تحليل السوق
بسم الله الرحمن الرحيم
شهدت سوق الأسهم السعودية ارتفاعاً تدريجياً خلال هذا الأسبوع تجاوزت من خلاله قيمة المؤشر العام مستوى 7500 نقطة، لتعوض بذلك الخسائر التي منيت بها منذ بداية هذا الشهر. جاء ذلك في ظل ارتفاع الأسهم الاستثمارية بعد أن منيت بخسائر أثرت سلباً على أداء المؤشر العام في الأسبوع الماضي, حيث تتمتع بمؤشرات مالية مغرية ومكررات ربحية منخفضة يبلغ معدلها نحو 14 مرة. في المقابل, يلاحظ انتشار الشائعات وتأثيرها بشكل كبير على السوق في الفترة الأخيرة, وبرز ذلك بشكل واضح في عملية اكتتاب شركة "كيان" ويبدو الآن أنها تؤثر بشكل كبير على تحركات أسهم السوق حيث يلاحظ الصعود الحاد المتواصل لأسهم الشركات الصغرى (المضاربة), وهذا يعكس تنامي الخطورة المترافقة مع هذه الارتفاعات والتي طالما شكلت سبباً رئيسياً في زعزعة ثقة المستثمرين بالسوق وبالتالي التأثير على أداء الأسهم بوجه عام دون الانتباه إلى مؤشراتها المالية، ويلاحظ أن عدد من الشركات التي شهدتها أسهمها ارتفاعات حادة في الآونة الأخيرة قد أعلنت عدم وجود أي معلومات مالية جوهرية تستدعي الإفصاح عنها في إشارة إلى عدم وجود مبرر لأداء أسهمها السوقي, وبذلك فقد أنهى كل من "مؤشر بخيت للأسهم الصغرى" و "مؤشر بخيت للأسهم الكبرى" أدائهما الأسبوعي بارتفاع متقارب بلغ نحو 2.5%. من جهة أخرى، فقد ارتفعت أسعار النفط متأثرة بالاضطرابات القائمة في نيجيريا والقلق من نقص إمداداتها النفطية, حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس يوم أمس الثلاثاء 15 مــايـو مسجلاً 63.1 دولاراً بارتفاع قدره 90 سنتاً أو ما نسبته 1.4% عن سعره قبل أسبوع. هذا وقد أغلق مؤشر تداول لجميع الأسهم يوم الأربعاء 16 مــايـو 2007 مسجلاً 7560.37 نقطة بارتفاع نسبته 2.2% عن إغلاق الأسبوع الماضي. وبذلك يكون المؤشر قد انخفض بنسبة 4.7% منذ بداية العام. أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد ارتفعت هذا الأسبوع حيث بلغت 61.1 بليون ريال مقابل 54.3 بليون ريال للأسبوع الماضي. وقد استحوذت أسهم كل من "الأسماك" و"شمس" و"مبرد" على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 4% لكل منها. ومن ناحية الأداء فقد ارتفعت خلال الأسبوع أسعار أسهم 61 شركة، فيما تراجعت أسعار أسهم 23 شركة. أما بالنسبة لأداء الأسهم القيادية فقد كان أعلى ارتفاع لسهم "الاتصالات السعودية" بنسبة 9.8%، فيما كان أعلى انخفاض لسهم "البنك السعودي الفرنسي" بنسبة 2.1%.
توقعات الأسبوع المقبل:
لا تزال عمليات المضاربة تستحوذ على جزء كبير من تداولات السوق والتي تدفع بالأسهم الصغرى نحو ارتفاعات حادة غير مبررة لا تستند إلى أي منطق استثماري, حيث أن معدل قيمة تداول "مؤشر بخيت للأسهم الصغرى" إلى إجمالي قيمة تداول السوق قبل مارس 2003 (بداية طفرة الأسعار في السوق) كان عند حدود 3% ويمثل نحو 0.5% من إجمالي حجم السوق، في حين أن معدل قيمة تداول المؤشر حالياً تصل إلى 44% من إجمالي تداولات السوق، ويمثل نحو 1.6% من إجمالي حجم السوق. بجانب ذلك فإن معدل مكرر الربحية الحالي لهذا المؤشر يصل إلى 165مرة في حين أن معدل مكرر ربحية السوق يبلغ 15 مرة، وهذا الأمر يعكس التضخم البالغ في معدل تداول هذه الأسهم وأسعارها بشكل يزيد من خطورة تعرضها لتراجع تصحيحي حاد قد يؤثر سلباً على اتجاه السوق، وسيرتبط مدى تأثير هذا التراجع بوعي المستثمرين لهذا السيناريو المتكرر.
|