إبن الحلال يجي على سيره

[أليا صهل]

إبن الحلال يجي على سيره

: كناية عن فلان . والمعنى ظاهر ، ويضرب فيمن يحضر ساعة ذكره والتحدث عنه . ويقولون أيضاً : ( إبن الحلال ، يجي على السيرة ) و ( إبن حلال ، ساعة ذكره يبان ) و ( إبن الحلال عند ذكره بيبان ) . ويشبهه المثل : ( ذكرنا القط جانا ينط ) . وفي الأمثال العربية : ( أذكر غائباً تره ) .
[ إبن الحلال ] : كناية عن الطيب الخلوق ، وما كان فعله وتصرفه حلالاً ، ولا يقصدون بها معناها الحر في بأنه المولود من زواج شرعي ، وينطقون عكسها بالمعنى أيضا كـ : " ابن حرام " ، وقال الشاعر يهجو أحدهم بأن أمه حبلت به من عدة رجال :

لك وجه كآخر الصك فيه *** لمحات كثيرة من رجال
كخطوط الشهود مشتبهات *** معلمات أن لست بإبن حلال

و [ إبن ] : و " إبنك " و " إبني " ( فيما سيأتي من أمثال ) : هو الولد الذكر . لفظة يطلقونها قبل الشيء لتكنيته ، مثله مثل : بنت وأبو وأم . ويستبدلون لفظة " إبن " بـ " ولد " وتأتي بنفس المعنى ، وله مركبات كثيرة ، فيقولون ، على سبيل المثال لا الحصر ( وللحصر إنظر ) مثلاً : " إبن عمي ، ولد عمي " : إبن العم القريب . و " إبن أمس ، ولد أمس " : هو الغر الصغير الذي لم يعرف الأيام ولم يبل تجاربها وقال الشاعر :

وقالت إنه شيخ كبير *** وهل خبرتها إني إبن أمس ؟

و " إبن الجوهرتين ، ولد الجوهرتين " : تعبير شعبي يطلقونه على من كان والداه من نفس العائلة . و " إبن يومه ، ولد يومه " : هو وليد لحظته . و " إبن ساعته ، ولد ساعته " : هو رهين وقته المناسب وليس الذي كان وليد صدفة وكذلك أحياناً يعنون به المتلون المتقلب في عواطفه وآرائه . و " إبن بطنه ، ولد بطنه " : تعبير عمن أكثر همه مصروف إلى ملء بطنه . و " إبن حظ ، ولد حظ " : هو متتبعاً للحفلات والغناء . و " إبن أبوه ، ولد أبوه " : هو حاذق وشاطر كأبيه . و " إبن ليل ، ولد ليل " : هو إبن المفازات ، ومن كان ديدنه السهر ، ومن يتتبع المهلكة . و " إبن سوق ، ولد سوق " : هو الحاذق الخبير في مجال تعامله بالسوق . و " إبن اليوم ، ولد اليوم " : هو من لا يعرف شيئاً كمن عمره يوم واحد . و " إبن صنعة ، ولد صنعة " : هو ربيب المهارة في صناعة ما . و " إبن شارع ، ولد شوارع " : هو السفيه المتشرد واللقيط ، ويعنون به من كانت تربيته للشارع وليس للأهل . و " إبن حرام ، ولد حرام " : هو أساساً كناية عن ولد الزنى . ولكن أحياناً يعنون به أيضاً : المخادع الذي يخدع غيره ولا يخدع والنبيه المتيقظ الذي لا يمكن مخاتلته والشرير المؤذي والخبيث الماكر والشاطر اللبيب .
و [ يجي ] : بمعنى يأتي . و " جا " : جاء وحضر ، قادم وآت وللأنثى " جات " و " جا بهيلمانه " : أي حضر ومعه الكثير . و " جي " و " جية " : أي قادم وقادمة ، وهي جواب نداء لمن ينادي : يا فلان / يا فلانة . و " جيين " و "جايين " : أي قادمين أو حضرنا . و " يا قاعدين يكفيكم شر الجيين " : مثل يقولونه لمن استأنسوا بأنفسهم وجاء آخرون بشرورهم . و " جيت " : تأتي بمعنى : نويت أن ، أو هممت بـو " لما جيت " : أي عندما . فيقولون مثًلا : " لما جيت أتاجر في الطاوقي ، اتولدوا الناس بلا روس " . و " اللي جي " : القادم . و " إللي يجي يجي " : تعبير للدلالة على عدم الاهتمام بمن غاب ومن حضر . ومنه المثل : " باب الزقاق يقول لباب السطوح ، إلي يجي يجي وإلي يروح يروح " . و " الجيات " : أي الأمور التي ستاتي . و " جونا " : أي قدموا إلينا . و " جينا " : أي حضرنا .
و" هيا جينا عاد " و " جينا دحين ؟ " : تعبير شعبي يقال لمن كثر لججه . و " من كتر جياتك " : تعبير شعبي يقال تهكماً وتأسياً لمن لا يزور أحداً . وكما إن " جا " بمعنى حضر فـ " جاب " بمعنى : أحضر ، فبالتالي استخرجوا من جاء اشتقاقاً فقالوا : جاب " : أي أحضر معه . و " الجيبة " : إحضار الشيء ، يجمعونها على " جيبات " و " الجيب " : سيارة عسكرية أساساً و أصبحت فيما بعد مدنية تتميز بقوة الاحتمال واللفظ جاء من إسم الشركة الإنكليزية المنتجة Jeep ، " جيوب " . و " الجيب " معروف ، وهو الركن القماشي المضاف للقمصان والملابس عموماً لحفظ النقد أو القلم أو الورق ، يجمعونه أيضاً على " جيوب " . و " يجيب " : يحضر ، و" تجيب " أي تحضر ، وأيضاً تعني : تلد ، فيقولون : " جابت بنت " أي ولدت بنتاً . ويقولون عند معرفة دخول هلال رمضان أو العيد : " جابوه " : أي أنه ثبت دخول الشهر . ومن أهازيج الأطفال في الحجاز ( ليلة دخول رمضان أو العيد ) يدورون في الحارة ويهزجون :
جابوه ما جابوه ، ولد العري طهروه
و " جاب الله " : إسم علم واسم عائلة بالمدينة المنورة .
و [ سيرة ] : موضوع أو حديث أو أخبارهم فيقولون : " سيرتهم " : يقصدون بها : أخبارهم و حوادثهم . ويقولون : " لا تجيبـلي سيره " تعبير شعبي : أي لا تعطني أي خبر عن هذا الشيء . و "سيرته " : خبره . و " سيرتهم على كل لسان " : تعبير شعبي : أي أخبارهم منتشرة . و " سيرة وانقطعت " : تعبير شعبي يقصدون به الموضوع إذا انتهى والاشخاص إذا ماتوا . و " سيرة وانفتحت " : تعبير شعبي يقصدون به الموضوع إذا نوقش حالاً . و " يقطعها من سيرة " تعبير شعبي يقال استياء من خبر سيء . و" يقطع سيرته " للشخص الذي لا يريدون سماع المزيد من شناره . و " سيرة بطالة " و " سيره نجسة " : يطلقونها على الشنار الشنيع من السير .

[د. أحمد الخضير]

أمثال جميله وحلو ولكن طريق عرضها وإسلوبها ركيكه

لا كما تعودنا من سابق مواضيعك .

[أليا صهل]

هو مادرى انّا دون شك(ن) ولا ريب == هاماتنا من فـوق متـن السحابـه