الجفرة جـــــــونز!!

[علي الدهامي]

<H1 dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt">

</H1>

كأي مواطن صالح .. فأنا مصاب بازدواج (مزدوج ) في الشخصية ..

شخصها الطبيب .. الذي هو الآخر مصاب بفصام في شخصيته

كنت احدث طبيبي عن رغباتي .. و عن أحلامي و آلامي ..

و الروشتة قد كتبت قبل أن ادخل ..( حبوب منومة )..

فلما خرجت .. صاح الممرض ( اللي بعده يالله .. بالدووور .. قتكم نصيبه ) ..

قال لي الطبيب في لحظة صفا .. أنتا عارف مشكلتك ايه ؟

قلت : لا ..

قال : طبعا .. و امال انتا قاي هنا ليه .. موش عشان أكشف عليه ..

و أبوس عينيه .. و أطلّع المعلوم .. و اخليك تنوم ..

و يمكن بكره استأصل منك كلية .. و ابعها .. والا اطلع الكبد .. و الطحال ..

و الألب ..هو انتاا عندك كفته .. و الا كباب أوصال ؟!

ههههههههههههه ..كان هذا ضحك الطبيب .. و احسبه صهيل ..

( كان الطبيب يستخف دمه .. وكان علي ان اضحك فطبيبي مثل المدير ، يجب ان تضحك على نكاته و الا لذهبت في خبر كان ) ..

انتاا مشكلتك يابني انك 13 شخصية في راقل واحد !!
موش انتا المهاتما غاندي .. و محماس .. و غرم الله ..

و ابو مصعب .. وانتا عأرب مع العأرب .. وانتا حيّة مع الحية ..؟؟

قلت لا..و ازيدك من الشعر بيتا .. ( بل قل برجا ) .. احس اني احيانا برج التجارة العالمي !!

و احيانا امينة رزق ..

و أحيانا أحس اني رقية ..!!

..

فقال لي الطبيب ..شوف يابني هو( نورماللي ) الواحد مننا له شخصيتين بس ..

وحدة قدام الناس .. و الثانية مع نفسه ..

بس انتا .. لا .. انتا حاجة ثانية خالص ..

ـ طيب و الحل يادكتور ؟

ـ هو مافيش غير حل واحد .. أنا ( نورماللي ) أدي العيان حبة وحدة في اليوم ..

ياخذها أبل النوم .. أما إنتاا بأى .. فحديك خمس حبايات .. تاخذها كل يوم ..

على الله ماتطلعلناش .. أكثر من خمس شخصيات ..

و يعني .. حتى لو طلع شخصيتين زيادة .. (تمللي) موش موشكلة .. دي حاقة عادية ..

و نشوفها دايما .. !!

خرجت من غرفة الطبيب .. فوجدت بالانتظار ثلاثة عشر مليون شخص ( حسب تعداد 1413هـ ) ..

وصلت الى الصيدلية .. فوقفت خلف احد الصفوف ..

كان الصيدلي يمارس جبروته الطبيعي ..

ـ اتعدل ياوااد .. بص هنا ..

هات جتكو البلاوي ..

طلّع صباعك من نافوخك ياااد .. ( اشارة الى احدهم وقد اوغل اصبعه في انفه و كأنه يحك دماغه ) ..

المهم وصل دوري .. فناولته كيسا من الفول .. القلابة .. وخبزة تميز ..

بالاضافة الى كيلو و نصف بصل .. وأربع قرون شطة حرّيفة ..

وخمسين ريالا قيمة العلاج .. و لا اذكر انه مرة رجّع لي الباقي ..

حفظ وجهي .. من بين الملايين !!

اذكر ذات مرة أنني أعطيته خمسين ريالا..

فقال لي بالحرف .. معكش فكة ياااد؟!!!

قلت : فكّة من جحا غنيمة ..معاي ( فكة ) تفضل ..

و أعطيته مائة ريال ,,
و انصرفت ..

ان الذكاء يحدد لك الخيارات المتاحة أمامك .. لكنه اطلاقا .. لم يكن ليختار لك البديل الافضل !!

هذا ماتذكرته .. و أنا أحاول الحصول على أفضل العروض المالية لسداد الأقساط المترتبة عليّ .. فأنا زبون شبه دائم لزبانية( الجفرة ) .. والجفرة تعريفها اصطلاحا : عبارة عن سوق مالي وهمي يمكن أن يكون في أي مكان .. فيه تتحدد أسعار الفائدة من خلال العرض و الطلب على الأموال ..

على أنه وفي ظل وجود قانون ( شبه مكتوب ) يحدد سعر الفائدة ..بأن لاتقل عن ( العشرة اثنا عشر ) أي أن معدل الفائدة السنوية 20% .. فاذا كانت الاقساط لمدة خمس سنوات عجاف .. فسيكون ربح التاجر 100%. وقد تزداد معدل الفائدة عن هذه النسبة .. عطفا على انعدام الشفافية ونقص المعلومات بالنسبة للراغب في الاستدانة.. و قد نستطيع تفسير هذا الارتفاع في سعر الفائدة جزئيا .. أو كليا ( فنحن اقتصاديون كما تعلمون ) !!.. فالتفضيل الزمني للنقود (ليس أحد الخيارات الواردة لدى شيبان الجفرة ) .. فحتى لو وضعها في بنك .. فتأكد أن أمواله لن تتحرك يمينا و لاشمالا ولن تنقص قرشا واحدا ..على أن أخوف مايخاف منه تجار الجفرة هو( صك الاعسار) .. و الذي يستطيع أي مستفيد استخراجه بسهولة وشاهدي زور .. ( أي أن المشكلة الاقتصادية هنا هي في الواقع مشكلة هيكلية مؤسساتية ) .. ورغم تحرز تجار الجفرة باشتراط الكفلاء ( كفيل غارم وكفيل معرف ).. و من يزكي الكفلاء.. و الشهود العدول .. الا أن الأمر لايخلو مطلقا من خسائر للتاجر ( اين منها خسائر يوم الاثنين الاسود في برصة نيويورك!! ) .. فمن مأمنه يؤتى الحذر .. والطمع يذهب ماجمع..

وقد نتج عن سلسلة الاخفاقات التي عانت منها ( بورصة الجفرة جونز ) ..أن أصبح تجارها أكثر تحفظا ، مما حدى بالناس الى التحول الى بدائل اخرى .. أقل تشددا .. هذا عدا عن كون التاجر في البدائل الاخرى .. يرتدي الكرافته .. ويقابلك بابتسامة تتسع الى ان تصبح ضحكة ( عليك ) .. بدلا عن ثوب ( الجفرة ) الذي مزقته السنون .. ولم يبق من ازاريره الا واحد أو اثنين .. و روائحا مقرفة .. مما لايتفق مع شخصية المقترض .. الذي يسعى الى معاملة كريمة .. ليسقط في فخ الخيارات (الاسلامية) للتمويل .. و لكن هذه المرة .. بعد أن يشرب كأسا من القهوة التركية اللذيذة .. عند التاجر الذي يرتدي بزة جميلة ..