![]() |
![]() |
أنظمة الموقع |
![]() |
تداول في الإعلام |
![]() |
للإعلان لديـنا |
![]() |
راسلنا |
![]() |
التسجيل |
![]() |
طلب كود تنشيط العضوية |
![]() |
تنشيط العضوية |
![]() |
استعادة كلمة المرور |
![]() |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]() |
#331 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() ثمرة الربيع: عناق المتطرف الديني بالمؤدلج السياسي! هناك تحالفات هشة متجددة بنيت على أنقاض «الربيع العربي»، يجمع فيما بينها البكاء على انهيار تجربة الربيع بما حملته من آمال عريضة وتصورات فانتازية عن عالم عربي وشرق أوسط جديد، السياسي المؤدلج غير راض على ما آلت إليه الأوضاع، ولديه أزمة حقيقية مع دول الاستقرار تعود إلى رغبته في ابتزاز أنظمتها السياسية عبر المطالبة المبتسرة بالإصلاحات السياسية ولو بدفع أثمان باهظة، كالتحالف مع التطرف وآيديولوجيا العنف، كان ذلك سابقا مع تبرير عنف «القاعدة» في التسعينات باعتبار أن مكونه الرئيسي وسببه الجوهري هو غياب الإصلاحات فيما تبين لاحقا أنه أشبه بالمزحة السامجة (تشبه هذه المزحة تصريح أردوغان أن إسرائيل والغرب وراء سقوط مرسي). الآيديولوجي المتطرف أيضا يتحالف مع الخطابات السياسية الابتزازية هذه الأيام بعد أن كان يكفرها سابقا ويصب عليها جام غضبه وإرهابه لمجرد رأي سياسي حول نقده للعنف الديني أو التطرف أو الإرهاب، لكنه اليوم يحاول أن يتترس بعقله العنفي خلف مصطلحات ليبرالية الصنع والمنشأ لكن بمضامين أصولية، تتحول الديمقراطية إلى حكم شمولي، ويتم تصوير الإرهاب والترويع والعنف على أنها معارضة واعتصام سلمي، لكن هذه الازدواجية لا يمكن أن تصمد أمام الأتباع، لذلك يتم إنتاج خطابين؛ الأول للغرب والشخصيات المتحالفة من خارج الإسلام السياسي والإعلام يتحدث بلغة سياسية مصلحية، ويتم إنتاج خطاب آخر للأتباع والكوادر وباقي المجموعات المتطرفة مصاغ بلغة دينية وثوقية حادة تضع الآخرين في قوالب الجاهلية وتستخدم كل إمكاناتها في تنزيل النصوص الدينية الواردة في سياق الكفار والمنافقين ليعممها على خصومه السياسيين الذين ربما كانوا أكثر تدينا وفهما لها منه، لكنهم في النهاية، بعيدا عن ذلك، مساوون له تماما في المواطنة وحق تقرير المصير. وكما أخطأ السياسي المضاد للأنظمة فهمه لطبيعة العنف الذي تولد منذ بداية السبعينات بسبب انفراجة الأوضاع فيما يخص الإسلام السياسي التي قادها باقتدار الرئيس أنور السادات وساهم في ذلك ردة الفعل تجاه فترة قمع عبد الناصر، منذ ذلك الوقت أطلق سراح قيادات «الإخوان»، وتم الانفتاح على الغرب وأقرت أنظمة التعدد الحزبي، ولاحقا عشنا في الثمانينات مرحلة الصحوة التي ألقت بظلالها على طبيعة الأنظمة السياسية وتبنيها لخطابات موازية تستجلب الشرعية الدينية قبل السياسية، ومن هنا تضخم العامل الديني في الحياة السياسية وولدت معه مكونات لخطاب عنفي انقلابي يسعى إلى تحقيق حلم الخلافة، وظل حتى لحظة الربيع يتخذ أشكالا وأنماطا مختلفة، لكن الهدف والمضمون واحد، استبدلت الحاكمية والشورى بإرادة الشعب والصندوق، واستبدل التحالف مع الأنظمة العربية التي تحالفت مع الإسلاميين إبان الحقبة الناصرية بالتحالف مباشرة مع «الشيطان الأكبر» الغرب وإسرائيل لكن في حدود إشكالات العلاقة مع «حماس» وليس المقاومة المفهوم الأشمل. السياسي الثائر والمستلب من الإسلام السياسي بات يتحدث عن الديمقراطية بشكل مجتزأ ومبتسر ومنقوص، معتمدا على لعبة الأرقام وحصر مفهوم الديمقراطية في الانتخاب بين لا حديث عن الفصل بين السلطات ولا حديث عن ضمان الحريات السياسية الفكر والفن والحرية الدينية ووجود أحزاب معارضة والهوية الوطنية المشتركة.. إلخ السياسي في هذا الابتسار والتحالف بمنطق السياسة يحول جماعات الإسلام السياسي، ومنها «الإخوان» بتجربتها الفاشلة، إلى طائفة أو أقلية دينية مضطهدة، وهي جزء من أزمة فهم الغرب والولايات المتحدة لطبيعة الإسلام السياسي والفرق الكبير بينه وبين الأقليات الدينية، حيث لا يختلف في المعتقد الديني، وإنما في الأهداف السياسية والطموح للحكم وآلية التغيير الاجتماعي، وهي تمظهرات سياسية - اجتماعية وليست عقائدية، كما أن طرحها بهذا السياق الطائفي الأقلوي هو معادل آخر لطريقة تكفير هذه الجماعات المتطرفة للمجتمع المسلم ووصفه بالجاهلي، وإلا فكيف يمكن للسياسي المتحالف مع «الإخوان» أن يتجاهل مكونات أكثر عراقة وتجذرا في المجتمعات الإسلامية كالإسلام الرسمي ويمثله الأزهر في مصر والتيارات السلفية الحاضرة اجتماعيا بشكل أقوى، بل المهيمنة، كظاهرة معولمة لها تجلياتها المختلفة، فنحن أمام سلفيات متباينة لكن بإطار ومرجعية فكرية متقاربة، هذا عدا أن أغلب المجتمعات الإسلامية، وعلى رأسها المجتمع المصري، هي مجتمعات متدينة ومتسامحة إجمالا لم تطرأ عليها تحولات نوعية وضخمة كالتي طرأت على مجتمعات أوروبية أو حتى آسيوية فيما يخص العامل الديني. الإسلام السياسي الحركي يعبر عن موجات اجتماعية وليس مجرد أحزاب وتنظيمات سياسية، هناك فرق كبير من جهة مصادر التلقي والانتشار والتعبئة، لذلك التحولات بحاجة إلى خطابات بديلة على مستوى الفكر والعقل وليس فقط على مستوى الخيار السياسي، فكما لم تتحول جماعات الإسلام السياسي أو حتى بعض الجماعات المنشقة عنها ممن كانت لها سابقة العنف، كالجماعة الإسلامية والجهاد، إلى خيار المشاركة السياسية بمجرد قرار قيادي، فلا يمكن أن تعود إلى مربع السلم الأهلي بمجرد قرار أو انقلاب داخل الجماعة، هناك حاجة لوقت طويل للمراجعة والتفكير والخروج من كل أطر ما قبل الدولة الحديثة، ومنها مفردات الخلافة والشمولية والأممية. هناك عناق حميم الآن بين المتطرف الديني والمؤدلج السياسي بشعارات الخوف من عودة حكم العسكر والأنظمة القمعية وتراجع الحريات السياسية، في حين أن كل هذه المخاوف تبدو أكبر في ظل الحكم الشمولي للإسلام السياسي لسبب بسيط هو عواقب تسييس الدين أكثر خطرا وفداحة من تحييد العامل الديني في الصراع السياسي، وللحديث بقية. |
![]() |
![]() |
![]() |
#332 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() بدأ العد العكسي.. ولكن لأي غاية؟ «سندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة».. هذه الكلمات التي جاءت أمس على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في دمشق، تشكل خطوة متقدمة على لازمة «نحتفظ بحق الرد»، التي اعتدنا على سماعها. لقد تابعت باهتمام مؤتمر المعلم، ولم أفاجأ بغالبية ما سمعته فالوزير المعلم، في نهاية المطاف، موظف في وزارة الخارجية ولكن برتبة وزير. وقصدي أنه، مع احترامي له، مجرد منفذ أوامر تصدر إليه ولا قدرة لديه على مناقشتها.. ناهيك عن قدرته على ردها. والذين يعرفون تاريخه الدبلوماسي، ومَن عايشوه في محطات حساسة من مسيرته الطويلة، يقولون إن الرجل أقل حيلة من أن يعترض أو يخالف.. فما بالك أن ينشق؟ بالأمس، تكلم المعلم - وهو الذي كان سفيرا لدى الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي، يقدر جيدا حجم قدراتها العسكرية وإمكانياتها التأثيرية في المجتمع الدولي - باللغة القاصرة التي يفهمها إعلام محلي مُدجّن مغسول الدماغ.. يثرثر بشعارات لا يفهم منها ولا يعنيها. كذلك كان يتوجه إلى جمهور محلي مغلوب على أمره يتعامل معه النظام الأمني كرهينة منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن. أما بالنسبة لجمهور المستمعين خارج سوريا، فكان الوزير المعلم يدرك سلفا أنه جمهور مُشكِّك لن يصدقه.. لكن في الوقت ذاته كان عليه - أي المعلم - أن يحاول جهده أن يبدو أمامه طبيعيا، واثقا من نفسه، ومقتنعا بما يروجه. كانت طريفة جدا ملاحظته كثافة حضور المراسلين الإعلاميين المحليين مقابل ضآلة حضور المراسلين الأجانب، والأرجح أنه لم يباغَت بهذا الواقع. أصلا، كانت سياسة النظام، منذ اختياره القمع الدموي أسلوبا للتصدي للانتفاضة الشعبية السلمية، تقوم على إبعاد الإعلام.. تقيّدا بالمثل الشعبي السائر «على مَن يكذب.. إبعاد الشهود». وحقا، على امتداد أكثر من سنتين ونصف السنة تفنن النظام في إبعاد الشهود، وأحيانا قتلهم، والتضييق على الإعلام المستقل مقابل تجييشه أبواقه للتضليل و«الفبركة» في كل مناسبة. لا أدري لماذا ذكّرني أسلوب الوزير المعلم بأسلوب زميله العراقي محمد سعيد الصحاف، وزميليه الليبيين خالد الكعيم وموسى إبراهيم؟ من جهة ثانية، كان لافتا شعور المراسلين الحاضرين بخيبة الأمل، بل والقلق، من الموقف الروسي الذي عبر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف، وتحديدا عن أن «موسكو لن تنجر إلى حرب حتى لو حصل تدخل عسكري في سوريا». والحقيقة أنه كان من حق هؤلاء المراسلين أن يقلقوا بعد طول مكابرة من النظام و«عنتريات» لا تنتهي من أبواقه داخل سوريا.. وفي لبنان. أيضا كانت مفاجأة لكثيرين أن يقرر المجتمع الدولي التحرك بعدما كاد متابعو المأساة السورية يفقدون الأمل من صحوة ضمير تردع طغمة استمرأت القتل، وراهنت على سلبية أميركية طالت أكثر مما ينبغي أمام انتهازية روسية - صينية فظيعة. وكما هو معروف راح ضحية تلك السلبية وهذه الانتهازية، بعد «الفيتوهات» المزدوجة الثلاثة، عشرات الألوف من المواطنين السوريين، وتعقد الوضع الداخلي السوري بدخول جماعات متشددة.. ضاق بها وبتطرفها المواطنون، بدليل ما حصل في محافظة الرقة ومناطق من محافظتي دير الزور والحسكة. ثمة إجماع اليوم على أننا بصدد ضربة أميركية أكد الدكتور منذر ماخوس، سفير الثورة السورية إلى فرنسا، بالأمس بداية العد العكسي لها، خلال لقاء تلفزيوني شارك فيه. التحركات والتصريحات في العواصم الغربية وغير الغربية توحي بأن أوان الكلام انتهى، وبدأت مرحلة جديدة في التعامل مع نظام يعيش في عالمه الخاص، ويتصور أنه قادر على اللعب على التناقضات إلى ما لا نهاية. وواضح، الآن، أن شيئا ما غدا جاهزا بعدما وضعت اللمسات الأخيرة عليه، وأن عادتي التذاكي على الآخرين والكذب على النفس، اللتين صارتا جزءا من كيمياء النظام السوري منذ ترويج عبارة «لا حرب من دون مصر.. ولا سلام من دون سوريا».. ما عادتا مجديتين. هذا يعني أن علينا توقع الضربة، لكن ما هو حجم الضربة أولا؟.. وما هي الغاية منها ثانيا؟ ثمة كلام عن أن الضربة لن تشمل أي تورط قتالي على الأرض، وفق تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأنها ستتجاوز عقبة موافقة مجلس الأمن الدولي – حيث «الفيتو» الروسي والصيني – كما لمح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ. هذا يعني أنها ستكون ضربة «تأديبية وتحذيرية» تفهمه أن السكوت على تماديه في الإجرام ما عاد مقبولا، إلا أنها تهدف، بالتوازي مع التأديب، إلى هدف آخر هو إضعاف قدرة النظام على استخدام مخزونه من أدوات القتل. واستطرادا، ينظر بعض المراقبين أن ضربة من هذا النوع، لا سيما في ضوء التراجع الروسي، ستدفع النظام إلى طاولة التفاوض في «جنيف 2» من دون أوهام. وهذا مسار ينسجم مع الكلام الغربي المتكرر على امتداد الشهور الفائتة عن حتمية «التسوية السياسية». لكن في المقابل، إذا سلمنا جدلا بأن روسيا أشاحت بوجهها عن الضربة المرتقبة، وأن كلام المعلم بالأمس نسخة مألوفة من مكابرة النظام في الوقت المحتسب بدل الضائع، فإن علينا التساؤل عن رد فعل إيران. كيف ستتصرف إيران؟ ومن سيتخذ القرار.. المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، أم الرئيس الجديد حسن روحاني، أم الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري؟ وكيف سيستقبل حزب الله اللبناني الأمر؟.. هل سيواصل تورطه القتالي بعد أخذ المواجهة أبعادا أكبر وأخطر؟.. هل سيحوّل الأنظار فيتحرش بإسرائيل لتوسيع إطار الأزمة؟ وأساسا، هل اقتنع الحزب وقادته بأنه في أعقاب متفجرات الضاحية وطرابلس بات مصير لبنان كله على كف عفريت، لكنه مع هذا فهو ملتزم بخيار تقسيم المنطقة إلى كيانات فئوية سيخرج منها بنصيب؟ نحن الآن على عتبة استحقاقات جديدة. والمهم أن يكون الجهد العسكري في مستوى الغاية السياسية الأساسية التي يجب أن تكون إنقاذ الشعب السوري من نظام قاتل، وإتاحة المجال للسوريين وإخوتهم وجيرانهم للعيش في أوطان حرة تتسع لجميع مكوناتها، وتحترم هوياتها، ويشعر كل مواطنوها بأن لهم حقوقا إنسانية.. من دون فرض أو إملاء. |
![]() |
![]() |
![]() |
#333 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() تأديب الأسد قد يقضي عليه بين تأديب النظام وتغييره الفارق كبير جدا، في لغة البيانات الصحافية، والإجراءات القانونية. ما سيحدث قريبا ضد نظام بشار الأسد لن يزيد على عملية محدودة. الهدف منها أن يعيد النظر في موقفه، ويمتنع عن استخدام الغازات والكيماوي من الأسلحة المحرمة دوليا. صحيح أن الضربة صفعة محدودة، إلى درجة لن تضطر الرئيس السوري بشار الأسد إلى تغيير غرفة نومه، لكن تداعياتها لاحقا خطيرة، ودلالاتها مهمة. هذا هو أول هجوم عسكري دولي ضد الأسد بعد سبعة وعشرين شهرا من الاقتتال. أهم دلالاتها موقف موسكو، فقد أعطى حليف الأسد الدولي إشارات غير مسبوقة بالموافقة ميدانيا على الهجوم، وإن لم يتخل عن لغته الدبلوماسية الناهية. موقف روسيا يشبه موقفها قبيل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. حينها اعترضت على الغزو لكن رفعت يدها، معلنة أنها لن تتدخل عسكريا لحماية صدام. الأمر نفسه مع سوريا، وهذا تطور ميداني مهم، لأن روسيا خلال العامين الماضيين دأبت على التهديد بأنها لن تقف متفرجة في حال ضرب حليفها السوري. إن كانت القراءة صحيحة للموقف الروسي، فإننا أمام تبدل مهم في الحرب السورية في أعقاب التقارب السعودي الأخير مع الروس. حيث نلاحظ أن الروس ينسحبون من سوريا بهدوء. أولا، بدأوا في تقليص عدد خبرائهم العسكريين، ومن ناحية ثانية يتجه الروس إلى التخلي عن سوريا كقاعدة بحرية لبوارجهم في البحر المتوسط، والانتقال إلى اليونان. المعلومات من موسكو تقول: إن التخلي عن ميناء طرطوس مهد له بصفقة صواريخ روسية أرض جو لأثينا. وبانسحاب الروس يخسر الأسد أهم حليف دولي. بقي له إيران وحزب الله، لكن ما الذي في يد هذين الحليفين المخلصين للأسد أن يفعلاه؟ التهديد بحرق المنطقة جملة يكررانها، وسبق أن رددها صدام العراق، وقذافي ليبيا، وراحت معهم. إيران أكثر ذكاء منهم لا تورط نفسها، فقد حاربت مرة واحدة مضطرة ضد العراق في الثمانينات، بعدها لم تحارب أبدا لثلاثة عقود في أي عمليات عسكرية كبيرة، سواء في الخليج المهم نفطيا للعالم، أو ضد إسرائيل. تركت المهمة دائما لحلفائها الصغار، حزب الله وحماس. إيران تعرف أن ثمن المواجهة غال جدا، فحرب شهر قد تهدم ما بنته من منشآت عسكرية في ثلاثين سنة. وكذلك حزب الله لن يطلق صواريخه على الشمال الإسرائيلي إلا مضطرا، أولا يدرك أنها لن تمنع الهجوم الغربي على الأسد، وثانيا سلاح الحزب الذي يوجع اللبنانيين، لإسرائيل ليس سوى «خربشات» قطط، فقط. الحزب، كذلك، قادر على تنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح عربية وأجنبية، وهذه أيضا لن توقف انهيار النظام في دمشق، بل ستزيد من قناعة دول العالم بضرورة محاصرة حزب الله، ومعاقبته في وقت لاحق. نحن لن نشهد تكرارا للأحداث المزلزلة عندما دخلت الدبابات الأميركية وسط العاصمة العراقية وأسقطت صدام في ظرف بضعة أيام. المتوقع أنها ضربات عن بعد لمراكز سورية منتقاة، لن تسقط نظام الأسد لكن ستسهم وتعجل بانهياره في وقت لاحق. فالأسد، برغم ما تلقاه من دعم لا مثيل له، من إيران وروسيا والعراق وحزب الله، فشل في كسب الحرب، وبالتالي سنشاهد مريضا منهكا يقارع هجوما غربيا متفوقا عليه. ولو أن المعارضة موحدة، وجيشها كذلك موحد، ربما ما كانت هناك أصلا حاجة للعقوبات العسكرية الدولية، فالأسد منهك وكل الدعم الروسي والإيراني الضخم لم يرجع له شيئا مما فقده من أرض وسلطة. وإضافة إلى ضعف النظام، عورته باتت مكشوفة نتيجة سحب الغطاء الروسي عنه، وكذلك بسبب إعلان إيران امتناعها عن الدفاع عسكريا عنه. لنتذكر أن هذا تحرك الغرب العسكري ضده لأول مرة، وها نحن نرى تداعيات التهديد من خوف ظاهر على النظام السوري، إلى استعداد الجيش الحر لتوسيع عملياته باتجاه العاصمة. جميعها نذر تؤذن بقرب سقوط الأسد خلال الأشهر المقبلة، وربما يعجل الخوف واليأس بانهياره قبل ذلك. |
![]() |
![]() |
![]() |
#334 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() نظام الأسد هل يصبح منتهيا بعد الضربة العسكرية؟ بعدما بدأ العد العكسي للضربة العسكرية المرتقبة ضد سوريا، التي بات من الممكن أن تقع في أي لحظة، فإن هناك سؤالين أصبحا متداولين في أوساط كثيرة في مقدمتها الأوساط الغربية المعنية المتابعة أولهما: على ماذا اعتمد الرئيس السوري يا ترى حتى يلجأ إلى استخدام السلاح الكيماوي ضد شعب من المفترض أنه شعبه وفي دمشق العاصمة نفسها وبينما هو يعرف معرفة أكيدة أن كل شيء في هذا البلد قد وضع تحت المراقبة الحثيثة منذ انفجار هذه الأحداث المدمرة قبل عامين ونصف وأن الأقمار الصناعية التي تملأ السماء السورية تتابع كل صغيرة وكبيرة وبخاصة بالنسبة لمخازن السلاح الكيماوي المعروفة والمحددة بدقة كاملة؟ إن هذا هو السؤال الأول، أما السؤال الثاني فهو: ما مصير بشار الأسد يا ترى بعد هذه الضربة التي ستكون ساحقة وماحقة والتي ستشتت ما بقي من الجيش السوري من شراذم طائفية والتي وفقا لتجارب التاريخ ستبرز البديل «الانتهازي» من بين رموز وأقطاب هذا النظام نفسه فالمعروف أنه عندما تبدأ السفينة بالغرق فإن كثيرين من بحارتها يبادرون إلى التخلي عن «قبطانهم» ويبدأون بالهرب لإنقاذ أرواحهم وإنقاذ مستقبلهم، وحقيقة أنه إذا تمت هذه الضربة، وهي قد تتم قبل أن يصدر عدد «الشرق الأوسط» الذي سينشر هذا المقال، فإن الكثير من المحيطين ببشار الأسد ومن كبار ضباط الطائفة العلوية سوف يتخلون عنه وسوف يتآمرون عليه خاصة أنهم بالأساس غير مقتنعين لا به ولا بقيادته وأن بعضهم يرون أنهم الأحق في موقع الرئاسة الذي وصل إليه تحاشيا لصدام كان سيقع حتما بن كبار أقطاب هذه الطائفة من حملة أعلى الرتب العسكرية. ذكر دبلوماسي عربي مخضرم شغل موقع رئيس الوزراء في بلده مرات عدة أنه انتحى بوزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس في حفل تنصيب بشار الأسد رئيسا للجمهورية جانبا وسأله عن أسباب اختيار هذا الفتى الصغير العديم الخبرة والكفاءة لهذا المنصب الخطير في بلد الانقلابات العسكرية وبلد الأمزجة السياسية المتقلبة وكان الجواب، أي جواب مصطفى طلاس، أن هذا الاختيار كان للهروب من مواجهة كانت تبدو حتمية بين كبار الجنرالات العلويين الذين تدافعوا نحو القصر الجمهوري بأوسمتهم وأسلحتهم ونياشينهم ورتبهم العسكرية بمجرد معرفتهم بوفاة حافظ الأسد. وذكر مسؤول سوري سابق كان أحد كبار البعثيين الذين حضروا اجتماع القيادة القطرية، التي كانت رشحت بشار الأسد لمنصب رئيس الجمهورية خلفا لوالده وفقا للدستور السوري المعمول به في ذلك الحين والآن، أن محمد ناصيف خير بك، الذي كان لاعبا رئيسا في الحياة السياسية السورية في تلك الفترة وفي هذه الفترة، قد لاحظ امتعاضا لدى عبد الحليم خدام مما كان يجري فبعث إليه بورقة صغيرة تضمنت: عليك أن تدرك معنى أن الدبابات تطوق مبنى القيادة من كل جانب وأن تتصرف على هذا الأساس. وتجدر الإشارة الى أن «العلويين»، كمجموعات عشائرية وكقيادات حزبية وعسكرية سابقة، لم يكونوا مجمعين لا على رئاسة بشار الأسد لسوريا ولا على زعامة عائلته قبل أن يحدث في هذا البلد ما حدث بدءا بمارس (آذار) عام 2011 وقبل أن يتم إشعار هؤلاء جميعا بأنهم أصبحوا مع هذا الرئيس ومع هذه العائلة في مركب واحد وأنه عليهم أن يتخلوا عن تعارضاتهم وأيضا تناقضاتهم مع هذا النظام حماية لهم ولطائفتهم من مصير كان أجدادهم قد جربوه في مراحل سابقة صعبة أسوأها المرحلة العثمانية. وهنا فإن الخطأ الفادح الذي ارتكبته المعارضة السورية هو أنها لم تمنع التنظيمات المتطرفة كجبهة «النصرة» وغيرها من العمل في ساحتها وأنها، أي المعارضة، وهي تعرف أن هذه التنظيمات غير بعيدة عن تأثيرات مخابرات بشار الأسد وأجهزته الأمنية لم تدخل معها في مواجهة مبكرة لتحول دون التهديدات الرعناء التي دأبت على إطلاقها وبخاصة في السنة الأخيرة ضد الطائفة العلوية وضد الطوائف الأخرى مثل المسيحيين والدروز والإسماعيليين والشيعة. في كل حال وعودة إلى السؤال الآنف الذكر فإنه غير صحيح على الإطلاق أن الضربة التي قد لا تميت بشار الأسد سوف «تقويه» إذ بالإضافة إلى أن المتوقع أن هذه الضربة المتوقعة ستكون ساحقة ماحقة فإن المتوقع أنها ستنعش أطماع وطموحات الكثير من كبار جنرالات هذا النظام وكبار رموزه باغتنام الفرصة التي قد تكون سانحة لرفع شعار «الخلاص» وتجنيب الطائفة العلوية مذبحة كالمذابح التي تعرضت لها عبر تاريخ سابق طويل بالهيمنة على الحكم والدخول مباشرة في مساومة إنقاذية مع الولايات المتحدة والتحالف الغربي ومع المعارضة السورية التي من المتوقع أنها لن ترفض مثل هذه المساومة الإنقاذية حفاظا على وحدة البلاد وتجنبا لأي محاولات ثأرية إن هي حصلت فإنها ستؤدي حتما إلى نتائج مأساوية. إن هذا فيما يتعلق بالسؤال الثاني الذي هو ما مصير بشار الأسد؟ وما مصير نظامه يا ترى بعد الضربة العسكرية المتوقعة التي يرى البعض أن هدفها السياسي سيكون إحداث خلل في معادلة موازين القوى يلزم الرئيس السوري بتقديم تنازلات فعلية لإنجاز الحل المنشود في «جنيف 2»؟ أما فيما يتعلق بالسؤال الذي سبقه، وهو السؤال المتعلق باللجوء إلى استخدام السلاح الكيماوي مع أن المعروف أن سوريا بقيت تخضع وعلى مدى عامين لمراقبة جوية حثيثة وأن الأقمار الصناعية الغربية دأبت وخلال كل هذه الفترة على مراقبة كل شيء في الأرض السورية. يقال هنا إن ثقة الرئيس السوري الزائدة عن اللزوم بالروس والإيرانيين قد دفعته إلى الذهاب بعيدا في سياسة ما يسمى: «حافة الهاوية» وإن الإنجازات «الوهمية» التي حققها في القصير وفي حمص وفي بعض المواقع الأخرى بمشاركة ميليشيات حزب الله وميليشيات ما يسمى: «لواء أبو الفضل العباس» وبمشاركة إيرانية لا يمكن إنكارها قد شجعته على اللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيماوية لاستعادة ما كان خسره من مواقع استراتيجية وحساسة في ضواحي دمشق قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» الذي كان الأمين العام للأمم المتحدة قد طلب قبل أيام قليلة من الأخضر الإبراهيمي ومن مساعده ناصر القدوة إقفال مكتب الممثل المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة في القاهرة والانتقال إلى جنيف للإعداد جديا لهذا المؤتمر. كان الرئيس السوري يعتقد أن الأمور ستتم بسهولة وعلى غرار استخدام السلاح الكيماوي في مناطق متعددة في مرات سابقة وكان يعتقد أيضا أنه بالألاعيب والمناورات وبدعم الروس والإيرانيين سينجح في هذه المحاولة كما نجح في كل المحاولات التي سبقتها وكان يظن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعجز من أن يتخلى عن تردده المستمر منذ بداية هذه الأزمة وأن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى التهديد والوعيد على غرار ما بقيت تفعله على مدى عامين ونصف العام لكنها لن تفعل شيئا وأن الأمور ستمضي بسهولة وأنه سيذهب إلى «جنيف 2» بأوراق رابحة جديدة. لكن وخلافا لهذا كله فإن هناك من يقول: بل إن هذا الرجل الذي أصبح يعيش في واد والواقع يعيش في واد آخر وقع ضحية بعض المحيطين به الذين أقدموا على فعلتهم هذه دون معرفته وعلمه ليورطوه في جريمة إنسانية كهذه الجريمة ليتخلصوا منه ولينقذوا هذا النظام الذي يعتبرونه نظامهم أكثر من أن يكون نظامه وليتفاهموا مع الأميركيين ومع الغرب عموما على طبيعة المرحلة الانتقالية التي يجري الحديث عنها وعلى حكومة الوحدة الوطنية المطروحة في إطار «جنيف 2». إن هذا هو ما يقال لكن ولأنه ليس كل ما يقال يجب أن يحدث فإنه علينا أن ننتظر الضربة العسكرية التي غدت متوقعة في أي لحظة والتي هي بالتأكيد ستغير اتجاه الأحداث في سوريا وقد تؤدي إلى رحيل الأسد ونظامه والتي ستؤدي أيضا إلى تغييرات كثيرة في هذه المنطقة وإلى استبدال المعادلة الدولية السائدة الآن بمعادلة دولية جديدة سيكون الرقم الروسي فيها ليس كما بقيت موسكو تسعى إليه في الفترة الأخيرة. |
![]() |
![]() |
![]() |
#335 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() قراءة مبكرة في سقوط الأسد والزلزال الإقليمي! قبل أن تتساقط صواريخ «كروز» الأميركية على سوريا انفجرت «صواريخ» الرفيق سيرغي لافروف ذعرا في طهران، التي لم تكن تتصور للحظة أن موسكو ستشعل الضوء الأخضر بهذه السرعة أمام عملية عسكرية ضد نظام بشار الأسد، ردا على استعماله الأسلحة الكيماوية، وهو ما أدى إلى المذبحة في غوطتي دمشق، التي أجمع العالم على اعتبارها «جريمة ضد الإنسانية» تفرض توجيه ضربة إلى النظام ولو من خارج مجلس الأمن الذي يقفله الروس بالفيتو! لا معنى لكل التحذيرات الكلامية التي أطلقها لافروف، فعندما سئل: «هل سترد روسيا على الولايات المتحدة في حال تدخلها عسكريا في سوريا؟» رد في شكل جازم: «روسيا لا تعتزم الدخول في أي حرب مع أي كان بسبب سوريا». كان هذا الموقف كافيا لأن يصاب النظام الإيراني بالذعر وهو يتحسس بدء انهيار قاعدة الجسر السورية لما يسمى «جبهة الصمود المقاومة»، التي تسند نفوذه الممتد إلى شواطئ المتوسط في جنوب لبنان عبر حزب الله، وإلى غزة عبر حركة حماس التي تحاول إحياء تحالفها مع طهران بعد انهيار حكم «الإخوان المسلمين» في مصر! كان في وسع موسكو أن تؤخر الإعلان عن أنها لن تتدخل إلى أن تبدأ الضربة، لكن إسراعها سهل على البيت الأبيض تشكيل التحالف الدولي الذي تجري الضربة القاصمة تحت رايته، وخصوصا بعدما تعمد لافروف التذكير بأن موسكو لم تتدخل لحماية ميلوسوفيتش في يوغوسلافيا ولا تدخلت لحماية صدام حسين في العراق، مكتفيا بالتنبيه إلى «مساوئ التدخل العسكري». لكن التحليلات الروسية التي تحدثت عن خسائر روسيا الفادحة على مستويات مختلفة بسقوط نظام الأسد، ترى أن خسائر إيران ستكون كارثية، لأن هذا النظام تماهى مع طهران إلى حد القول إن سوريا هي «الولاية الإيرانية رقم 35»، ولأنها استثمرت 30 عاما لتبني قاعدة الجسر السورية التي سمحت لها بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وخصوصا الخليجية، ودائما عبر رفع شعارات محاربة العدو الإسرائيلي، رغم أن إسرائيل أظهرت حرصا على بقاء نظام الأسد يماثل الحرص الإيراني! ربما من المبالغة القول إن الموقف الروسي كان بمثابة ضوء أخضر مبكر لضرب النظام السوري، لكن هل كان في وسع روسيا أن تتحمل إثم تغطية المذبحة الكيماوية في الغوطتين، بعدما تحملت آثام مسلسل حمامات الدم وعمليات التدمير الأشد وحشية، التي يتعرض لها الشعب السوري منذ ثلاثة أعوام بالأسلحة الروسية وبالكيماويات المصنعة بخبرات روسية، وأيضا بغطاء سياسي روسي قبيح؟ ومن المؤكد أن سقوط النظام السوري يمثل ضربة قاصمة توجه إلى الدور الإيراني على المستوى الإقليمي، فالعراق لن يبقى ساحة متقدمة لخطط طهران التي سرعان ما ستجد نفسها في مواجهة مشاكل داخلية عميقة، لا تقتصر على أزمتها الاقتصادية الخانقة بعدما أنفقت المليارات على خططها وتدخلاتها في الإقليم وعلى تمويل حرب النظام السوري ضد الشعب، بل تتصل بأزمة الحريات العامة فيها، وقد كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة مؤشرا صارخا عليها. وإذا كان سقوط النظام السوري سيمثل خسارة فادحة في موسكو وكارثة محققة في طهران، فإنه زلزال إقليمي سيعيد رسم الخريطة السياسية للمنطقة، ليس انطلاقا من تردداته الحتمية على دول الجوار، كالعراق ولبنان والأردن وتركيا، فحسب، بل من آثاره المحتملة إقليميا ودوليا، فانكفاء الروس ستكون له أثمانه، وانهيار منصة التدخلات الإيرانية في الإقليم سيضع الملالي في مواجهة مشاكلهم الداخلية العويصة، وإذا تذكرنا ما حصل في مصر وهو ما يمثل سقوطا مدويا للرهان الأميركي والتركي على قيام «شرق أوسط إخواني جديد» يسقط المعايير القومية ويهمش الهموم الوطنية، يمكن القول إننا أمام فرصة تاريخية لإعادة لملمة العالم العربي المتشظي، ذلك أن سقوط النظام السوري قد يعيد ترتيب الأوراق السياسية في العراق بما قد يؤدي تاليا إلى سقوط الأذرع المعتمدة للتدخلات الإيرانية في الإقليم. كذلك أن سقوط الرهان على حكم إقليمي لـ«الإخوان المسلمين» سيسقط «الأحلام العثمانية» التي تنامت في تركيا إلى درجة أن أنقرة عادت إلى تاريخ «الباب العالي». لقد انتهى أو كاد ذلك العصر البائس عندما كان يجري تقسيم العرب تقدميين بالمزاعم ورجعيين بالاتهامات الباطلة، أو كما ادعى عبد الحليم خدام عندما كان من بطانة النظام السوري أن العرب عربان؛ «عرب الجغرافيا» الذين تقع عليهم أوزار القومية، و«عرب الجيولوجيا» أي النفط الذين عليهم فقط تمويل «القومجيين»، الذين أورثونا الهزائم ثم الكوارث وآخرها سوريا المدمرة! |
![]() |
![]() |
![]() |
#336 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() نعم.. مختلفون حول سوريا «المزاج» المصري، في غالبه، ضد توجيه أي ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد، خصوصا إذا كانت من جهات غربية، وبالأخص أميركا. الحكومة، من خلال الخارجية المصرية، أعلنت رفضها لهذه الضربة، وأنها لن تشارك في التحالف العسكري ضد نظام بشار. بقية الأصوات السياسية أخذت موقفا أكثر حدة، فلدينا مثلا حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي (الناصري) في مصر، ضد الضربة، المزمعة، باعتبارها هجوما «إمبرياليا» على الأمن القومي العربي، مطالبا «الأمة» بموقف حازم وسريع. مثله النائب مصطفى بكري، وزاد أن المخطط «الشيطاني» المتكون من أميركا وإسرائيل والإخوان، يستهدف تقسيم الأمة العربية، وأن المخطط أحبط في مصر ويجري محاولة تنفيذه في سوريا. محمود بدر، الشاب القيادي لحركة «تمرد» المصرية والمتحدث باسمها، وهي الحركة «الشرارة» لمظاهرات إسقاط الإخوان، بدعم من الجيش، انضم بدوره لهذا التيار المصري الغاضب من الضربة المزمعة لقوات ومراكز النظام الأسدي. وقال إنه يؤيد الجيش العربي السوري في مواجهة الضربة العسكرية الأميركية المرتقبة تجاه سوريا. وغيرهم، في المشهد المصري. كثير من هؤلاء يحاول تنبيهك، حتى لا تختلط عليك الأمور، بأنه معني بالدولة في سوريا، وليس ببشار الأسد، بل إن بعض الساسة المصريين ما زال يطرح فكرة الوساطة المصرية لحل الأزمة السورية بعد أن عجز العالم كله عن حلها بهذا الأسلوب! الحجة المكررة في الجدليات المصرية هي أن ثمة قوى شريرة تريد إنهاء الجيش السوري، أسوة بـ«محاولة» إنهاء الجيش المصري التي لم تنجح بفضل ثورة المصريين وحزم السيسي. هذا «المزاج» المصري يوجد نقيضه في المزاج الخليجي كله، وعلى رأسه السعودية، تجاه رؤية ما يجري في سوريا، إلا شذرات طبعا من الخليجيين المقتنعين بالطرح المصري. المزاج الشعبي في الخليج المطالبة بسرعة إسقاط بشار ونظامه «المجرم». ليس المجال هنا لمجادلة هذه الحجج التي يحاول المزاج المصري تقديمها تجاه الكارثة السورية، لهذا فرصة مقبلة، الغرض هو كشف مدى الهوة بين مزاجين عربيين، المصري والخليجي، تجاه المعضلة السورية. يجب ألا يكون هذا التباين الواضح مدعاة للحروب الإعلامية. هذا مقتضى الرشد والعقل، فالمصالح المشتركة أكبر من أن تضيع بسبب هذا الاختلاف حول سوريا. من الواضح أن المزاج المصري متشبع بفكرة وجود مؤامرة غربية بأدوات عربية، تستهدف الأمن القومي العربي، وأن هذا المخطط «الشيطاني» على حلقات منها الحلقة المصرية والسورية. شخصيا، أعتقد أن هذا كلام لا خطام له، ولا برهان عليه، ينتمي لعالم الوجدان أكثر من عالم الواقع. سنتوقف عند مناقشة هذا المنطق لاحقا، لكن ليس هذا هو المهم، بل تأسيس إطار يمكن فيه «التعايش» بين الخطابين، الخليجي والمصري، تجاه الأزمة السورية، وعدم تحويل هذا «الاختلاف» إلى مادة للشقاق، والتراشق. الأمر لا يحتمل مثل هذا. وكما قال الشاعر بركات الشريف، من شعراء الحكمة بالجزيرة العربية: عندك حكا فيني وعندي حكا فيك |
![]() |
![]() |
![]() |
#337 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() هل يقف الغرب مع «القاعدة» في سوريا؟ يتردد السؤال أعلاه الآن بين أنصار بشار الأسد والحائرين في فهم ما يجري، وفي بعض الصحف اليسارية الغربية، فهل فعلا يقف الغرب في صف «القاعدة» ضد الأسد في الضربة العسكرية الدولية المحتملة؟ الإجابة لا. فما لا يتنبه له البعض هو أن أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» وقف ضد عزل مرسي، وكان هذا هو موقف الغرب وإعلامهم، وكذلك «الإخوان» وأنصارهم! فهل كان ذلك تفهما لمطالب «القاعدة»؟ وإذا قيل إن الأوضاع في سوريا مختلفة، حيث «القاعدة» وجبهة النصرة، فلماذا نتناسى العمليات الإرهابية في سيناء؟ ولماذا كان من المقبول تنحي علي عبد الله صالح و«القاعدة» تسرح وتمرح في اليمن، وتخطط من هناك لاستهداف الجميع؟ ولذا فإن القول بأن استهداف الأسد عسكريا هو وقوف مع «القاعدة» ليس إلا تبسيطا وتبريرا لجرائم الأسد وإيران وحزب الله في سوريا. الحقيقة أن جرائم الأسد ومواقف روسيا وتردد الغرب مطولا بالتعامل مع الأزمة هي ما أوصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم، وجرت «القاعدة» إلى سوريا، «القاعدة» التي استخدمها الأسد مطولا في العراق، وفعل أسوأ منها في لبنان، وبتنسيق إيراني. كما يجب ألا ننسى أن كثيرا من قيادات «القاعدة» وأبنائهم، وآخرهم المتحدث باسم «القاعدة» سليمان أبو غيث، كانوا موجودين في طهران حليفة الأسد! والحقيقة أيضا أن الأسد هو من روج لوجود «القاعدة» منذ بدء الثورة السلمية، وقبل أن ترفع المعارضة السلاح ردا على جرائم الأسد، التي يدافع عنها حسن نصر الله اليوم بوصف السوريين بـ«التكفيريين»! يحدث كل ذلك بينما كان العالم يكتفي بالفرجة على جرائم الأسد دون تدخل، وحتى تعقدت الأمور، واستخدم الأسد الكيماوي مرارا، وآخرها مجزرة الغوطة البشعة، ورغم كل ذلك نسمع، للأسف، من يقول إن المعارضة هي من استخدم الكيماوي، وهذه مثل مقولة «الإخوان» في مصر، إن المسيحيين هم من أحرقوا كنائسهم، وإن الجيش المصري هو من قتل جنوده! ولذا فإن الضربة العسكرية المتوقعة على الأسد ليست نصرة لـ«القاعدة»، ولا اعتداء على «بلد عربي» كما يقال، بل هي محاولة لتدارك ما يمكن تداركه لإنقاذ سوريا ككل من نظام يرتكب جرائم إبادة، وقتل من السوريين ما يزيد على مائة ألف قتيل. كما أن الضربة ليست من أجل كسر جيش عربي كما يتردد، فجيش الأسد طائفي لم يرفع السلاح إلا ضد السوريين واللبنانيين، وعلى من يتباكى على جيش الأسد من الناصريين، مثلا، أن يعود إلى الـ«يوتيوب» ليشاهد فيديو للراحل جمال عبد الناصر وهو يحذر قبل عقود من تحويل الجيش السوري إلى جيش طائفي على يد الأسد الأب، وهو ما حدث حينها وبعدها على يد الأسد الابن مجرم هذا العصر، الذي يعتبر الدفاع عنه، وتحت أي مبرر، جريمة لا تعادلها جريمة. |
![]() |
![]() |
![]() |
#338 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() ابتسامة البلتاجي وبالقبض على الدكتور محمد البلتاجي، النجم القيادي في جماعة الإخوان المصرية، يكون جهاز المباحث المصرية، أقدم جهاز مباحث على وجه الأرض، قد استكمل حلقاته واسترد عافيته وهو ما يتضح من تلك الضربات السريعة التي وجهها إلى قيادات الجماعة الهاربة والتي تثبت أنه عاد إلى السيطرة على مصادر معلوماته في طول الوادي وعرضه. وأنه قادر على جمع هذه المعلومات ثم غربلتها لمعرفة الصحيح منها، ثم التأكد من صحتها، ثم التحرك بثقة وسرعة لإلقاء القبض على الهدف. وحادث القبض الأخير جرى في قرية ترسا التابعة لمركز أبو النمرس، محافظة الجيزة. في بيت منعزل بين الزراعات يملكه أحد أعضاء الجماعة، لم يكن البلتاجي وحده، كان معه ثلاثة من قيادات الجماعة، أحدهم كان وزيرا في النظام السابق. وبدراسة مسرح الأحداث الذي جرت فيه عملية القبض، نكتشف أن الدكتور البلتاجي ومجموعته، اختاروا المكان الوحيد على وجه الأرض الذي يعطي الفرصة لرجال المباحث للقبض عليهم بشكل مؤكد. منزل يمتلكه عضو في الجماعة، فجأة ينزل عليه ضيوف لا أحد يعرفهم، بالتأكيد كل أهالي قرية ترسا والقرى المحيطة فكروا في أن الضيوف هم من قيادات الجماعة المطاردين من رجال المباحث، من المستحيل أن يفكروا في أنهم تابعون لجهة أخرى، وأعتقد أن الأيام ستثبت أن مصادر المعلومات التي أبلغت هذه المعلومة للشرطة كانت بعدد سكان القرية نفسها، وربما مصادر أخرى تابعة للقرى المجاورة، وعلى الفور بدأت العجلة تدور في اتجاه التحري والتأكد من صحة المعلومة. بالتأكيد سُئل صاحب البيت الذي اختفى من المشهد، لم نعرف أنه قُبض عليه بتهمة إيواء هاربين من العدالة وهو ما يدفعنا للاستنتاج أو الظن (وبعضه إثم) بأنه كان صادقا في أقواله عندما سئل. الدكتور البلتاجي كان رويبعا من روابع رابعة العدوية، وهو صاحب أسوأ جملة يقولها مصري، وهي تلك التي قال فيها: «في اللحظة التي يعود فيها محمد مرسي إلى الحكم، تتوقف كل العمليات في سيناء» وهي تلك العمليات التي تقوم فيها الجماعات الإرهابية بقتل الجنود والضباط المصريين. وهو ما فهم منه المصريون أن العمليات الإجرامية التي تحدث ضد جنودهم وضباطهم في سيناء، إنما تحدث بأوامر من جماعة الإخوان. ربما كان صادقا في مقولته وكانت هذه هي الحقيقة بالفعل، وربما كان يقوم بعملية تخويف بائسة للقيادة المصرية، هذا بالطبع ما سيهتم به المحقق. يتبقى من المشهد، مشهد إلقاء القبض عليه، ابتسامته التي احتار الكثيرون في تفسيرها؛ ماذا كانت تعني هذه الابتسامة، الواقع أنها لم تكن تعبر عن اللحظة بل تبقت على ملامح وجهه من لحظات سابقة، هي نوع من الابتسامات المرتبطة بمواقف الهزيمة المفاجئة، هي نوع من تشنج عضلات الوجه يحدث عند الصدمات الكبيرة المفاجئة. لقد اكتشف الرجل فجأة أن كل ما يظنه عن قوة جماعته ليس إلا أوهاما، وأن الأقوى على أرض هذا الوادي اسمه الدولة وأنه لا أحد في مصر أقوى من الدولة، وخصوصا في فترة التحام تاريخية بالشعب المصري. |
![]() |
![]() |
![]() |
#339 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() سوريا.. إيران استوعبت الدرس جيدا لا يهم كيف ينظر بشار الأسد لقرار البرلمان البريطاني الرافض لمشاركة بلاده في التحالف الدولي الذي يحاول الرئيس الأميركي قيادته للرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية في سوريا.. الأهم هو كيف ستفهم إيران هذا الانقسام الدولي، وما سيترتب على ذلك في كل المنطقة! إيران التي تعاونت في الغزو الأميركي للعراق، وبمعنى الكلمة، استوعبت جيدا منذ ذلك الوقت أن الفوضى هي مصير هذه المنطقة، بل واستوعبت ذلك جيدا من بعد الأحداث الإرهابية في أميركا عام 2001، ووسعت نفوذها بالمنطقة على هذا الأساس، واليوم لا بد أن طهران فهمت أن الانقسام الدولي تجاه سوريا، وتحديدا ردود الفعل المضطربة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، خصوصا بعد خروج بريطانيا من التحالف الدولي، يعني أنه ليس المنطقة وحدها المنقسمة، بل وكذلك المجتمع الدولي، مما يعني أن فرص إيران تتعزز في الملف النووي، وكذلك بسط نفوذها في المنطقة، إما بتعزيز الوجود، أو تعميق الفوضى. ونقول: إن رد فعل الأسد غير مهم لأنه بات ورقة محروقة، ومهما فعل، ومهما كان الانقسام الدولي حوله، فالقصة الآن ليست الأسد الذي قد يتهاوى فقط من تأثير الضربة العسكرية التي ربما تقودها أميركا وفرنسا، وآخرون؛ القصة الآن هي في قراءة إيران لهذا الانقسام، بل الضعف، الدولي. طهران عرفت جيدا الآن أن المنطقة مكشوفة دوليا، وعلى الأقل في فترة الرئيس الأميركي أوباما، كما عرفت أن تحالفات المنطقة نفسها اختلت على أثر ما سمي بالربيع العربي حيث تعصف الأزمات بجل الدول العربية، وقد تكون المنطقة محظوظة بأن مصر لم تنزلق للعنف والفوضى على غرار ليبيا وسوريا، إلا أن القاهرة لا تزال في مرحلة النقاهة، وسمعة الثورة السورية هناك مشوهة كثيرا بسبب نهج الإخوان الخاطئ في فترة حكم مرسي لمصر، ولذا فلا يوجد إلا الخليج العربي الذي لا يزال التباين داخل صفوفه، واضحا، وبشكل محير، وأبسط مثال الموقف القطري من مصر، والتباين في التعامل مع بعض أطراف المعارضة السورية، هذا عدا عن التباين الإقليمي مع تركيا في مصر أيضا! وعليه فمن المؤكد أن إيران قد استوعبت الرسالة البريطانية جيدا، وهي أن المجتمع الدولي منقسم، وغير جاد في التعامل مع القضايا الأساسية، ومنها مثلا استخدام الكيماوي في سوريا، هذا عدا عما يتعرض له السوريون من جرائم منظمة من قبل الأسد، وبتدخل صارخ من إيران وحزب الله، والسؤال الآن هو: ماذا عنا نحن، ماذا عن منطقتنا؟ كيف سيجري التعامل مع الأطماع الإيرانية وسط هذا الانقسام الدولي، خصوصا مع مواقف واشنطن المتباينة، والمتناقضة، مما حدث في المنطقة، حيث تخبطت الإدارة الأميركية الحالية تخبطا لا يستهان به في دول الربيع العربي، وكانت واشنطن أشبه بفيل يترنح وسط غرفة صغيرة، وخصوصا في سوريا، حيث أدى تردد الرئيس أوباما هناك إلى كوارث تحاصره الآن، وتحاصر المنطقة ككل! المؤكد أن إيران قد استوعبت الدرس جيدا، فماذا عن منطقتنا؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
#340 |
أبو بنان
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225
|
![]() من المستفيد من بقاء الأسد؟ عمى الألوان الطائفي البغيض لا حدود له في العالم العربي كما تعلمنا الأيام وتظهر لنا الأحداث بشكل مذهل ومتواصل. فالمجاميع الشعبية بالمنطقة لا تزال ترى الطغيان والتطرف بعين طائفية واحدة، فهي تارة ترى صدام حسين مجرما طاغية بعثيا دمويا متوحشا، ولكنها فجأة تنقلب لتراه شهيدا وبطلا ومدافعا عن «الجبهة الشرقية» لبـوابة العالم العربي، هذا على الرغم من كونه مجرما بامتياز، غزا واحتل الكويت؛ البلد المجاور له، وأحرق شعبه بالكيماوي، وغير ذلك من الجرائم. وإذا تحدثت عن طائفية أخرى لتقنعهم أن بشار الأسد ينطبق عليه الوصف نفسه حرفيا، فهو أيضا مجرم طاغية بعثي دموي متوحش، واحتل لبنان وأحرق شعبه بالكيماوي، لا يرون هذا الوصف إلا في صدام حسين حصرا! والأمر نفسه يسري أيضا حين الحديث عن المنظمات الإرهابية، فهناك من لا يرى الإرهاب والتكفير إلا في أسماء كـ«القاعدة» وجبهة النصرة ودولة العراق والشام والسلفية الجهادية، ويغفل عن ذكر حزب الله وفيلق بدر وفيلق القدس وكتائب المهدي، كلهم سواء، وجميعهم عناصر إرهابية وتكفيرية بامتياز، تعيش وتتلذذ على قتل من يخالفها وتخرجه من الملة والدين، وأي حديث مخالف لذلك ما هو إلا محاولة بائسة ومعيبة وقاصرة لتبديل الحقيقة الواضحة، وهي الرؤية المرتبكة وغير الصادقة، وهي عنصر أساسي في إطالة مدى نظام دموي مجرم، مثل نظام بشار الأسد، لأن هناك قوى مختلفة لها مصالح واضحة في إطالة مداه والإبقاء عليه، فدولة كإيران استثمرت وقتا طويلا جدا من الزمن «لتربية» هذا النظام وتطويعه بالكامل، وخصوصا خلال حقبة بشار الأسد، وهي التي صرفت عليه أرتالا هائلة من الأموال، وأخرجته تماما من الإطار «الشكلي البحت» لشعاراته القومجية والعروبية التي كان يعيش عليها، ويعدها القناع المناسب لتغطية عصبيته الطائفية البغيضة التي انكشفت بشكل فج تماما، وكذلك الأمر بالنسبة لميليشيا حزب الله، التي تعد وجود نظام كنظام بشار الأسد في سوريا بمثابة الرئة التي تتنفس من خلالها بشكل مريح وعملي، وروسيا تعد سوريا موضع قدم لخطط أكبر لها في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، مستغلة ظروفا جيو - سياسية قد لا تتكرر مستقبلا، وكذلك في ظل وجود قيادة ضعيفة ومترددة في المعسكر الغربي. كذلك يشكل نظام بشار الأسد فرصة ذهبية لمخابرات روسيا والغرب لاستقطاب كل أشكال القوى الجهادية (المؤيدة والمعارضة لنظام الأسد) في موقع جغرافي واحد على الأرض السورية، وبذلك توفر عليها عناء البحث والتنقيب والتدقيق، وبذلك يتحقق لها هدف مهم، وهو الخلاص من كل الأطراف، وذلك بتزكية أدوات التناحر، وإمدادها بالمال والسلاح والمعلومات لإنجاز المطلوب لإسرائيل، مقابل كل ذلك تراقب «حليفها الخفي»، ذلك النظام الذي حمى حدودها مع الجولان، وأبقاها أكثر هدوءا من منتجعات هاواي والبحر الكاريبي بامتياز، إذ لم يسمح بأي نوع من الاضطراب، ناهيك طبعا عن مقاومة أو خلاف ذلك من الحراك العسكري، والعجيب أنه لم يصدر من أي مسؤول سياسي أو استخباراتي أو إعلامي في إسرائيل أي تصريح يطالب ويدعم إسقاط نظام بشار الأسد (هذا إذا ما افترضنا أنه نظام معادٍ لإسرائيل ودولة ممانعة ومقاومة) بل على العكس تماما صرح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز المخابرات (الموساد) بأنهما يفضلان بقاء نظام الأسد، لأنهما يعتقدان أنه الأفضل لضمان أمن إسرائيل. راجعوا السطور وما بين السطور لتفهموا سر بقاء نظام الأسد والاستماتة لإطالة عمره في السلطة، وتمعنوا في من المستفيد من بقائه ومن خلفه. |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|