للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
سوق الاسهم الرئيسية مركز رفع الصور المكتبه الصفحات الاقتصادية دليل مزودي المعلومات مواقع غير مرخص لها
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات ملخص السوق أداء السوق
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-06-2013, 12:29 AM   #131
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي * حـسـن صـبــرا رداً على امير طاهري

هل كان لموسى الصدر علاقة بحافظ الأسد؟


قرأت مقالة للكاتب والصحافي الإيراني أمير طاهري، نشرت تحت عنوان «لبنان: استراتيجية حزب الله الخطرة» في جريدة «الشرق الأوسط» الجمعة الماضية.

ولديّ استدراكات على ما كتبه الأستاذ طاهري، مع تقديري لما احتوته المقالة من أفكار وآراء وبعض المعلومات الخاصة بالموقف من حزب الله وعدوانه على الشعب السوري في القصير وغيرها، وهو عدوان كنت أشرت إليه للمرة الأولى في شهر يونيو (حزيران) 2011 أي بعد ثلاثة أشهر من اندلاع ثورة الشعب السوري ضد طاغية سوريا بشار الأسد، وحددت مواقع وجود الحزب المذكور، في إحدى الثانويات في مدينة حمص، وقد أوردت هذه المعلومة عبر مجلة «الشراع» اللبنانية.

ملاحظاتي حول ما ورد من معلومات تخص علاقة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي السابق السيد موسى الصدر (اختفى في ليبيا أثناء زيارة لها بدعوة من العقيد معمر القذافي في الفترة ما بين 25 إلى 31 - 8 - 1978) بالرئيس حافظ الأسد.

ولعلني أنطلق من هذه الزيارة لتبيان طبيعة علاقة الإمام الصدر بحافظ الأسد مؤسس السلطة التي أورثها لابنه بشار بعد رحيله في 11 - 6 - 2000.

فقد سمعت من نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في مقر إقامته في باريس بعد انشقاقه عن نظام الأسد، أن الإمام الصدر اتصل به قبل قيامه بجولة عربية شملت الكويت والجزائر (وكانت ستشمل ليبيا) بعد تدخل الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ليستقبل القذافي الصدر، حيث لم يكن بين الصدر والقذافي أي صلة قبل وساطة بومدين.

يقول خدام للكاتب: إن الصدر طلب رأيه في هذه الجولة، وإن نائب الرئيس السوري يومها أبلغ الصدر بأن «سوريا الآن يا سيد في حالة حصار سياسي، والمطلوب من أصدقائها أن يكونوا كلهم معها، وألا يتخلوا عنها في هذه المرحلة، حتى لا يفسر كثيرون قيام صديقها المميز – ويقصد الإمام الصدر – بجولة عربية خارج سوريا بأنه تخل منه عن علاقته معها».

يعني أن خدام نصح الصدر بألا يقوم بهذه الجولة.. لكن الصدر لم يستمع إلى نصيحة خدام، فكانت نهاية جولته العربية هي نهاية حياته قتلا كما يؤكد كثيرون.. في ليبيا.

المهم – وهنا بيت القصيد – أن الصدر كان يزور سوريا دائما.. ويلتقي حافظ الأسد كثيرا جدا.. لكن آخر مرة استقبل فيها حافظ الأسد رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان موسى الصدر كانت قبل عام من لقائه المشار إليه مع خدام، وهذا ينفي قول الأستاذ طاهري بأن الأسد لم يستقبل الصدر أبدا.

ما الذي جرى في هذا اللقاء؟

سمعت من مقربين جدا من الإمام الراحل أن لقاء الصدر مع حافظ الأسد كان صريحا بما طلبه الصدر من الأسد.. بأن يتنبه إلى سلوكيات ضباط جيشه وجنوده في لبنان، حيث باتت سلوكياتهم أسوأ بكثير من سلوكيات عناصر المنظمات الفلسطينية الذين كانوا منتشرين في معظم أرجاء لبنان.

قال الصدر للأسد بصراحة: إن الفلسطينيين هم تربية منظمات مسلحة غير منضبطة، لكن الجيش السوري هو جيش منضبط.. ولا يجوز أن تنحدر سلوكياته إلى سلوكيات المنظمات الفلسطينية، مشيرا بكلام اعتبره الأسد جارحا شخصيا له عندما قال: «سيادة الرئيس، إن شعبية ياسر عرفات تدهورت عند اللبنانيين بسبب سلوكيات منظماته المسلحة.. ونحن حريصون على مكانتكم في قلوب اللبنانيين».

غير أن هذا الكلام الصريح والواقعي كان كافيا ليتوقف حافظ الأسد عن استقبال الرئيس الروحي للشيعة في لبنان.. إلى أن اختفى هذا في ليبيا.

نأتي إلى الأهم.

إن حافظ الأسد درج على استقبال موسى الصدر في دمشق اعتبارا من عام 1971.. بعد أن انتخب الأسد رئيسا للجمهورية العربية السورية مسبوقا بفتوى رجال الدين الكبار في سوريا (السنة طبعا) بجواز انتخاب علوي للرئاسة، باعتبار أن المذهب العلوي هو أحد المذاهب الإسلامية التي يجوز التعبد بها (عام 1959 أصدر شيخ الجامع الأزهر الإمام الأكبر محمود شلتوت فتوى بجواز التعبد على المذهبين الاثني عشري والزيدي، وسمح بتدريس المذهب الشيعي في الجامع الأزهر منذ ذلك التاريخ).

وفي أحد اللقاءات بين الأسد والصدر فإن الثقة التي جمعت بينهما دفعت الرئيس السوري لأن يطلب من المسؤول الشيعي اللبناني (من أصل إيراني) بأن يضم علويي لبنان إلى المذهب الشيعي ليكونوا سندا لهم في لبنان.

وقد شكر الصدر طلب الأسد. وبادر بعد عودته إلى لبنان بتجهيز الأمور إداريا ومذهبيا لتطبيق هذه الفكرة.. فأنشأ في مدينة طرابلس حيث الوجود العلوي الأهم في منطقة بعل محسن محكمة شرعية شيعية ليحتكم إليها العلويون اللبنانيون في شمال طرابلس وعكار. وكذلك الشيعة المنتشرون في بعض قرى الشمال.

وعين الإمام الصدر الشيخ خليل ياسين أحد أعضاء الهيئة العلمائية في المجلس الشيعي في الحازمية، قاضيا أول في هذه المحكمة.

لم يرق هذا الأمر لأحد أتباع رفعت الأسد الذي كان ما يزال ذا نفوذ مدمر داخل سلطة آل الأسد في سوريا، وهو علي عيد (نائب سابق في مجلس النواب اللبناني مؤسس الحزب العربي الديمقراطي ويرأسه الآن ابنه رفعت).

قيل يومها إن علي عيد وبطلب من رفعت هاجم المحكمة الشيعية في طرابلس وأطلق النار على من فيها فأصيب بعضهم وهرب الشيخ خليل إلى بيروت.. ولم يعد بعدها إلى طرابلس.. بل إن موسى الصدر أقفل المحكمة حتى لم يعد لها وجود حتى الآن. لكن هذا لم يمنع رفعت علي عيد أن يقف مع اشتداد عدوان إيران وحزب الله على الشعب السوري، من أن يعلن في مؤتمر صحافي أننا لسنا أقلية فنحن جزء من جبهة تمتد من طهران عبر العراق وسوريا ولبنان حتى الضاحية الجنوبية في جنوب بيروت وحتى جبهة جبل محسن في طرابلس.

* رئيس تحرير مجلة «الشراع» اللبنانية

تعليقات القراء
عدنان العلي، «المانيا»، 07/06/2013
للحقيقة والتاريخ إن علاقة حافظ الأسد بموسى
الصدر سبقت الأحداث التي ذكرها صاحب المقال
بكثير وقبل قيام حافظ الأسد بإنقلابه المعروف لقد
قام موسى الصدر بأول زيارة لحافظ الأسد إذا
ما خانتي الذاكرة في أواخر 1968 او في أوائل
1969 يوم كان وزيرا للدفاع وقائدا لسلاح
الطيران وقد زاره وبصحبة أحد الأئمة الشيعة من
إيران الذين لعبو دورا مهما في مشروع الهلال
الشيعي منذ ذلك الوقت وهو الإمام شريعتي
والزيارة كانت في مطار الضمير وبشكل سري
حيث كان حافظ الأسد يقيم بشكل دائم هناك
يحضر لإنقلابه المعروف وأنا كنت من الذين
علموا بالصدفة عن طريق أحد الأصدقاء عن هذه
الزيارة وقد كان سبب الزيارة المعلن هو طلب
العون من حافظ الأسد لمساعدة شيعة العراق
المضطهدين من صدام حسين أما السبب الخفي
هو إستكمال خطة الهلال الشيعي التي بدأها
موسى الصدر من لبنان بحجة مساعدة
المحرومين الشيعة هناك والحجتين هي كانت
تغطية لذلك المخطط
أولا إن صدام لم يكن يضطهد الشيعة فقط وفي
لبنان كان هناك محرومون كثر غير الشيعة
وللحقيقة والتاريخ إن فكرة التجييش الطائفي
المذهبي لم تكن قد تبلورت في رأس حافظ الأسد
قبل هذه الزيارة وللحديث بقية
عدنان العلي، «المانيا»، 07/06/2013
إن فكرة الهلال الشيعي ليست هي وليدة الثورة الإسلامية في إيران مع قدوم الخميني كما تداولها العامة بل هي بالواقع بدأت
من بنات أفكار هنري كسنجر يوم أصبح يهيمن على سياسة الأمن القومي في البيت الأبيض ومنذ أيام الشاه، والفكرة تقوم
على تفتيت المنطقة بخلق كيانات ضعيفة أكبرها لا يقوى على مواجهة إسرائيل لوحده والفكرة ليس سرا فقد طرحها علنا
في مقالاته وأبحاثه، عودة إلى تلك الزيارة لموسى الصدر والإمام شريعتي لحافظ الأسد في دمشق أواخر الستينات، لقد
جرى ترسيخ فكرة الطائفية والإعتماد على الطائفة بالدرجة الأولى قبل الإعتبارات الحزبية، وقد قام بترسيخها لديه السيد
شريعتي بإصداره الفتوى المشهورة بالاعتراف بالطائفة العلوية كإحدى الطوائف الشيعية الرسمية وقد سار المخطط على
هذا المنوال حتى بروز أول صدام بين حافظ الأسد وموسى الصدر بدخول الجيش السوري إلى لبنان وقد كان الأسد
حريصا أن لا يظهر هذا الخلاف على العلن وبدأ بمخطط التخلص من موسى الصدر وتهيئة البديل وهو نبيه بري رجل
الأجهزة الأمنية لحافظ الأسد وقتها ونجحت الخطة كنتيجة للتعاون الأمني الوثيق مع القذافي ذلك الوقت جرى تصفيته، ولا
أشك أن نبيه بري كان متورطا معه.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 12:31 AM   #132
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي حـسـيـن شـبـكـشــي

سوريا.. سيناريو الرعب


هل هناك من وسيلة عقلانية لقراءة ما يحدث على الساحة السورية لفهم ما يحدث والنظر بروية وهدوء إلى الصورة الكبيرة وتحليل المشهد الدموي البائس؟ طبيعي أن يكون هناك العديد من السيناريوهات المطروحة كشرح لما يحصل، ولكن أحد التحاليل التي استوقفتني كان كالتالي، وهو جدير بالتدبر والتأمل بعمق: الثورة السورية على نظام بشار الأسد دخلت مرحلة بالغة الأهمية والخطورة؛ لأنها لم تعد توصف بالمعنى القديم، ثورة ضد نظام مجرم أو صراع مناطقي وإقليمي، ولكن بدخول ميليشيات حزب الله الإرهابية على الخط أصبحت المواجهة ذات طابع طائفي بامتياز بلا شك، بعد إعلان هذا الفصيل المتشنج علانية (علما بأنه حزب رسمي يترأس حكومة في دولة مجاورة) عن دعمه لنظام الأسد حتى النهاية.

يبدو أن الولايات المتحدة لديها رغبة جادة جدا في القضاء على كافة التنظيمات المتطرفة المتعلقة بحقبة الحرب الباردة، وهي تنظيمات كانت تدار بالأساس من قبل الاستخبارات السورية وأجهزتها التابعة لها. نظام بشار الأسد الحاكم في سوريا من الناحية الفعلية انتهى، فلقد تم تفكيك أدواته بإنهاكه التام على الأرض، وشرخ جيشه وأجهزة أمنه وفقده لشرعية السيطرة على أراضي البلاد الواسعة، وفوق ذلك جرى «السماح» بدخول منظم للعديد من التنظيمات الصغيرة من المجاميع المتطرفة إلى الساحة السورية تحت إغراء «الجهاد الكبير» هناك، بمن فيهم حزب الله نفسه، وقد لعب الجيش الحر كذلك دورا في استدراج كل هؤلاء كغطاء شرعي ملائم ومناسب، وطبعا كان من الضروري أن يستمر بشار الأسد حاكما ويبقى في منصبه طوال هذه الفترة الدموية لكي تزيد حماسة الراغبين في الجهاد بسوريا، سواء للقتال ضده والخلاص منه أو القدوم للدفاع عنه، وطبعا لولا رغبة أميركا الحقيقية ودعم روسيا وإيران له وعدم ممانعة إسرائيل المعلنة لما بقي في حكمه لليوم، ولما استطاع الصمود.

أما المعارضة السورية التي من الناحية النظرية والمعنوية كان من المفترض أن تكون العنصر الأهم والحلقة الأقوى في هذا الصراع الدموي الرهيب، فوضعت في موقف مخيف وصعب، وتحولت رغما عنها إلى الحلقة الأضعف؛ ليتحقق التصور المطروح بوضعه البائس حاليا.

ولذلك فإن فرضية أن سوريا وحكم الأسد هي المغناطيس الجاذب لكل شرور الجماعات المتطرفة التي ترغب أميركا في الخلاص منها من كل المنطقة، سواء من الجزيرة العربية أو العراق أو أفريقيا أو أفغانستان أو لبنان أو الأردن، ومن ثم تحقق أميركا فكرة التخلص الكامل من هذه الجماعات على الأرض السورية بمساعدة غير مباشرة من نظام بشار الأسد، وحزب الله بدخوله سوريا بالشكل الهمجي؛ دخل في عملية انتحارية له تماما والإجهاز على كل ما تبقى له من مصداقية أو إنجاز أو جدارة في الذهنية الشعبية في العالم العربي والإسلامي، ويجري إنهاكه والقضاء عليه على الأرض السورية التي صنعته وأوجدته، وهو بكل سذاجة بلع الطعم الذي وضع له لاستدراجه والقضاء عليه بسبب رعونة الحزب ونرجسية حسن نصر الله، كما أن قراره المتسرع سيجر لبنان بأكمله لمستنقع سوريا الذي سيشهد اقتتالا طائفيا مذهبيا معلنا وواضحا، وهناك يتحقق سيناريو القضاء عليه عسكريا، ليس عبر ضربات توجه من الغرب أو إسرائيل، ولكن أن يقضي على نفسه في الداخل السوري مقر ولادته. وطبعا نظريا إذا لم تحسم الثورة السورية فمن المرشح أن تلتهب خارج الحدود لتصل إلى لبنان والعراق وتركيا، ثم الداخل الروسي نفسه، فالثورة السورية بتدخل حزب الله مدعوما بروسيا فتح الجبهات وأزال حدود التماس بشكل خطير.

مع كل أزمة اقتصادية عالمية كبرى تقوم «حرب» أو «حروب» مصغرة ليستفيد منها الكبار، هكذا تعلمنا دوما عجلة التاريخ.

سيناريو مرعب لما يحدث في سوريا، ولكن يستحق التأمل والتدبر بعمق
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 12:32 AM   #133
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي عــبـد الـرحـمـن الـراشــد

سندفع ثمن خذلان الشعب السوري

لم ينبس الأمين العام للجامعة العربية بكلمة واحدة، ولا منظمته العتيدة، طوال خمسة وأربعين يوما دام فيها حصار بلدة القصير السورية، ثم سكت طوال عشرين يوما من عمليات القصف والتدمير والقتل للبلدة التي يسكنها أربعون ألفا!

ومعظم الحكومات العربية هي الأخرى لم تفعل شيئا منذ عامين من الذبح والقتل، حيث اكتفت بالفرجة عن بعد. وبعد هذا كله يلوم البعض الغرب والشرق لماذا لا يتدخلون لنجدة السوريين؟!

لو كانت هناك عزيمة حقيقية لما كانت هناك مأساة من الأساس، ولو كان هناك إحساس بقيمة الإنسان، وحرص على لجم المجرمين لما استمر النظام في سوريا يبطش بالناس ويدمر المدن ويهجر الملايين من المدنيين الأبرياء، والآن يقطع البلاد كما يشتهي من أجل إعادة رسم الخريطة من جديد. ونظام بشار الأسد يعتقد أنه قادر خلال عام أو عامين على تصدير مشكلته عبر الحدود باللاجئين والسلاح والميليشيات، يريد تغيير خريطة لبنان السياسية، وإسقاط النظام الأردني، وتخريب تركيا بالفتن، ونقل المشكلة للسعودية والعراق والبقية.

ما الخطأ الذي يحدث؟

بدأ بعدم الإحساس بحجم الظلم الذي يقع على الشعب السوري، وعدم الإحساس بالمسؤولية، واللامبالاة حيال حماية الأمن الإقليمي، وعدم الشعور بالخطر الهائل الذي ستجلبه لنا تدخلات إيران وحلفائها، وعدم قراءة أو فهم مخاطر الواقع الجديد الذي يبنى أمام أعيننا.

بداية، لا توجد معايير تحاسب عليها المنظومات الإقليمية عندما تتقاعس، مثلا هل قتل خمسة آلاف شخص يستوجب الشجب أم التدخل؟ هل تشريد مليون إنسان يجيز لدول المنطقة حق التدخل لمنع الكارثة؟ هل استعانة النظام بقوات وميليشيات خارجية ضد شعبه تستوجب منح هذا الشعب المضطهد حق الدفاع عن نفسه ومناصرته بقوات نظامية إقليمية؟

أعرف أن ليس كل الدول العربية تملك المعايير الأخلاقية أو السياسية التي تدفعها للتدخل، بل العكس تماما. نعرف أن الجزائر والعراق يساندان النظام السوري بلا حياء. وندري أن مصر والسودان يناصران نظام الأسد كذلك لكن بدرجة أقل. ومعظم البقية تعتقد أن سوريا تقع في إقليم بعيد في العالم، وليست من مسؤوليتهم.

الجامعة العربية، فقط بعد أن دمرت القصير، أصدرت بيانا تشجب الجريمة! وها هي جحافل النظام، وميليشيات حزب الله، وفيلق القدس الإيراني، وعصابات عصائب الحق العراقية، مع مستشارين روس وكوريين شماليين تبدأ الآن الزحف على درعا وحمص والغوطة تريد استعادتها بعد أن حررها أهلها من قوات النظام خلال العام الماضي.

ألا يبرر هذا الكم الهائل من القوى الخارجية مع قوات النظام التي تستخدم كل الأسلحة الثقيلة التدخل المضاد بدلا من إصدار بيانات العزاء؟ ألا تشعر دول المنطقة أن سوريا بوضعها الحالي تشكل خطرا عليهم، لأن تشريد خمسة ملايين سوري لن يهدد فقط بإسقاط نظامي الأردن ولبنان، بل كل الدول الواقعة في دائرة العنف الإقليمي؟ من كان يتصور أن تتعرض تركيا، البلد الكبير والأقوى عسكريا، والمحمي من الناتو، والمزدهر اقتصاديا، والمستقر سياسيا لهذه الهزات المفاجئة؟ ما يحدث في تركيا، سواء في ميدان تقسيم أو الاشتباكات الحدودية، ليس إلا نتاجا للأزمة السورية. خطر الحدث السوري يهدد الجميع وليس أهل سوريا فقط، الخطر أيضا على دول الخليج والعراق ومصر وكذلك إسرائيل.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 12:33 AM   #134
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي طــارق الـحـمـيــد

أميركا وسوريا.. غير صحيح!


حاول مسؤول أميركي رفيع المستوى الدفاع باستماتة عن مواقف بلاده من الأزمة السورية، ملقيا باللوم على المعارضة، رغم إقراره بالقول: «لسنا أغبياء، نعرف أن الحل السياسي غير ممكن من دون تغيير موازين القوى على الأرض»!

المسؤول الأميركي تحدث أمام مجموعة من الصحافيين في لندن، ومن ضمنهم هذه الصحيفة، عن مشاكل عملياتية لدى الجيش الحر منها تخزين بعض الكتائب للسلاح «استعدادا لمعركة ما بعد الأسد»، وأن الجماعات المسلحة لا تنسق في ما بينها، مع تأكيده على أهمية دور رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس، وقوله للسوريين: «لا تلوموا الأجانب على مشكلة سوريا»، فعلى السوريين «أن يقودوا ثم يساعدهم أصدقاؤهم»! وبحسب ما نشرته هذه الصحيفة، فإن المسؤول الذي كان يتحدث من مقر السفارة الأميركية في لندن يقول: «في الخارج ستجد تمثالا لداويت ديفيد أيزنهاور. هذا السياسي والعسكري الأميركي شغل منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. كان هو القائد الوحيد الذي يعطي الأوامر، والجميع كانوا يطيعونه من دون تذمر أو شكوى. أشرف على التخطيط وعلى العمليات القتالية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا. لم يقل له البريطانيون إنك غير كفء، ولم يتذمر الفرنسيون من قيادته. كانت القيادة المشتركة لقوات الحلف الوسيلة الوحيدة للتغلب على ألمانيا النازية»! وأضاف: «لا يوجد للأسف مثل هذا الأمر في الجيش السوري الحر! على السوريين الارتقاء لمستوى ثورتهم والتعاون فيما بينهم، وهذا أمر لا نستطيع، نحن الأميركيين، تحقيقه لهم». فهل هذه مقارنة دقيقة؟ الإجابة: لا! فالمعارضة السورية لم تجد دعما دوليا حقيقيا لتتوحد كما حدث مع المعارضة الليبية للقذافي بجهد دولي، أو المعارضة العراقية قبل الغزو الأميركي، والمفارقة هنا بحديث المسؤول الأميركي نفسه أن أيزنهاور كان «القائد الوحيد الذي يعطي الأوامر، والجميع كانوا يطيعونه من دون تذمر أو شكوى. أشرف على التخطيط وعلى العمليات القتالية»! فأين أيزنهاور الأميركي اليوم الذي يقود الحلفاء ويخطط، ولو سياسيا، في سوريا؟ وأين أيزنهاور الذي يعي ضرورة دعم المعارضة بالسلاح، وضرورة توحيد قياداتهم؟ لا وجود له بالطبع! ولذلك فإن حديث المسؤول الأميركي لا يستقيم، فالأسد نفسه استشعر حجم ورطته وضعفه وسلم دمشق لقاسم سليماني، والقصير لحسن نصر الله، واكتفى بدور العلاقات العامة عبر المقابلات التلفزيونية، بينما يقف اليوم اللواء سليم إدريس وحيدا بلا دعم حقيقي من المجتمع الدولي، وأميركا تحديدا، أي دعم بالسلاح!

ولذا فالقصة اليوم ليست أن المعارضة لا ترتقي لمستوى المسؤولية، بل هي في تراجع أميركا عن لعب دور القيادة، وهو ما استوعبه الروس والإيرانيون، حيث قاموا بإرسال الأسلحة لإنقاذ الأسد. هذه هي الحقيقة، أما ما تحدث به المسؤول الأميركي، فإنه يدين واشنطن أكثر من كونه يبرئها.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 12:35 AM   #135
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي مـحـمــد الـرمـيـحــي

سر العقدة الروسية في الشرق الأوسط

هل الموقف الروسي من الأزمة السورية مُحير؟ أظنه كذلك، فكلما قلبت الأمر كي تعرف لماذا هذا الموقف الذي لا يعبأ بالسياسة كما لا يعبأ بالأخلاق، أمام نهر الدم المتدفق والتخريب غير المسبوق في المدن والقرى السورية، تظهر لك الكثير من الاحتمالات التي لم تعد خفية على المحللين.

أردت أن أعرف لماذا هذا الموقف من طريق آخر، قلبت من جديد كتاب يفغيني بريماكوف الرجل الذي عاش في الشرق الأوسط كمراسل صحافي لجريدة «البرافدا» في أهم مرحلة تحول بعد ثورات العسكر العربية، ثم ترقى في الإدارة السوفياتية حتى وصل إلى منصب وزير خارجية ثم رئيس وزراء لفترة قصيرة، جاء من نفس المؤسسة التي ينتمي إليها الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، وهي جهاز المخابرات السوفياتية، الرجل في فترة الخمسينات أنجز أطروحة دراسية كان عنوانها (نشأة الشركات الغربية في الجزيرة العربية) وهذا دليل على الاهتمام المبكر للرجل الأوكراني بريماكوف لمركزية المصالح الغربية في الصراع على النفوذ والموارد في الشرق الأوسط، لم يكن أحد من العرب المهتمين يزور موسكو في العقد قبل الأخير من انهيار الاتحاد السوفياتي، إلا ويكون اللقاء والحديث مع بريماكوف الخبير مطلوبا وضروريا.

كاتب هذه السطور لم يكن الاستثناء، فأنا أحتفظ في أوراقي بمقابلة طويلة في مكتبه وسط الثمانينات، عندها كان مديرا لمعهد الدراسات الدولية في موسكو، وكانت مقابلة ساخنة، الرجل يتكلم العربية بطلاقة، كما كان التوقيت فترة حرب ضروس بين العراق وإيران، ولم يكن أحد يتصور حتى في أكثر خيالاته جموحا، أن الاتحاد السوفياتي العظيم سوف ينهار إلى شظايا بعد سنوات، كان موقف الدولة السوفياتية هاما.

الحديث وقتها عن مساندة الاتحاد السوفياتي لإيران في حربها التي امتدت وقتها لسنوات، كنا في الخليج نسمع أصوات المدافع ونشعر بحرارة الحرب، قلت للرجل إن موقف الاتحاد السوفياتي من تسليح إيران مُحير، فهي صديقة للنظام العراقي وتسلح عدوه! رأى يفغيني بريماكوف وقتها لم يكن ملتبسا، كان يرى أن إيران أهم كثيرا من العراق بالنسبة للاتحاد السوفياتي، وأن تسليحها يأخذ أولوية عندهم، لسبب مهم جدا من وجهة نظره، وهو أن إيران مضادة جذريا للمصالح الغربية في المنطقة، أما العراق فتحكمه مجموعة برجوازية ضيقة الأفق، يمكن أن تغير رأيها في أي وقت في المستقبل!

يسطر بريماكوف في كتابه الذي صدر عام 2009 وهو بعنوان (روسيا والعرب) من جديد هذا الموقف الذي يملي على روسيا التي ورثت الاتحاد السوفياتي الموقف الاستراتيجي ذاته، فأي موقف لدولة في الشرق الأوسط معاد للغرب، هو فرصة سياسية للروس، عليهم التقاطها وتعظيمها لتوسيع نفوذهم.

في فصل من فصول الكتاب يقول بريماكوف إن (المتشائم هو شخص متفائل ولكنه يعرف أكثر) والمعنى هنا واضح المعالم لا لبس فيه، فالصراع من منظور موسكو هو صراع مصالح بين الشرق والغرب، المتمثل في مطامح روسيا سواء كانت الإمبراطورية أو الشيوعية أو حتى شبه الرأسمالية كما هي اليوم في الوصول إلى المياه الدافئة، وهم يعرفون الكثير عن المصالح الكبرى المحققة، وأن من يقف أمام هذا الطموح، ليس الدول الصغيرة المكونة لأرخبيل الشرق الأوسط، ولكن القوة الغربية التي وصلت في وقت ما إلى طرد الروس حتى من حدودهم الجنوبية ومناطق نفوذهم التقليدية، أفغانستان وما حولها.

من هذا المنظور الاستراتيجي الواسع علينا أن نفهم الموقف الروسي اليوم من مأساة الاقتتال في سوريا ومن إمكانية تفجر المنطقة حول سوريا أيضا، الفوضى تصب في مصلحتهم.

يقابل هذا الموقف الروسي الذي (يعرف أكثر) وهو من صلب قناعة جهاز المخابرات السوفياتي الذي أنتج كلا من بريماكوف وأيضا فلاديمير بوتين، الموقف الأميركي الذي يعتريه خوف مرضي (سندروم) ناتج من التورط السابق في كل من أفغانستان والعراق، كمثل السندروم الذي اعترى السياسة الأميركية لفترة طويلة بعد حرب فيتنام، التي قررت بعدها الولايات المتحدة عدم التدخل النشط في المشكلات العالمية إلا من خلال وكلاء محليين، كما حدث في أفغانستان في بداية حربها للوجود السوفياتي. هذا الخوف المرضي هو الذي يفسر تراجع الموقف الأميركي وتقدم الموقف الروسي في الشرق الأوسط، ويعود الإعلام والصحافة الروسيان من جديد إلى (معايرة) الولايات المتحدة، كما يفعل بريماكوف في كتابه السابق الذكر، غمزا من خلال التذكير بأن كذبة كبرى قد ارتكبت في العراق، عندما أكدت الإدارة الأميركية وقتها أن العراق يملك أسلحة فتاكة وكيماوية ولم يقم الدليل على ذالك بعد تحرير العراق، العقدة التي تجد صدى لدى إدارة باراك أوباما اليوم، إلى درجة أن تأكيد الفرنسيين والبريطانيين ولجنة من الأمم المتحدة من جهة، على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، يجد أذنا صماء في الإدارة الأميركية، وتريد التحقق والتأكد، ثم التأكد والتحقق!

ليس إذن الموقف الروسي الحالي غير المبالي بالاقتتال البشع والآلاف من الضحايا السوريين وقصف المواطنين السوريين بالطائرات والأسلحة الثقيلة وتدخل قوات منظمة من خارج سوريا، إلا جزءا من التردد الأميركي الذي كان أوضح قول فيه ما صرح به جون كيري وزير الخارجية الأميركي، إننا تأخرنا في التدخل، وما زالوا - رغم ذلك التصريح - يفعلون. إنهم يعرفون (أقل)!

إذا انعقد مؤتمر جنيف، وأرى صعوبات كؤود أمام ذلك - إن انعقد، فهو تتويج للجهد الروسي في إبقاء النظام، وهزيمة للجهد الأميركي دون منازع، فليس هناك كذبة سياسية في عصرنا أكبر من القول (القيادة من الخلف) لم تخترع تلك العربة السياسية بعد التي تقاد من الخلف إلا في ذهن بعض الهواة في البيت الأبيض، أما على الأرض فالخيار إما أن تقود أو لا تقود. الإصرار على التأكد ثم التأكد من استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري أصبح نكتة من جهة، ودليلا على السندروم المرضي الذي أصاب الإدارة الأميركية في وجه موجة القتل البشع والتمثيل بالجثث وتدفق اللاجئين وتوسيع مسرح الصراع ليفيض على الجوار السوري من جهة أخرى، كل ذلك يعني انحسار النفوذ الأميركي والغربي وزحف النفوذ الروسي الذي لم يتحقق في مرحلتي الشيوعية والإمبراطورية، نراه يقترب إلى التحقق في عهد ورثة ذلك النظامين.

من السذاجة القول أولا إن هناك حربا بالوكالة، فلم يعد للمعسكر الغربي قدرة على خوض صراع ساخن أو ناعم، من دون الولايات المتحدة، كان ذلك حقيقة منذ زمن بعيد، ربما من أيام الحرب العالمية الأولى وزاد مع مرور الزمن، وثانيا من السذاجة تخيل الوصول إلى حل سياسي مع نظام قتل ثلث شعبه ويحاول في الثلثين الباقيين، هي أضغاث أحلام في واشنطن. ليس المطلوب من الإدارة الأميركية خوض حرب، المطلوب منها فقط قراءة واقعية لمسرح العمليات (حتى تعرف أكثر)، وموازنة عقلية بين الخسائر والأرباح، ثم إظهار رغبة حقيقية وتصميم في منع روسيا القيصر الجديد من التمدد. أما الحديث الدبلوماسي والرسائل المرتبكة فهي التي تزيد من تدفق الدم من عروق العرب السوريين وغيرهم أيضا.

آخر الكلام:

تصر بعض وسائل الإعلام الأميركية على قراءة المشهد السياسي في الشرق الأوسط على أنه صراع طائفي، ذلك يريحهم نفسيا، بإلقاء اللوم على مقولة إن المشكلة تاريخية لا يد لهم فيها، ولكن ذلك ليس الحقيقة؛ الصراع جار بين شرائح اجتماعية تريد العيش في العصر، وشرائح تريد البقاء في العصر القديم، وهو صراع اجتماعي سياسي عابر للطوائف، ويرتدي حللا قومية ومصلحية، امتلاك التحليل الصحيح يقود بالضرورة إلى الحلول الصحيحة.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 12:46 AM   #136
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي زيـن الـعـابـديـن الـركـابــي

سوريا.. من خدع من؟


تعجل أناس فرتبوا على حسم معركة القصير رؤية تقول إن الصراع الدامي انتهى لصالح النظام، ويرد طرف مقابل فيقول: بل إن ما حدث ليس إلا خسارة جولة. أما الحرب فهي سجال، وستكون الجولة الأخيرة لنا.

ومهما تكن التحليلات والاستنتاجات، فإن الحقيقة الإجمالية المرة والمرعبة هي أن الصراع الدموي في سوريا قد أسفر عن مائة ألف قتيل (في بعض التقديرات)، وأن 54 في المائة من البنية التحتية قد دمر، وأن سبعة ملايين سوري قد شردوا من بيوتهم، إما خارج سوريا، وإما داخلها، وأن هؤلاء المشردين يعانون أوضاعا عصيبة ومهينة في المسكن والمطعم والعلاج والكرامة الإنسانية.

فمن المسؤول عن ذلك كله؟!

والسؤال الأهم هو: مَن خَدَع مَن في هذه القضية الكبرى؟ إن حسابات أساسية قد بنيت على أن الولايات المتحدة الأميركية ستتدخل وتحسم الموقف لصالح المعارضة السورية.

وصحيح أن الموقف الأميركي قد تبدى - في مرات عديدة - وكأنه يتبنى هذا الخيار، أو هذه القاعدة في حسابات الصراع، لكن معظم المعطيات الموضوعية الأميركية لم تكن تشير إلى ذلك.

ما هي هذه المعطيات الموضوعية؟

1) إن الديمقراطيين - بقيادة أوباما - قد قرروا ألا يكرروا مغامرات المحافظين الجدد في أفغانستان والعراق مثلا.

2) في الولايات المتحدة تدهور اقتصادي ومالي.. ويقول خبراء أميركيون إن لهذا التدهور أسبابا كثيرة، في مقدمها أو من أهمها: سبعة مليارات دولار أهدرت في حربي أفغانستان والعراق، وهو مبلغ هبط بحركة النمو درجات عديدة إلى أسفل، وتسبب في عجز الميزان التجاري كما تسبب في ازدياد أرقام البطالة.. و.. و.. و..

3) أدركت القيادة الأميركية الحالية أن حروب المحافظين الجدد في العراق وأفغانستان لم تتسبب في الخسارة المادية الجسيمة وحسب، بل تسببت في «خسارة معنوية هائلة» للولايات المتحدة في العالم الإسلامي، بمعنى أن تلك الحروب زادت صورة أميركا تشوها وقتامة لدى الرأي العام الإسلامي.

ولما كان أوباما – بالذات - قد وعد بتحسين صورة بلاده في أعين مسلمي العالم فهو يحاذر من أن يهزم هدفه بخوض حروب جديدة في العالم الإسلامي.

ولا جدال في حق الولايات المتحدة في أن تبني موقفها على معطيات موضوعية تتعلق بأمنها القومي ووضعها الاقتصادي، وبصورتها في العالم، بيد أن الجمهورية الأميركية لم تكن واضحة بالقدر الكافي مع حلفائها. بل لوحظ أنها كلما امتعض حلفاؤها من تذبذب موقفها، سارعت إلى إطلاق تصريحات مثل: على الأسد أن يرحل.. الأسد فقد شرعيته.. إلا أن موقفها العملي لم يتسم بالجدية في التدخل العسكري (نحن نصور الحالة ولا نقترح).. وهذا نوع من «الخداع السياسي»، وهو خداع ضخم - في حقيقة الأمر - لكن حجبته عن العيون الرغبات والأماني في التدخل الأميركي المباشر والحاسم: الآن الآن.. وليس غدا!!

من زاوية أخرى، وفي سياق الحسابات الخاطئة أيضا، فإن بعض هذه الحسابات اعتمد على «القياس الخاطئ»، فقد قيس حال سوريا على ما جرى في تونس ومصر على سبيل المثال.

وأخطر ما يقع فيه التفكير - السياسي وغير السياسي - هو تورطه في القياس الخاطئ، أو القياس بلا حسبان الفروق كما يقول المناطقة والفلاسفة.

ونقول بصراحة كاملة: ما كان الحراك الشعبي في كل من تونس ومصر بمستطيع الإطاحة بمبارك وبن علي لولا تخلي الجيش في البلدين عن الرئيسين السابقين، ولولا انحياز الجيشين في البلدين إلى الحراك الشعبي، على حين أن الجيش السوري ظل مواليا لبشار الأسد على مدى الصراع الذي ظل محتدما على مدى أكثر من عامين.. وها هنا تتبدى أسئلة جوهرية، كان ينبغي أن تطرح ويجاب عنها منذ البدء:

أ) ما هي العقيدة التي تربى عليها الجيش السوري؟

ب) ما مدى ولاء الجيش السوري لقيادته السياسية؟

ج) في صراع طويل: إلى أي مدى زمني يمكن أن يظل الجيش السوري متماسكا: كله أو معظمه؟

ثم تصعيدا - وتنويعا - لمنظومة الأسئلة الواجبة كان يتعين طرح أسئلة أخرى: كمفاتح سليمة للحسابات الصحيحة.. من أسباب سقوط صدام ومبارك وبن علي والقذافي أنهم لم يكن لهم حلفاء دوليون أقوياء يدافعون عنهم، أو كان لهم حلفاء تخلوا عنهم بطريقة مفاجئة: لهذا السبب أو ذاك.. وهل يقاس على ذلك وضع بشار الأسد الذي برز الروس والصينيون كحلفاء أقوياء له يدعمونه، وكأنه جزء من ركائزهم الاستراتيجية العالمية؟

في ظل ذلك: ما هو المستقبل والمصير؟

من دون لف ولا دوران، ولا لت ولا عجن نقول: هناك مآلان اثنان للأزمة السورية:

1) أن يستمر الصراع الدامي ويشتد ويحتد حتى تهلك سوريا، ومن فيها، وما فيها.

2) أن يتعزز خيار الحل السياسي الذي تبنته أميركا بالتوافق مع روسيا حول عقد مؤتمر دولي سمي «جنيف 2».

وفي حال تعزز هذا الخيار ليس أمام المعارضة السورية إلا أن تركض بهمة وحرص ودأب في مضمار مباشرة التحضير للانتخابات منذ الآن (بناء على مقولتهم إنها تكافح من أجل سوريا ديمقراطية ذات انتخابات حرة).. ومن صميم التحضير للانتخابات:

1) تحميل حزب البعث (المنافس الرئيس في أي انتخابات قادمة) مسؤولية ما جرى ويجري في سوريا من فقر وتخلف وكبت وسجن وتشريد إلخ.. وبين يدي المعارضة في هذا الشأن «ملف ضخم» لا يتطلب تزيدا ولا افتعالا ولا كذبا.. وإنما يتطلب - فحسب - مهارة في التوظيف والإخراج وجاذبية المداخل إلى نفوس الناخبين السوريين.

2) اعتبار النازحين السوريين في الخارج - وهم بالملايين - «قوى انتخابية هائلة» ستؤثر - بعمق - في نتائج الانتخابات: التشريعية والرئاسية.. واعتبار هؤلاء النازحين قوى انتخابية يستوجب التعامل معهم بهذه الذهنية من الاحترام والمساعدة والتفقد المستمر والراقي لأحوالهم وأحوال عائلاتهم من دون من ولا أذى ولا استغلال سياسي مبتذل يفسد الهدف من كونهم قوى انتخابية كبيرة.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 04:07 AM   #137
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي عـبـد الـرحـمـن الـراشــد

أوباما الانعزالي في سوريا

منذ تولي باراك أوباما الرئاسة الأميركية قبل نحو خمس سنوات، قورن بينه وبين الرئيس الأسبق جيمي كارتر، ووصف بأنه نسخة مشابهة. وتردد هذا التوصيف خلال فترة الاضطرابات في مصر وتونس، لأنه كرر موقف كارتر إبان اضطرابات طهران التي أدت إلى خلع الشاه واستيلاء الخميني على الحكم.

لكن من الإنصاف القول إن أوباما اختار الموقف السليم، حيث وقف على الحياد في مصر وتونس واليمن، وحتى عندما اختار الاشتراك في الحرب مع فرنسا وبريطانيا في ليبيا لإسقاط نظام معمر القذافي، لأنها حركة جاءت من الشارع وضد أنظمة فشلت في تطوير نفسها وصار من الصعب إنقاذها من أخطائها.

إنما في سوريا، اختار أوباما موقفا خاطئا، وله تبعات خطيرة على المنطقة والعالم لاحقا. ترك نظام بشار الأسد، ومعه الإيرانيون وحزب الله، يحاصرون الانتفاضة الشعبية حتى أصبحت تهدد المنطقة. السيناتور جون ماكين أكثر وعيا بما يحدث؛ سوريا حبلى بالكثير من الأخطار، ويفترض أن يكون لبلاده دور قيادي. قال: «الشرق الأوسط دائما أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن».

حاليا، تبذل إدارة أوباما جهدا كبيرا في ملاحقة سفن إيرانية في أنحاء العالم حتى لا تبيع البترول، أو لتفتش حاوياتها لتمنعها من إيصال الأسلحة. المفارقة أن الحكومة الأميركية نفسها تسكت اليوم عن آلاف الإيرانيين الذين يقاتلون في سوريا. هذا التناقض الصارخ بين ملاحقة بضع سفن في أنحاء المحيطات والسكوت عن آلاف المدججين بالسلاح - هو ما يصيب الكثيرين بالحيرة. لم نعرف دورا كبيرا لموسكو في المنطقة منذ عام 1972. ولم تستطع إيران العمل في المنطقة باستثناء لبنان وغزة، بشكل محدود.

هل سياسة أوباما تعلن نهاية مبدأ أيزنهاور الذي صار سياسة الولايات المتحدة منذ عام 1957 والخروج من منطقة الشرق الأوسط ليتركها للروس والإيرانيين؟ وكما أشار ماكين، فأخطار الشرق الأوسط على أمن العالم كانت دائما عظيمة، وما يفعله الإيرانيون في سوريا هو تحويلها إلى ساحة انطلاق لمشاريعهم الإرهابية التي ستهدد الجميع.

الرئيس أوباما، يكاد يكون الرئيس الأميركي الوحيد الذي حظي بمحبة الكثيرين من العرب لأنه جاء إلى منطقتهم وتحدث بلغتهم وآمالهم، وأيد ثوراتهم. اليوم، خسر كل ما بناه بسبب خذلانه لهم في سوريا رغم بشاعة ما يحدث من مجازر ويستخدم في حربها من أسلحة ثقيلة وكيماوية محرمة.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 04:08 AM   #138
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي طــارق الـحـمـيــد

إنهم يتقاسمون سوريا!


ما يحدث الآن في سوريا، وبكل بساطة، هو تقاسم إيراني روسي لبلاد الشام، وأمام أنظار العالم، تفعل إيران ذلك من خلال فيلق القدس وعملائها في المنطقة من حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية، والأمر نفسه تفعله روسيا من خلال استثمار دعمها للأسد، ومواقفها السياسية.

ففي الوقت الذي تجوب فيه ميليشيات حزب الله الأراضي السورية قمعا للثوار، محاولة استعادة ما فقده الأسد، وبحجة تأمين حدود «السلاح الشيعي»، لضمان خط إمداد سلاح حزب الله وإيران، وهو ما سماه حسن نصر الله حماية ظهر المقاومة، تقوم روسيا أيضا بانتزاع حصتها من سوريا وليس في طرطوس وحسب، بل ها هي موسكو تعرض إرسال جنود مراقبة للجولان للفصل بين النظام الأسدي وإسرائيل وذلك بعد انسحاب القوات النمساوية من هناك، مما يعني أن حزب الله، ومن خلفه إيران بالطبع، يقومان باقتطاع جزء من سوريا تأمينا لنفوذهما، وتثبيتا لعميلهما الأسد، بينما تقوم روسيا بتثبيت نفوذها هناك، والفصل بين الأسد وإسرائيل، وذلك لتأمين الطاغية الذي بات يصغر حجمه يوما بعد الآخر في ظل الوصاية الإيرانية الروسية.

هذا ما يحدث فعليا في سوريا بينما المجتمع الدولي مشغول في مؤتمر جنيف 2 الذي ألهتهم به روسيا، ورغم إعلان الأمم المتحدة عن أنه مع نهاية العام سيكون نصف السوريين بحاجة لمساعدة، فإن الاحتلال الإيراني الروسي لسوريا، وتقسيمها، نتيجته للآن هي أن نصف السوريين تحت وطأة التشرد والمعاناة، والنصف الآخر تحت الاحتلال الإيراني الروسي، والمضحك المبكي هنا هو أن المجتمع الدولي لا يزال يحذر من تقسيم سوريا، بل إن الغرب لا يزال يحذر من مغبة التدخل العسكري بسوريا، وخطورة «القاعدة» وفتاوى الجهاد والتكفير هناك، فهل من عبث أكثر من هذا العبث؟ فالتقسيم في سوريا بات أمرا واقعا، وكذلك الخطر الطائفي، والمعاناة الإنسانية حقيقية، وبإقرار الأمم المتحدة التي طالبت بدعم مالي يصل إلى خمسة مليارات دولار للقيام بما اعتبر «أكبر نداء» في تاريخ المنظمة الدولية، وهو ما يفوق حجم المساعدات التي قدمت للعراق، وباكستان، والسودان! يحدث كل ذلك وسط تدفق السلاح الإيراني والروسي، وتدفق مقاتلي حزب الله ومرتزقة العراق، بينما لا يزال المجتمع الدولي مترددا للقيام بعمل عسكري ضد الأسد، فأي تقاعس أكثر من هذا التقاعس؟ خصوصا أن المعارضة لا تقاتل قوات الطاغية وحسب، بل إنها تقاتل غزاة سوريا الجدد، إيران وعملاءها!

والمؤسف أن العرب، وتحديدا الفاعلين وليس المتخاذلين، والمجتمع الدولي، خصوصا أميركا وفرنسا وبريطانيا، لا يتجاهلون معاناة السوريين وحسب، بل إنهم يتجاهلون أيضا عملية تقاسم سوريا من قبل إيران وروسيا، وبالطبع إسرائيل التي أخذت حصتها المتمثلة بمرتفعات الجولان وما زالت تحافظ عليها بمساعدة من الأسد نفسه، وكل هذا يعني مساسا مباشرا بمصالح العرب والغرب، ولا أبالغ إن قلت إنه مساس مباشر بأمنهم واستقراره

م، فعلامَ هذا الصمت، والتردد؟ يا سادة لقد وصلنا لمرحلة: أنقذ نفسك، فماذا تنتظرون؟
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 04:09 AM   #139
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي عـبـد الله بـن بـجـاد الـعـتـيـبــي

رقعة الشطرنج السورية


التعبير برقعة الشطرنج لتوضيح الصراعات الدولية هو تعبير استخدمه مستشار الأمن القومي الأميركي زبغنيو بريجنسكي في كتابه «رقعة الشطرنج الكبرى» وهو تعبير مناسب لوصف تقاطعات السياسة وتعقيدات المصالح وتشابكات الآيديولوجيا وموروثات الماضي التي تدور على الأرض السورية.

للأزمة السورية ثلاثة مستويات: الدولي والإقليمي والداخلي. في الدولي بات معروفا أن روسيا الاتحادية تمتلك رؤية وإرادة وتقوم بالتنفيذ بينما الولايات المتحدة المنكفئة تبدو بلا رؤية ولا إرادة حتى الآن على الأقل، ويبدو أنها قد رضيت بتقاسم النفوذ العالمي والقوة الدولية مع روسيا من جديد، وذلك بعد جدل طويل الذيل دار في الأوساط السياسية الأميركية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وولادة النظام الدولي الجديد أيام بوش الأب حول هل تبقى أميركا قائدة منفردة لهذا النظام أم تساعد على قيام شريك أو شركاء؟ فإن كان الثاني فهل يكون مع أوروبا موحدة أم مع روسيا أم مع الصين؟ فإن كان مع روسيا فهل يكون مع روسيا ديمقراطية أم مع روسيا قيصرية جديدة؟

بين الجهتين تأتي الصين المنحازة لروسيا وإنما مع تطلعات لبناء علاقات اقتصادية أقوى مع أميركا، وكذلك تعيش أوروبا حائرة حيث تمتلك بريطانيا وفرنسا رؤية وإرادة ولكن التنفيذ لديهما رهن بموقف أميركي لم يولد بعد، مع الإشارة إلى أن تعيين سوزان رايس مستشارة للأمن القومي قد يوحي بتغيير ما في الموقف الأميركي.

أما الإقليمي فإن دوافع إيران للسيطرة الإقليمية يقودها مجد قومي فارسي تليد تفتش عنه وتسعى لإنعاشه، وآيديولوجيا ثورية، وطائفية شيعية، وما يعوزها من القوة الاقتصادية المتقهقرة تأخذه من ميزانية العراق الذي يتعافى اقتصاده بسرعة ملحوظة، وتقابلها دول الخليج العربي وتركيا.

أما الداخلي فثمة فريقان؛ الأول، نظام الأسد وقواته المنهكة وخبراء روس وقادة إيرانيون وميليشيات عراقية وحزب الله اللبناني. والثاني، الائتلاف السوري المعارض والجيش الحر وجبهة النصرة ومقاتلون يتوافدون كلما استمرت الأزمة، وأهم من هذا كله الغالبية العظمى من الشعب السوري.

بلغة «الأهلة» في وصف السياسة التي بدأ استخدامها الملك عبد الله الثاني قبل سنوات فإن في المنطقة هلالين؛ الهلال الأول هو الهلال الشيعي الممتد من طهران وعراق المالكي وسوريا الأسد وحزب نصر الله في لبنان، والهلال الثاني هو الهلال الإخواني أو هلال الإسلام السياسي الذي يمتد من السودان ودول الربيع العربي تلك التي يحكمها الإخوان في مصر وتونس أو تلك التي لهم دور بالغ التأثير فيها كليبيا.

تساعد صور الأهلة حين تصورها على الخارطة في التوصيف ولكن محاور السياسة أعقد من بساطة الجغرافيا، ففي اليمن ثمة الحوثيون المنتمون للهلال الشيعي وثمة الإخوان المسلمون الطامحون للسلطة والمنتمون للهلال الإخواني، وكذلك حكومة غزة التي انتقلت من الهلال الأول للهلال الثاني، وهو هلال له علاقات تاريخية وتنظيمية وآيديولوجية مع الهلال الفارسي/ الشيعي، وهو هلال شريك في الدم السوري عبر الصمت الواعي عن الأزمة السورية بل والمساوم بين الدول العربية وإيران.

الجديد هو أنه بدأ يلوح في الأفق هلال ثالث يمكن تسميته بالهلال السني وهو هلال وإن لم يكتمل بعد غير أنه يمكن أن يشكل محور أمان في مقابل الهلالين القائمين، وهو يمتد من تركيا إلى السعودية ودول الخليج والأردن ويمكن عبر شراكات استراتيجية ضم أكراد العراق إليه خصوصا في ظل التفاهم الجديد بينهم وبين تركيا مع تبنٍ واضح ودعم معلن لحقوق الأحزاب والتيارات السياسية والجماعات الشعبية - سنة وشيعة - المضطهدة في العراق تلك التي ترفض رهن القرار العراقي بيد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران.

وبعيدا عن إكراهات الخارطة - كذلك - في تصور الهلال السني، فإن ثمة دولا عربية كالمغرب وإسلامية كباكستان وغيرهما وهي بلدان مهمة ستدعم هذا الهلال الثالث في حال تم خلقه وتبنيه وتثبيت دعائمه.

إن أي استراتيجية لمواجهة الهلال الإيراني يجب ألا تستثني شيئا من عناصر القوة التي تمتلكها هذه الدول، من قوة العلاقات والتحالفات الدولية إلى قوة الاقتصاد إلى قوة البعد الآيديولوجي السني الذي تبرعت بإنعاشه إيران إن لم يكن لدى صنّاع القرار فلدى الشعوب إلى قوّة الردع العسكري إلى قوة الإعلام في تغطية حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، تلك القوة التي تؤثر عبر نقل «المجازر، التدمير، السلاح الكيماوي» في كثير من المنظمات الإنسانية الدولية القادرة على الضغط على صناع القرار.

ليس ممكنا لدول هذا المحور الجديد في ظل صراعات كبرى تريد إعادة رسم وتكوين المشهد السياسي في المنطقة على حسابها وانطلاقا من استهدافها إلا أن تستفيد وتستعمل كل عناصر القوة لديها لإثبات نفسها كرقم صعب لا يمكن تجاوزه وحماية شعوبها ومصالحها، وأحيانا يحتاج الحلفاء - كما الأعداء - أن يستحضروا ويستذكروا قوتك.

إن لدى هذا المحور كل مقومات النجاح والفاعلية في المشهد الإقليمي والتأثير في المشهد الدولي، وحماية مصالح دوله وشعوبه وحلفائه وإقناع المحاور الأخرى بأن دوله المسالمة والساعية للتنمية والرقي يمكن أن يكون لديها مخالب تحمي وتقي من مثيري الفتن والمتسلحين بالطائفية، ومن هنا ينبغي لهذه الدول أن تصرح أكثر بمواقفها وأن تسمي الأشياء بمسمياتها وأن تتخذ من القرارات ما يحاصر التغلغل الإيراني وأذياله وكمثال فقط يمكن البدء بإعلان حزب الله عدوا محتلا ومنظمة إرهابية وملاحقة استثماراته في دول الخليج وتركيا وطرد العناصر المنتمية إليه ومحاصرته بكل الإمكانات.

يعيش العالم العربي مرحلة ما بعد الدولة القومية والاعتماد على الدولة الوطنية وذلك بحكم تطور تاريخي على المستوى السياسي، وبحكم أن الدول التي كانت ترفع شعار القومية العربية كانت هي أول الكافرين بها على المستوى الواقعي والعملي، فقدمت نموذجا داخليا ديكتاتوريا شرسا ودمويا، وخاصمت الدول العربية التي يفترض أنها تعتبرها شقيقة، وهو ما فعله عبد الناصر في التحريض على الانقلابات السياسية ومحاولة تصديرها، وصدام حسين باحتلاله المشين لدولة الكويت، وبشار الأسد بتركه العرب جملة وتفصيلا وانخراطه التام والكامل في المشروع الفارسي الإيراني.

حين يعلن الهلال الإيراني أنه «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» يجب أن يعلن الهلال السني أنه «لا صوت فوق صوت العقل»، والعقل كما ينحاز للحكمة حينا فهو ينحاز للحزم أحيانا.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 04:11 AM   #140
عبدالله هادي
أبو بنان
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 19,225

 
افتراضي عــلـي ســالــم

وهم وإيهام وتهاويم


«تكلم لكي أعرفك» مقولة قديمة وصحيحة. من المستحيل أن يتكلم شخص بغير أن تعرف درجة ثقافته ومنهجه في التفكير وربما أخلاقياته أيضا، ولقد تكلم الرجل في قصر الرئاسة بعد أن تقمص عدة شخصيات في وقت واحد، وكان السؤال الذي يبحث المجتمعون عن إجابة له هو: ما هو السلوك الواجب اتخاذه مع إثيوبيا بشأن السد الذي بدأت خطوات بنائه؟

وما يجعل الإجابة صعبة هو أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين مدى خطورته على مصر أو فائدته إن كانت له فائدة. ولكن المتكلم وهو زعيم سياسي تكلم عن مشروع جديد هو كيفية إخافة إثيوبيا والإثيوبيين، واقترح خطة جديرة بأن تتحول إلى مسلسل تلفزيوني مسلٍ للغاية، منها أن نسرب أخبارا تقول: إن مصر بسبيلها إلى شراء طائرات تموين في الجو، يا للذكاء.. وبذلك «يتوهمون» أن الطائرات المصرية قاذفة القنابل تخطط لضرب هدف بعيد ما يتطلب تموينها في الجو، بالطبع الهدف معروف، عندها يشعرون بالرعب ويأتون صائحين: خير يا جماعة.. مش حانبني السد.. خلاص.. إذا كان السد ها يفسد العلاقة بينا.. بلاش منه..

المتكلم هنا يكشف عن آليات في التفكير يشاركه فيها عدد كبير من النخبة السياسية والثقافية، لا يوجد واقع أو حقائق على الأرض، فقط توجد الأوهام والإيهام والتهاويم، كل ما تريده سأقوم بإيهامك به، وسأوهم به العدو والصديق أيضا، سأوهمك بأنني أفعل كذا وكذا بينما أنا عاجز عن فعل أي شيء. سأوهمك بأنني مهتم بمياه النيل، وبأنني مهتم بما سنفقده منها، وبأنني أقوم بعمل مشاريع عملاقة، وأوهمك بأنني أقوم بتعليم أولادك، وأوهمك بأنني أبحث عن قتلة شبابك، وسأقوم بإيهامك بأن الأمن مستتب وأن البلد حالها عال العال. سأوهمك بأنني معارض، وسأوهمك بأنني مؤيد. سأوهم النظام بأنني معه، وسأوهمك أنت بأنني ضده.

ولو أنني كنت حاضرا جلسة الأوهام هذه لزايدت على الجميع وقلت: الزميل الذي يتكلم عن تسريب أخبار بشراء مصر لطائرات تموين من الجو، ما زال يفكر في معطيات الحرب العالمية الثانية، توجد الآن محطات بنزين فضائية تستخدم في تموين الصواريخ بينما هي في طريقها إلى المريخ، ليس هذا فقط.. سوف يعلن قريبا عن محطات سولار فضائية لتموين المايكروباصات الطائرة، هذه المحطات تابعة لـ«ناسا» هيئة أبحاث الفضاء الأميركية، يعني تابعة للحكومة الأميركية، وأنا أعتقد أن علاقتنا الطيبة بأميركا سوف تتيح لنا الحصول على موافقتها بسهولة، وحتى إذا لم توافق، فنستطيع أن نملأ الطائرات «بجراكن» بنزين تتيح لها الطيران من دون توقف إلى أبعد مكان في أفريقيا ثم العودة سالمة.. وهناك عمليات ليست مكلفة، أن تتسلل - مثلا - مجموعة عمل إلى إثيوبيا وتختبئ في الغابات وتخرج ليلا لتقول لأي مسؤول: بِخْ.

عندها تصلهم رسالتنا، ويتأكدون من أننا جادون في معارضتنا لإنشاء هذا السد. هناك بالطبع خطط أخرى لن أعلن عنها بعد أن عرفت أن هذه الجلسة مذاعة على الهواء.
عبدالله هادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.