د. علي دقاق
04-03-2004, 04:35 PM
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 13/1/1425 هــ
الموافق : 4/3/2004 م
العـدد : 991
شؤون اقتصادية
ارتفاعات اسعار الاسهم طبيعية وتعكس واقع السوق
المصدر : د.علي دقاق (جدة)
يتكون سوق الاسهم السعودي والذي يعد من اكبر الاسواق في الشرق الاوسط من سبعة قطاعات وهي البنوك والصناعة والاسمنت والخدمات والكهرباء (وتضم سهم الكهرباء فقط) والاتصالات (وتضم سهم الاتصالات فقط) واخيرا القطاع الزراعي. ويبلغ مجموع الشركات حتى تاريخ كتابة هذا التقرير 71 شركة موزعة على جميع القطاعات وكأي سوق تتنوع اسهم السوق السعودي بين اسهم العوائد والقيادة واسهم المضاربة اضافة الى تصنيف البعض بالاسهم الثقيلة والتي تحتل نسبة كبيرة من السوق في الكمية والقيمة مثل سهم الكهرباء والذي يؤثر في اتجاهات المؤشر العام للسوق.
الملاحظ ومنذ اقفال السوق السعودي اعمال العام المنصرم 2003م حقق السوق ارتفاعا جيدا بلغ حوالي 76% خاصة بعد اضافة سهم الاتصالات في اواخر يناير 2003 م. وقد تعرض السوق السعودي لنكسة بدأت بوادرها في 13 سبتمبر 2003م ووصلت ذروتها في 15 سبتمبر 2003 عندما اهتز السوق بعد تصحيح كبير جاوز 6,5% حيث فقد السوق حوالي 300 نقطة بعد الرقم القياسي الذي سجله عند 4563 نقطة. وكان للارتفاعات المتواصلة في السوق خلال فترة صيف (يوليو واغسطس) من عام 2003م والتي وقف وراءها العديد من الاسباب الاقتصادية وغير الاقتصادية ان خرجت العديد من الاصوات المتخصصة محذرة من تصحيح كبير بعد الارتفاع الجنوني للسوق في فترة تعتبر قصيرة وفقا لمتوسطات الارتفاع في الاسواق الاخرى اضافة الى ان الارتفاعات التي حصلت لم يكن يدعمها اداء اقتصادي مبرر للشركات محل الارتفاع ما جعل المخاوف في تزايد حتى حصل الاخفاق الكبير في 15/9/2003م. الآن ومع بداية عام 2004 يشير العديد من المراقبين الى نفس المخاوف التي سادت في تلك الفترة حيث ان السوق يواصل ارتفاعاته ويسجل ارقاما قياسية وتاريخية جديدة. فقد بدأ السوق من غرة يناير عند 4437,6 نقطة تقريبا والآن يقف عند 4866,97 نقطة اي بزيادة قدرها 9,7% خلال شهرين فقط اي ما قيمته 430 نقطة تقريبا حتى تاريخ كتابة المقال وبات متوقعا قيام حركة تصحيحية ولكن اذا نظرنا وحللنا الظروف التي قادت الارتفاع الحالي للسوق نجد ان هناك العديد من الاسباب الاقتصادية اضافة الى ان تحركات المتعاملين اصبحت اكثر علمية بعبارة اخرى باتت مدروسة خاصة بعد درس 15 سبتمبر 2003م.. وهذا لا شك عامل مطمئن يشار اليه دائما بارتفاع الثقافة الاقتصادية بين عدد كبير من المتعاملين في السوق. وبالعودة الى الاسباب الاقتصادية والتي تتدرج من ارتفاع معدلات السيولة في المملكة والذي يدعمها عودة بعض الاموال المهاجرة (نسبة بسيطة) وانخفاض معدلات الفائدة والتي كانت سببا في تحرير بعض المدخرات واعادة توجيهها الى سوق الاسهم والتي تعتبر من افضل الخيارات المتاحة كقناة استثمارية ان لم تكن افضلها ايضا استمرار التحسن في اسعار النفط خاصة بعد قرار اوبك الاخير بتخفيض الانتاج بمعدل 2,5 مليون برميل يوميا والتي شملت التجاوزات الحالية بمقدار 1,5 مليون برميل ومن الحصة الرسمية بدءا من ابريل 2004م بمقدار مليون برميل.
وقد اشرنا في تحليل سابق نشر في 25/9/2003م عن اسباب اهتزاز السوق السعودي في 15/9/2003 الى الاسباب الاقتصادية والتي لا زال بعضها قائما والاسباب غير الاقتصادية والتي انخفضت قسوة بعضها نسبيا كضعف الثقافة الاقتصادية والقدرة على التحليل المالي. اضافة الى التنظيم الجديد لسوق المال والذي اعلن عنه وسيتم تطبيقه خلال الاسابيع القادمة. اما المتغير الجديد والذي يزيد من اطمئنان السوق وربما يبرر ارتفاع بعض اسهم القيادة والعوائد مثل سابك والاتصالات وبعض الاسهم الصناعية المرتبطة فهو ان بند المشاريع في الميزانية الاخيرة للدولة كان حافلا ببعض المشاريع المباشرة اضافة الى أن فتح الاستثمار في الغاز الطبيعي ودخول ارامكو في شراكات متعددة مع مستثمرين خارجيين كان له انعكاساته الكبيرة على السوق خاصة الاسهم الصناعية والخدماتية والى حد ما اسهم القطاع المصرفي. فالمتابع لتحركات السوق اليومية والاسبوعية يجد ان الاستعدادات للتعامل مع شروط السوق وبالتنظيم الجديد قد بدأت بالرغم من عدم التطبيق الرسمي والفعلي.
فمثلا نجد ان كمية المعلومات المتاحة وفرت الاجابة للعديد من الاستفسارات المطروحة من قبل المتعاملين اضافة الى ان الطلب للانخراط في دورات تأهيل وتدريب خاصة بسوق الاسهم في تزايد. وعلى مستوى القطاع الخاص نجد ان المنتديات الانترنتية الخاصة بالاسهم عموما وبالاسهم السعودية خصوصا في تزايد وهذا تدليل على ارتفاع الوعي الاقتصادي والثقافة الاقتصادية وهذه من شأنها ان تجعل من السوق اكثر استقراراً واكثر واقعية وهذا بالطبع يدعونا الى الاستنتاج بأن الارتفاعات الحاصلة حاليا هي ارتفاعات صحية وان ما قد يتبعها من تصحيحات بسبب جني الارباح هي ايضا تصحيحات وتصرفات طبيعية تمليها السوق وأيضا يدعونا إلى التمسك باستراتيجية الاستفسار والأسئلة لا الشـكوى.
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000
التاريخ : 13/1/1425 هــ
الموافق : 4/3/2004 م
العـدد : 991
شؤون اقتصادية
ارتفاعات اسعار الاسهم طبيعية وتعكس واقع السوق
المصدر : د.علي دقاق (جدة)
يتكون سوق الاسهم السعودي والذي يعد من اكبر الاسواق في الشرق الاوسط من سبعة قطاعات وهي البنوك والصناعة والاسمنت والخدمات والكهرباء (وتضم سهم الكهرباء فقط) والاتصالات (وتضم سهم الاتصالات فقط) واخيرا القطاع الزراعي. ويبلغ مجموع الشركات حتى تاريخ كتابة هذا التقرير 71 شركة موزعة على جميع القطاعات وكأي سوق تتنوع اسهم السوق السعودي بين اسهم العوائد والقيادة واسهم المضاربة اضافة الى تصنيف البعض بالاسهم الثقيلة والتي تحتل نسبة كبيرة من السوق في الكمية والقيمة مثل سهم الكهرباء والذي يؤثر في اتجاهات المؤشر العام للسوق.
الملاحظ ومنذ اقفال السوق السعودي اعمال العام المنصرم 2003م حقق السوق ارتفاعا جيدا بلغ حوالي 76% خاصة بعد اضافة سهم الاتصالات في اواخر يناير 2003 م. وقد تعرض السوق السعودي لنكسة بدأت بوادرها في 13 سبتمبر 2003م ووصلت ذروتها في 15 سبتمبر 2003 عندما اهتز السوق بعد تصحيح كبير جاوز 6,5% حيث فقد السوق حوالي 300 نقطة بعد الرقم القياسي الذي سجله عند 4563 نقطة. وكان للارتفاعات المتواصلة في السوق خلال فترة صيف (يوليو واغسطس) من عام 2003م والتي وقف وراءها العديد من الاسباب الاقتصادية وغير الاقتصادية ان خرجت العديد من الاصوات المتخصصة محذرة من تصحيح كبير بعد الارتفاع الجنوني للسوق في فترة تعتبر قصيرة وفقا لمتوسطات الارتفاع في الاسواق الاخرى اضافة الى ان الارتفاعات التي حصلت لم يكن يدعمها اداء اقتصادي مبرر للشركات محل الارتفاع ما جعل المخاوف في تزايد حتى حصل الاخفاق الكبير في 15/9/2003م. الآن ومع بداية عام 2004 يشير العديد من المراقبين الى نفس المخاوف التي سادت في تلك الفترة حيث ان السوق يواصل ارتفاعاته ويسجل ارقاما قياسية وتاريخية جديدة. فقد بدأ السوق من غرة يناير عند 4437,6 نقطة تقريبا والآن يقف عند 4866,97 نقطة اي بزيادة قدرها 9,7% خلال شهرين فقط اي ما قيمته 430 نقطة تقريبا حتى تاريخ كتابة المقال وبات متوقعا قيام حركة تصحيحية ولكن اذا نظرنا وحللنا الظروف التي قادت الارتفاع الحالي للسوق نجد ان هناك العديد من الاسباب الاقتصادية اضافة الى ان تحركات المتعاملين اصبحت اكثر علمية بعبارة اخرى باتت مدروسة خاصة بعد درس 15 سبتمبر 2003م.. وهذا لا شك عامل مطمئن يشار اليه دائما بارتفاع الثقافة الاقتصادية بين عدد كبير من المتعاملين في السوق. وبالعودة الى الاسباب الاقتصادية والتي تتدرج من ارتفاع معدلات السيولة في المملكة والذي يدعمها عودة بعض الاموال المهاجرة (نسبة بسيطة) وانخفاض معدلات الفائدة والتي كانت سببا في تحرير بعض المدخرات واعادة توجيهها الى سوق الاسهم والتي تعتبر من افضل الخيارات المتاحة كقناة استثمارية ان لم تكن افضلها ايضا استمرار التحسن في اسعار النفط خاصة بعد قرار اوبك الاخير بتخفيض الانتاج بمعدل 2,5 مليون برميل يوميا والتي شملت التجاوزات الحالية بمقدار 1,5 مليون برميل ومن الحصة الرسمية بدءا من ابريل 2004م بمقدار مليون برميل.
وقد اشرنا في تحليل سابق نشر في 25/9/2003م عن اسباب اهتزاز السوق السعودي في 15/9/2003 الى الاسباب الاقتصادية والتي لا زال بعضها قائما والاسباب غير الاقتصادية والتي انخفضت قسوة بعضها نسبيا كضعف الثقافة الاقتصادية والقدرة على التحليل المالي. اضافة الى التنظيم الجديد لسوق المال والذي اعلن عنه وسيتم تطبيقه خلال الاسابيع القادمة. اما المتغير الجديد والذي يزيد من اطمئنان السوق وربما يبرر ارتفاع بعض اسهم القيادة والعوائد مثل سابك والاتصالات وبعض الاسهم الصناعية المرتبطة فهو ان بند المشاريع في الميزانية الاخيرة للدولة كان حافلا ببعض المشاريع المباشرة اضافة الى أن فتح الاستثمار في الغاز الطبيعي ودخول ارامكو في شراكات متعددة مع مستثمرين خارجيين كان له انعكاساته الكبيرة على السوق خاصة الاسهم الصناعية والخدماتية والى حد ما اسهم القطاع المصرفي. فالمتابع لتحركات السوق اليومية والاسبوعية يجد ان الاستعدادات للتعامل مع شروط السوق وبالتنظيم الجديد قد بدأت بالرغم من عدم التطبيق الرسمي والفعلي.
فمثلا نجد ان كمية المعلومات المتاحة وفرت الاجابة للعديد من الاستفسارات المطروحة من قبل المتعاملين اضافة الى ان الطلب للانخراط في دورات تأهيل وتدريب خاصة بسوق الاسهم في تزايد. وعلى مستوى القطاع الخاص نجد ان المنتديات الانترنتية الخاصة بالاسهم عموما وبالاسهم السعودية خصوصا في تزايد وهذا تدليل على ارتفاع الوعي الاقتصادي والثقافة الاقتصادية وهذه من شأنها ان تجعل من السوق اكثر استقراراً واكثر واقعية وهذا بالطبع يدعونا الى الاستنتاج بأن الارتفاعات الحاصلة حاليا هي ارتفاعات صحية وان ما قد يتبعها من تصحيحات بسبب جني الارباح هي ايضا تصحيحات وتصرفات طبيعية تمليها السوق وأيضا يدعونا إلى التمسك باستراتيجية الاستفسار والأسئلة لا الشـكوى.
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000