" اقتصاد وسوق واعد " قصة سمجة سلبوا بها أموالكم

[المدني]

قبل شهر كان الحديث على أشده حول ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر ، وبدأت التوقعات حول هبوط محتمل ،لكن حصل الخلاف حول ماهية هذا الهبوط فقائل بأن الهبوط سيكون استعدادا لإعلان نتائج الربع الثالث حتى يجمع الهوامير ما يستطيعون جمعه بأسعار منخفضة وهذا ما ثبت خطؤه هذا الأسبوع مع إعلان النتائج واستمرار الهبوط ، وقائل ذهب إلى أن الهبوط سيكون تصحيحا للأسعار الخيالية التي وصل إليها السوق.
المهم في ذلك أن الهبوط قد حصل وكان عنيفا ، لكن بقي الأمل لدى الأغلبية ـ في الحلقة الأولى من الهبوط ـ بأن الأسعار ستعود لسابق عهدها وذكرت المبررات المعروفة حول قرب إعلان النتائج وأسعار النفط والفائض في الميزانية وعودة رؤوس الأموال وانخفاض الفائدة على الدولار...الخ

وبمراقبة ما حصل تجد أن السوق قد مر بمسلسل من حلقات الانخفاض يمكن تلخيصها في ثلاث حلقات وبعد نهاية كل حلقة يتولد لدى الجميع قناعات جديدة حول مستقبل السوق وإن كنا لا نصرح بهذه القناعات :

الحلقة الأولي : في بداية الحلقة كان بطل المسلسل ( سهم الكهرباء ) قد وصل إلى 127 ريال ووصل بعد الإنهيار إلى 94 ، ثم حصل الارتفاع المفاجئ ووصل به إلى سعر 122 ثم ونتيجة للمنحة بدأ السهم في الحلقة الثانية من المسلسل . القناعة التي تولدت بعد الحلقة الأولى هي أنه ليست هناك عودة لل 127 في المستقبل المنظور ، فأقصى ما استطاع الوصول إليه هو 122 .

الحلقة الثانية : انخفض سعر سهم الكهرباء من 122 إلى 92 وعلى مدى عدة أيام ، ثم ونتيجة لارتفاع مفاجئ آخر وصل السهم إلى 104 ، ثم وبدون سابق إنذار بدأ السهم في الانهيار من جديد ، وهكذا بدأت الحلقة الثالثة . القناعة التي تولدت بعد نهاية الحلقة الثانية هي أنه ليست هناك عودة في المستقبل المنظور إلى سعر أعلى من 110 إذا كان أصلا سيصل إلى 110 .

الحلقة الثالثة : بدأت يوم الخميس 16/10/2003 بانخفاض السهم من 104 ووصل اليوم إلى 90 وسيستمر الانخفاض التدريجي لعدة أيام كما عودنا السهم حسب السيناريو العام للمسلسل حتى يصل إلى سعر لم يصل إليه في الانخفاضات السابقة ثم يعود ليرتفع فجأة ليحدد له سقفا جديدا تحت المئة ، وستتولد لدينا عندئذ قناعة جديدة بأنه ليست هناك عودة إلى أسعار ما فوق المئة .

لماذا كان المثال هو سهم الكهرباء ؟
الجواب بكل بساطة أن هذا السهم أصبح يمثل مؤشر السوق وما يجري عليه سيجري حتما على البقية ، وخير مثال لذلك أنه عندما ارتفع سهما سابك وسافكو الأسبوع قبل الماضي لم تكن هناك استجابة تذكر من بقية الشركات ، وبالمثل عندما بدأ سهم سافكو في الانهيار السبت الماضي أيضا لم يتبعه الكثير وبقي السوق كعادته وكأن شيئا لم يحصل .... ولكن عندما ارتفع سهم الكهرباء الأربعاء الماضي لحق به كل الركب واخضر المؤشر .... وعندما انخفض يوم الخميس أيضا لحق به كل الركب . ما أريد أن أصل إليه في موضوع الكهرباء هو أن الذين أرادوا خفض السوق قد أحسنوا الاختيار عندما لعبوا على منحة الكهرباء فقد أصابوا السوق في المفصل ورموه في مقتل .

خلاصة القول أنه وبقراءة بسيطة للموضوع تدرك أن هذا المسلسل لن ينتهي عند هذه الحلقات الثلاث بل هناك المزيد حتى يصل إلى فترة الركود التي ننتظرها بعد نهاية زوبعة أرباح الربع الثالث ومع بداية شهر رمضان ، ويبقى عندها هوامير السوق يضاربون بهدوء بعد أن أتوا على الأخضر واليابس وبقينا أنا وأنت وكل المعلقين نتفرج عليهم يبيعون ويشترون بما ربحوه منا بقصة سمجة ألفوها وسموها
" المستقبل الواعد للاقتصاد السعودي والأسهم السعودية " قصة طبع منها مئات الآلاف من النسخ ووزعت عبر الصحف الرسمية والمنتديات .

وللمهتمين بالتحليل الفني نجد أن كل المؤشرات تدل على استمرار مسلسل الانخفاضات وتكفي الإشارة إلى مؤشر قياس ميل المتعاملين في السوق ، هذا المؤشر الذي يعطي قراءة لاتجاه الحركة المستقبلية في السوق عموما ، ويعتمد على مقارنة عدد الشركات المرتفعة والمنخفضة ، هذا المؤشر هو في اتجاه تنازلي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ، وذلك حسب علمي يعني خروج الأموال من السوق ، وأنا متأكد من أن لدى أستاذنا الحربي الكثير ليقوله لنا في هذا الموضوع .... نتمنى أن نقرأ تحليه لبعض المؤشرات .

أعتذر للإطالة .... وأشكر لكل من نصح لإخوانه بنية خالصة في هذا المنتدى وإن خالف السوق توقعاته وتحليلاته .