باريس تغري السعوديين للاستثمار في الصناعة بضمانات حكومية

[شرواك]

يستثمرون في العقارات والأسهم ..

الاستثمارات السعودية في فرنسا تتركز في قطاعي العقارات والأسهم.

قال مسؤول فرنسي إن الاستثمارات السعودية في بلاده تقتصر في قطاعي ''العقارات'' و''الأسهم''، وأن المستثمرين السعوديين يعزفون عن الاستثمار في الصناعة أو الزراعة، رغم محاولات إقناعهم بالدخول في شراكات وامتلاك أسهم.
وأضاف المسؤول أن السعوديين يبررون هذا العزوف بارتفاع الضرائب المفروضة على الاستثمار في تلك القطاعات، مؤكدا استعداد الحكومة الفرنسية للجلوس معهم وتقديم جميع التسهيلات والضمانات اللازمة لحفظ حقوقهم.
وأوضح الدكتور لويس بلين، القنصل العام الفرنسي في جدة، أن مؤشرات حجم التبادل التجاري الإيجابية بين فرنسا والسعودية؛ شجّعت الشركات الفرنسية على افتتاح 170 فرعا دائما لها في السعودية، كما دفعت شركات أخرى للمشاركة في تنفيذ ''مترو الرياض''، ومصنع مختص بصناعة الزيوت سيُفتتح نهاية الشهر الجاري، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
وقال إن أكبر صفقة سُجِّلت بين السعوديين والفرنسيين أخيرا تجاوزت قيمتها 1.3 مليار يورو في مجال التسليح البحري، وأن هناك عوامل عدة تدفع الجانبين لفتح المجال أمام ضخ مزيد من الاستثمارات، خاصة في شركات فرنسية التي لم تشهد تجديدا في رساميلها منذ فترات طويلة.

وأثناء لقائه بطارق عنقاوي، رئيس المؤسسة الأهلية لمُطوِّفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا؛ أكد القنصل الفرنسي أن القنصلية في جدة منحت في العام الماضي أكثر من 55 ألف تأشيرة، حصة الممتدة صلاحيتها فيها ثلاثة أعوام تُقدّر بنحو 75 في المائة من العدد الإجمالي.
وقال: هذه النسبة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية التي لم تكن فيها التأشيرات الحاملة صلاحية المدة نفسها لا تتجاوز ربع العدد الكلي من التأشيرات الصادرة.
وتابع أيضا أن الإسلام في فرنسا بات من الديانات الرسمية المُعترَف بها، وأن عدد المسلمين بلغ أربعة ملايين نسمة، جزء كبير منهم من مواليد فرنسا، وأن هذا العدد لا يقتصر على المغتربين العرب، خاصة القادمين من دول المغرب العربي ويحملون الجنسية الفرنسية.
وقدّر عدد الفرنسيين الذين سيؤدون فريضة الحج هذا العام بنحو 20 ألف حاج، وذلك بعد قرار خفض نسب حجّاج هذا العام 20 في المائة، مضيفا أن عدد تأشيرات الحج والعمرة التي منحت لمسلمي فرنسا في العام الجاري بلغت 40 ألفا، نصفها في الحج والنصف الآخر في موسم العمرة.
وتابع أن قرار خَفْض عدد الحجّاج سيفتح المجال أمام زيادة إعداد الحجيج عموما والفرنسيين خصوصا، في ظل زيادة تنامي أعداد المسلمين في فرنسا. وقال: ''قرار التوسعة سيُقلّل الأعداد في الوقت القريب، لكنه سيسهم في تنظيم أفضل وتوسع مستقبلي أكبر''.
وتابع بلين: ''أمام هذا، هناك مطالب أكبر لدى شعب بلادي، فهم يرغبون في الحصول على تأشيرات سياحية لزيارة السعودية ومناطقها الأثرية، خاصة تلك المواقع ذات الصبغة الإسلامية''.
ودعا لإيجاد مزيد من منح تأشيرات زيارة السعودية للفرنسيين، خاصة المسلمين منهم، وشدّد على أن الحجّاج الفرنسيين يحرصون على أداء الفريضة ضمن خدمات متكاملة ورفيعة ذات مستوى الخمس النجوم.
وقال: ''هناك تنسيق دائم مع المؤسسة الأهلية لمُطوِّفي أوروبا برئاسة السيد طارق عنقاوي، لتذليل كل العقبات وتقديم خدمة أفضل وهناك تطور ملحوظ في مستوى خدمة الحج نلحظه عاما بعد عام''.
وأكد أنه سيتابع، بشكل شخصي، وعبر جولات مكوكية على المشاعر؛ الخدمات المقدمة لحجاج بلده عبر دراجته النارية، حرصا على حل أي مشكلة تصادفهم في المشاعر المقدسة.
ومقارنة بين حج هذا العام وعمرته التي قام بها في عام 1985م، أشار القنصل الفرنسي إلى وجود ''تغير جذري نحو الأفضل وقفزات سريعة في مجال الارتقاء بخدمة الحجاج''.
كما أشار إلى الخطوات التي قامت بها القنصلية لخدمة حجاج فرنسا، حيث افتتحت قسما خاصا لخدمة الحجاج يعمل على مدار الساعة، وأشار إلى وجود لقاءات متكررة بوزير الحج وباقي المسؤولين لتنظيم الخدمات المُقدّمة لحجاج بلاده.
وأكد وجود برامج متكاملة للحجاج الفرنسيين قبل وصولهم للأراضي المقدسة، تشمل برامج توعوية وتنظيمة، وأخرى لشرح مناسك الحج والأنظمة في السعودية؛ ليأتي الحاج بخلفية كاملة، مؤكدا حرصهم في القنصلية على تطوير هذه البرامج باستمرار.
وأشاد الدكتور لويس بلين بـ ''الدور المُشرِّف'' الذي تقوم به مؤسسة مُطوِّفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، في تقديم التسهيلات والخدمات لحجاجها، وفق منظومة متكاملة وتحت إشراف وزارة الحج.
وقال: ''العاملون في المؤسسة يبذلون جهودا عظيمة لتحقيق أقصى سبل الراحة والطمأنينة للحجاج الذين تشرف على خدمتهم لتيسير أمور فريضة الحج، كما أن هناك تعاونا مع المؤسسة لتذليل الصعوبات التي قد تواجه الحجاج أثناء أداء المناسك''.
وثمّن أيضا الخدمات والمشروعات التي تقدمها السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحجاج بيت الله الحرام وزوّار المسجد النبوي الشريف، وتهيئة المناخ والأمن وتسخير كافة الإمكانات لراحة الحجاج، مؤكدا ''الدور الريادي والبارز'' للسعودية في خدمة الإسلام.
وأضاف: رعاية السعودية للحجاج الكرام، وتأسيس المشاريع العملاقة للمدينتين المقدستين، والمشاعر المقدسة؛ محل تقدير واهتمام وشكر المسلمين كافة، ولا شك أن ما تقوم به السعودية من جهود مميزة في خدمة ضيوف الرحمن يعكس اهتمامها بتطوير الخدمات عاما بعد عام.

[شرواك]