تحليل فني السوق تسلك المسار الإيجابي في أول أسابيع يوليو.. والسيولة تتحسن

[rock group]

د. إبراهيم بن صالح الدوسري

بدأت السوق المالية السعودية تداولات شهر تموز (يوليو) بإيجابية، استعداداً لتفاعل مؤشر السوق TASI مع محفزات الربع الثاني، وسط توقعات بتحسين أرباح القطاعات القيادية، المصارف والبتروكيماويات والأسمنتيات والاتصالات. وقد لاحظ المتداولون ذلك من خلال تحرك السيولة نحو الشركات الاستثمارية وتخليها عن شركات المضاربة، بعد أن كانت أسهم المضاربة تتصدر قائمة الشركات الأكثر ارتفاعاً. وجاءت الشركة الاستثمارية في المقدمة مع مطلع تداولات هذا الشهر.
وأغلقت السوق المالية السعودية في نهاية تداولات هذا الأسبوع عند مستوى 6612 نقطة، كاسبة بذلك ما يزيد على النصف في المائة من قيمتها الأسبوعية مقارنة بالأسبوع الماضي، وأسهم في هذه الإيجابية ثمانية قطاعات رابحة في تداولات هذا الأسبوع مقابل سبعة قطاعات خاسرة، جاء في مقدمة القطاعات الرابحة في تداولات هذا الأسبوع قطاع الاتصالات الذي ارتفعت قيمته الأسبوعية بنسبة 3.2 في المائة، وقطاعا الزراعة والفنادق بنسبة 1.5 في المائة، وقطاع البتروكيماويات بنسبة 1.1 في المائة، أما قطاع المصارف فكان ارتفاعه بنسبة نصف في المائة.
أما أبرز القطاعات الخاسرة في تداولات هذا الأسبوع فجاء في مقدمتها قطاعا الأسمنت والتطوير العقاري اللذان فقدا 2 في المائة، وقطاع التجزئة الذي فقد 1,3 في المائة، وقطاع التشييد والبناء الذي فقد ما يقارب1في المائة. وعلى مستوى السيولة حافظت السوق المالية السعودية على مستوى تداولاتها الأسبوعية عند 15,9 مليار ريال ليبقى معدل التداول اليومي عند مستوى 3,2 مليار ريال للأسبوع الثالث على التوالي.
وفي اتجاه معاكس انخفضت الصفقات المتداولة هذا الأسبوع إلى 373 ألف صفقة بمعدل يومي يقارب 74,6 ألف صفقة مقابل 91,1 ألف صفقة يومية في تداولات الأسبوع الماضي، كما ارتفعت عدد الأسهم المتداولة إلى 640 مليون سهم وبمعدل تداولي يومي 128 مليون سهم بانخفاض بلغت نسبته 14 في المائة عن معدل تداولات الأسبوع الماضي البالغ 149 مليون سهم.
وتوزعت سيولة هذا الأسبوع البالغة 15,9 مليار ريال على جميع قطاعات السوق ارتفع نصيب قطاع المصارف منها إلى 7,8 في المائة, كما ارتفع نصيب قطاع التروكيماويات من 30 في المائة إلى 40 في المائة منها، ونال قطاع الاتصالات 7,8 في المائة منها في الوقت الذي انخفض نصيب قطاع الأسمنت إلى 3 في المائة، وقطاع التأمين إلى 8,8 في المائة، وقطاع الزراعة 7,8 في المائة، وقطاع الاستثمار المتعدد إلى 2,.7 في المائة. وحافظت قطاعات الاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والتطوير العقاري على معدلات من السيولة عند 5 في المائة تقريباً.
وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات هذا الأسبوع 64 شركة من أصل 145 شركة متداولة. وفي المقابل 65 شركة خاسرة في حين لم تتغير قيمة 16 شركة وهي ''سامبا''، ''الإنماء''، ''سيسكو''، ''مسك''، ''الأسمنت السعودي''، ''مبرد''، ''التعمير''، ''الدريس''، ''مدينة المعرفة''، ''جازادكو''، ''ميدغلف للتأمين''، ''سند''، ''الأهلي للتكافل''، ''التأمين العربية''، ''تكافل الراجحي''، و''الخليجية العامة''.
وجاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً هذا الأسبوع ''آيس'' بنسبة 15 في المائة، ''أكسا'' بنسبة 7 في المائة، ''اتحاد الاتصالات'' بنسبة 5,7 في المائة، ''ينساب'' بنسبة 5 في المائة، ''نادك''، ''الرياض''، و''طيبة'' بنسبة 4,5 في المائة. أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاء في مقدمتها سهم جبل عمر بخسارة أسبوعية بلغت 6,7 في المائة، و ''أسمنت القصيم'' بـ 6 في المائة، ''اليمامة'' بـ 5,7 في المائة، و''المتكاملة'' بـ 5 في المائة.
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق TASI الذي نجح في تجاوز مقاومة متوسط الـ 50 يوما = 6580 نقطة في الجلسة الأولى من تداولات هذا الأسبوع، مع محافظة السوق على معدل سيولتها للأسبوع الثالث على التوالي عند 3,18 مليار يومياً. ويعد هذا التجاوز مؤشراً إيجابياً لمؤشر السوق TASI، إذ إن بقاء TASI فوق المتوسطات يعد إشارة فنية مطمئنة للمتداولين. ويدعم هذا الاطمئنان بقاء المتوسطات المتحركة في ترتيبها المنطقي (50 يوما = 6580 نقطة، 100 يوم = 6550 نقطة، 200 يوم = 6490 نقطة).
مؤشر MACD نجح في توقع ارتداد السوق وعودتها إلى المسار الصاعد مع نهاية تداولات حزيران (يونيو) الماضي، ويشير فنياً إلى توقع عودة مؤشر TASI إلى مساره الصاعد المتوقع في تموز (يوليو) الجاري، مؤشر بولنجر Bollinger bands تشير قراءته الفنية إلى إيجابية السوق، وذلك بإغلاق TASI فوق متوسط مؤشر بولنجر Bollinger bands الذي يساوي 6540 نقطة، وهي نقطة الدعم الثانية المتوقع دعم السوق إذا ما فشلت 6580 في دعمه.
ومؤشر القوة النسبية RSI يؤكد توقع عودة TASI إلى اختبار نقطة دعم 6580 نقطة، ويغلق RSI عند 52 درجة. ومن المتوقع أن تدعمه 50 درجة في تداولات الأسبوع القادم. ومؤشر تتدفق السيولة MFI الذي يغلق فوق نقطة دعم 53 درجة، ولا يزال في مساره الصاعد، واستمرار MFI في مسار صاعد، يعزز توقع انعكاس إيجابي لمؤشر السوق TASI. والشمعة الأسبوعية لمؤشر السوق TASI مقلقة فنياً، لذا فإن أي أغلاق سلبي لـ TASI في تداولات الأسبوع المقبل سيلغي التفاؤل بعودة الصورة الإيجابية لشهر تموز (يوليو) الذي قدمتها السوق في تموز (يوليو)2009، و تموز (يوليو) 2010.
ملخص القول
بداية إيجابية لمؤشر السوق TASI في مطلع تداولات تموز (يوليو)، والذي من المتوقع أن يكرر إيجابية تموز (يوليو) 2009 وتموز (يوليو)2010، في ظل تحسن أرباح الشركات المتوقع، وعودة أسعار النفط إلى الاتجاه الصاعد نحو مستوى 100 دولار، وكذلك الاستقرار الذي تشهده الأسواق العالمية. ويرى المتداولون بداية سلبية في مطلع تداولات الأسبوع القادم، إلا أنها غير مقلقة. وفنياً يتوقع اختبار TASI لنقطة دعم 5680 نقطة قبل انطلاقته - بإذن الله - إلى مستوى مقاومة 6788 نقطة تفاعلاً مع محفزات أرباح الربع الثاني والتي بدأتها خمس شركات بإيجابية. أسمنت اليمامة قدم زيادة في الأرباح النصفية بنسبة 13 في المائة، وكذلك أسمنت الجنوبية بـ 23 في المائة، وفتيحي بـ 55 في المائة، وجرير بـ 20 في المائة، وحلواني بـ 5 في المائة. كما يتوقع أن تقدم المصارف تحسناً في أرباحها يفوق 10 في المائة بعد تراجعها عن قيادة السوق في الربع الأول وفي عام 2010.