المدير العام لمركز دبي المالي العالمي: استقطبنا 41 مؤسسة مالية عالمية وهناك 50 مؤسسة

[KSA - LOVE]

-06-2005
المدير العام لمركز دبي المالي العالمي: استقطبنا 41 مؤسسة مالية عالمية وهناك 50 مؤسسة تنتظر إصدار التراخيص

د. عمر بن سليمان لـ«الشرق الأوسط»: فوائد المركز سوف تعم على المنطقة وسيوفر فرصا حقيقية للثراء ريم المحمود أصبح مبنى ال***** الذي يضم مركز دبي المالي العالمي احد ابرز الملامح العمرانية في مدينة دبي، فالمركز يمتد على مساحة تقارب 4 ملايين قدم مربع تشكل المساحة الخضراء منها %65 وتضم مكاتب شققا سكنية ومرافق ترفيهية. هذه البنية العمرانية المميزة يبدو أنها ترافقت مع نجاحات عملية تصب باتجاه تحقيق الأهداف المرجوة من المركز فقد تم إصدار التراخيص لحوالي 41 مؤسسة مالية عالمية يأتي من بينها جوليوس باير السويسري للخدمات المصرفية الخاصة وستاندر تشارتر بنك وكريدي سويس وميريل لينش والايانس ري وباركليز كابيتال. واليوم تنتظر قائمة من الشركات يتجاوز عددها الخمسين شركة إتمام إجراءات إصدار التراخيص لتبدأ عملها أما الخطوة المهمة التي يحضر المركز لإطلاقها فهي بورصة دبي العالمية DZFX والمقرر تدشينها في سبتمبر من العام الحالي. ما تم تحقيقه على ارض الواقع لم يستطع تصحيح التشويش العالق على صورة المركز، خاصة في الأوساط الإعلامية العربية، وهو ما لم ينفه الدكتور عمر بن سليمان مدير عام مركز دبي المالي العالمي في حديثه لـ «الشرق الاوسط» فقد اعترف بان صورة المركز ليست بالوضوح المطلوب مبررا ذلك بمصاعب البدايات وخاصة التسارع غير المتوقع في وتيرة العمل بحيث تم إنجاز خطط العام الأول في مرحلة قياسية لم تتجاوز الثلاثة اشهر ونصف الشهر. وتحدث عمر بن سليمان في اللقاء عن الفوائد التي ستعم على المنطقة نتيجة استقدام مؤسسات مالية عالمية للعمل فيها، ونوه إلى فرص العمل الواعدة التي سيوفرها المركز لأبناء المنطقة وأكد أيضا على المردود المادي المجزي لهذه الفرص معتبرا أن المركز سيقدم فرصا حقيقية للثراء. وعشية انطلاق العمل في هذا الموقع في سبتمبر الماضي تم الاستغناء عن اثنين من كبار المديرين الأجانب وهو ما ترافق مع ضجة إعلامية في الصحافة العالمية المتخصصة وتم إحلال كوادر وطنية إماراتية كان من بينها الدكتور عمر بن سليمان وأخيرا ترك العمل في المركز بعض الموظفين الذي التحقوا بمركز قطر المالي الذي أعلن عنه أخيرا. الدكتور عمر بن سليمان القادم من مشاريع ومؤسسات تعمل في مجال التقنية صرح في حديث لـ «الشرق الأوسط» من دبي بأنه لا يملك خبرات في المؤسسات المالية لكنه يعرف ما يكفي بيئة العمل المناسبة لإطلاق مشاريع، وعن موقعه في مركز دبي المالي أوضح انه ليس مطلوبا من مدير عام مركز دبي المالي أن يكون خبيرا ماليا لان المركز لا يقدم خدمات مالية بل يهيئ ظروف العمل المؤاتية لتبدأ الشركات المالية عملها، واعتبر أن ما تسرب من عاملين في المركز هو من طبيعة الأمور وان للمركز خططه البديلة تحسبا لهذه الحالات، وفي حديثه عن مركز قطر المالي رحب بن سليمان بالمنافسة نافيا وجود أي تضارب في عمل المركزين وأعلن عن نيته زيارة مركز قطر المالي عندما ينتهي الأخير من مرحلة التحضير. * مضى وقت غير قصير على إنشاء مركز دبي المالي العالمي، ولكن ما زالت صورة المركز مشوشة. برأيك ما مدى نجاحه في تحقيق الأهداف المرجوة منه؟ والأسلوب الذي يدار به؟ ـ كلامك صحيح، فالصورة ما زالت مشوشة وهذه القصة بدأت في المرحلة الأولى من بدايات المشروع في الصيف الماضي، عندما كان المركز في مراحله التحضيرية. وكان من الطبيعي وجود مصاعب وتغييرات في أسلوب العمل، وعندما بدأت المرحلة التشغيلية في الشهر التاسع من عام 2004 كان كل شيء جاهزا وراسخا عندما استكملت القوانين والأنظمة وسارت الأمور بشكل فاق توقعات الإدارة، واستطعنا كسب ثقة القطاع المالي على الرغم من حساسيته الشديدة أمام أي تغيير ونحن هنا نتحدث عن مؤسسات مالية عالمية. * بعيدا عن الصورة المشوشة كيف هو واقع الحال، تحدثت عن نجاحات فاقت توقعاتكم؟ ـ أولا سأتحدث عن مرحلة «المشروع ـ التحضير» والتي استغرقت فترة زادت عن العامين وهي فترة قصيرة وفق المقاييس العالمية ولكنها تعتبر طويلة قياسا بمعايير دبي، مع العلم أن تأسيس المركز تطلب موافقة اتحادية، ومع بداية مرحلة التشغيل تسارع العمل بشكل كبير واستطعنا خلال ثلاثة اشهر ونصف الشهر إنجاز ما كنا نخطط لإتمامه خلال عام كامل، واليوم لدينا أكثر من 41 شركة عالمية تنتمي إلى قطاعات جديدة استطعنا اجتذابها إلى المنطقة. وستتوجه بخدماتها إلى القطاع المالي والمشاريع الكبيرة في المنطقة التي افتقدت في السابق البيئة المناسبة لعملها ونحن باختصار أوجدنا هذه البيئة القانونية وفق المقاييس العالمية حيث الشفافية هي المعيار الأهم إضافة إلى الاستقلالية التامة للهيئة التنظيمية وهي سلطة دبي للخدمات المالية بتنظيم القطاع المالي في مركز دبي المالي العالمي. * إذا كانت النتائج ايجابية فلماذا التقصير في رسم صورة أكثر وضوحا أمام الآخرين؟ ـ اعتقد أننا مقصرون أمام وسائل الإعلام العربية. * هل تعني أن الأمور تجري على ما يرام في وسائل الإعلام الأجنبية؟ ـ نعم فقد تغيرت الصورة على المستوى العالمي من صورة مشوشة إلى صورة ايجابية. وهو ما ساهم في حصول شركات عالمية على تراخيص العمل في المركز وبدأت النتائج تظهر سريعا وتعرفت السوق العالمية على الفوائد المرتقبة من هذه السوق. خاصة مع إطلاق بورصة عالمية في الشرق الأوسط مع نهاية شهر سبتمبر المقبل. * قلت إنكم مقصرون أمام وسائل الإعلام العربية هل يعكس ذلك عدم اهتمام من قبلكم؟ ـ لا، فنحن نقدر تماما أهمية دور هذه الوسائل المتزايد. في مختلف مفاصل الحياة ولكن وحسب الخطة الموضوعة للمركز فان الاهتمام الأول ينصب على الأسواق العالمية وهذا فرض علينا التعامل أولا مع وسائل الإعلام الأجنبية. وفي مرحلة لاحقة يأتي دور الأسواق العربية ومعها وسائل الإعلام العربية وما حدث في بداية التشغيل أننا استقطبنا عددا كبيرا من المؤسسات العالمية تجاوز خططنا المرسومة، وستبدأ خطة السنة الثانية في الربع الثاني من السنة الأولى ونحن اليوم إلى حد ما ضحايا نجاحاتنا، ولكن استطعنا تدارك هذا التسارع، ونحن نركز اليوم على الأسواق العربية. * مع بداية مرحلة التشغيل التي تحدثت عنها تم إحلال كوادر وطنية لا تملك خبرة عميقة في القطاع المالي بدل الكوادر الأجنبية التي تملك الخبرة والسمعة، الم تشكل تلك الخطوة تحديا كبيرا لكم؟ ـ يجب التوضيح هنا انه لم يتم إحلال كوادر وطنية، بل تم استبدال بعض الكوادر الأجنبية، ولكن لدينا في الوقت نفسه خبرات أجنبية تملك تاريخا مهما في الشأن المالي، تحمل خبراتها من مختلف المراكز العالمية الشهيرة، وانوه هنا إلى إن وجود كوادر وطنية في المركز أضاف للعمل بعدا محليا وإقليميا فقد أضافت هذه الكوادر خبرتها الواسعة في أسواق المال المحلية والإقليمية وأصبحت الصورة أكثر وضوحا للطرفين لإنجاز المهام المطلوبة فليس من الموضوعي استقدام كوادر عالمية وتركها تعمل بمفردها ضمن أسواق لا تعرف عنها الكثير. * لكن بعضا من هذه الكوادر الوطنية ليس له تاريخ يذكر في عالم المال؟ ـ يضحك، اعتقد أن سؤالك موجه لي تحديدا ولكن كلامك صحيح فانا وبحكم دراستي وخبرتي السابقة لم اعمل في القطاع المالي ولكن لدي خبرة في بناء المراكز المتخصصة في قطاعات معينة مثل التقنية والإعلام وغيرها، والتي تعنى بإنشاء بيئة صحيحة لإعمال محددة، ونحن في المركز لا نقدم خدمات مالية وبالتالي لا نحتاج إلى التخصص في الخدمات المالية. وكل ما يلزمنا هو إنشاء البيئة الصحيحة لمقدمي الخدمات المالية حتى ينجحوا بدورهم في تقديم خدماتهم المالية للمنطقة. ثم إننا نعمل كفريق عمل والأمر لا يتوقف على خبرات الفريق بالموضوع المالي وفي قطاع الأعمال بشكل عام. * خلال فترة وجيزة من عملكم تسربت بعض الكوادر العاملة من المركز إلى جهات أخرى هل يشكل ذلك هاجسا بالنسبة لكم وكيف تحاولون الاحتفاظ بالعاملين لديكم؟ ـ يقوم المركز على ممارسات عالمية وهي تقول وجود خطط بديلة بشكل مستمر لإيجاد الحلول المناسبة في الوقت المطلوب. * هل يعود السبب لما حدث في بداية عمل المركز ومغادرة اثنين من أهم الإداريين الصيف الماضي؟ ـ لا، بل هي جزء من أسلوب العمل والإدارة نفسها، بحيث نقوم كل ثلاثة اشهر بتقييم الأداء ومراجعة الاستراتيجيات الموضوعة وتطويرها وتغييرها ان لزم الأمر، ويأتي من ضمنها خروج أو تسرب بعض العاملين وبالتالي فان خروج أشخاص من المركز لن يؤثر على عمله لأنه يعتمد على أنظمة وخطط وعندما أردنا تأسيس المركز ذهبنا إلى المراكز المالية العالمية واستقطبنا بعضا من كوادرهم وهو ما حدث عند قيام مركز مالي آخر في المنطقة حيث ذهب هؤلاء لاستقطاب العاملين في المركز الوحيد وهو مركز دبي المالي العالمي. * هل انتم معنيون باستقطاب خبرات وكوادر ذات أصول عربية كنوع من إعادة هؤلاء إلى المنطقة؟ ـ نعم وهو ما تم فعليا منذ بداية عملنا وبعض العاملين لدينا هم من أصول عربية لكننا في الوقت نفسه نحاول تنويع الخبرات كونه مركزا عالميا. وفي الوقت نفسه علينا تطوير كفاءات من المنطقة نفسها لذا فان مركز دبي المالي سوف يخلق فرصا مهمة لأبناء المنطقة من العاملين في القطاع المالي من محللين، مصرفيين، مضاربين، بالإضافة إلى خبراء التأمين وإعادة التأمين وسوف يحصلون وفق هذه الوظائف على رواتب مرتفعة كحال العاملين في هذا القطاع وبالتالي فانه سيؤثر على مستوى الدخل في المنطقة أيضا. وستكون هناك فرص للثراء عن طريق البورصة العالمية للراغبين في الدخول والاستثمار من خلالها. * من بين الأهداف المعلنة للمركز استقطاب استثمارات عالمية إلى المنطقة وهل حققتم نجاحا في هذا المجال؟ ـ إضافة للشركات والمؤسسات المالية التي ذكرتها فانه لدينا اليوم 50 طلبا لشركات ومؤسسات سوف تتم الموافقة عليها وفق شروط الهيئة، وسوف يقدم هؤلاء خدمات للمنطقة ككل وليس لدبي وحدها واليوم كثيرا ما نسأل عن مركز قطر المالي ونحن نقول انها مع غيرها من المؤسسات المالية التي قد تبصر النور لاحقا، سوف تقدم خدمات مالية للمنطقة، وهذا جزء من خطة دبي الاستراتيجية التي تقول إن تبدأ المشاريع وأطراف أخرى في المنطقة تبدأ مشاريع أخرى مكملة. وتوسع جميعها الشرائح المستفيدة من هذه المشاريع. * هل هي نظرة متفائلة ودبلوماسية أكثر مما يجب رغم أن الواقع يظهر التنافس القائم لدرجة استقطاب موظفين من مركز لآخر؟ ـ من قال ان التنافس أمر سيئ؟ أما لناحية انتقال موظفين من مركز إلى آخر فهذا يحدث حتى بين الشركات العاملة في بلد واحد، بل حتى في الشركات الحكومية فيما بينها وهي ظاهرة طبيعية تحدث في كل مكان. علينا خلق فرص العمل وعلى الكوادر أن تختار الأفضل. * إذا كنا لا نريد الحديث عن المنافسة بينكم وبين مركز قطر المالي ما هي أوجه التنسيق بينكم؟ ـ المنافسة أمر صحي كما ذكرت وهو ما يشجع الجميع لتقديم أفضل ما عنده أما عن التنسيق في ما بيننا فهو غير قائم عمليا لأنهم بدأوا للتو وهم في مرحلة التأسيس وعند انتهائهم سوف نبادر إلى زيارتهم. * لكن هل تعتقد أن المنطقة تتحمل وجود مركزين ماليين كبيرين ومتشابهين بالأهداف؟ ـ المنطقة تحتاج إلى خدمات المركزين وهما ليسا متشابهين بالأهداف وما فهمناه أنهم في قطر يركزون على مشاريع ضخمة وهم يحتاجون للتمويل ولخدمات مالية لهذه المشاريع لذا فان الكثير من الشركات الموجودة في مركز دبي المالي العالمي سوف تقدم خدماتها إلى المشاريع القطرية ونحن نتفهم احتياجاتهم لمركز مالي، بينما تختلف أهدافنا واستراتيجيتنا فنحن نسعى ليكون مركز دبي المالي العالمي ***** المنطقة إلى العالم فان أراد العالم التعامل مع المنطقة فيمكنه ذلك عبر المركز والعكس صحيح. * ذكرت أن اولوياتكم تركزت بداية على الأسواق العالمية، ماذا عن علاقتكم اليوم بالمؤسسات المالية العربية؟ ـ لدينا علاقات قوية مع المؤسسات المالية العربية في المنطقة بشكل عام والعربية منها بشكل خاص ولدى الشركات الاستثمارية العربية والبنوك العربية اهتمام كبير بالعمل في المركز خاصة في البورصة العالمية ونحن في مرحلة التفاوض مع هذه الشركات وقد تم عمليا الوصول إلى مراحل متقدمة وسوف يحصل البعض على تراخيص العمل في الفترة القريبة المقبلة. وليس بمقدوري الإعلان عن أسماء هذه الشركات إن لم تعلن هي بنفسها عن الأمر. * متى يمكن القول ان مركز دبي المالي العالمي قد اكتمل بناؤه؟ ـ عمليات البناء والتطوير سوف تستمر بشكل دائم وسوف تتوسع وتكبر كلما زاد الطلب، وان كان المقصود جانب البناء والتشييد فان ما تم تجهيزه اليوم تتجاوز مساحته 600 ألف قدم مربع وفي نهاية العام الحالي سوف يصل الرقم إلى مليون قدم مربع وبناء على الطلب المرتفع سوف نتوسع في خطط البناء ثم ان بعض المستثمرين سوف ينجزون مبانيهم بأنفسهم ونستطيع القول ان مركز دبي المالي يتمتع بمزايا فريدة من نوعها وقد استفاد من مختلف التجارب العالمية، وفي مركز دبي المالي يمكن للمستثمر أن يعيش في بيئة متكاملة من الترفيه إلى السكن إلى التسوق في بيئة واحدة، متصلة بممرات مكيفة.