خبير مالي تراجع الأسهم السعودية يعكس نفسيةالمساهمين في التعامل مع تجربةانخفاض الاسعار

[khalidj1]

أكد أن حوافز السوق ما زالت مشجعة في ظل ارتفاع أرباح البنوك والشركات

جدة: ابراهيم الفقيه
وسط دهشة الكثير من المحللين والمراقبين لسوق الأسهم السعودي، ومع وجود جميع المحفزات المشجعة، تعرض السوق في اليومين الماضيين لخسارات قدرت بملايين الدولارات. ويفسر ناصر عبد العزيز العبدان، محلل في سوق الأسهم السعودي، التراجع بانه لا يتعدى كونه عاكسا لنفسية المساهمين الذين دخلوا تجربة تراجع لأسعار الأسهم للثلاثة أسابيع الماضية. وهذا التراجع اصبح في مفاهيم المساهمين امرا يصعب الخروج منه، وهذا خطأ فالسوق دخل مرحلة من القوة تدفعه الى اعلى. فنتائج الشركات التي اعلنت والبنوك جاءت محفزة والأرباح عالية وبأفضل مما كان متوقعاً، فبدلا من ان يكون الارتداد إيجابيا اخذ المؤشر في النزول، فالعملية لا تتعدى كونها نفسية ومجالا كافيا لصناع السوق في استمرارية ضغطهم على السوق.
وبين العبدان ان اكثر من خسر في السوق خلال الأيام الماضية هم من ذوي المحافظ التي استفادت من تسهيلات قروض البنوك والتي قد تكون قروضهم مماثلة لرؤوس اموالهم اي بنسبة تعادل 100 في المائة منها، فكان انخفاض السوق لهم كارثة، اذ بيعت محافظهم من قبل البنوك واسعار السوق منخفضة، مما ضاعف خسارتهم. وعادة ما تبيع البنوك محافظ المقترضين التي تشرف عليها، بمجرد ما تصل اسعار السوق الى مرحلة من التدني يخشى فيها البنك من ضياع قرضه. وينصح العبدان المتعاملين بالتعامل مع أسهمهم مباشرة بدون النظر الى المؤشر العام لأن المؤشر العام لا يعطي بالضرورة صورة حقيقية عن وضع السوق اثناء التداول، فنزول اسهم بعض الشركات القيادية بضعة ريالات يفقد المؤشر عدة نقاط قد تصل الى 200 نقطة على سبيل المثال فهذا مؤشر لا يدل على سوء اداء السوق والحد من ارتفاع المؤشر.

اما حوافز السوق فهي مشجعة ولا شيء يدعو الى التراجع، فإعلان الشركات والبنوك حتى الآن كانت مشجعة وجاءت بقفزة كبيرة في الأرباح قدرت بحوالي 70 في المائة عنها في العام السابق لنفس الفترة اضافة الى ما يتوقع من تحقيق ارباح مجزية لشركة سابك التي تمثل ثقل السوق والتي من المتوقع ان تعلن عن ارباحها خلال العشرة أيام القادمة كل ذلك من المفترض ان يقود السوق الى أعلى. وشهد السوق تراجعا لأسعار اسهم جميع الشركات المتداولة والتي تمثل 75 شركة كما سجلتها تداولات الفترة الأولى من تداولات يوم امس والتي كانت قيمة السوق فيها خلال تلك الفترة بالكاد تتجاوز الـ3 مليارات ريال سعودي.

وكانت الخسارة التي تعرض لها سوق الأسهم السعودي امتدادا للخسارة التي لقيها المؤشر يوم السبت الماضي عندما انخفضت أسهم 71 شركة مساهمة من اصل 75 شركة، حيث بدأ المؤشر في التراجع وفقد عندها 447 نقطة، متراجعاً إلى 12.281 نقطة امتدادا لتراجعه للأسبوع الثالث على التوالي، وخسر المؤشر عندئذ 547 نقطة، بنسبة تراجع حددت بـ3.5 في المائة، عن أعلى نقطة وصل إليها المؤشر والتي قربت من 13828 نقطة في اول اسبوع من يونيو الماضي.

وكانت أسعار النفط، التي تؤثر على اداء سوق الأسهم السعودي فقد ارتفعت نهاية الأسبوع الماضي واجتاحت سقف الـ 61 دولارا اميركيا للبرميل من الزيت الخام وهو سعر غير مسبوق نظرا للاعتداءات التي تعرضت لها لندن والتوقعات السلبية لإعصار جنوب امركيا، ولكنه عاد وتراجع سعر البترول ليستقر على 59 دولارا للبرميل من الخام. وحقق القطاع البنكي ارباحا نذكر منها ارباح بنك الرياض والتي بلغت 1.4 مليار ريال سعودي في حين حقق سامبا 892 مليون ريال سعودي، البنك السعودي للاستثمار الذي 490 مليون ريال سعودي. وكذلك حقق البنك السعودي الفرنسي مليار ريال سعودي والبنك العربي الوطني 892 مليون ريال. واعلنت شركة الراجحي المصرفية للاستثمار عن تحقيق ارباح مجزية خلال النصف الأول من العام بلغت 2273 مليون ريال سعودي، بزيادة 66 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وأعلنت عن توزيع أرباح بواقع عشرة ريالات للسهم عن الربع الأول والثاني على أن تكون أحقية الأرباح في 10 يوليو (تموز) الجاري.

وشهد قطاع الإسمنت تحقيق أرباح جيدة تقدمته إسمنت الشرقية وإسمنت اليمامة واسمنت العربية حيث حققت إسمنت اليمامة ارباحا بلغت 207 ملايين ريال فيما حققت اسمنت العربية ارباحاً تجاوزت الـ 160 مليون ريال ثم جاءت اسمنت الشرقية بتحقيق أرباح قدرها 150 مليون ريال.