الاقتصاد السعودي .. يدٌ تبني وأيدٍ تهدم ( أقف احتراماً لهذا الكاتب المخلص )

[تاجر شنطة]

الاقتصاد السعودي .. يدٌ تبني وأيدٍ تهدم

د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري - كاتب متخصص في التنمية 03/09/1427هـ
Alkedheiri*************

الاقتصاد السعودي اليوم يعيش حالة من الإرباك والحيرة للآخرين فبينما تشير كل المعلومات والإحصائيات والمؤشرات على نموه القوي وارتفاع الدخل الوطني واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية وتغير موقع المملكة الاقتصادي وانتقالها لأفضل أربعين دولة في هذا المجال وارتفاع أسعار البترول وانخفاض التضخم وزيادة الرواتب وغيرها من الأمور الاقتصادية الإيجابية وحرص القيادة السعودية على دعم كل ما من شأنه استمرار ذلك وتحقيق الرفاهية الاقتصادية للمواطن السعودي والدفع بكل الإجراءات والقرارات نحو تأكيد هذا الحرص والعمل على تفعيله واستمرار تأكيد ذلك في جميع المناسبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلا أن ما يجب الوقوف عليه وطرح التساؤل المباشر والجري الصادق هو أين الخلل؟ ولماذا الأمور تسير بعكس ما ترغبه القيادة وتسعى إليه وما هي؟ ومن هي تلك الأيدي الخفية التي تحرك الموج في عكس اتجاه السفينة؟ أو بمعنى آخر من هؤلاء الذين يجدفون في الاتجاه المعاكس ويحالون أن يقودوا السفينة إلى عمق البحر لمحاولة إغراقها هناك حتى لا يكون هناك ناجون سواهم ونفر قليل من أعوانهم؟

لقد جاءت القرارات الاقتصادية الداعمة لتطوير الوضع الاقتصادي وإنقاذ حقوق ومصالح المواطنين تترى فمن المجلس الاقتصادي إلى الهيئة العامة للاستثمار إلى العديد من القرارات الاقتصادية التي تؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على مصلحة المواطن البسيط الذي يرغب الخروج من شرنقة الفقر والعوز على مرحلة اقتصادية آمنة ومريحة. ولهذا وجهت العديد من القرارات في هذا المجال من زيادة في الرواتب إلى محاولة إصلاح ودعم سوق الأسهم والذي أصبح سوق استثمار لجميع المواطنين وغيرهم غنيهم وفقيرهم رجلهم وامرأتهم صغيرهم وكبيرهم. وأصبح الناس لفترة من الزمن ينعمون فيه بشيء من الطمأنينة بعد أن عرفت حساباتهم البنكية شيء من الاستقرار المالي وتوفر السيولة التي تساعدهم على تحقيق بعض من حاجاتهم الأساسية التي حرم البعض منها لسنوات بسبب ضيق ذات اليد، الغريب أنه مع كل قرار إصلاحي يصدره خادم الحرمين الشريفين أو يد بيضاء يمدها لدعم اقتصاد المملكة والاهتمام بمواطنيها نجد أن هناك أيدٍ سوداء تحاول طمس ذلك والقضاء عليه ولقد أصبح حديث الشارع اليوم وفي المنتديات بالإنترنت ورسائل الجوال وفي المجالس والزواجات والأفراح والعزاء وحتى في المقابر هو وجود تلك الأيدي التي تهدم ما تحاول القيادة بناءه والحفاظ عليه حتى أصبح الواحد منا لا يمر به يوم إلا ويسمع ذلك المتحدث عن وجود مؤامرة من دولة أجنبية لاستنزاف الاقتصاد السعودي وتجفيف منابع السيولة فيه إلى وجود بعض الأيدي السعودية التي تعمل في الخفاء على تدمير هذا الاقتصاد إلى قيام بعض الصناديق الاستثمارية بمثل هذا الدور أو قيام بعض الأسماء التجارية لعائلات في السوق باستغلال التوجيهات المباركة للقيادة واستثمار ذلك لمصالحها الشخصية المباشرة أو قيام بعض المؤسسات شبه الحكومية بتسييل محافظها لأغراض استثمارية أخرى أو... ـو ...... أو ..

الحديث عن وضع السوق المالية في المملكة حديث طويل ويتفرع إلى أحاديث وأحاديث عما يجري به من تدمير للفرحة التي حاول المواطنون أن يعيشوها مثلهم مثل بقية شعوب الأرض، والاستماع إلى أحاديث الناس في المناسبات العامة أو الجلوس خلف شاشة جهاز الكمبيوتر أو القراءة لمواقع الإنترنت وتحليلاتها الاقتصادية الاجتماعية العاطفية وما تناقله الناس عن الوضع ومن يقف خلفه ويحاول أن يدمر خيرات ومقدرات البلاد حديث يجعل الواحد منا يعيش حالتين في حالة من الضحك وفي الوقت نفسه البكاء على حالة هؤلاء المواطنين المكلومين في أموالهم وأرزاقهم وكيف أن تحويشة العمر والمنزل والراتب قد ذهبت مع الريح وكما تذكر العديد من مواقع الإنترنت القصص عن ذلك الذي أُغمي عليه أو أصيب في عقله أو... أو بسبب احمرار الشاشة وتدهور الأسعار.

إن الأمر محير، فبينما تعيش المملكة في عز نموها الاقتصادي وارتفاع دخلها الوطني واستقرارها السياسي ونجاح برامجها المالية الاستثمارية واستقطابها لرؤوس أموال أجنبية وعودة بعض الأموال المحلية المهاجرة، ينقلب الوضع على المواطن وتسير أموره الاقتصادية في الاتجاه المعاكس.

لقد كثر القيل والقال عن الأيدي الخفية التي تقف خلف انهيار السوق ومهما كانت الروايات والأحاديث والإشاعات صحيحة أو غير صحيحة أو أن بعضها كذلك من الأيدي الخفية التي تلعب بالاقتصاد وبمقدرات وحقوق الناس، فإن الأمر يتطلب إيضاح ذلك بشكل حازم وجازم وقطع كل يد تسيء لاقتصاد البلاد والعباد ويجب أن يكون مسؤولونا الماليون على قدر الحدث وتحمل المسؤولية ولا يعيب من لا يقْدر عن تقديم الحل وإيضاح الحقيقة من التنحي وإعطاء الفرصة لمن يصلح بأن يُصلح لأن المال عديل الروح والاستقرار واستمراره مع النمو الاقتصادي وازدهاره، ولقد أثبتت السنوات البسيطة الماضية هذه الحقيقة.

كما أن التراخي وعدم الحزم ضد من لعب ومن يلعب بحقوق الناس المالية واستولى عليها بقصد أكل أموال الناس بالباطل مع سبق الإصرار والترصد والتمثل في جميع الأموال على أساس تشغيلها بأرباح خيالية، هذه الأموال التي انتهى بها المطاف في غياهب الجب إما بسبب سوء إدارتها أو سوء استغلالها أو استخدامها لأغراض واستثمارات شخصية والادعاء بالإفلاس أو الاعتقاد أن السجن لعدد من السنين سوف يضمن بقائها مع من سرقها، وهذا الأمر يتطلب الحزم واعتبار هؤلاء المفسدين ممن ينطبق عليهم حد الحرابة لإفسادهم في الأرض وأكلهم أموال الناس بالباطل.

وقفة تأمل :

"ليس معنى المودة أن نلتقي كل يوم، وليس عدم اللقاء يعني عدم المحبة، فليس كل لقاء مودة ولا كل غيبة جفوة، فلنا إخوانا لا نراهم إلا في كل سنه مرة نحن أوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم، فيارب أنت أعلم بنفسي مني وأنت أعلم بمكانتهم عندي، فيا عالم ما بنفسي أسعدهم بمقدار حبي لهم، اللهم ثبت من أحب منهم حتى يلقاك على ما تحب، اللهم سخر لهم القلوب وأبعد عنهم الروب وأسعدهم ما تعاقب الشروق والغروب، اللهم أجزهم الجنة وأكفهم الفتنه وتقبل صيامنا وقيامنا في هذا الشهر المبارك، وكل عام وأنتم بخير".



منقول من : صحيفة الاقتصاد الالكترونية .

عندما يكتب المخلصون والحريصون على مصلحة الوطن والحفاظ على قوة اقتصاده ، فإنهم يسطروا أفضل مما أبدعه هذا الكاتب الذي أسأل الله أن يكثر من أمثاله ، وأن يجعل ويسهل لهم السبل في تطبيق رؤاهم الصائبة لنراها واقعاً معاشاً في سوق كثرت فيه أيادي السوء السوداء .

رابط المقال : http://www.aleqtisadiah.com/article.php?do=show&id=3317

[saudi knight]

:619:


الله يجزاك خير

[دلغوب]

كل عام وانت بخير

[حنين الورد]

الله يجزاك خير
كل عام وانت بخير

[تركي419]

قدير ومحترم هذا الكاتب، فله وللناقل الف تحية...

[alrased]

شكرا لك مقال في غاية الروعة والشفافية

[مخـــاوي]

الله يجزاك خير على النقل ويجزى راعي المقال الصحه
والعافية

[F-A-H-D]

كلام رائع ولكنه لن يحرك ساكن !!

[العبدالرحمن]

حسبى الله ونعم الوكيل فيمن تسبب فى خسارة النااااس

[سمير1407]

يعطيك العافية


وكل عام وانت بخير