ليس مخيفا شن الحروب على الدول المنهارة ... تحليل جيوسياسي

[ميكروديناميك]

من المعروف ان الدول وقبل انهيارها لا تنهار في يوم وليله بل انها تمر بمراحل قبل انهيارها وهنا ولفهم اعمق لمخرجات عملية عاصفة الحزم وعمرها الافتراضي حسب المعطيات الجيوسياسية والتي ستوضح حدود تاثير هذه العملية بكافة انواعها الاقتصاديه والسياسة ساتناول المفهوم الذي قامت عليه هذه العملية .

من المهم الان ان تعرف ان هناك نوعان من الدول وهي دول ضعيفة ودول قوية والدول القوية عادة نشأت وفق اجندتها الخاصة وايدويلوجيات متحوره في المناطق التي تسيطر عليها وتفرض عليها النظام والسيطره التامه واما الدول الضعيفه فهي دول نشأت بسبب تدخل قطب قوة كبرى لهدف محدد كالتمدد الاستعماري وتنازع قطبين على قطر معين وعدم قدرة القطبين على فرض السيطره على هذه البقعه فتنشأ دولة ضعيفه محميه بتنازع المصالح بين هذين القطبين حيث تكون هذه الدولة منقسمه بشكل حاد ولكن وصفة العلاقات الاجتماعيه تخفف من حدة هذا الانقسام ويهمنا معرفة ان دولة اليمن هي ومنذ تأسيسها هي نتاج لمكافحة الاستعمار البريطاني والذي تسبب انسحابه في تشكل هذه الدولة الضعيفه وعادة ان هذه الدول تنشأ في بدايتها باتفاقيات وعمل منظم لتطبيق النظام وتحارب وتنبذ التفرق وينشأ النظام المعتمد بالدرجة الاولى على الدولة المستعمرة والتي عادة ما تستمر في دعم الخلايا الموالية لها حتى يستتب الامن ولكن وفي مرحلة من المراحل يتوقف هذا الدعم وهو ما يجعل الدول الضعيفة تدخل في مرحلة المعاناه حيث تبدأ باقتصاد منظم وهيكل متين فيما يظهر لكن اعتماده الكلي على الدول الداعمه يجعله يتاثر بقوة بعد توقف هذا الدعم .

ما يجري بعد ذلك ان هذه الدول تبحث عن قائد لحل المشاكل التي يواجهها النظام وهنا عادة تظهر الحاجة الى فرض النظام بالقوة بعد ظهور مخاوف من تدهور الاوضاع الامنيه وتبرز الشخصيات الاكثر قوة وتاثيرا كخيار امثل لمثل هذه الدول لتولي زمام القيادة (النخب ، السياسية).

المهم في الامر ان الاوضاع تتحسن في البداية لكنها لاتزال تعاني من المشاكل الاساسية وهي ضعف الاقتصاد ، العامل الابرز وهو مايقود الدولة للتحول الى تسيير الاعمال بشكل غير منظم وغير مدروس الامر الذي يخلق مزيدا من تدهور الاوضاع وبالتالي تبدا هذه الدول في مراحل الانهيار الاربع :-

اولا : مرحلة الصعوبات الاقتصادية وزيادة الدين العام
هنا تظهر هذه المرحلة كنوع من التحدي الممكن مواجهته ولكن المشكلة تكمن في الانظمة والتي تزيد من زيادة اعباء هذه المرحلة لانها تعاني من مخاوف متطلبات التغيير الفعال فيقوم النظام باستبعاد الاجندة التي تعتبر تهديدا حقيقيا للاستراتيجيات النخب المسيطرة على الارض ، وهنا تظهر حالات العسر المادي والذي يتحول معه النخبه الى السيطرة على المنافع الاكبر والاستئثار بالمصالح الاقتصادية وهو ما بدا واضحا في اليمن خلال العقود الماضية .
ثانيا : مرحلة الانقسامات
بعد ظهور استئثار النخب بالمصالح الحاكمة تبدأ بما يعرف بالتنظيمات المناوئة والمضادة والتي ترغب في الحصول على مميزات وتبدأ الانقاسامات المتأصلة في الظهور على السطح مجددا وهي علامة فارقة لبداية فعلية لانهيار الدولة .
ثالثا : مرحلة النزاع المسلح والثورة
كاستمرار لمحور الانقسام تظهر النتائج لاستمرار تردي الاوضاع فيبدأ المنقسمون بالنزاع المسلح والذي يظهر بين حين وآخر حتى يتم الاتفاق ضمنا على بسط نفوذ كل جماعة او تنظيم على بقعة من الارض يفرض فيها القوانين التي يرغب بها ويمارس الانشطة التي تتفق مع مصالح التنظيم او الجماعه التي يمثلها وقد مر اليمن وخلال العقد الاخير بهذه المرحلة التي يعقبها عادة تردي كبير جدا للاوضاع الاقتصادية وانتشار الاميه والتخلف الفكري الامر الذي يزيد من احتقان الناس عامة وظهور رغبة عامه في التغيير وتظهر الحاجة الى الثورات فتبدأ بثورات صغيرة تتطور حتى تصبح ثورة عارمه تضرب نظاما ضعيفا ليس له القدره على مواجه الاتفاق العام على تغيير النظام ، وهنا تظهر الثورة وتنجح عادة في اسقاط هذا النظام .
رابعا :- مرحلة تنازع السلطه والانهيار التام للدولة
بالطبع فان الثورة يجمعها هدف محدد في البداية هو تغيير النظام ، وهو ما يتم الاتفاق عليه مبدئيا ، ولكن وبعد مضي فترة قد تمتد لبضع سنوات يظهر على السطح حقيقة طبيعة الهيكل التكويني للناس وفي غياب نظام مسيطر فان المنظمات الاكثر تنظيما تنقض بسرعة البرق على السلطة مستغلة التخلخل الذي تعيشه باقي الطوائف والجماعات الاخرى والتي تحتاج الى الوقت الكافي للتكيف مع المتغيرات الجديده وبلا شك فان جماعة الحوثي تدرك هذه المراحل جيدا وتخطط له منذ زمن بعيد وهي المفاجاة التي يتغنى بها الحوثيون اليوم ولكن هذه الجماعات المنظمة ستكون مرفوضة تماما وبشكل قاطع من كل مكونات المجتمع في هذه الدولة وبالتالي عادة تواجه هذه المنظمات رفضا مجتمعيا فتبدأ في فرض الهيمنه ولو بالقوة ليظهر للمجتمع ان هذه الجماعه والتي ربما سوقت لنفسها مطولا ليست سوى نسخه مكرره لما قامت من اجله الثورة وهنا تبدأ مرحلة مخيفه جدا وهي مرحلة اشبه بسلسلة كبيرة من انهيار النظام العام وتدهور حاد في الاقتصاد وتبدأ وتيرة الانقسامات تتحول الى معسكرات للتقاتل على (العدم ، واللاشيء) وهو ما يقود الدولة بالكامل الى الانهيار التام واختفاء المؤسسات الحكوميه وغيرها .

وهنا اقول ان دولة اليمن في طريقها الى الانهيار التام وتسريع وتيرة الانهيار عبر عملية عاصفة الحزم عبر ضرب كل المرافق الحكوميه التي تساعد الحوثيين في زيادة حدة النزاعات العسكريه والمسلحه وسيخلق ذلك حالة من انعدام القوة وبالتالي انعدام النزاع المسلح وهنا تنشأ دولة جديده بتأييد مجتمعي كبير وهو ما يتحدث عنه الرئيس اليمني الجديد عبدربه هادي وهو الامر الصحيح فلا فائده ابدا من اليمن القديم ولا الدولة القديمة ولا النظام القديم ومن المفيد جدا التخلي عنه تماما ونزع اسلحته ولو قسرا وهو ما ظهر جليا في عملية عاصفة الحزم .

وبالتالي لا اعتقد ان عملية عاصفة الحزم تنطوي على مخاطر كبيرة من منظور جيوسياسي خصوصا اذا عرفنا ان الدولة اليمينه في طريقها الى الانهيار التام وحتى القوى الاقليميه الطامحه الى ان يكون لها مصلحه في اليمن كايران وغيرها تدرك جيدا ان الدولة في طريقها الى الانهيار وليس من المصلحة مساندة اي نظام يحاول اعادة الدولة القديمه للحياة مجددا والمسألة مسألة وقت فقط وتظهر نتائج هذا الانهيار على السطح لنرى دولة يمنيه جديده بمعالم مختلفه وعنوان جديد ولا اشك ان عاصفة الحزم هي عملية منظمة وناجحة بكل المقاييس ولن يكون لها اي ابعاد سيئة بل على العكس ستكون بمثابة التعجيل بولادة دولة اليمن الجديده.


تقبلوا اوفر التحايا وازكاها

[aboyasser1650]

شكرا للكاتب تحليل منطقي ومفهوم واعتقد ان هذا هو ما سيحدث ان شاء الله حفظ الله هذه البلاد وادام عليها نعمة الاسلام والامن والاستقرار .

[kaltt]

الشكر والتقدير لهذا الكاتب
تحليل منطقي ومعبر عن الحالة القائمة في اليمن الله احفظ بلدنا وقواتنا من كل سوء