![]() |
![]() |
أنظمة الموقع |
![]() |
تداول في الإعلام |
![]() |
للإعلان لديـنا |
![]() |
راسلنا |
![]() |
التسجيل |
![]() |
طلب كود تنشيط العضوية |
![]() |
تنشيط العضوية |
![]() |
استعادة كلمة المرور |
![]() |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]() |
#1 |
فريق المتابعة اليومية
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000
|
![]()
أشهدكم جميعا أنهم كاذبون، في إفك آثم فاعله متعمد في اقترافه مصرّ على المضي فيه رغم يقينه بضلاله وغيه وظلمه. الذين رمونا زورا وبهتانا برذيلة الكسل وجعلونا -معاشر السعوديين- في أول قائمة شعوب العالم كسلا وترديا فيه، وأننا نزيح من أمامنا يوما بعد يوم من تربع على أول القائمة في سلسلة (أكسل شعوب الأرض).
لن أطلب العدل ممن استوطن قلبه الغل علينا، ولن ألتمس الإنصاف ممن ناصبنا العداوة دون سبب ظاهر يمكن رؤيته وتتبع آثاره، وما أكثر الناس ولو حرصنا برادين عن حقدهم المريض ولا راجعين عن إحساسهم المزمن بفوقيتهم علينا ونظرتهم (الدونية) لنا، إننا دونهم دائما هكذا هي نظرتهم، وهكذا هو بصرهم، وهكذا هو يقينهم الذي لا يداخله شك. في نظرهم، لا خير في هذه البلاد إلا براميل النفط التي أنبجست عيونا كثيرة في المكان الخطأ. لم أتألم كثيرا من هذه (الشتيمة) لكونها عديمة القيمة، ولكونها ولادة خداج من كائن مشوه فكريا وغير سوي في خلقة العقل والتفكير. لكني تألمتُ من انعدام التريث في تصديقها من قبل كثيرين منا، وكأننا جاهزون لتصديق كل سيئة فينا والتهوين من كل حسنة في إنسان هذا المكان ووطنه. بنظرة سريعة على مفردة الحياة اليومية للسعوديين وبنظرة عابرة عجلى على تلك المدن الصناعية المتناثرة فوق الأراضي السعودية وهي تدر إنتاجا وتستعصر وتستخلص وتنسج وتطحن وتخبز دقيقا وقمحا في مجملها سعوديون يمثلون عقولها وسواعدها وفكر التأسيس والإدارة والتكوين. وفي أكثرها تلتقي ساعات الليل بالنهار على سعوديين ينزون عرقا وعملا منتجا فيها. أول من شق كثبان الرمال بالسواعد العارية تحت هجير الشمس وتلافيح رمالها الملتهبة منغرزين في الرمال بصبر شجرة الصبار وقوتها يزيحون الرمال بساعات عمل يستديم النهار بتمامه. والسعوديون هم أنفسهم وليس غيرهم من جعلوا كثبان الرمال محاصرة بسياج النخيل وشجر الليمون في مدن شتى. والسعوديون هم أنفسهم من حملوا على نوق صبور وساقية محمولة نخلة البرحي من العراق حتى نجد لتكون في عددها أكثر من بلدها الأصيل وموطنها الأم كثرة وعددا.. السعوديون هم الحافرون لكل بئر معطلة في يباس صحاريهم الجرداء.. واليوم هم الحافرون والساقون والزارعون قمحا يكفي جيرانهم ويفيض لصدقاتهم ومن شح عليه المطر. السعوديون هم أصحاب سيارات الأجرة الذين يلتقطون أرغفة خبزهم من رصيف إلى شارع من الفجر حتى ينسل من الليل ثلثه، وهم الذين تجدهم في سوق الخضار والأسماك فجرا وظهرا وبعد الغروب.. والسعوديون هم الذين تجدهم في المستشفيات في عمل لا ينقطع ولا يهدأ وإن أسلم للنوم ظلت واحدة من أذنيه على جهاز الطلب العاجل متنبهة. وهم الذين بعثوا أولادهم بذات جينات النباهة والحماسة والعقل الفطري المنفتح الخصيب، وبذات الجدية والنشاط، فنالوا التميز والتفوق والنبوغ على أقرانهم في دول أكثر تنمية وتطورا.. وهم الخارجون من -وزارة تعليم- لا يتوقف حتى حراس المدارس فيها من ذمها ولو على نحو طلب الأجر والمثوبة. لو رجعنا إلى حصاد المنجل لوجدنا (منا) نعم (منا) نحن السعوديين من ارتفع في الطب ومن ارتفع في الهندسة والسياسة والقضاء وفي الصناعة وجودة الإنتاج فيها وفي مواطن كثيرة لو كانت لغيرنا لجلت وعظمت في عيوننا أكثر من نظرتنا الحالية إليها، لكونها منا ومن ذواتنا المزهود فيها، المبخس عملها وسعيها وعلمها وبصيرتها. هؤلاء هم السعوديون.. وهذه هي بلادهم التي يعشونها ويبنون تفاصيلها.. كيف يكونون (من أكسل شعوب العالم). في الواقع وبصراحة موجعة: من ذواتنا ومن غيرنا من يخرج على السعوديين بعد كل عمل جميل منا وبعد كل مرحلة من مراحل تاريخنا وواقعنا المتحرك بشيء من التنقيص والتصغير والتهوين. منا ومن غيرنا من يجعلنا بلا خبرة في شيء ودون حسن تدبير في شيء.. منا ومن غيرنا من يوصفنا بجهل لا خلاص منه ويوسمنا بأننا أمة لا خير فيها عقلا ولا رشدا ولا صلاحا ولا حتى عملا اخضرت من تحته الأرض وانبجست من سواعده الآبار. بلى.. إنهم يطرقون كل المسالك المهجورة من النماذج الهجينة والمسوخ المتشابهة من الصبيان وأشباه الرجال في كل زمان ومكان والمتردية والنطيحة وما أكل الفساد منه وما تركه مما لا يرجى له صلاح ولا يؤمل فيه برجاء خير أو عافية ليجعلنا نحن بكل هذا الذي نحن فيه من السعي الضاج في كل سبل الحياة والفكر والثقافة والعلم، وبكل هذا العطاء الغزير بالجودة والتنوع والجمال، وبكل هذه العقول التي ما إن تلامس دفئا حتى تتفتح على أجمل ما فيها كأنها زهرة دوار الشمس. كذبا نتنا يجعلوننا من أكسل شعوب العالم وهذه المدن عامرة ضاجة خصيب بالحركة والعمل والجمال.. هو بهتان وإفك مبين من عقل ناقص، أو نفس ناقصة أو عين عوراء أغمض السليمة فلم يبصر غير ما في نفسه تجاهنا، بقية من غلالة حقد قديم.. هذا أخف ما فيه من الكذب. د. محمد بن سعود المسعود |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|