ثقافة التحكم في صناعة الطاقة النووية

[الدب القطبي]

:619:

ثقافة التحكم في صناعة الطاقة النووية

كونستانس بيرين

يعد هذا الكتاب الشيق من أهم الكتب التي تتناول الأبعاد الاجتماعية والثقافية للتكنولوجيا، وفيه تقدم المؤلفة بيرين مواد جديدة مفيدة للباحثين الآخرين وتقدم استعراضا وافيا للأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع المهم، تلك الأبحاث التي شملت العديد من الموضوعات مثل فلسفة وتاريخ العلوم والهندسة والتحليل التنظيمي ودراسات الحالة.

تنبع أهمية هذا الموضوع من الأهمية المتزايدة للمفاعلات النووية كمصدر للطاقة، فمثلا ثلث الطاقة الكهربية المستهلكة في العالم كله يتم إنتاجها من مفاعلات إنتاج الطاقة النووية، والأساطيل الحربية في العديد من البلاد تحتوي على سفن حربية يتم تشغيلها بالطاقة النووية. ومن المعروف أن معظم المفاعلات النووية المخصصة للأغراض المدنية في العالم مفاعلات حرارية. يبلغ عدد مفاعلات الطاقة النووية في العالم نحو 440 مفاعلا، يقوم الخبراء في كل من هذه المفاعلات برصد درجات الأمن والسلامة باستمرار، وفي حالة ظهور أي علامات تدل على حدوث مشكلة نجدهم يسعون إلى تحديد مصادر الخطر ودراسة التغييرات المقترحة لتلافي حدوث كارثة. ولكن غالبا ما تكشف مشكلة لاحقة أن تلك التغييرات كانت غير فعالة أو لم تحدث في الأساس.

هناك أسباب لهذا النمط من الفوضى والانهزامية في إدارة أمن وسلامة المفاعلات النووية، فهناك في ثقافة التحكم التكنولوجي ما يقوض النوايا الطيبة للخبراء. ما نوعية المشكلات التي تواجه عملية تقليل مخاطر التشغيل؟ يتتبع الكتاب تاريخ هذه الصناعة في الـ 20 عاما الأخيرة موضحا الحوادث التي وقعت أو أوشكت على الوقوع والتغيرات المؤسسية التي حدثت في المفاعلات النووية عبر العالم، كما يقدم أجزاء من حوارات مع 60 خبيرا عن أربع حوادث حديثة نسبيا في ثلاثة مفاعلات أمريكية.

كما اعتمدت الكاتبة على دراسات ميدانية عن 11 مفاعلا في الولايات المتحدة وغيرها، وتوصلت إلى تحديد مجموعة من العناصر غير المقبولة في ثقافة التحكم السائدة في ذلك المجال. فمثلا مفاهيم التحكم لتصميم وبناء وتنظيم المفاعل تنتقل إلى التعامل مع المخاطر وتحليل الأحداث والتي تعتمد فعاليتها على التعرف على وتفسير خطورة المؤشرات التقنية والعامة على أساس يومي. ثقافة التحكم مثل أي ثقافة أخرى تتكون من نظام معقد من المفاهيم حول كيفية فهم العالم والتفاعل معه. تتركز المفاهيم حول ديناميكيات نظرية التحكم والإنتاجية المبنية على افتراضات معينة حول العلاقات بين البشر والماكينات، وبين النماذج والواقع، وبين التأكد والغموض، وبين النظريات والتجارب. يضع هذا الكتاب تصورا لثقافة تحكم أعمق وأوسع لإعادة تشكيل فهمنا للرأسمال الفكري المناسب لتصميم وتنظيم وضبط وإدارة هذه المؤسسات الخطيرة وما يشابهها. الكاتبة كونستانس بيرين متخصصة في الأنثروبولوجيا الثقافية، وبالتحديد في دراسة العمل والمعرفة ونظم القيمة المهنية، وعملت منذ 1997 أستاذا زائرا لبرنامج العلوم والتكنولوجيا والمجتمع في معهد التكنولوجيا في ولاية ماساتشوسيتس.

:)

المصدر: جريدة الاقتصادية السعودية ليوم الثلاثاء 16 نوفمبر 2004 م

تعليق الدب القطبي حول الطاقة النوويه

1) العدو الدود للدول المصدرة للنفط.

2) العدو الدود للبشرية على الاطلاق لمخاطره التى لا تعد و لا تحصى على صحة.أوروبا شبه توقفت عن استخدام الطاقة النووية لغرض توليد الكهرباء. و أمريكا تصارع القررات بين الايقاف و الاستمرار.

الدب القطبي: بكالوريس علوم في الهندسة الكميائية - تفرع هندسة نووية.

جامعة توليدوا - أوهايو - الولايات المتحة الامريكية.

:)