير متاحة للآخرين وكذلك تهيئة الاليات الضرورية التي تجعل صناعة السوق ممكنة، ثم رأس المال الذي يديره الصانع، والذي يفترض أنه يتحدد بناءً على عدد الأوراق المالية التي يختص بها صانع السوق وعلى أحجام التداول في كل منها وعلى السوق الذي يتم التداول فيه. ونرى في الختام أن مواجهة هذه القضية والعمل على وضع كافة الضوابط والأنظمة التي تضعها في مسارٍ يوفر الحماية للسوق والمحافظة على أسعار أوراقها المالية تمثل أحد القضايا الجوهرية التي يحقق التصدي لها العديد من الأهداف التي تخدم كافة مصالح المتعاملين في السوق.

[غيـاض]

يبقى السؤال المهم استاذنا الكريم وهو
من يحفظ حقوق صغار المساهمين ؟ وماهو الدور المؤمل من الهيئة في هذ المجال ؟

وفقك الله على هذا الطرح الرائع.

[الكناني]

موضوع جميل ورائع استاذ عبدالحميد شكر الله لك

[القطان]

شكرا لإثراءك المنتدى بموضوع قيم استاذ عبدالحميد
ثم هل حدد للهيئة جدولا زمنيا للقيام بأعمالها للحفاظ على حقوق الجميع من صناع وصغار ؟

[عبدالحميد العمري]

أهلا بك أخي العزيز غياض،
بالنسبة لحماية وحفظ حقوق المساهمين فليس هناك أولى من هيئة السوق للقيام بذلك، فذلك أولى مهامها، وأحد أهم أهداف إنشائها، وهو بالنسبة لنا كمحللين أحد أهم الإعتبارات التي نقيس من خلالها مدى نجاحها من عدمه ..
ولهذا فهي أولاً معنية بتوفير السياج الواقي الآمن لحقوق الجميع من خلال الشفافية وسرعة توفير المعلومات والقضاء على إشاعات السوق وإجبار الشركات المدرجة على إعلان نتائج أعمالها وقوائمها في الأوقات النظامية.
ثم، هي معنية بتعزيز الوعي المالي والاستثماري لدى مختلف شرائح المستثمرين سواء من خلال التدريب أو من خلال النشرات التعريفية والتعليمية والتثقيفية أو بالرد مباشرةً على جميع استفسارات المتصلين بها .. وحسب معلوماتي الموثقة أن الهيئة بصدد القيام بكل ما سبق، وأنهم في غاية الحرص على توفير كافة تلك المتطلبات .. وهذا جزء من الدور المأمول منها إجابةً على الشق الثاني من سؤالك أخي العزيز
وتقبل فائق تحياتي وتقديري ...

[عبدالحميد العمري]

أخي العزيز الكناني ..

أشكر لك هذا المرور الكريم، ولكم أرجو من الله العلي القدير أن أكون عند حسن ظنك وبقية القراء الكرام بي ..

ودمت بخير صحة وحال ..

[عبدالحميد العمري]

أهلاً بك أخي العزيز القطان
حسب ما وصلني من معلومات أن الهيئة عاكفة على الإعداد لتنفيذ العديد من البرامج والخطط الجيدة التي تحقق التطور للسوق، وأعتقد أن سبمتبر القادم من العام الجاري ستشهد بداية تنفيذ تلك الخطط .. فنحن جميعاً بانتظار صدور اللوائح التنفيذية ، ثم تعيين مجلس إدارة السوق وأعضاء لجنة الفصل إلى آخره من متطلبات انتظام الهيكل الأساسي لنظام السوق، ولهذا فالعامين القادمين فترة تأسيس وترسيخ لمبادئ النظام في أغلبها ...
دمت بخير صحة وحال، وشكراً على مرورك الكريم ...

[عبدالعزيز الدبلان]

استاذ عبدالحميد
شكرا لطرحك هذا الموضوع وفي هذا الوقت بالذات.
نعم امام هيئة سوق المال وادارته الكثيرمن المهام والإصلاحات الملحه.
الا ليتنا نسمع منهم المزيد فما احوج السوق للتنظيم والمراقبة المحايده.
انني أرجو من الله ألا تكون العلاقه بين هيئة وادارة السوق وبين صناع السوق
هي ذات العلاقه بين وزارة التجارة وبين وكلاء السيارات المحتكرين للسوق.

[مساهمين]

بارك الله فيك استاذنا الفاضل ونتمنى منكم الاستمرار في طرح مواضيعكم البنائه والهادفه

فنحن بأمس الحاجه لها

تقبل تحياتنا استاذنا الفاضل