للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
سوق الاسهم الرئيسية مركز رفع الصور المكتبه الصفحات الاقتصادية دليل مزودي المعلومات مواقع غير مرخص لها
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات ملخص السوق أداء السوق
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-03-2008, 03:17 PM   #1
COM
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 454

 

افتراضي مقال جميل عن القضية الدنماركية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعجني مقال للدكتور خضر محمد الشيباني في جريدة المدينة
وحبيت شارككم فيه


لن يضيرك أن تدير ظهرك لذلك الرف الذي نضح بالمنتجات الدانماركية وتتوجه في هدوء والابتسامة تشرق على محياك الى الأرفف المجاورة التي اكتظت بما تدفق اليها من المصانع الوطنية ومن أركان الأرض الأربعة..?ومن?جديد تطلّ (القضية الدنماركية) برأسها بالرغم من تظاهر المتظاهرين، وحوار المحاورين، وعفو العافين، وتغاضي المتسامحين، وتغابي المتغابين، ودبلوماسية السياسيين؛ وفي سياق كل تلك الجهود المتنوّعة لم تجد فئات متطرّفة في دولة (الدنمارك) جواباً مناسباً سوى مزيد من النشاط المحموم لتعميق الإساءة وتكريس الإهانة وتحدّي مشاعر المسلمين، وبطبيعة الحال لن تكون بصفتك الفردية وحياتك اليومية وهويتك الإسلامية مسؤولاً عن أيٍّ من تلك التحرّكات التي ملأت العالم الإسلامي سواءً بمظاهراتها وغوغائيتها وضجيجها، أو بهدوئها وعقلانيتها وتسامحها، فأنت تتحمّل مسؤولية قرارك فحسب، وستكون وحدك عندما يأتيك السؤال: (ماذا فعلتَ عندما تهجّموا بكل البذاءة والفحش على الحبيب المصطفى؟). ? دون ضوضاء ودون ضجيج ودون جدال استفتِ قلبك، ومارس حقك الطبيعي في أن تنصر رسولك وتناصر مقدساتك وتداوي ذلك الجرح النازف الذي أدمته سهام الحقد والتطرّف، فأنت لا تملك أن تغيّر نفوس الناس، ولا تستطيع أن تبدّل مفاهيمهم، ولا تقدر على إزالة أحقادهم، ولكنك تستطيع أن تتعامل مع نفسك لترى مدى احترامك لها ولمعتقداتها عبر الممارسة الحكيمة فتوظّف إمكاناتك المتواضعة لحماية كرامتك الجريحة، وتمتنع بهدوء ووقار عن التعامل مع من أساء إليك، واستفتِ قلبك. ? إذا كنت ستغضب إذا اعتدى أحدهم على أسرتك، أو نال من قبيلتك، أو شتم أهلك، فإنك حتماً ستغضب على من اعتدى على نبيك وأهان مقدساتك، وليكن غضبك من النوع الراقي الحضاري المنسجم مع أخلاق المسلم؛ فلن تسبّ وتشتم، ولن تحطّم وتدمّر، ولكنك ستنصرف إلى شؤونك الخاصة وهمومك العامة معرضاً عن الجاهلين، ومتسامقاً فوق الشاتمين، ومعتزاً بدينك وأخلاقك فلا يكون لك مع الحاقدين خطاب، ولكنك لا ترضى أن يكون مالك الشخصي داعماً لهم في شتائمهم، ومساعداً على وقاحتهم، ومكرّساً لاستعلائهم، واستفتِ قلبك.? إذا كانت حضارتهم تستند إلى الإساءات، وكانت مدنيتهم تفخر بانتهاك مشاعر المسلمين، وكانت حريتهم ترتع في البذاءات؛ فعليك أن تؤكّد للناس أجمعين أن حضارتك تحظر عليك الانسياق وراء الحماقات وترّهاتها، وأن مدنيّتك تمنعك من الإساءات لعقائد الناس ورموزهم، وأن حريتك تسمح لك بمقاطعة منتجاتهم دون لغط وضجيج؛ فالبيع والشراء عملية تتم بين طرفين أساسها الإيجاب والقبول والاحترام المتبادل، فإذا انعدمت تلك الأسس لم يكن لها مبرّر، وإذا أساء أحد الطرفين لن يكون لها مسوّغ، واستفتِ قلبك.? دع أهل المؤتمرات يركضون إلى مؤتمراتهم، ورجال الحوار يجتهدون في حوارهم، وأصحاب السياسة يمارسون (فنّ الممكن)، وادعُ للجميع بالتوفيق ونيل المنى، وحكّم عقلك فيما يخصّك مباشرة، وسلْ نفسك عن مدى رضاها وهي تتخيّل (المنتجات الدنماركية) وقد أطلّت عبرها تلك الرسوم المسيئة، ومن خلفها الرسّام الكاريكاتيري البذيء وهو يمدّ لسانه مقهقهاً ومستهزئاً بكل مسلم يمدّ يده ليبتاع شيئاً من تلك البضاعة التي أبوا إلاّ أن يغلفوها بمشاعر الاحتقار والاستهتار، واستفتِ قلبك.? لا تسرف في الحكم على بعض أبناء جلدتك الذين قادهم ضعف الأمة إلى الاعتصام بما أسموه (عقلانية) فحكموا بعدم جدوى المقاطعة، وراح بعض جهابذتهم يرون البديل الناجع في الضغط على الشركات الدنماركية لتقوم بالتعريف بالإسلام ورسوله الكريم، ولم يقل لنا أحد كيف سيجبرون الشركات على الإنفاق في تلك الأوجه في غياب أدوات الضغط الحقيقية؟، ولم يذكر لنا أحد شيئاً عن الفترة الزمنية اللازمة لكي تُعمّق تلك البرامج التعريفية جذورها في المجتمع الدنماركي، وتلغي ممارسات البذاءة ورعونة المسيئين!!.? لعل أصحاب تلك الرؤى، التي تتلبّس (العقلانية)، هزّهم ما حاق بالأمة من كوارث وتداعي الأمم عليها، ولعلهم ركنوا إلى أضعف الأسباب لغياب أقواها، ولكنك تستطيع أن تدعم مواقفهم بالضغط الحقيقي على الشركات الدنماركية عبر الامتناع عن التعامل معها حتى تقوم بدور فاعل في مجتمعاتها لحماية المقدسات من صلف القلّة المتطرفة التي تهدّد مصالح الكثرة الغالبة من الدنماركيين الذين لا تعنيهم القضية من بعيد أو قريب، ويهمّهم - أكثر ما يهمّهم - وظائفهم وحماية اقتصادهم وتمكين شركاتهم من المنافسة العالمية، واستفتِ قلبك. ? الغريب أن يكون (حزب الشعب) الدنماركي المتطرّف أكثر منطقية من بعض أهلنا، فحسب ما ورد (جريدة الوطن: 8/3/1429هـ) يقول الناطق باسم الحزب: (المقاطعة للبضائع حق شرعي لهم ولا يمكننا منعهم منه)، ويضيف قائلاً: (بالنسبة لي لا أشتري إلاّ البضائع الإسرائيلية)، ومن المحبّذ أن تشكر الناطق لكرمه في منحك حرية اختيار ما تشتريه بمالك وهو الأمر الذي هرع بعض بني جلدتنا إلى استنكاره، ومن المحبّذ أيضاً أن تردّ على الجزء الثاني من مقولة الناطق بأنك على عكسه تماماً فأنت لا تشتري البضائع الإسرائيلية ولا تتعامل مع البضائع الدنماركية، واستفتِ قلبك.? الغريب أيضاً أن تحرص كل دول العالم على ضخّ ميزانيات ضخمة للدعاية لمنتجاتها في سوق عالمية ترتفع فيها وتيرة المنافسة فتسعى الشركات جاهدةً إلى كسب تعاطف الجمهور المستهدف، وفي الوقت نفسه تأتي (الدنمارك) لتصدمك وجدانياً، وتهينك عقائدياً، وتتوقّع منك أن تسعى إلى بضاعتها ومنتجاتها، ولكن..لن يضيرك أن تدير ظهرك لذلك الرفّ الذي نضح بالمنتجات الدنماركية، وتتوجّه في هدوء، والابتسامة تُشرق على محيّاك، إلى الأرفف المجاورة التي اكتظّت بما تدفّق إليها من المصانع الوطنية ومن أركان الأرض الأربعة، واستفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتَوك.

جريدة المدينةالثلاثاء 17 ربيع الأول 1429 - الموافق - 25 مارس 2008 - ( العدد 16407)
COM غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.