أكثر صوابا ودقة من رأي الخبراء

[قناص999]

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن المتداولون مغيبون من قاموس الهيئه حيث لم يسبق للهيئه منذو انشائها حتى اليوم ان اخذت رأي المتداولين في اي موضوع يخص السوق ( باستثناء الية تقسيم قطاعات السوق ) ويكون مردوده عليهم بالسلب أو الايجاب ( استبانه أو استبيان أو حتى جملتين نعم ولا أو موافق وغير موافق ...... )
والامثله على ذلك كثيره منها على سبيل المثال لا الحصر :
* تحديد النسبه بمقدار 10% صعودا وهبوطا لم يؤخذ رأي المتداولين عن مدى مناسبة ذلك من عدمه .
* تحديد فترة التداول من 11 صباحا حتى 3.30 عصرا لم نعطى الفرصه للتعبير عن مدى ملائمة ذلك من عدمه .
* اكتتابات مكثفه ومتواليه شملت الغث والسمين بهدف تعميق السوق والتي عمقت الجراح والخسائر بدلا من ذلك ليس لنا رأي مسموع فيها .
اصبحت الهيئه هي الخصم وهي الحكم ........ والسؤال هو

متى يكون رأي الناس من غير المختصين أكثر صوابا ودقة من رأي الخبراء؟ والجواب العلمي على هذا السؤال هو في كل الحالات إلا ما ندر.

ولذلك فإن الاستخفاف برأي الناس، والتقليل من شأنه وخصوصا من قبل تلك المجموعه من المتسلطين ممن يعتقدون أنهم أعلم من الناس أو النخبة الذكية يكون بحد ذاته مكمن سقوطهم .
هناك كتاب صدر في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان "حكمة الجماهير" The Wisdom of Crowds للكاتب ( جيمس سورفايك ) يؤكد بالدليل العلمي والإحصائي أن مجمل رأي الجماهير وتقديرهم يفوق في صوابيته رأي الخبراء المختصين خصوصا إذا ترك الأفراد ليتصرفوا كل على حدة وفق ضميره وبصيرته وبدون تدخل خارجي . يعني بدون مصالح خاصه أو اهواء شخصيه تجلب المنفعه لناس دون الاخرين
أن سلبيات الهيئه كانت كثيره ( وما زلنا نعاني منها حتى اليوم ) بسبب قناعتها المطلقة أنها أكثر حكمة ومعرفة من غيرها.
وقد كا نت تقسو كثيرا على كل من يخالفها الرأي وتسعى إلى التأثير عليه بكل عناصر التفوق المتاحة لديها لكي يرى الأمور من وجهة نظرها الخاصة التي جانبها الصواب .
ماكان يضير الهيئه لو استشارت الناس بأخذ عينة عشوائية غير منتقاة من المتداولين ( في الصالات مثلا ) وطلبت منهم رأيا أو وجهة نظر حول موضوعا معين فإن الرأي الذي سيجتمع لديها منهم سيكون هو الرأي الصواب في الغالبية العظمى من الحالات و لحصلت على نتائج تساعدها في اتخاذ القرار السليم مع الأخذ في الاعتبار أن تكلفة إصلاح الآثار المترتبة عن الخطأ ربما تفوق بأضعاف قيمة الخسائر المترتبة عن هذا الخطأ إذا كان بالإمكان إصلاحه أو تداركه أصلا.
وتعلم الهيئه علم اليقين ان من بين المتداولين البسطاء افراد على مستواً علي من العلم والفكر النير ولن يترددوا في ابداء الرأي والمشوره متى ماستشيروا والمثل يقول ( ماخاب من استشار ) .
ولذا فانه من الضروري ايجاد علاقه دينامكيه بين متخذى القرار في الهيئه والناس المتداولين حيث ان هناك فجوه كبيره بينهما ولابد من تجسيرها بما يخدم المتداول وهيئة سوق المال و ضمان استمرار آلية صنع القرار على أفضل وجه ممكن، ومن دون تصلب أو تسلط ...
الامل كبير في وجود رجال مخلصون يؤمنون بمبدء المشاركه والشفافيه مما يساعد على ايجاد سوق مستقر ومتماسك ان شاء الله .
وبالله التوفيق