![]() |
ذنب الهامور ، غرسه ، وحرسه ، ودمسه ،،،
ذنب كل شي آخره ، وذنب الرجل ، أتباعه ، يقال جاء الرجل بذنبه ؛ أي : بأتباعه ،وسموا أذناب لأنهم سفله دون الرؤوس ، ولذا جعل الذنب في مقابل الرأس ؛ قال احطيئة يمدح بني أنف الناقة :
قوم هم الرأس والأذناب غيرهم *** ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا ؟! فذنب الهامور إذن تابعه الذي يصنعه على عينه ، لاذنب حقيقي ينبت له إثرالدعة والراحة ، وصنع الذنب ليس ليس بالأمر اليسير ـ كما قد يتصوره البعض ـ بل ربما أنفق الهامور على ذنبه أكثر مما ينفقه على رأسه ، لأن بقاء الذنب بقاء للرأس ، ومن هنا تفنن الهوامير في صنع أذنابهم ، وتنافسوا في الأعتناء بهم ، فهذا ذنب مدلل لاينفك تبسما وقهقهه ، وذاك ذنب لايفتأ غنجا وبلبه . ويتفاوت الهوامير في أذنابهم بتفاوت منازلهم ، فذو الذنب منهم ليس كذي الذنبين ، وذو الذنبين ليس كذي الثلاثة ،درجات بعضهم فوق بعض ، وبحسب ذلك التفاوت تنعكس الثمار عليهم . وليس أغبن على الهامور من نعمة يتحتم عليه أن يخفيها من إخفاء الذنب ، فالهوامير يحبون الفخر والخيلاء ، يفتخرون بكل شي حتى بالسيجار ، إلا الذنب يظل مع ما أنفق عليه وأودع فيه حسن الصنعة ، وجودة السبك ، في طي الخفاء ، وكذلك الذنب المسكين محرم عليه أن يفصح عن صاحبه ، وعليه أن يعيش ذنبا ويموت ذنبا ، وإن كان عمه هامور الهوامير ، بقي أن أقول أن مراحل حياة الذنب ثلاث : 1ـ مرحلة الغرس ويتوخى فيها المكان والزمان المناسبين لعيش الكائن الجديد . 2 ـ مرحلة الحرس ، وفيها يحاط الكائن المزروع بقوى مختلفة تمكنه من العيش والبفاء . 3ـ مرحلة الدمس ، وتمثل نهايه المطاف ، وغالبا ماتكون بنهاية الهدف الذي أوجد من أجله الذنب ، أو افتضاح أمره . بياض الكلام : يقول أبو المجد : بعد تجاوز بعض الأذناب في غير هذا المنتدى مرحلتي الغرس والحرس لم يبق لهم ـ والعلم عند الله ـ إلا الدمس . |
الساعة الآن 07:20 AM. حسب توقيت مدينه الرياض |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.