العولمة .. أنهيار الأسواق بين حد السكين و قبضتها !

[عازف وتر]

تحية طيبه ,,

قبل أن نبدأ العزف حول السوق و ما يدور فيه فقط أقول : أنه من غير المعقول مطلقاً لعقلاً أستوعب هذه التراجعات الوخيمة و التقلبات حول العالم ككل , ليس من المعقول له أن يتصور حدوث هذا لمجرد غلطه أو فجئة كما يقال !

بل أجزم أن ما يحدث مبرج بدقة فائقة , و دعونا نعود للوراء قليلاً :

- عندما أنتخب الرأيس الأمريكي جورج بوش في ولاية الثانية قام بتخفيض نسب رؤوس الأموال لدى البنوك , مما أدى في النهاية إلى دخول بطاقة الفيزا و الكريدت كارد في جعبة الزبال الأمريكي !

هذا بدوره حول المواطن الأمريكي إلى أداة إستهلاك دون توقف , فأصبح المواطن الأمريكي نفسه يصدر الدولار إلى العالم بكميات خرافيه , بغية إستيراد منتجات تتميز عن المنتجات الأمريكيه بالكفاءة العالية من جهه و بتوفير الطاقه من جهه أخرى , فوجدت الصين ظالتها , و نمى أقتصادها بطريقه عجيبه !
و أقيمة الأسوار حول الأقتصاد الأوربي بأرتفاع اليورو مقابل الدولار , فأصبحت أوربا قطعه غاليه أما حتى السائحين , فتضررت أوربا نفسها من رخص الدولار الذي بدوره أعطى ميزة تنافسية للصناعة الأمريكية !

- الذي حدث في العالم بسيط للغية , و هو عباره عن تغير في أتجاه سير العمله الصعبه حول العالم فقط , قد تكون الهونات على المنازل الأمريكية هي الطرف الحاد للسكين , و لكن مقبضها بيد محركات سريان العمله الصعبه عالمياً !

ما الذي حدث هنا تحديداً ؟ حينما أرتفع النفط , أرتفعت معه إرادات دول الأوبيك التي أخذت تبني لها أرصدة تراكمية بلغة التريلونات من الدولارات , بالأضافه إلى الصين اليت تحول 40% من أنتاجها إلى أمريكا , كل هذه الدولارت كانت تحجب من العوده مجدداً إلى النظام المالي العالمي بمجرد الإحتفاظ بها و إغلاق عليها ..


- في تاريخ العالم , ثلاث محاط ريسيه : الإستعمار , الأمبرياليه , العولمه !
كلها من صياغة عجلة الإنتاج العالمية , ففي بدايات القرن التاسع عشر كانت آلة الإنتاج تعتمد على السيطره على أسواق المدخلات الأساسية في الصناعه , فستعمرت بريطانيا وحدة العالم , حتى فشلت فكرة الإستعمار , بنهاية الحرب العالمية الثانية , فخرجت الامبرياليه كمفهوم , بدأت تتبلور حتى أصبحت واقعاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي , حينما نهض الشرق الأسيوي بفكر يعتمد البحث العلمي اولاً , جعل هذا منه آله أنتاج تعتمد على الكفاءة العالية و طلب على النفط قليل , فأصبح أكثر مواكبه لضروف العالم الحديث , و أثبت هذا خطأ مفهوب الأمبرياليه الأمريكية بالإتكاء على أبار النفط و الإعتماد على النفط الرخيص الذي سبب شراه في الإتهلاك و ضعف في الكفاء للمصنوعات اللأمريكيه , فأصبح من الضروري , البدأ بالعولمه !

في تصوري البسيط :
1 - أسواق المال ليست محطاً للأموال بقدر ماهي الآن خطام في يد الساسه , فالعمله الأوربية و سقوطها القوي أما الدولار الآن و تصفيق الأوربيون لليونان و هي تفشي ديونها , لم يكن مفاجئة !
2 - من يبحق عن قيعان السوق و قممة , يجب أن يعلم جيداً أن قدماً من أقدامه في بيته و الأخرى خارج الخريطه , فأنت في متناول يد العولمه حقاً !
3 - من يتصور أن هناك دوله قد نجت من تداعيات الأزمة , فهو واهم , بل أن هناك دول لم تصلها بعد الأزمة , لكنها ستصل !
4 - ما يهمنا في الخليج , هو النفط , لإننا فقط نصدر النفط و نستورد بقيمة الحياة , النفط في أعتقادي لن يسلم بين تقلب الدولار و اليورو الآن , و ربما نجده في مستويات لا تحقق إلا الخسائر لمنتجيه بعد أرتفاع تكلفة إنتاجه في يوماً و ليله !!
5 - لا أقول لا تستثمر - لا أقولا لا تضارب - لكني أقول : كن عقلانياً أكثر , فالجدل حول أسعار مذهله و التعاطي و الإكتفاء بالتعذر بمن أستثمروا في الماضي ليس كافياً , فالزمن و إن كان يكرر نفسه إلا أنه لا يعود بنفس أحداثه مطلقاً !