للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
سوق الاسهم الرئيسية مركز رفع الصور المكتبه الصفحات الاقتصادية دليل مزودي المعلومات مواقع غير مرخص لها
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات ملخص السوق أداء السوق
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-11-2013, 06:28 PM   #421
White Flower
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 1,368

 
إبتسامة عريضة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة White Flower مشاهدة المشاركة
اقول
اسامه المولد يقرب لك شي
طاااقه بسم الله ماشاء الله
سياسه اسهم يمزح يعلق يرد
خزيت العين دئوا على الخشب
>>>> والله انفث مو شي ثاني


أسفه مادريت انك تبي الموضوع مترابط ,, لو ادري ماكان ذاك اليوم شاركت
واليوم حبيت اوضح بس >>>> ماقصدت اشارك
White Flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 05:31 AM   #422
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي طـــارق الـحـمـيــد

الاتفاق الإيراني أخطر من 11/ 9



تحدثنا بالأمس عن مضامين الاتفاق الغربي - الإيراني حول ملف طهران النووي، والآن لا بد من الإجابة عن السؤال المهم، وهو: ما هي انعكاسات هذا الاتفاق على المنطقة، وتحديدا السعودية ودول الخليج العربي؟ والإجابة البسيطة والمباشرة، هي: إنه أخطر من أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية التي ضربت أميركا في 2001!

نعم هو أخطر من ذلك، ولا مبالغة بهذا الأمر، ليس لأن إدارة أوباما قد باعت المنطقة، أو أن هذه الإدارة قد تخلت عن التحالف التاريخي مع الخليجيين، كما يقول البعض في جهل سياسي واضح وفاضح، حيث يتناسون أن أميركا تجاهلت حتى حليفها «المقدس» في المنطقة، إسرائيل، بهذا الاتفاق «الخدعة»، بل لأن إيران استطاعت خداع الإدارة الأميركية ومررت اتفاقا لا يعني وقف برنامجها النووي أو تعطيله من أجل الوصول لاتفاق نهائي، كما هو معلن، بل لأن إيران استطاعت الخروج من عنق الزجاجة، أي العقوبات الاقتصادية التي أسقطتها بهذا الاتفاق، وخدعت إدارة أوباما بخدعة تفوق الخدعة الروسية لإدارته في ملف الأزمة السورية بعد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية!

هدف إيران الرئيس، منذ عهد الشاه، هو أن تكون «شرطي المنطقة»، وما فعله روحاني، وفريقه، أنه كان أكثر ذكاء من أحمدي نجاد وفريقه للوصول لهذا الهدف، حيث استخدم روحاني مع الغرب، وتحديدا إدارة أوباما، أسلوبا مختلفا وأذكى من أسلوب نجاد وفريقه، وبالتالي استطاع روحاني تمرير ما يريد تمريره على الغرب. ومن هنا نستطيع فهم مباركة المرشد الإيراني للاتفاق النووي بين الغرب وبلاده، وقوله إن إيران بحاجة للمزيد من هذه «الخطوات الذكية»، وهي بالطبع «التقية السياسية» التي لم يستوعبها نجاد سابقا، مثله مثل أوباما الذي لم يستوعبها الآن. والمؤكد أن اتفاق الأشهر الستة مع إيران سيمتد إلى أشهر أخرى، وأطول من ذلك، من دون التوصل لاتفاق حقيقي، وبموجبه ستستفيد إيران من إسقاط العقوبات الاقتصادية، وستتمكن إيران من الوصول إلى هدفها الرئيس، وهو القنبلة النووية التي تخولها تحقيق الحلم الفارسي بقيادة المنطقة وسط غفلة أميركية واضحة، مثلما فعلت الهند وباكستان في عهد كلينتون، وكأن قدر هذا العالم أن تخرج قنبلة «متخلفة» في عهد كل رئيس أميركي ديمقراطي!

وعليه، فوسط سذاجة هذه الإدارة الأميركية التي تخاطر بأمن المنطقة، لا بد من خطوات محسوبة جيدا، وتحديدا من دول الخليج، وبالذات السعودية، فإذا كان بمقدور أوباما اختبار «حسن نيات» إيران، فليس بمقدور الخليج، وتحديدا السعودية، تجريب المجرب، وخصوصا أنهم من يواجه الخطر الحقيقي وليس إدارة أوباما، فتهديد ما يحدث الآن هو تهديد وجود وسلامة ونفوذ. ومن هنا، فإن السؤال هو: هل نحن جاهزون لمشروعنا النووي بموازاة مشروع إيران أم لا؟ المؤكد أنه على دول الخليج، وتحديدا السعودية، التحرك الجدي الآن، فالخطر الذي تواجهه المنطقة الآن كبير، ويفوق حتى خطر 11/ 9.

__________________________________________





الأسد بعد اتفاق إيران



من الطبيعي أن تنصب الأسئلة الآن على مصير الأزمة السورية، وتحديدا مصير نظام بشار الأسد بعد اتفاق الستة أشهر بين إيران والغرب حول الملف النووي، فهل يشكل هذا الاتفاق خطورة على الأسد ويسرع بحل الأزمة السورية، أم أنه يضمن سلامة الأسد لفترة مقبلة؟

هناك رؤى مختلفة، وتباين في القراءات حول هذا الموضوع، وبالطبع كان من اللافت الإعلان عن موعد «جنيف 2» بعد اتفاق إيران مع الغرب بقرابة 24 ساعة. سألت دبلوماسيا أوروبيا عن رأيه في ذلك، فقال إن الأسد الآن تحت ثلاث مظلات تشكل له حماية للاستمرار لفترة أطول مما ينبغي.

يقول الدبلوماسي إن أول مظلة هي اتفاق التخلص من الكيماوي الذي جرى برعاية روسية - أميركية، وهذا يتطلب وقتا على الأقل إلى منتصف 2014. والمظلة الثانية هي مؤتمر «جنيف 2»، إذا عقد في موعده فعليا، وما قد ينتج عنه من قرارات، وبالطبع الجدول الزمني المطلوب لتنفيذها، وما الدور الإيراني فيها. والمظلة الثالثة هي الاتفاق الإيراني - الغربي حول ملف طهران النووي، حيث يقول الدبلوماسي إنه يتطلب وقتا، ولا أحد يعرف تماما ما جرى الاتفاق عليه بين واشنطن وطهران ليس في جنيف، وإنما في الاجتماعات الخمسة السرية التي جرت بين البلدين في مسقط!

وهنا يقول الدبلوماسي، إن الاتفاق الإيراني - الغربي هو أساسا، حسب المعلن، اتفاق حسن نيات، فهل يقدم الأميركيون على القيام بأمر يفسد الاتفاق مع إيران للتخلص من الأسد؟ ويجيب الدبلوماسي بأنه لا يوجد مؤشر أساسا على حرص الأميركيين على ذلك! وبالتالي من الصعب تخيل أن تقدم الإدارة الأميركية على عمل يعرقل مفاوضاتها مع إيران، خصوصا أن اتفاق الستة أشهر مع إيران يعني أن هناك مشوارا تفاوضيا طويلا أمام طهران وواشنطن.

عربيا يقول لي مسؤول عربي كبير على دراية بطبيعة علاقات إيران بالأسد: «سيكون نظام الأسد بمثابة الأحمق لو اطمأن لحظة لأي تقارب إيراني - أميركي»! ويقول المسؤول، إن إيران تدخل مفاوضات مهمة، بينما حليفها الأساسي بالمنطقة الأسد ضعيف جدا. وبالطبع هناك من يرى أن أفضل فرص إيران، وحتى الروس، هي الحفاظ على ما تبقى من النظام في سوريا، ومن دون الأسد، وخصوصا أن الأسد غير قابل للاستمرار، ولأسباب كثيرة. وعليه فنحن الآن أمام عامل الوقت، وهو دائما لعبة الأسد، فنحن الآن أمام ثلاث اتفاقات تتطلب مزيدا من الوقت، وهي إزالة الكيماوي بسوريا، واتفاق إيران والغرب، وهناك مؤتمر «جنيف 2» المقبل، وكل ذلك يدفع بحلول الأزمة السورية إلى منتصف 2014، وهو موعد الانتخابات الرئاسية هناك، والذي قد يمثل حلا للجميع، إيران والروس، وحتى الأميركيين، لخروج الأسد بأقل الأضرار، حيث لا مخاطرة أميركية، ولا خسارة كاملة للإيرانيين والروس، ولا انتصار واضحا لـ«الثورة» والثوار السوريين.

وكل ذلك يقول إننا أمام لعبة الوقت ما لم يحدث أمر ما على الأرض في سوريا يغير سير الوقائع والأحداث هناك.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 05:33 AM   #423
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي حـسـيـن شــبـكـشــي

صفقة وليس اتفاقا!


بحسب من يحلل ويناقش ما جرى بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة، وإيران من جهة أخرى، من الممكن فهم ما حصل، فهناك من يسمي ما جرى «اتفاقا» واضح الملامح خاصا ببرنامج إيران النووي ومخاوف وقلق المجتمع الدولي منه ومن تطورات وتداعيات هذا البرنامج، وخصوصا في ظل التجاوزات الهائلة للسياسة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في شؤون الغير السياسية وتصديرها لثورتها منذ ثلاثة عقود، وإثارة النعرات الطائفية عبر وسائل مختلفة وأساليب مباشرة وغير مباشرة، وهناك من يصف ما حصل بأنه موضوع أعمق وأوسع، وأنه يجب وصفه بأنه «صفقة» فيها أدوار تمارس وتنازلات تقدم وتوافقات على خطط وأهداف ترضي الأطراف المعنية جميعا.

وشخصيا، أميل إلى النظرة الثانية للموضوع، لأنني لست مقتنعا أبدا بأن ماراثون جنيف في مباحثات اللحظة الأخيرة، كان هو الفيصل في هذا الأمر والاتفاق، ولكن «الصفقة» كانت تطبخ وتعد على نار هادئة جدا وبمقادير استثنائية، ولعل «الود» الإيراني ظهر دوره جليا وعلنا مع المحافظين الجدد في حقبة بوش الابن خلال فترة غزو أميركا للعراق، والتنسيق التام مع إيران مباشرة وعبر وكلائها بالعراق، فلقد كان هناك من يروج بقوة للدور الإيراني «المطلوب» في المنطقة وأنها هي الوحيدة القوية والقادرة على إلجام وإحداث «توازن» مع قوى الإرهاب والتطرف. وكان من أهم مروجي ذلك الأمر كاتب أميركي شاب من أصول إيرانية وباحث في العلوم السياسية في مجلس العلاقات الخارجية، وهو أحد أهم مراكز البحث وصناعة القرار، اسمه والي نصر، وكان له كتاب مهم بعنوان «عودة نهضة الشيعة»، وانتشر هذا الكتاب في أوساط الإدارة الأميركية، وقرأه الرئيس بوش نفسه، وهو الذي كان بالكاد يقرأ قائمة طعام بمطعم في أحسن الأحوال!

واستمر «الود» الأميركي - الإيراني قائما على الرغم من كل «الزعيق» السياسي والضوضاء المصاحبة له، حيث كان في واقع الأمر ما هو إلا وسيلة «تقوية» وتمكين هائلين لنظام الملالي في إيران، لأنه استطاع أن يروج للشعب أنه مستهدف وأنه مقصود وأنه متآمر عليه.. إلى آخر هذا الهراء السياسي المطلوب لتحقيق المآرب، وقد كان. واللافت أن هذه الفكرة، أي فكرة التقارب الأميركي - الإيراني، أخذت بعدا «أكاديميا» متصاعدا في حقبة الرئيس باراك أوباما، حيث صدر كتاب لافت جدا اسمه «إعادة البرمجة»، بقلم الباحث المعروف ستيفن كينزر، يطالب فيه حكومته الأميركية بالاعتماد في منطقة الشرق الأوسط على إيران وتركيا فقط والاستغناء عن الأطراف الأخرى بما فيها إسرائيل، باعتبار أن إيران وتركيا هما الدولتان الوحيدتان القادرتان على التأثير.

وفي سنة 2010 كانت انطلاقة «الصفقة» الأميركية - الإيرانية، واختيرت مسقط في عمان لتكون مقر الحوارات بين الطرفين على مستوى موظفي الخارجية ثم وكلاء الوزارة، وكان فيها دوما حضور مؤثر من جيفري فيلتمان، الدبلوماسي الأميركي المخضرم. والصفقة تتضمن وجودا قويا ومميزا لإيران في كل سياسات المنطقة، وإبقاء النظام الموالي لها في سوريا مع تغير شكلي بتغيير الأسد، وضمان حدود إسرائيل (وهي مسألة ينفذها بدقة حزب الله الإيراني منذ 2006). كل ذلك دلالة أخرى وجديدة على أن الشهية الأميركية بخصوص منطقة الشرق الأوسط قد تغيرت ولم تعد تمثل نفس الأهمية.

لكن هناك أطرافا أخرى في أوروبا وتركيا وروسيا لها اهتمام هائل وعظيم برفع الحظر المفروض على نفط وغاز إيران، وخصوصا أوروبا وتركيا، نظرا لحاجتهم الماسة إلى غاز إيران لقربها منهم وسهولة تصديره لهم جميعا. إنه ليس اتفاقا جرى في جنيف في ساعات أخيرة، ولكنه «صفقة» متكاملة الصفات وذات جذور وليست بالجديدة. ويبقى السؤال القائم والأهم: هل بالإمكان تحقيق كافة بنود هذا الاتفاق بنجاح حقيقي وتنفيذ دقيق؟ لأن هذا الاتفاق/ الصفقة لا يلقى قبول ولا ارتياح أهل المنطقة نفسها.

_____________________________________






الكذبة الكبرى!



إنها سلسلة من المواقف والتطورات لو قيل إنها جزء من برنامج «الكاميرا الخفية» لكان ذلك أكثر إقناعا وأوقع جدا.. فبعد عقود من «ظاهرة» العداء و«شعارات» محبوكة ترفع لـ«الشيطان الأكبر» و«الموت لأميركا»، ومسيرات للجيش و«المتطوعين» و«الثوار» تسير على أعلام أميركا وإسرائيل، وصياح هستيري «لبيك يا فلسطين» في طهران بشكل دوري، ومظاهرات هستيرية أمام موقع السفارة الأميركية القديم الذي تحول مع مرور الوقت إلى مزار لـ«شحن» الهمم وتأصيل الصورة الذهنية المستمرة، وبوق جاهز يردد شعارات «بالعربي» لنفس الرسالة من قم وطهران ولكن في بيروت والضاحية الجنوبية، هو حسن نصر الله، الذي يقدم النسخة المدبلجة بالعربية للاستعراض الإيراني الدوري، ومعهم ولكن بنكهة «علمانية» قليلا من دمشق يقوم الرئيس السوري بترديد شعارات سخيفة وحمقاء لا يصدق هو شخصيا معانيها ولا يؤمن بها.. صاح المخرج الآن بأعلى صوته «ستوب»، وقرر وقف المشاهد التمثيلية، وانتهت الأدوار لتعيش الواقع.

مع توقف البرنامج الكوميدي السياسي الساخر الذي تألق بتقديمه باسم يوسف، لم يعد على الساحة الآن سوى المبدع نديم قطيش الذي يقدم برنامجا رائعا على قناة «المستقبل» الفضائية اللبنانية باسم «DNA»، ولكنني مقتنع أن خطاب حسن نصر الله المقبل الذي إذا تطرق فيه لاتفاق إيران مع أميركا سيكون مادة منافسة وكوميدية وساخرة جدا له، وطبعا ملهمة له في ذات الوقت أيضا.

يبدو أن قضية المقاومة والممانعة والقضية الفلسطينية بالنسبة للثلاثي المرح (إيران، الأسد، نصر الله)، كما يقولون بالعامية المصرية البسيطة، «ما بقتشي جايبة همها»، وأن الشعارات والمواقف والهتافات والمظاهرات كانت كلها من باب «لزوم الشغل»، لأن «المخرج كان عايز كده»، أو «هيك كان بدو المعلم». قناع وراء قناع يسقط من على وجوه قبيحة كانت تكذب وتنصب على العالم.. فها هو الأسد الديكتاتور يبيد شعبه بشتى أنواع الأسلحة، وهو الذي لم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة أو مجرد رفع بندقية على حدود إسرائيل لتحرير بلاده. وها هو حسن نصر الله يزج بميليشياته الإرهابية للدفاع عن سفاح العصر والمشاركة في قتل السوريين راغبي الحرية والكرامة في بلادهم ليظهر «حقيقة» مقاومته وممانعته التي أثبت للعالم أنها طائفية بامتياز ولم تطلق رصاصة على إسرائيل لتحرير مزارع شبعا (بالمناسبة، هل ما زالت مزارع شبعا لبنانية أم رجعت كما كانت بالأساس أراضي سورية؟! لأن نصر الله لم يعد يأتي بذكرها مطلقا). وإيران كشفت عن وجه منافق وطائفي.. هللت ورقصت وزغردت بسقوط نظام «بعثي، علماني، أباد شعبه»، والمقصود هنا صدام حسين والعراق، ولكنها تدافع عن نفس النظام «البعثي العلماني الذي أباد شعبه» بقيادة بشار الأسد في سوريا، الفارق الوحيد هو الطائفية البغيضة التي تعمي القلوب والأبصار وتذهب بالعقول إلى غيابات التطرف والجهل والموت.

لن يكون بإمكان «الثلاثي المرح» أن يضحكوا على عقول الناس مجددا أو يبيعوهم بضاعة جديدة مهما كانت مهارات البيع عندهم ومهما كانوا متمكنين من مهارات الترويج وفنون التسويق، ولكن هذا لا يمنع أبدا أنهم سيقدمون على أفكار جديدة وخبيثة جدا ستكون تحت بنود براقة وجذابة تلقى قبول واستحسان المنظمات الحقوقية الدولية، مثل نصرة المستضعفين وتحرير الأراضي المتنازع عليها واللجوء بها إلى التحكيم الدولي والمطالبات بحقوق «تاريخية» ثقافية وسياسية وجغرافية والغزو غير المباشر عن طريق آسيا وأفريقيا.

سقطت الأقنعة، وسيكون اللعب على المكشوف تماما، فلم تعد الحاجة للتمثيل بعد أن حبكت الأدوار وجرى إتقان السيناريو وتحطيم الطاولة التي كانت تجري «تحتها» الصفقات والاتفاقات ومزقت الكواليس التي كانت تعقد خلفها الاجتماعات واللقاءات. إننا الآن «نعيش» مشاهد حقيقية لكابوس وهم نتاج أكذوبة صدقها الكثيرون منا، واليوم الكل يدفع ثمن هذه الكذبة الكبرى.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 05:35 AM   #424
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي مــشــاري الـذايــدي

حلال لإيران.. حرام علينا



فجأة، أصبح الحوار مع أميركا، الشيطان الأكبر، أمرا حلالا وطيبا من القول لدى الجمهورية «الإسلامية» الإيرانية. لا تثريب عليهم، مهما صدق الطيبون دعاياتهم الثورية عبر السنين الماضية، وسيظلون.

إلى فترة قريبة كان حزب الله اللبناني، ذراع إيران في لبنان، موضع المديح والتمجيد، وكان كل تشكيك في صدق نياته المعلنة وهدف سلاحه، يوصم بالخيانة والتبعية للمشروع «الصهيو أميركي».

لا تثريب على إيران، فهي دولة كبرى، تبحث عن مصالحها، بعيدا عن رومانسيات الشعارات التي يلام من صدقها لا من أطلقها.

حتى الحزب اللبناني الموغل في التخوين لغيره، والسخي في الشعارات والبلاغات والمجازات عن الانتصار الإلهي، ليس بعيدا عن شيمة كافله في إيران.

أخيرا، انتشر خبر صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية نقلا عن مصادر لبنانية، أن «دبلوماسيين أميركيين بدأوا اتصالات مع سياسيين من حزب الله سرا في بيروت، بخصوص استقرار الوضع في لبنان والحكومة المقبلة»، وأن «الولايات المتحدة ترسل وتتسلم رسائل من حزب الله عن طريق جهات ثالثة، وجرى تكثيف الحوار على مدار الأسابيع القليلة الماضية».

تذكروا مع هذا الخبر مواعظ وهدير السيد نصر الله وهو يهجو السفير الأميركي فيلتمان، ويصم خصومه في لبنان بأنهم يتحدثون مع «العدو» الأميركي. ما الموقف الآن بعد أن بارك المرشد خامنئي مفاوضات إيران مع أميركا ومن معها من القوى الدولية في جنيف؟ هل هذه «المرونة» جزء من مشروع المقاومة؟

قبل ذلك ثبت، من خلال رامي مخلوف، رجل المال في نظام الأسد وقريب الأسد، أن ثمة خطوطا مفتوحة مع إسرائيل في سوريا، هي التي ابتز بها مخلوف العالم؟

وقبل ذلك كله، في ذروة الهيجان الثوري الخميني في المنطقة، كانت الفضيحة الشهيرة «إيران غيت» 1985، التي كشفت عن صفقات تسليح سرية من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ريغان «للثوار الإسلاميين» في إيران، وتفاصيل هذه القصة تجدها لدى الصحافي اللبناني حسن صبرا الذي كشف عنها في حينه للعالم في مجلته «الشراع»، وسمعت منه شخصيا بعض القصة.

بعد هذا، يبقى السؤال: إذا كانت هذه التصرفات والعلاقات مباحة لدى ملالي إيران، ومحبيهم، ومباحة لدى «الخليفة» أردوغان في تركيا، لدرجة العلاقة المباشرة مع إسرائيل، ومحبيه عندنا. وهي عندهم أحل من ماء المطر، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يصبح حراما ورجسا وخيانة ما هو أقل من هذا، بمراحل ومراحل، إذا قامت به دولة مثل السعودية؟


أحرام على بلابله الدوح --- حلال للطير من كل جنس!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 05:36 AM   #425
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي إيــاد أبـو شـقـــرا

نحن وإيران.. جيران




لأسباب مفهومة طغى نبأ تفاهم المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مع إيران بشأن ملفها النووي على غيره من الأخبار العالمية.

الملف النووي الإيراني مهم، أولا لأن له صلة ما بـ«أسلحة الدمار الشامل»، وثانيا لأن إيران ليست دولة عادية قليلة التأثير، وثالثا أن المنطقة التي تتوسطها إيران وتتفاعل معها من أكثر مناطق العالم توترا وخطورة.

بعض المراقبين كانوا منذ البداية يتوقعون التوصل إلى الاتفاق بعد التجديد لباراك أوباما في واشنطن وتصويت الإيرانيين لأكثر المرشحين - المسموح بالاقتراع لهم - اعتدالا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. بل كان المتابعون الجيدو الاطلاع على كواليس واشنطن على بيّنة من نيات أوباما وفريق مستشاريه الانفتاح على طهران، بالتوازي مع إغلاق كل النوافذ التي فتحتها الإدارات الأميركية السابقة، وآخرها إدارة جورج بوش الابن و«المحافظين الجدد»... وهبت منها رياح الشرق الأوسط الهوجاء.

ولا ننسى هنا، أساسا، أن أوباما رئيس «ليبرالي» يعتز بأنه عقلاني ومفكر وأكاديمي، وتعززت عنده هذه الهالة مع منحه جائزة نوبل للسلام. ثم إنه استغل ضيق الشارع الأميركي بمغامرات سلفه فوعد الأميركيين خلال الحملة الانتخابية بسياسة «لا تدخل» و«لا مغامرات» في الخارج.

المشكلة مع أوباما أن الشرق الأوسط اهتز في نهاية 2010 ومطلع 2011 بما وصفه الأميركيون - قبل غيرهم - بـ«الربيع العربي». وتبين منذ ذلك الحين ليس فقط أن أوباما لم يكن جاهزا كما يفترض برئيس «القوة العظمى الوحيدة» للتعامل مع ذلك الحدث وتداعياته، بل ما كان لديه أي تصور واقعي أو أخلاقي لمعالجة مشاكل منطقة ظلت لعقود طويلة ذات أهمية استراتيجية للمصالح الأميركية.

بصرف النظر عن النفط العربي واهتمام واشنطن به منذ الثلث الأول من القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بقيام دولة إسرائيل في قلب المشرق العربي عام 1948، كما كان للمنطقة - بما فيها إيران وتركيا - دور مهم إبان فترة «الحرب الباردة» مع سياسة الأحلاف الهادفة إلى احتواء الشيوعية، وتحديدا، مع «حلف بغداد» (السنتو لاحقا).

وفي مرحلة «حرب السويس» ورثت الولايات المتحدة النفوذ البريطاني، والغربي عموما، وحرصت على الاحتفاظ بنفوذ لها في وجه التحدي السوفياتي المتوسع في العالم الثالث.

وأخيرا لا آخرا لعب «الإسلام السياسي» الذي شجّعته واشنطن في وجه الشيوعية ووظّفته في معركتها لإسقاط الحقبة السوفياتية ابتداء من أرض أفغانستان، دورا حاسما في كسبها أحاديتها العالمية على أنقاض الخصم الشيوعي القديم.

ما أقصده أن منطقة الشرق الأوسط، بالذات، منطقة مهمة لمن يريد استغلالها والاستفادة منها، وأيضا بؤرة خطيرة لمن يهمل تعقيداتها المتراكمة. ولكن الرئيس أوباما، على ما يبدو، اختار إما نفض يده منها وتركها لمصيرها، أو – وهذا هو «السيناريو» الأسوأ – قرر أن «يلزمها» تلزيما للنظام الحالي في إيران.

المصالح الأميركية، طبعا، شأن أميركي وليس لأحد أن يزايد على رئيس أميركا فيه. ثم إن لكل إدارة أميركية أولوياتها السياسية، وبالأخص، مع إبلال البلاد ببطء من إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها. غير أن للقوى الكبرى التزامات وتحالفات إقليمية، كما أن لها مصالح وامتدادات ثقافية وسياسية واقتصادية، ولا بد أن تتأثر بطريقة أو بأخرى عندما تقرر إدارة تغيير أولوياتها من دون مراعاة مصالح حلفائها الإقليميين أو الاكتراث بهواجسهم.

وهنا، ينبغي التأكيد على أن الشعب الإيراني عانى ويعاني من العقوبات الدولية المفروضة، ومن حقّه كما هو من حق أي شعب من شعوب العالم التمتع بخيرات أرضه. لا يجوز إنسانيا أن يعاني الشعب الإيراني إلى ما لا نهاية من الحرمان.. وهو الذي يعيش في إحدى أغنى دول العالم وأجملها وأعرقها حضارة.

ولكن، وفق المنطق ذاته، هذا الشعب الصابر يعاني من وطأة نظام متشدد تطغى عليه بصورة متزايدة التيارات الأمنية وتصادر خياراته تكتلات موغلة في محافظتها. وهو وفق كل تقارير المنظمات الدولية متعسف ضد المعارضة الداخلية، حتى أولئك الذين كانوا حتى الأمس القريب من أركان الدولة، ويمارس التمييز ضد الأقليات العرقية والدينية.

وخارج حدود إيران، يمارس هذا النظام التدخل المسلّح السافر ويحضّ على الفتنة الطائفية في عدد من الدول المجاورة. وهو اليوم يفرض احتلالا فعليا على ثلاث دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان، ويحرض على العنف الطائفي في دول أخرى. ثم إنه يثير حساسيات مذهبية ودينية تستفيد منها في المقام الأول جماعات متشددة، بل هو في حالات كثيرة «يكفرها» ويجندها... ويقاتلها ويرعاها في آن معا.

مرة أخرى، من حق الشعب الإيراني أن يعيش كريما في وطنه. وأيضا من حق دولة بحجم إيران أن تطور أي تقنية للاستخدام السلمي مثلها مثل أي دولة، ولا سيما أن ثمة دولا مجاورة طورت بالفعل قدرات نووية ولديها راهنا مخزون من السلاح النووي.

المشكلة الوحيدة التي يثيرها التفاهم النووي مع إيران هو أنه لم يأخذ التصرفات السياسية لسلطاتها الحاكمة بعين الاعتبار. وهذا أمر يفاقمه نقص الشفافية في مقاربة «إعادة تأهيل» طهران سياسيا، بينما هي منغمسة في حرب أهلية مدمرة في سوريا، وعلى وشك تحويل كل من العراق ولبنان إلى دولتين فاشلتين.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لا يفوت أي فرصة لشكر روسيا على «تسهيلها» التوصل إلى تسوية ملف السلاح الكيماوي السوري، ثم اليوم الملف النووي الإيراني، يسعى جهده لطمأنة أصدقاء واشنطن وحلفائها الإقليميين. غير أن مشكلة كيري، ومن خلفه رئيسه، أنهما فاجآ بعض الحلفاء الأوروبيين في استجداء الصفقة مع طهران. وكذلك باغتا إسرائيل، حليف واشنطن الأول في الشرق الأوسط.

أمام هذا الواقع غير السار ستجد واشنطن صعوبة كبرى في إقناع المتابع العاقل بتعهداتها. ولئن كانت قد وصفت فترة الأشهر الست المقبلة على أنها فترة «اختبار نيات» لإيران، فإن طي صفحة نظام الأسد ورسم حدود لطموحات إيران الإقليمية يشكلان الاختبار الأكبر لنيات واشنطن.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2013, 05:38 AM   #426
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي يـوسـف الـديـنــي

الصفقة الأميركية ـ الإيرانية.. أسئلة الفزع!





سيل عرم من التعليقات على نتائج المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أغلبها جاء في سياق الحذر والخوف من تحولات ضخمة في المنطقة تمس دول الخليج الحليف الأبرز، إلا أن هذه المخاوف هي قراءات تبدو «رغبوية» من قبل «تجار شنط» السياسة الذين يحاولون تضخيم ما حصل بعده تحولا ناجزا بينما هو مرتبط بتحسن السلوك الإيراني، وهو الأمر الذي تفسره القراءة الرسمية للحدث، من خلال ما صدر عن مجلس الوزراء الذي تمحور حول «قد» تعطي السعودية الفرصة وتبدي القلق في الوقت ذاته.

أعتقد أن الزاوية المهمة التي يمكن قراءة ما حدث من خلالها، هي زاوية «الاقتصاد السياسي» من كلا الطرفين مع أفضلية للجانب الإيراني الذي يحاول تحديد هدفه برفع العقوبات الاقتصادية عن كاهله، التي إن استمرت - رغم تماسك الدولة في سياستها الخارجية وتصلبها - ستؤدي حتما إلى تصدعات داخلية عميقة في بنية المجتمع الذي يمر منذ ربيعه غير المنجز بسلسلة من التحولات البنيوية.

التحسن الاقتصادي، المبني على رفع العقوبات، مبني على ركيزة أساسية وهي التراجع في الاندفاع نحو امتلاك السلاح النووي، وهو ما يعني أن إيران اشترت الاستقرار الداخلي بتسويف برنامجها النووي إلى أجل؛ وهو ما ينعكس سريعا على الاقتصاد الإيراني في حال ارتفعت العملة الوطنية ورفع الحظر عن التعامل مع البنك الإيراني المركزي؛ وهي أهداف كان الناخبون يعلمون أن اختيار شخص روحاني هو بهدف رفع العقوبات وتحسين الاقتصاد وأولوية الداخل، وذلك كله عبر ***** السياسة الناعمة التي تفضي إلى إعادة انتعاش الاقتصاد، المعتمد بصورة أساسية على تصدير النفط الذي يشكل 90 في المائة، ومن ثم فإن رفع العقوبات سيساهم في تحسين الصناعة النفطية في إيران بشكل عام.

ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار أصولا إيرانية مجمدة سيجري الإفراج عنها. ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن تصدر إيران ما قيمته سبعة مليارات دولار خلال الفترة الاختبارية للسلوك الإيراني، وهو بلا شك رقم سينعكس على الداخل في حال استطاع الرئيس الإيراني حسن روحاني إسكات أجنحة الصقور التي لا ترى فيما حدث إلا انتصارا رمزيا على «الشيطان الأكبر».

الأكيد، أن الصفقة ليست ناجزة، وأوباما وإدارته يسيران معزولين عن ثلاثة سياقات مهمة: سياق داخلي متمثل في تجاوز الكونغرس، وسياق أوروبي رأيناه في إفشال محاولات وزير الخارجية الفرنسي إعاقة الاندفاع الأميركي تجاه طهران.

السياق الثالث، وهو الأهم، أن خطوة الولايات المتحدة المنفردة أسست لرؤية جديدة في الخليج، بدأت تتبلور، حول طبيعة التحالفات التاريخية التي تشكلت منذ الحرب الباردة، وأن ما يحدث الآن، وهو سياق جديد، بحاجة إلى رؤية تستلهم طبيعة المستجدات على الأرض، لا سيما أن العلاقة الأميركية - الإيرانية لا يمكن أن تكون ثنائية في ظل ارتباط كل طرف بحزمة هائلة من التدخلات في قضايا سياسية متشابكة؛ التحالف الإقليمي، ملف سوريا، التمدد الإيراني، وأيضا الخروج الكبير الأميركي من قواعده في العراق وأفغانستان.. إلخ، وهو ما يؤكد أن صفقة اقتصادية ذات بعد سياسي يجب أن تقلقنا جدا، لكنها لا تستدعي كل هذا الفزع!
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2013, 06:48 PM   #427
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي يـوسـف الـديـنــي

تصدعات سياسية لا تكفيها النوايا الحسنة!




هذه التحولات في الموقف من «إيران» لم تقف عند حدود الارتباك الأميركي، بل انعكس ذلك على تلقي الكثير من الدول العربية وحتى بعض دول الخليج الإشارات الأميركية على نحو خاطئ ومتعجل، على الأقل إذا ما أخذنا في الاعتبار أن جزءا كبيرا من الاتفاق الغربي الإيراني هو في إطار الاقتصاد السياسي وليس العلاقات الدولية بما تفرضه الأخيرة من صيغة توافقية تفصيلية وليست مرحلة تجريب نوايا واختبار لمصداقية روحاني التي يروج لها باعتبارها نهجا وسلوكا جديدا لإيران اليوم.

ما يتغافل عنه المتساقطون سريعا في أحضان دعاية نظام طهران، وهم في الأغلب يتحركون بناء على مزيج من النوايا الحسنة والاعتراف بحجم التأثير المحدود، هو أن التسوية الجديدة المشروطة ولدت بعد التسوية الدولية حول السلاح الكيماوي السوري، وبالتالي فالإخفاق في التوصل إلى تسوية شاملة لتجنب الحروب في المنطقة، وهو هدف إدارة أوباما النهائي، يعني انهيار هذه الحفلة ودخول المنطقة في أتون نزاعات سياسية قد تؤدي إلى حرب ما.

الهروب من أي مغامرة عسكرية شكل الدافع السياسي لتحويل جبهات الصراع في المنطقة إلى رساميل سياسية يمكن اللعب والتحكم فيها، فالخوف من تبعات العمل العسكري ضد إيران وانهيار ميزان التوازنات الإقليمية واستعادة إيران عافيتها سريعا وتحولها لدولة نووية في حال كانت فشلت الضربة، إضافة إلى أن قيادة المفاوضات من قبل الولايات المتحدة سيجعلها في موقع تفاوضي مباشر يضغط على إيران من جهة ويحاول إقناع الحلفاء بإيجابيات المرحلة المقبلة.

هناك اتجاهان خاطئان ولدا في ردة الفعل لبعض الدول الخليجية تجاه الاتفاق الأميركي الذي ما زال في طور الحضانة، فمحاولة التقليل من ثقل الولايات المتحدة عطفا على نقاط الضعف في سياسة أوباما الخارجية لا تعني بالضرورة الاتجاه إلى تحالفات جديدة، حيث يطرح ملف بناء علاقات جديدة مع الصين والهند واليابان، وحتى بعض دول الاتحاد الأوروبي، على شكل منفرد، وهي اقتراحات لا ترقى حتى للمناقشة إذا ما علمنا وضعية هذه الدول، فعدا الوضع الاقتصادي القاتم لدول الاتحاد الأوروبي؛ فإن استدعاء ثقل الصين اقتصاديا وعلى الأسواق العالمية لا يعني أي حضور على مستوى ممارسة سياسية خارجية بهذا الحجم.

السؤال الحقيقي هل يمكن لأميركا وإيران منفردتين إصلاح الكوارث السياسية، التي عمت المنطقة منذ أحداث غزو العراق ولاحقا سقوط الأنظمة العربية في أتون الربيع العربي؟!

الجواب بلا شك.. لا كبيرة، فما تدركه الولايات المتحدة جيدا هو أن سقوط نظام صدام حسين عمق الانقسامات بين الشيعة والسنة حتى بعد أن تحول العراق إلى ضابط إيقاع للتمدد الإيراني في المنطقة، لا سيما بعد الدخول في الأزمة السورية والوقوف مع النظام الأسدي، تحرر الليبيون من القذافي، لكنهم وقعوا فرائس لجماعات العنف المسلح والتيارات الجهادية المتطرفة التي لم تحضر كمجموعات نصرة كما هو الحال في سوريا، وإنما نبتوا من الداخل في ملمح مهم إلى أن تهاوي الأنظمة السياسية يكشف عن مكونات المجتمعات العربية على حقيقتها لا كما يصورها الإعلام، كما أن إدارة الولايات المتحدة للأزمة المصرية أدى إلى عزلها عن صراع الجيش برافعة التأييد الشعبي الساحق ضد الإسلام السياسي الذي قدمته أميركا في المنطقة بديلا، لكن الأزمة الحقيقية التي ستضطر الولايات المتحدة إلى التفكير فيها مطولا هي مآلات الوضع السوري، فتحول المجموعات المقاتلة من عناصر جاءت بهدف مقاتلة النظام إلى عناصر تتحول مع مرور الوقت إلى جزء من النسيج المجتمعي السوري الجديد بدأت تجد قبولا في الداخل السوري المعارض بسبب دخول أطراف أخرى مع النظام، كحزب الله والميليشيات الإيرانية، وحتى القوى العراقية التي طرأت أخيرا على المشهد، وهذا بالطبع يشكل صفحة جديدة على مستوى الصراعات ذات الطابع غير الرسمي، بمعنى أن التأثير على هذه المجموعات ليس بيد أي دولة مهما زعمت ذلك، كما أن ما تملكه الولايات المتحدة إزاء أزمة الإرهاب كما تحدثت سابقا مرات كثيرة هو الحلول الأمنية والعسكرية القصيرة التي باتت أضرارها أكثر من جدواها، يكفي أن تتأمل السلوك الأميركي تجاه «قاعدة اليمن» التي لا تخرج عن إطار الطائرات من دون طيار والتي أثبتت فشلها، فرغم محدودية قضائها على عناصر «القاعدة»، فإنها عامل جذب واستقطاب للمقاتلين من الداخل والخارج، كما أن إدراك التنظيم حجم التعاون الأميركي والنظام اليمني الجديد والضعيف نسبيا جعل «القاعدة» تقوم بتغيير استراتيجيتها واستهداف مبان حكومية ذات طابع عسكري.

خلاصة القول أن إطلالة متعالية من فوق على المنطقة وبمنطق براغماتي نابع من عدم الرغبة في تكرار الأخطاء، لا يعني الإمساك بكل التفاصيل الصغيرة، والدرس الليبي يمنحنا الكثير مما يجب الوقوف عنده.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2013, 06:50 PM   #428
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي إيــاد أبـو شـقـــرا

وطن مانديلا.. وما تبقى من أوطاننا




مئات من أهل السياسة كانوا هناك في ذلك الملعب الضخم بمدينة جوهانسبورغ، كبرى مدن جنوب أفريقيا وقلبها الاقتصادي النابض.

جاءوا بيسارهم ويمينهم، كبيرهم وصغيرهم، بعيدهم وقريبهم.. كلهم جاءوا لكي يقال إنهم شاركوا في وداع أحد قلة قليلة جدا باقية من قادة العالم يصح وصفها بـ«التاريخية». وواقع الحال أنه مهما دُبّج من خُطب، ومهما عُرض من مشاعر، يبقى نيلسون مانديلا أهم بكثير من السواد الأعظم من المشاركين الضيوف. كما أن تقاطر معظم هؤلاء لإبداء تقديرهم لبطل الحدث «الحاضر الغائب» يزيد في رصيدهم أكثر مما يزيد في رصيده.

مانديلا دخل التاريخ لأنه رجل آمن بقضية إنسانية أخلاقية، وناضل من أجلها بصلابة وعزم لا يلين، وعندما تحقق له النصر كان وفيا لمن مد له العون، ومن دافع عنه عندما كان يقبع في غياهب السجون، وعفا عن الخصوم بشهامة الفارس الخلوق الذي يأبى التشفي والانتقام، وقاد عملية تأسيس وطن حقيقي يتمتع فيه كل إنسان يعيش على أرض جنوب أفريقيا بحق المواطنة كاملا غير منقوص في ظل القانون.

هذه المعاني لم تحظ في الماضي، ولا ضمانة بأنها تحظى اليوم، بالإجماع الذي شاهدناه في ذلك الملعب الكبير تحت أمطار الترانسفال.

كثيرون من القادة الذين جاءوا تأخرت دولهم كثيرا في إدانة نظام الفصل العنصري الذي ناضل مانديلا من أجل اقتلاعه، وبعضها الآخر ما زالت فيه أحزاب وقوى نافذة لا تزال تتبنى درجات أقل تطرفا منه لكنها نزّاعة إلى التمييز على أساس العنصر واللون والدين، وتراهن عليه في صراعها السياسي ولو ضمن المؤسسات الديمقراطية تحت شتى الطروحات.. منها الهجرة غير الشرعية و«التمييز الإيجابي» وغيرهما. وفي سياق الكلام عن عظمة مانديلا سمعت بالأمس مقولة «لولا نيلسون مانديلا لما انتُخب باراك أوباما رئيسا لأميركا». هذا كلام مثير للتفكير الجدي فعلا.. بصرف النظر عن تقييم الراحل الكبير أداء أول رئيس أميركي من أصل أفريقي.

ربما كان كثيرون يتوقعون «أنهارا من الدم» تسير في جنوب أفريقيا لو تولى مانديلا وحزبه «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحكم في البلاد التي هي إحدى أكثر دول العالم تنوعا وتعددية. ولعل البعض راهن على هروب الرساميل من جنوب أفريقيا «بلد الذهب والماس».. بالنظر إلى الخلفية اليسارية للزعيم الكبير.. غير أن حكمة مانديلا وصحبه - ومنهم الأسقف ديزموند توتو الذي ترأس «مفوضية العدالة والمصالحة» - وكذلك بصيرة فريدريك فيليم دي كليرك، آخر الرؤساء البيض لجنوب أفريقيا.. قادتا البلاد على طريق الاستقرار والطمأنينة عبر الشفافية والاعتراف المتبادل بالأخطاء وتصفية النفوس، والصفح من دون رياء، وتقديم آمال المستقبل على مرارة الماضي.

لقد أدرك مانديلا قيمة البيض لاقتصاد جنوب أفريقيا، بمستوى تعليمهم العالي وإمكانياتهم الإدارية المتفوقة، ناهيك عن امتلاكهم نسبة عالية تفوق نسبتهم السكانية من موارد بلدهم. ثم إنهم أيضا «أبناء البلاد»، إذا كانوا يعتبرون أنفسهم كذلك، جُبل ترابها بدماء أجدادهم من المزارعين «البور» ومستوطني المدن ومستثمري المناجم والمشاريع. وبالتالي، اعترف بمواطنيتهم لقاء إقرارهم بمواطنية السود و«الملونين»، واختار تقاسم لقمة العيش معهم من دون تفرقة ولا أحقاد، وأدرك أهمية التعايش بين اشتراكية تحترم إنسانية الفقير والمحروم ونجاعة اقتصادية إدارية تحافظ على الثروات وتنميها.

كذلك كان دور «مفوضية العدالة والمصالحة» محوريا في إزالة الألغام النفسية. كان في صلب فلسفة «المفوضية» الانطلاق نحو المستقبل من خلفية خالية من التحامل وسوء الفهم والشعور بالخوف وهواجس الغبن. ورعى الأسقف توتو، الإكليريكي المسيحي الودود، المحب للحياة، المتعاطف مع جميع أفراد «عائلته الكبرى»، مسيرة «المفوضية» بنجاح.. فأصابت الهدف حيث أخطأته مغامرات الإلغائيين والإقصائيين والتكفيريين والاجتثاثيين. لقد أسهمت «المفوضية» في إقناع المواطن الجنوب أفريقي بأن القارب يتسع للجميع، إذا كان مستعدا للركوب والتجديف مع الآخرين، وإذا كانت وجهة القارب المستقبل المشترك لا ماضي التناحر والتقاتل، ليس فقط بين البيض والسود، بل بين البيض الأفريكانز والبيض الإنجليز، والسود من الزولو والسود من الكوزا.

درس «المفوضية» درس لنا في عالمنا العربي و«ربيعه» الذي لا يكاد ينتهي إلا وقد انتهت أوطاننا وتمزقت مجتمعاتنا. إنه درس يقوم على تقدير قيمة «الوحدة في التنوع» و«التكامل في التعددية».. أي النقيض المباشر للمضي أبعد فأبعد في الانتحار الجماعي.. ومواجهة التعصب بتعصب مضاد لا يمكن أن يولّد سوى الانهيار. وفي هذا السياق، أعتقد أن أحدث تطورات الشرق الأوسط، بما فيها كسر الجليد الأميركي – الإيراني، والتنافر المصري – التركي، يجب أن تنبّه العقلاء إلى الخطر المحدق بالمنطقة والخوف المفضي إلى اليأس، الذي بدوره لا يمكن أن يؤدي إلا إلى العنف المجنون الذي يضر بصاحبه أكثر مما يضر بخصومه.

ونصل إلى ما قدمه دي كليرك، ومعه عقلاء الأقلية البيضاء. لقد استوعب هؤلاء أن ثمة حركة للتاريخ، وأن العالم يسير بلا توقف. ولاحظ هؤلاء كيف أن أنماط تعامل الذهنية الاستعمارية القديمة مع الاختلاف والتنوع ما عادت تصلح في عالم تساقط المُسلّمات والنماذج الجامدة. ومثلما أدت حرب السويس عام 1956 إلى طي صفحة الاستعمار التقليدي البريطاني - الفرنسي في الشرق الأوسط لصالح صفحة التنافس الأميركي – السوفياتي، أدى ترهل الاتحاد السوفياتي ومن ثم سقوطه إلى سقوط العديد من الفرضيات، ليس في أفريقيا وآسيا فحسب، بل في أميركا اللاتينية أيضا، التي كانت واشنطن تعتبرها حديقتها الخلفية. ومثلما ما عاد مجزيا الإبقاء على الأنظمة التسلطية في الشرق، غدت الطغم العسكرية في الغرب عبئا مكلفا. وهكذا تقاعد ديكتاتورات كوريا الجنوبية والفلبين وإندونيسيا وباكستان، ومثلهم غربت الشمس عن ديكتاتورات تشيلي وبوليفيا والأرجنتين وغواتيمالا.

دي كليرك وعقلاء البيض، بمزيج من الحكمة والضمير الحي، أدركوا وصول تجربة «الحصن الأبيض» المنيع إلى طريق مسدود، وفضلوا الشراكة في إطار دولة المؤسسات القضائية والسياسية الديمقراطية على الحرب الأهلية التي لا تنتهي برابح. وبأسلوب حضاري مسؤول اختاروا الرهان على المستقبل بدل المكوث في ماض ذهب إلى غير رجعة. فكانت النتيجة أن خسروا مستعمرة هشة.. لكنهم في المقابل كسبوا دولة هي اليوم من قوى العالم الواعدة ومحركاته الاقتصادية الجبارة.

هذا أيضا درس لنا وللذين يفضلون نحر أوطانهم على إعطاء التعايش فرصة للعيش.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2013, 06:55 PM   #429
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي عـبـدالـرحـمـن الـراشـــــد

إسرائيل: نستطيع احتلال دمشق في ساعات



بعد أن غادر رئيس وزراء إسرائيل مقر الموساد، في تل أبيب، الذي أمضى فيه نحو نصف يوم يستمع إلى الوضع القائم، تحدث من معه للإعلام عن انطباعاتهم، بأن الساحة السورية في حالة انهيار، وأن العديد من جنود جيش نظام الأسد فروا من مواقعهم، وباتت المعنويات سيئة، وأنه لو أرادت إسرائيل احتلال دمشق لما احتاج الأمر منها سوى بضع ساعات، بعد أن كانت التقديرات قبل الثورة عدة أيام. وأنا أختلف مع هذا الاستنتاج حول سهولة الاستيلاء على العاصمة السورية، لا أعني أن دمشق كانت أضعف في زمن الأسد وأبيه أو أنها لا تزال أسوارها منيعة، إنما دخول سوريا لأي كان وظيفة صعبة الوضع واحتلال دمشق اليوم أكثر كلفة من الأمس. فقد كان هناك نظام يحكم العلاقة بين تل أبيب ودمشق ونواحيها مثل لبنان. هذا النظام الذي أدار المثلث الإسرائيلي السوري مع حزب الله، ينهار اليوم أمام أعيننا تدريجيا، وأصبح الوضع أخطر على إسرائيل مما كان عليه في العقود الأربعة الماضية، بخلاف ما يقوله الإسرائيليون. الذي سيمنع الدبابات الإسرائيلية من احتلال دمشق ليس قوات الثوار أو ميليشيات حلفاء النظام السوري، بل هي الفوضى التي تجعل إسرائيل تفكر طويلا قبل أن تتورط في الوحل السوري، وقطعا لن تغامر بقواتها وتعبر حدود الجولان شرقا.

قبل أكثر من عقد زرت الجبهة السورية، وشاهدت المنطقة الفاصلة المرصودة من قبل القوات الدولية، وكان الطريق من وإلى العاصمة دمشق سالكا سلسا. حينها كان بشار الأسد في بداية حكمه يعطي إيحاءات أنه ينوي الدخول في مشروع سلام وينهي الصراع. فقد أعيد تعبيد الطريق إلى الهضبة من جديد، ورصف جانباه، وجرت إضاءته، ولم تكن هناك مظاهر عسكرية تذكر في الطريق الذي قطعناه في نحو أربعين دقيقة إلى مشارف العاصمة، وأظن أن طوله نحو 70 كيلومترا. فعليا، لم يمتحن هذا الطريق من قبل الإسرائيليين أبدا، حيث لم يتجرأ نظام الأسدين على استفزاز إسرائيل. وهي بدورها لم تستعرض قوتها في فترات الخلاف التي اندلعت، فقد كان لبنان حلبة الملاكمة المتفق عليها لتصفية الحسابات، أمر كان يروق للأسد ويناسب الإسرائيليين.

العلاقة التي التزم بها الإسرائيليون مع حكومة سوريا، أثبتت نجاحها لعمر طويل، باستثناء الفترة القصيرة التي اندلعت فيها حرب 1973 ولم تبدل كثيرا في ميزان القوى. فقد اكتفى الأسد بحدود ما قبل هضبة الجولان، ومد نفوذه على لبنان، وعمل حارسا لإسرائيل في هذين البلدين، لمنع أكثر من سبعمائة ألف فلسطيني لاجئ من أن يصبحوا مشكلة أمنية. بسقوط نظام الأسد، المشكلة تصبح مضاعفة بالنسبة لإسرائيل، لأنها ستخسر السلطة العدو الحليفة في سوريا، من ناحية، ولن تستطيع الاتكال على حزب الله في ضبط الوضع في لبنان، لأن الحزب نفسه بغياب الأسد سيكون ضعيفا ومحاصرا، ومشتبكا مع بقية الفئات اللبنانية المسلحة. إضافة إلى أنه لا توجد في لبنان سلطة مركزية بجيش يمكن أن تلعب دوري قوات الأسد، وحزب الله، في غيابهما.

ورغم وضوح نهاية الأسد، والفراغ الناجم عنها، لا يمكن لنا أن نتنبأ بأحداث السنوات القليلة المقبلة في هذه المنطقة المضطربة، لكن من المؤكد أن وجود نظام أمني يحكم هذا المثلث الجغرافي يبدو صعب التحقيق ليعمل بالميزان الدقيق الذي كان يضبطه الأسد في ظل صراعات مركبة وتحالفات متناقضة.

فالصراع بين سوريا وإيران من جهة، مع إسرائيل من جهة أخرى، كان موجودا وحقيقيا، إلا أن جوهره ليس القضية الفلسطينية بذاتها، بل جملة قضايا أبرزها صراع النفوذ في الأمن الاستراتيجي الإقليمي، ورغبة إيران في فرض نفسها قوة مهيمنة من خلال استخدام حزب الله وسوريا وحماس، وببناء قوتها النووية. إيران استخدمت القضية الفلسطينية وأدواتها من أجل هذا اليوم الذي نشهده، الاعتراف بها قوة إقليمية ذات مصالح. ولهذا لاحقا، إن وقع اتفاق جنيف نووي دائم، لن نرى موقفا إيرانيا متشددا ضد إسرائيل، وقد يتخلى الإيرانيون عن حماس وحزب الله لاحقا، نتيجة الاتفاق.

أما ما الذي سيحدث بعد ذلك، ومن سيملأ الفراغ، فإنه من الصعوبة بمكان الجزم بالنتائج. الأكيد أن إسرائيل لن تستطيع النوم بسلام طالما أنها ترفض الحل السلمي بقيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة، ولن يغير الاتفاق النووي مع إيران كثيرا في هذه القضية الراسخة بخمسة ملايين لاجئ وأرض محتلة بالقوة.

____________________________________






العلاقة مع إيران بين الدعاية والحقيقة



وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لجأ للأسلوب الإيراني القديم، استخدام الإعلام وسيلة لممارسة الضغوط السياسية. عبر عن شكواه بأنه طلب زيارة السعودية لكنهم رفضوا طلبه، في حين أن الحقيقة عكس ذلك، فقد وافقوا على طلبه وحددوا موعدا له مع نظيره وزير الخارجية السعودي ولم يقبل.

وفي الوقت نفسه، سارع المعلقون الإيرانيون يروجون لروايات خرافية عن اختراقات سياسية إيرانية، وأن معظم دول الخليج وافقت على حسم القضايا المعلقة بينها وبين إيران. أحد المعلقين الإيرانيين زعم في مقابلة تلفزيونية أن قضايا خطيرة تقف حجر عثرة، هي البحرين والعراق وسوريا ولبنان واليمن، كلها تم التوصل لحلول بشأنها، وأن دول الخليج وافقت على الاقتراحات الإيرانية باستثناء السعودية! طبعا، أي مبتدئ في العمل السياسي يعرف من المستحيل حل قضايا بالغة التعقيد كهذه دفعة واحدة وبهذه السهولة. وأي طالب علوم سياسية في المنطقة يعرف أنه من غير المعقول أن تقبل خمس دول خليجية اقتراحات إيران وتتجاهل موقف السعودية. بكل بساطة، هذه «بروباغاندا» إيرانية توحي لنا أنها تغيرت، وترغب في التصالح، إلا أن دولا مثل السعودية لها أجندة بعكس ذلك.

وسواء زار الوزير ظريف الرياض، أو استمر في الترويج السلبي ضدها، فإن منطقتنا المزدحمة بالمشكلات والمشحونة بالشكوك، لا يمكن أن تحل قضاياها بالأساليب الدعائية. فالخطوة الأهم في إصلاح العلاقة الإيرانية الخليجية العربية تتطلب تقديم براهين على حسن النيات. الرئيس الإيراني حسن روحاني شخصيا يعرف جيدا هذه الحقيقة، فقد كان طرفا أساسيا في المصالحة السعودية الإيرانية في التسعينات، ومعه تم التوقيع على اتفاق مهم ومليء بالتفاصيل حمل اسم روحاني - نايف، نسبة لولي العهد ووزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز.

إن كان الوزير ظريف راغبا، وحكومة الرئيس روحاني، في تحقيق مصالحة شاملة في المنطقة، حينها لا بد من التواصل الجاد البعيد عن الدعاية والضغوط. فالمصالحة الإيرانية مع الولايات المتحدة لن تفلح وحدها في تغيير المواقف الخليجية، لأن هناك قضايا متفقا عليها بين الجانبين وأخرى مختلفا عليها. فالرغبة في تخفيف التوتر الإقليمي، والخليجي تحديدا، هدف مشترك مع الأميركيين، إنما الخليجيون لا يرون معهم بنفس العين، قضايا مهمة ومعلقة مثل البحرين ومصر وسوريا..

إيران توحي للعالم، منذ انتخاب روحاني رئيسا، أنها في مرحلة تغيير وانتقال لمرحلة جديدة، ونحن حقا نتمنى ذلك، وندعو من قلوبنا أن يكون صحيحا. لكن التصريحات الإعلامية لا تكفي لإثبات ذلك، ولا يكفي كذلك بيع الوعود للأميركيين. سيجد الإيرانيون إخوانا وأصدقاء حقيقيين في الخليج، إن كانوا صادقين في التصالح، وحتى يمكن الوصول إلى مرحلة إزالة الشكوك لا بد من بناء الثقة، والتوجه نحو نزع الألغام العالقة. هل نحن حقا أمام إيران جديدة؟ أبدا ليس من السهولة أن نصدق ذلك، هكذا. نريد من إيران وقف نشاطاتها المعادية في اليمن والبحرين وجيبوتي والسودان وغزة والعراق وسوريا ولبنان، هل هذا ممكن الحدوث؟

____________________________________







المشروع الأخير القضاء على «الحر»




منذ 12 شهرا تمحورت استراتيجية نظام بشار الأسد على فكرة هزيمة المعارضة المسلحة بالقوة العسكرية، بتعزيز إمكانياته بالمزيد من الأسلحة وجلب قوات مساندة من إيران والعراق وحزب الله اللبناني. وبسببها نجح في البقاء في الحكم طوال العام الحالي، والمعارك راوحت في مكانها. إنما بكل المدد الهائل الذي حصل عليه لم يفلح في هزيمة المعارضة، التي عادت لتطوق العاصمة، وتقطع طريق المطار، وتنافسه على بقية مناطق البلاد. عمليا، فشل مشروعه ولم يعد سهلا على حلفائه من روس وإيرانيين التضحية بالمزيد من قواتهم وسلاحهم من دون أمل في الأفق، سقوط الأسد مسألة وقت، لكن الوحيد الممكن المزيد من الوقت والمزيد من التكاليف البشرية والمادية.

الخطوة الجديدة ليست محاربة الجيش الحر، الذي لا يزال يمثل العمود الفقري للثورة السورية منذ أكثر من عامين، بل تخريبه من الداخل والقضاء على جيش الشعب السوري الثائر. فجأة ظهرت جماعة منافسة «الجبهة الإسلامية»، باعدت بين نفسها وبقية الفصائل الإسلامية المتطرفة، مثل «داعش» و«جبهة النصرة». ثم أعلن ثلاث قيادات من الجيش الحر مع كتائبهم، أحمد عيسى الشيخ وزهران علوش وصدام الجمل، أنهم انشقوا عن الجيش السوري الحر. والأخير نسب إليه كلام لم يمكن لنا التثبت من صحته، أنه انشق لعدم رضاه عن الدعم الخليجي!

هذه الانشقاقات، سواء كانت حقيقية أم جزءا من الحرب الدعائية، تعبر عن محاولة لتفريغ القوة العسكرية الوحيدة التي تمثل الثورة السورية، إضافة إلى أنها القوة الوحيدة التي تحارب بلا توقف منذ بداية الثورة وتحولها إلى عسكرية قبل 30 شهرا. بقية القوى من جماعات وكتائب لا تعبر عن الثورة، لأنها إما قوى فردية تمثل أحياء ومناطق منتفضة، أو امتداد لجماعات إرهابية مثل «داعش» و«النصرة»، التي هي امتداد لتنظيم القاعدة الذي يقاتل في العراق واليمن والصومال، وسبق لنظام الأسد أن استخدمه في لبنان والعراق في العقد الماضي.

المشهد الجديد المنشقون مع الجماعة الجديدة، الجبهة الإسلامية، التي أعلن عن تأسيسها في وقت بدا فيه ضعف النظام واضحا، والسؤال، هل سيستطيع المنشقون والتشكيل من الإسلاميين وإرهابيو «القاعدة» مجتمعين دحر نظام الأسد؟ قطعا لا، لكنهم قادرون على تخريب الجيش الحر، العمود الفقري للثورة!

من استهداف مدينة معلولا وخطف الراهبات والاستيلاء على باب الهوى، المنفذ الحدودي مع تركيا، بمقاتلة الجيش الحر، لا نرى أثرا للحرب مع جيش الأسد، بل نرى سلاحا موجها ضد الجيش الحر، في الوقت الذي تستعد الأطراف المختلفة التفاوض في مؤتمر جنيف الثاني على مستقبل سوريا!

القصة باختصار شديد، سوريا بلد يعاني من نظام أمني فاشي، والشعب انتفض ضده في لحظة من الجرأة، ودفع الثمن في سبيل التغيير ملايين السوريين ما بين قتيل وجريح ومهجر. هل بعد هذا يمكن أن نصدق أن جماعات تقول إن هدفها ليس إسقاط النظام بقدر ما هو تطبيق الشريعة أو تغيير الثوار بغيرهم؟
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2013, 06:56 PM   #430
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي عـبـدالـرحـمـن الـراشـــــد

عُـمـان.. وجهة نظر مختلفة



لا أتذكر متى كانت آخر مرة تصدرت سلطنة عمان الأخبار، لم تكن أبدا في عناوين الأخبار الرئيسة. وهذه ميزة في منطقتنا، حيث لا يحتل عناوينها عادة إلا الأشرار أو الضحايا. إنما تصريح عُماني واحد ضد انتقال مجلس التعاون الخليجي إلى حالة الاتحاد لفت انتباه الكثيرين.. ما عداه القليل قيل أو نقل عن مسقط.

في مجلس التعاون، اعتدنا حالتين متناقضتين؛ صاخبة جدا تمثلها قطر، وأخرى هادئة جدا هي عُمان، وقد استوعبهما المجلس، على الرغم من التناقضات الحادة. سلطنة عمان عُرفت بأنها أكثر الأعضاء انسجاما، بل أكثرهم مثالية من حيث العلاقة المستمرة مع الجميع، تقريبا.

أما بالنسبة للاتحاد الخليجي المقترح، فلا أعتقد أنه يستوجب الاحتجاج بمثل ما صرح به الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، في البحرين، قبل أيام. المشروع مطروح منذ نحو عامين، ومن حق أي دولة عضو أن تقبله أو ترفضه، أو على الأقل أن تتمناه. ربما ملاحظاتي البسيطة هي حول مبررات الوزير الذي قال، معللا رفضه، إنه ليس هناك ما يدعو للاستعجال نحو الاتحاد. وهذا صحيح، لولا أن المجلس بلغ من العمر عتيا؛ 33 عاما! وأن الاتحاد المقترح، الذي استكثره، هو أقل حتى من الوحدة التي وردت في ديباجة تأسيس المجلس، قبل ثلاثة عقود. والصيغة المقترحة هي نموذج الاتحاد الأوروبي، الذي لا يلزم أي دولة بما لا تريده.

وفي تصوري، فإن سلطنة عمان ربما أكثر الدول ملاءمة للاتحاد من غيرها، لمعرفتنا بشخصيتها الهادئة، ونجاحها في البناء الداخلي اقتصاديا وتعليميا وإنسانيا، كدولة كبيرة لا تخشى من الذوبان، هي الثانية مساحة بين الدول الست. ولا أبالغ في القول إنها أفضلهم في التنمية الداخلية، على الرغم من ضعف مواردها المالية. ومع أنها تبيع كمية قليلة من النفط (هي المصدر رقم 27 في العالم، وبمداخيل 36 مليار دولار)، وضعت لنفسها ميزانية إنفاق نحو 28 مليار دولار فقط. النتيجة أكثر فعالية ونجاحا. ولهذا حظ السلطنة مكانة أكبر في ظل توسيع التعاون الاقتصادي خليجيا. ومن دون توسيع التعاون، فإن المستقبل صعب على الجميع. عُمان، مثل بقية دول المجلس، تواجه تحديات صعبة، اقتصادها يقوم على النفط، وأسعار النفط، كما نرى ونسمع، مهددة بالاكتشافات وتقنيات الإنتاج الجديدة. أيضا، عُمان، مثل بقية شقيقاتها الخليجية، فيها نصف السكان تحت سن الـ25 عاما، الذي سيعني الكثير من المصاعب للحكومات. ومعظمهم مسلّح بأفضل وسائل تقنية التواصل، ففي عمان ثلاثة ملايين نسمة وخمسة ملايين هاتف جوال. وفي سوق العمالة نحو 60 في المائة أجانب، أي أن الصورة مشابهة لجاراتها؛ طلاب الوظائف في ازدياد مخيف، وتوقعاتهم المعيشية عالية، والمنافسة مع الغير ليست سهلة.

سياسيا، عُرفت السلطنة بمنهج حيادي جنبها كثيرا من المشكلات، وعندما تبين، خلال الأسابيع القليلة الماضية، أنها كانت ساعي البريد بين إيران والولايات المتحدة في الملف النووي، ظن البعض أنه دور جديد لعمان، في حين لم يكن الأول، بل سبق للسلطنة في السنوات الماضية أن نقلت الرسائل بين واشنطن وطهران، مثل سويسرا، بحكم وجود سفارة لها في طهران، إنما لم تكن مسقط وسيطا، ولا لها وساطة، بل اختيرت كطرف ناقل محايد. ولا يوجد للإيرانيين نشاط في عمان، وليست على رأس الدول التي تبادلها التجارة، وفي الأخير العمانيون أدرى بما يخدم مصالحهم.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.