إن كان هناك طفرة لن تكن بهذه السهولة

[Omair]

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن أكثر المتشائمين للسوق أو المحذرين منه يتوقع أن ينهار سوق المملكة بتلك الصورة المأساوية وأن تعود الأسعار إلى أدنى مستوياتها على الأقل لبعض الأسهم الملقبة بأسهم المحفزات والأرباح.
قدر الله وما شاء فعل وانهار السوق وعلى مدى شهر كامل كان اشبه بالمسلسل المرتبه حلقاته وفصوله مما كان له تبعات مزرية ومشاكل لا حصر لها وستبقى آثارها مدة من الزمن ناهيك عمن أنهت حياتهم بصورة أو بأخرى.

صدرت القرارات المنقذة بفضل من الله وإن كانت متأخرة وسبحان مغير الأحوال فخلال أربع وعشرون ساعة انقلب وضع الشركات من عروض إلى طلبات !
مالذي حدث ؟ إنها نفس الأسهم التي لم يكن لها أية قيمة وعلى مدى شهر كامل!

وحتى من كان ينتظر هذا الهبوط ليشتري لم تسنح له الفرصة فالأسهم أصبحت ذات قيمة.

لقد افتقد السوق عامل الثقة وبنسبة كبيرة جداً ولن تعود له بهذه السهولة فمن كان يرى قوة السوق وكان يرى أن بإمكانه الخروج أي وقت أصبح كالسجين في غرفة دون أبواب بحيث كان التكبيل أضمن بوجود نسبة 5%.

السوق يحتاج إلى الهدوء وتكوين القواعد السعرية وهذا لن يحدث إلا بالمراقبة والحد من التلاعبات التي من أمثلتها حادثة الثواني الأخيرة يوم الخميس الماضي ، فعندما يرى المتداول هذه الحركات لن يأمن السوق ولن يغامر بمدخراته.

من يشدد على أن الطفرة قادمة ، ربما هو على صواب لكن ليس في هذه الظروف على الأقل، فالكثيرون لن يغامروا في بحر متلاطم لا تعرف سواحله فالسوق يحتاج لفترة (نقاهة) ربما تطول وهي مشروطة بعودة عامل الثقة الذي هو في أدنى مستوياته حالياً، مالم يبين للمستثمرين حقيقة ما حدث ومحاسبة المفسدين.

دعونا نسلم بهذه الطفرة ونقول إنها آتية بإذن الله فأين ستكون؟
إن كان هناك طفرة فلن تكون إلا بالأسهم الأكثر تضرراً ومنها الزراعية والخدمية بالذات والتي اُنزلت وركعت وكأن القصد أخذها بأبخس الأثمان، بل إن الشركات (الغير محترمة) على وجه الخصوص سوف تستعيد مجد طفرتها وتلك التصريحات ومثيلاتها سيكون مفهومها العكس، ولا تستغرب إن وجدت قيادياتهم بهذه الأسعار بعد عام وهناك من ينتظر طفرتها.

نقطة أخرى ، سيفتقد السوق لأهم عوامل استقرار الأسعار وهو الإستثمار وهذا التوجه تم شطبه من قاموس المتداولين حتى إشعار آخر.

أسأل الله أن يعوض على كل مسلم تأثر بنفسه أو بماله وأن ينتقم له عاجلاً غير آجل