''رسملة'' رسم الكهرباء تفرض استراتيجية الانتظار والترقب في غياب توضيحات الشركة

[مستشار]

المصدر : د. علي دقاق (جدة)


اسبوع من التداولات المنتهية بتاريخ 9/10/2003 والتي يمكن تصنيفها بأقل من نشطة خاصة في جانب سهم الكهرباء الذي انخفضت الصفقات المنفذة عليه بنسبة 10% وانخفض السعر بنسبة 11,04% ولم يسعف المؤشر العام دخول اسهم الصناعة القوية كسابك وسافكو ضمن الاكثر نشاطا من حيث الكمية والقيمة وضمن عينة الاكثر ارتفاعا لانه وكما بدا من تداولات الاسبوع الماضي باستثناء يوم الاثنين الماضي الذي علق فيه التداول على سهم الكهرباء كانت انظار المتعاملين متركزة على سهم الكهرباء بشكل كبير. وجاء موضوع رسملة رسوم الحكومة لشركة الكهرباء والذي لم يكن بذلك الوضوح حتى على بعض الاخصائيين ناهيك عن المستثمرين العاديين الذين انتقلوا الى استراتيجية مغايرة لما قبل يوم الاثنين حيث شهدنا عزوفا عن المضاربة على السهم لايام الثلاثاء والاربعاء وحتى اقفال الخميس وكان التناقص في كمية التداول بشكل متزايد وهذا ادى الى تناقص السعر ولكن بمعدل متناقص وهو مؤشر على سلامة السهم والتي قابلها عدم وضوح ماحصل من رسملة للرسوم الحكومية فلم تجب شركة الكهرباء ولا المجلس الاقتصادي الاعلى على الاسئلة كيف ولماذا وماذا بعد ذلك? مما ترك اغلب المتعاملين في حيرة من امرهم واختياروا استراتيجية الانتظار والترقب وقد تأخرت شركة الكهرباء في الرد على مثل تلك التساؤلات مع انه كان يفترض ان يصاحب قرار الرسملة توضيحات كثيرة خاصة ان الشركة لها اسهم مطروحة للتداول في السوق وقرارات من هذا القبيل اعتقد انه من بديهيات التزامات الشركات المساهمة حتى لو كانت حصة الدولة في الاسهم 4 اضعاف حصة المواطنين ان توضح ذلك وسوف يعزى ذلك الى غياب تنظيم سوق الاوراق المالية الذي نرجو ان لا يتأخر كثيرا لياتينا بحلة جديدة فكرة وتنظيما.
وهنا لا نريد ان نخوض في الاجابة عن اسئلة مطلوبة من غيرنا الاجابة عليها بقدرما اريد اثارة موضوع مدى تأثير اصدار قرار بمعلومة ناقصة على اداء السوق ونفسيات المتعاملين فقرار الرسملة الذي قد يكون جيدا لانه سيقفل (صندوق رسوم تحت التحصيل) في حسابات الكهرباء وقد يودي الى تحسين وضع الشركة المالي الا ان غياب التوضيح المطلوب والذي هو من حق حتى المشتركين الذين دفعوا تلك الرسوم ناهيك عن المساهمين الذين يريدون ان يعرفوا لماذا سبعة اسهم? ويؤكد صحة مانقول وعد السيد سليمان القاضي الرئيس التنفيذي للشركة باصدار بيان تفصيلي اليوم السبت يوضح فيه كل الامور المتعلقة باسهم الشركة التي اعيدت رسملتها وقد طالبنا في مقال الامس الجمعة اننا نريد التوضيح بالارقام والنسب قبل وبعد الرسملة وحبذا لو يشمل التوضيح وضع الرسوم الاخرى الخاصة بصيانة العدادات التي لم تدخل ذهن الفنيين ناهيك عن المشتركين الذين يعانون من ارتفاع التسعيرة. وسهم الكهرباء وشركة الكهرباء كغيرها من الشركات والتي تمتلك الدولة فيها الحصة الكبرى حقيقة تثير هذه الحصة العديد من التساؤلات اهمها هل كون الحصة الكبرى حكومية يعفي الدولة ممثلة بوزارة المالية مثلا من توضيح مايتخذ من قرارات حول ديونها او مستحقات الغير (فنيا) عليها.. فبعد ان طرحت الدولة اكثر من 20 مرفقا للتخصيص فان الحد الادنى من متطلبات التخصيص ان يرافق اي قرار رسملي او بيعي توضيح لهذه العملية او تلك الرسملة وعندها يكون تأثير المعلومة عادلا سواء بالسلب او بالايجاب فالسوق اصبحت الان اكثر نضجا من الماضي اضافة الى ذلك فهي تتطلع الى منافسة قوية مع الاسواق الاقليمية والعربية وكونها اكبر سوق في العالم العربي اذ يفوق حجمها 75 مليار دولار لابد وان نتوقع فيها اكبر حجم من المعلومات التي تفعل عوامل العرض والطلب وتجعل من السوق حقيقة اقتصادية بعيدة عن التذبذبات الحادة وغير المرغوبة.
على اية حال وبالرغم من انخفاض عدد الصفقات على سهم الكهرباء وحجم وقيمة التداول على السهم بنسبة 10% و 18% و 16% على التوالي وانخفاض السعر بنسبة 1% في مدى اسبوع من التداول ظل السهم الاول من حيث الحجم والقيمة وهذا يفسر بشكل مباشر انخفاض كمية وقيمة التداول في السوق بحوالي 44% و 21,25% على التوالي مقارنة بالاسبوع الماضي حيث انخفضت القيمة بـ 4,1 مليار ريال وهي تعادل فوق المتوسط التداولات ليوم كامل وكذلك انخفاض الكمية بحوالي 73% مليون سهم والتي قد تصل الى كمية 2,5 يوم من التداول وبحساب الخسارة نكون بذلك فرطنا في قيمة تداول 1,5 يوم وكمية تداول 2,5 يوم يعني ان اسبوعنا الاخير كان اقل من اربعة ايام تداولا واقل من خمسة ايام قيمة. توقعاتنا للاسبوع القادم سيكون هناك توجه كبير نحو استقرار اكبر في السوق استعدادا لمرحلة صعود جديدة تشمل جميع القطاعات وبدرجة كبيرة اسهم العوائد والاسهم الثقيلة وطبعا السؤال لماذا? فالسوق الآن في مرحلة الوصول الى استقرار في الحد الادنى بعد الهبوط الحاد الذي حصل في الشهر الماضي وعادة ما تقود السوق صعودا او هبوطا الاسهم القيادية كسهم الكهرباء والاتصالات وبعض اسهم البنوك والاسمنت وسابك من الصناعة وفي الغالب سيقود السوق سهم الكهرباء حيث من المتوقع ان تفصح الشركة عن بياناتها المالية للربع الثالث من العام 2003 في نهاية الاسبوع والمتابع لاداء الشركة في الفترة السابقة يجد ان هناك تحسنا في الاداء قاد الى بعض الوفرات في التكاليف خاصة تلك المتعلقة بالصيانة وهناك ايضا ارتفاع في معدلات اداء الفنيين يعزى الى التدريب المتواصل وفوق هذا وذاك الايرادات المتوقعة والكبيرة من استهلاكات موسم الصيف الماضي وهذه مؤشرات جيدة لزيادة كبيرة متوقعة لايرادات الشركة ربما تغطى خسائر الربعين الاول والثاني من العام 2003 والتي بلغت 600 مليون ريال و 300 مليون ريال على التوالي. كانت اكثر الشركات ارتفاعا خلال الاسبوع الماضي شركة بيشة وللاسبوع الثاني على التوالي بنسبة 58,47% وبتنفيذ متواضع لم يصل الى 7,5 الاف سهم اما الاكثر انخفاضا فكانت انابيب بنسبة 18,9% وبتنفيذ ايضا متواضع لم يصل الى 7,9 الاف سهم ويؤكد التوجه الاستقراري للسوق دخول سهمي سابك وسافكو ضمن عينات الاكثر ارتفاعا والاكثر نشاطا حسب الكمية والقيمة. وتناقص اداء سهم الاتصالات الذي اغلق منخفضا باقل من واحد بالمائة وصل رابعا من حيث الاكثر نشاطا حسب القيمة (1,9) مليار ريال بعد تنفيذ حوالي 4,7 ملايين سهم وسعر اغلاق عند 408,75 ريالات للسهم.
وقد تم تداول اسهم 68 شركة ارتفعت منها اسهم 15 شركة وانخفضت اسهم 53 شركة ولم يتم تداول اسهم شركة واحدة هي فتيحي من الخدمات