صفقة بيع مقاتلات "يوروفايتر" للسعودية تحيي قطاع تصنيع الطائرات الأوروبي
أوديل دوبيري - الفرنسية -
لندن -
21/11/1426هـ
شكل الاتفاق البريطاني السعودي الضخم حول استبدال طائرات يوروفايتر بالطائرات العسكرية للمملكة دفعا قويا لشركة بي إيه إي سيستمز البريطانية ولمجمل قطاع تصنيع الطائرات الأوروبي.
وغداة الإعلان عن الاتفاق، ارتفعت أمس الخميس جميع أسهم الشركات الأوروبية المتخصصة في الدفاع وفي تصنيع الطائرات.
ويهدف بروتوكول الاتفاق الذي وقعته الحكومتان الأربعاء إلى إقامة "شراكة أكبر" بين البلدين في مجال التعاون العسكري، من خلال "استبدال طائرات مقاتلة من طراز تايفون طائرات تورنيدو وطائرات أخرى" يستخدمها السلاح الجوي السعودي حاليا.
ويعتبر هذا الاتفاق امتدادا للشراكة المتينة التي تجمع ما بين البلدين في هذا المجال.
ولا يأتي الاتفاق على ذكر قيمة الصفقة ولا تاريخ التسليم، لكن الصحف أطلقت التكهنات حول قيمة تراوح بين 12 و60 مليار يورو لصالح شركة "بي إيه إي سيستمز" ومتعهديها.
وعلى الرغم من عدم الإعلان الرسمي عن عدد الطائرات التي سيتم بيعها، أشارت الصحف إلى 48 طائرة "تايفون يوروفايتر" مع إمكانية في رفع هذا العدد إلى 72 طائرة اعتبارا من 2008.
وكان ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز، قد أعلن الأربعاء أنه يأمل في إتمام صفقة طائرات عسكرية حديثة مع بريطانيا "في القريب العاجل"، إثر لقائه نظيره البريطاني جون ريد.
ويسمح ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي هذا العام للمملكة العربية السعودية بتحمل تلك المصروفات.
ولم تتوصل طائرة يوروفايتر المصنعة من قبل كوسورسيوم أوروبي مؤلف من المجموعة الفرنسية والألمانية والإسبانية "إيدس" والبريطاني "بي إيه أي سيستمز" والإيطالي "الينيا / فينميكانيكا" بعد إلى اجتذاب العديد من الزبائن باستثناء طلب 620 طائرة تقدمت به الدول التي تصنعها.
وقد رفضت سنغافورة أخيرا عرضا لشراء هذه الطائرة، في حين تدرس اليونان حاليا مشروع شراء 60 طائرة.
وحتى الإعلان عن الاتفاق السعودي ـ البريطاني، وحدها النمسا قامت بشراء 18 طائرة، أما فرنسا المشاركة في مجموعة "إيدس" فتفضل طائرتها المقاتلة "رافال".
وستكون الشركات البريطانية الرابحة الكبرى من هذه الصفقة ولا سيما "بي إيه أي سيستمز" التي ستؤمن أيضا تدريبا للسعوديين في مجال صيانة هذه الطائرات، مع مواصلة صيانة طائرات "تورنيدو".
وشدد جون ريد على أن الصفقة "نبأ سار للشركات السعودية والبريطانية في آن معا".
وقال إن "بي إيه إي سيستمز" بصفتها المتعهد الأول ومتعهديها البريطانيين الكثر سيستفيدون من النشاطات الواردة في العقد التي ستسهم في تأمين عشرات الآلاف من الوظائف في السنوات العشر المقبلة".
وكانت "بي إيه إي" قد حصلت في الآونة الأخيرة على عقد مهم إلى جانب "تاليس" و"كي بي آر" لتصنيع حاملتي طائرات بريطانيتين، وتم التنويه بدورها في نشرة وزارة الدفاع الأسبوع الماضي.
واعتبر مديرها العام مايك تورنر آنذاك أنه لو لم يتم التنويه بدور الشركة،
"لطرحت علامات استفهام حول مواصلة (بي إيه إي) نشاطاتها في بريطانيا".
وسيسهم العقد المبرم مع السعوديين في تعزيز عودة العلاقات بين الحكومة البريطانية وأبرز شركة تسلح في بريطانيا إلى طبيعتها.
كذلك يعتبر هذا العقد ممتازا بالنسبة لشركة رولز رويس التي تصنع محرك "أي دجي 200" لطائرة "يوروفايتر" وأيضا بالنسبة للعديد من المتعهدين إلى جانب "إيدس"و"فينميكانيكا".