الــ" الداوجونز" وانعكاساته على "تاسي" في سنة 2009

[عبدالله البراك]

انفرد عام 2008 بالخسائر في الأسواق العالمية بشكل عام والسوق السعودية بشكل خاص. وتأثرت الأسواق العالمية بأزمة الرهن العقاري التى اصابت الاقتصاد الامريكي و القت بظلالها على جميع الاقتصادات والأسواق المالية العالمية حيث هبطت هذه الأسواق وعلى رأسها السوق الأمريكية ممثلا بمؤشر داو جونز مايقارب 50% من أعلى مستوياته و 45% خلال عام 2008 حينما سجل أدنى مستوياته هذا العام، وليقترب هذه السنة لأن يسجل أسوأ أداءآ منذ سنة الكساد العظيم .
ولمعرفة أبعاد أكبر أزمه في تاريخ الاقتصاد الأميركي ومدى تأثيرها على أسواق المال الأمريكيه لابد من الوقوف عند أولى سنوات الكساد العظيم والتي حدثت عام 1930 حيث سجل فيها الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (US GDP) انخفاضآ قدره 8.6% ليتبعه انخفاضا مانسبته %6.4 ، 13% في السنتين التي تلتها لتكون بذلك السنه الأخيره 1932 هي الأسوأ في الاقتصاد الأمريكي خلال الثمانين السنة الماضية والتي سجلت حينها السوق الأمريكية انخفاضآ قدره 53% وهو يعتبر اكبر انخفاض يسجلة الداوجونز . ثم بدأ بعدها الاقتصاد يتعافى حتى سنة 1938 م وهي بداية الحرب العالمية الثانية والتي سجل فيها الناتج المحلي الأمريكي انخفاض بـ 3% وانخفض في تلك السنة السوق الأمريكي ممثلاً بمؤشر الداوجونز بما نسبته 33 % وهذا ثالث أكبر انخفاض يسجله السوق خلال الثمانين السنة الماضية.

بينما يتوقع أن يسجل الناتج المحلي الأمريكي بنهاية سنة 2008 نمو بمقدار 0.1 % متأثرا بالتباطؤ الكبير خلال الربع الرابع والذي يتوقع أن يسجل تراجع يتراوح مابين 4% - 5% ، وعلى خلفية هذا التباطؤ انخفض مؤشر داو جونز بمقدار 45% عن إقفال سنة 2007 ويعتبر هذا الانخفاض هو الاكبر بعد الكساد العظيم .
عند مقارنة الأرقام التي سجلها الأقتصاد الامريكي في الكساد العظيم مع الأرقام التي سجلها في الوقت الحالي يتضح لنا ان الازمة الحالية ليست بمستوى الكساد العظيم الا ان السوق الامريكي تفاعل معها بنسبة تقترب منها وخصوصا ان تصريحات البنك المركزي الامريكي وتوقعاته للناتج المحلي لسنة 2009 بانها قد تسجل أداءآ يتراوح مابين -0.2% ، 1.1% .
أي ان ردة فعل المستثمرين كانت مبالغ فيها لحد ما. و الرسوم البيانية التالية توضح لنا انعكاسات الناتج المحلي الأمريكي على مؤشر الدوجونز في الثمانين سنة الماضية .







وحتى نستطيع أن نُقّدّر الفترة التي تحتاجها الاقتصادات للتعافي من هذه الأزمة نحتاج إلى تحديد بداية فترة الركود للأزمة الحالية و بحسب تقارير الهيئة الوطنية الامريكيه للابحاث الاقتصادية "NBER" والذي يشير الى أن الركود بدأ من ديسمبر 2007 وأنه يتوقع أن يكون بداية التعافي في النصف الاول من 2009 .

وهنا سوف نضيف رسم بياني يوضح لنا متوسط الفترة الزمنية لأي ركود اقتصادي سابق ومن هذا الرسم سوف نحدد هل ان منتصف 2009 سوف يكون بداية التعافي ام لا ؟ اي ان هناك ستة أشهر تفصلنا عن مرحلة اقتصادية جديدة.




يتضح لنا من الرسم البياني ان أعلى فترة ركود هي ستة عشر شهرا و اقل فترة ركود ستة اشهر وعليه يكون المتوسط تقريبا عشرة أشهر الى احد عشر شهر بعدها تبدأ الاقتصاديات بالانتعاش من جديد والانتقال من مرحلة التباطؤ إلى مرحلة النمو وعليه فإن منتصف 2009 قد يكون بداية التعافي من الأزمة. لكن هناك نقطة مهمة وهي أن الاسواق المالية تتفاعل بالايجابية او السلبية قبل الاقتصاديات وتستبق الإحداث والرسم البياني التالي يوضح ذلك.



في هذا الرسم نلاحظ أن الداوجونز يتفاعل بالايجاب قبل ستة اشهر من انتهاء فترة الركود مسجل متوسط ارتفاع ب20 % تقريبا في كل ركود وهذا يفسر أن الأموال تستبق الاحداث. ولتوضيح اكثر في سنة 1981 م سجل الاقتصاد الامريكي فترة ركود ستة عشر شهر إلا أن الداوجونز ارتفع ب 28 % في اخر ستة اشهر .
لذلك نستطيع أن نقول أن سنة 2009 سوف تكون افضل أداء من سنة 2008 في ظل ثبات التوقعات الحالية وقد تكون اقوى اداء من اي فترة ركود والسبب يعود الى ان كثير من الدول ضخت اموال كبيرة لتحفيز اقتصادياتها وهذه الاموال قد تساهم بتكوين فقاعات اقتصادية وربما في عودة التضخم بشكل اكبر لكنها ستساعد بالتعافي بشكل أسرع مما مضى .


الاقتصاد السعودي هو اقل الاقتصادات تأثراً بالازمة الحالية إلا أنه عكس هذه الازمة في سوق الاسهم في عام 2008 بانخفاض ب57 % عن اقفال سنة 2007 وانخفض فيها مكرر السوق السعودي من 18 مرة الى مستويات 10 مرات متاثراً بالازمة وتداعياتها.
بالنظر إلى الازمات التى مر بها السوق السعودية خلال 18 سنة الماضية سنجعل مكرر الارباح معيارنا الاساسي للتحليل وللتقييم فهو الأدق والأنسب بالنسبة إلى سوق ناشئة ونامية. فالسوق السعودي مر بأربع ازمات وكانت اولى الأزمات غزو الكويت في عام 1990 م ،ثم ازمة النمورالاسيوية 1997م ، ثم حرب العراق 2003م ، ثم ازمة الائتمان الحالية 2008م.
بالنظر الى شارت مكرر السوق يتضح لنا تاثير كل ازمة على مكرر السوق وماذا يحدث بعد ذلك، سنرى أنه بعد كل ازمة تكون ردة فعل السوق حدوث فقاعة وان أدنى مستوى وصله مكرر السوق هو بعد فقاعة ازمة الكويت عام 1995 م وهو عند مستوى 9.5 مرة ثم سجل ثاني ادنى مستوى له بالازمة الحالية وهو عند 10 مرة مع مرعاة ان هناك كثير من الشركات التى ادرجت حديثا ورفعت القيمة السوقية للسوق ولم تضف له أية أرباح. .





بالنظر الى الشارت لنا أن نطرح هذا السؤال: ماهي الاسباب التى ساهمت في وصول السوق السعودية الى هذه المستويات المتدنية من المكررات ؟من وجهة نظري الخاصة أن ابعاد الازمة ليست واضحة للمستثمرين كذلك مستثمري الأسواق الخليجية حديثو عهد بالأزمات المالية وتنقصهم الخبرة في التعامل مع الأزمات لذالك تم تقيم الاسعار باسواء الاحتمالات في ظل ثبات التوقعات .وأيضاً قوة الألة الاعلامية الحالية والتي بالغت بتغطية الازمة و بالتخويف والتهويل من آثار الازمة ببحثهم عن السلبيات وتهميش الايجابيات .

في الخاتمة ومن الرسومات السابقة يتضح لنا عدم وجود ارتباط مباشر بين الداوجونز و تاسي ولكن تكمن العلاقة بينهما في الاقتصاد الأمريكي فأي ايجابية أو سلبية في أداء الاقتصاد ينعكس على الاقتصاديات للدول الأخرى وبالتالي تتأثر الأسواق المالية العالمية وهنا يكمن الارتباط و أن أفضل طريقة لقراءة الأقتصاد الاميركي هي تفاعلات الداوجونز. .

رابط الموضوع في جريدة الاقتصادية


http://www.aleqt.com/2009/01/03/article_180152.html

المحلل المالي
عبدالله بن محمد البراك
عضو جمعية المحاسبين السعوديين

[oops2211]

احسنت اخوي عبدالله موضوع قيم ومفيد

بالعكس انا الاحظ السيوله لاضاقت بها داون اتت لتلتهم تاسي ..!

[نوبلان]

مجهود تشكر عليه
=====================

[eng_abusafwan]

الله يعطيك الف عافية

تحياتي يااستاذ

[$الساحر$]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله البراك

لذلك نستطيع أن نقول أن سنة 2009 سوف تكون افضل أداء من سنة 2008 في ظل ثبات التوقعات الحالية وقد تكون اقوى اداء من اي فترة ركود والسبب يعود الى ان كثير من الدول ضخت اموال كبيرة لتحفيز اقتصادياتها وهذه الاموال قد تساهم بتكوين فقاعات اقتصادية وربما في عودة التضخم بشكل اكبر لكنها ستساعد بالتعافي بشكل أسرع مما مضى .
رابط الموضوع في جريدة الاقتصادية


http://www.aleqt.com/2009/01/03/article_180152.html

المحلل المالي
عبدالله بن محمد البراك
عضو جمعية المحاسبين السعوديين

بارك الله فيك

جهد مميز

لكن عندي بعض التحفظ من الناحية الفنية على الأداء المتوقع لمؤشر الداوجونز في هذا العام
وقد تكون وجهة نظرك المالية (إذا خدمت الظروف القادمة للشركات الكبيرة) حافز لثبات أو لإستعادة الثقه في السوق الأمريكي والأسواق عامه. يبقى الفكر الإستثماري هو (الداعم والمنقذ) اذا لازال هناك من يؤمن به بعد موجة الرعب الأخيرة.

والله أعلم

أخوك

[شمالي مميز]

شكرا الاخ عبدالله والله يعطيك العافيه

[علـ روحـ ـي]

بارك الله بك شغل متعوب عليه وكلام خبير

[الرابح]

http://www.tdwl.net/vb/showthread.php?t=257863

[SNA]

جزاك الله خير.....

[ahasis]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


بارك الله فيك اخي عبدالله


ووفقك الله لما تحب وترضاه