المفسدون في الأرض الجزء الأول

[الفرزدق الجديد]

المفسدون في الأرض الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الأعزاء :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
في التاريخ صفحات مظلمة ، أثرت في تاريخ البشرية الإجتماعية والمالية والدينية

سأحاول إذا أستحسنتم الفكرة في تقديم بعض هذه القصص التي أثرت في الجتمعات العالمية ، وخاصة المالية في الأجزاء القادمة إن شاء الله تعالى
وفي هذا الجزء سنتكلم عن القرامطة ، وما عملوه في التاريخ الإسلامي ومنها قصتهم مع الحجاج والحجر الأسود

القرامطة والحجر الأسـود
عاث أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي في الأرض فساداَ ، وذلك في زمن خلافة المعتضد بالله ، وأراد نقل البيت الشريف إلى دار بناها ببلدة هجر ، ليجعلها منسكا للحاج وهاجم حجاج بيت الله الحرام يوم التروية من شهر ذي الحجة عام 317 هـ ، في سبع مائة من أصحابه ، فانتهب أموال الحجاج واستباح قتالهم ، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقا كثيراً ، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة ، والرجال تصرع حوله ، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية ، الذي هو من أشرف الأيام ، وهو يقول :



أنا الله وبالله أنا أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا


وقتل في المسجد الحرام نحو ألف وسبع مائة من الرجال والنساء ، وهم متعلقون بالكعبة ، وقتل في سكك مكة وشعابها من أهل خراسان والمغاربة وغيرهم زهاء ثلاثين ألفا ، وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك ، ثم أمر بأن تدفن القتلى في بئر زمزم ، ودفن كثيراً منهم في أماكنهم من الحرم ، وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها ، وشققها بين أصحابه ، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة - وكان من الذهب الإبريز - فيقتلعه ، فأصيب من أبي قبيس بسهم في عجزه فسقط على أم رأسه فمات، فأطلع آخر فسقط على رأسه ومات ، فأحجم الناس عن الطلوع إليه فعند ذلك أنكف الخبيث عن الميزاب وأراد أخذ المقام فلم يجده ، لأن بعض أهل مكة غيبوه في بعض الشعاب ، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود ، فجاء رجل فضربه بمثقل في يده وقال : أين الطير الأبابيل ؟ أين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الأسود ، وكانت واقعة لم يقع مثلها في الجاهلية ولا الإسلام ..

ومكث في مكة أحد عشر يوماً يقتل الأنفس ويسلب الأموال ، ثم توجه إلى بلده وأخذ الحجر الأسود معه يحمله على الإبل فمات تحته أربعون جملاً ، فمكث عندهم اثنتين وعشرين عاماً إلا أربعة أيام ، بذل الخلفاء العباسيين للقرمطي في رده نحو خمسين ألف دينار فأبى . ولما أراد الله تعالى هلاكه سلط عليه الأكلة حتى تناثر لحمه بالدود ، وعذب بأنواع العذاب في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ، ومات أشقى موتة ..

وفي سنة 339 من الهجرة حمل القرامطة الحجر الأسود إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من جامعها ليراه الناس ، وكتب أخو أبي طاهر كتابا فيه : " إنا أخذنا هذا الحجر بأمر وقد رددناه بأمر من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم " ، ثم أرسلوه إلى مكة بغير شئ على قعود هزيل ولم يصبه أذى فوصل في ذي القعدة من تلك السنة ولله الحمد والمنة ..





__________________
لاإله إلا الله


Last edited by الفرزدق الجديد on 23-12-2003 at 08:08 PM

[gsly]

وكان ممن قام بالوساطة لرد الحجرالاسود الى مكة هم الفاطميون فى مصر لانهم على نفس المذهب الاسماعيلى الباطل وكانت سيطرة الفاطميين في تلك الفترة قد وصلت الى الحجاز لاكنهم لم يبدوا اي ردة فعل تجاة ذلك والسبب ما ذكر انفا.....

[الفرزدق الجديد]

الأخ العزيز gsly
شكرا على زيارتك ، وإيضاحك لهذه النقطة الهامة .
جزاك الله خيرا

[قاصد كريم]

ممكن معلومات عن القرامطه اكثر

من اين جاءو واين حكموا وماهو اصلهم

وجزاكم الله خير

[الفرزدق الجديد]

أخي العزيز قاصد كريم
إن شاء الله تعالى أوافيكم بها قريبا
شكرا على إهتمامكم بالزيارة

[الكناني]

جزاك الله خير