للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
سوق الاسهم الرئيسية مركز رفع الصور المكتبه الصفحات الاقتصادية دليل مزودي المعلومات مواقع غير مرخص لها
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات ملخص السوق أداء السوق
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-03-2006, 12:02 AM   #1
AL-SAKAB
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 494

 

تعجب .... ( يا من بسهمه رماني ) .....

الشتاء ليس فصلا من فصول السنة ، بل حالة تخدير عامة لكل أطراف الجسم ، هكذا اشعر بنفسي والبرد يقلصني ويجعل امتداداتي نحو الحيز الذي حولي وتجاه الآخرين أكثر صعوبة وجامدة ، ولست وحدي في هذا الشعور ، ومظاهر الحياة في الخارج تبدو ملبدة بالغيوم ، لم يتغير شي من كل تفاصيل الناس وحركاتهم ، مازال الروتين في مجراه ، وزاد الشتاء في تغطية هذا كله بالبرد والغيوم ، كأن الدنيا تهدينا بعضا مما نبثه فيها ، وتغلفه بأروع مالديها من عناصر الطقس، وتعيده لنا كعربون وفاء لكل ما فعلناه فيها .
غرفتي تصبح ملجأ دافيء اجمع فيه معظم احتياجاتي ، فحتى المطبخ يبدو بعيدا ، وممارسة المشي تخسرني جزء من طاقتي التي تدفئني ، ياليت الإنسان يدخل في سبات عميق يمر به خلال الشتاء دون أن يفيق ، ولو جربت ذلك لتمنيت أن تمر فصول السنة كلها دون أن أرى العمر يتدحرج في طيات الأيام ، وأفيق يوما وكأنني مازلت كآخر مرة غفوت بها ، عند ***** الأمل والمستقبل ، بنفس ذلك الوجه الذي لفحته رمال هذه المدينة .
خادر في مضجعي ، اتقلب نحو أكثر أجزاء جسمي دفئا . واتكوم داخل كل الأغطية ،

وفجأة غنت فيروز ، وكم أصبحت أكره هذا الغناء . وهذا ما جنيته على نفسي بيدي ولم تفعل حنجرة فيروز .
بعض الأشياء التي نحبها وتصبح رمزا للسعادة التي تغمرنا حين نمارسها أو نمارس أمورا أخرى في حضورها ؛ عندما نستخدمها كتعويذات للحظ ، أو حتى شعارا نمارس في ظلاله شخصياتنا ، أو حين نجعلها عناوينا تثير فينا الذكريات الجميلة ، بعد حين ؛ تصبح أمرا يشابه بقية الأمور التي تزعجنا ، ربما يكون لهذا شأن بالمثل القائل ( كثرة المساس تميت الإحساس ) . ورغم أن هذا المثل يقصد به الإساءة أو التعبير عن حالات غير أخلاقية ؛ ربما تطرأ في ذهن أي شخص عند قراءتها ، إلا أنها تظل صالحة للاستخدام والتطبيق في كل أمر أخلاقي آخر . فلقد اختلطت القيم ولم يعد هناك فرق واحد يجعلنا نميزها ، تلك الشعرة البسيطة التي كانت عالقة في المنتصف ، تم تلوينها وصبغها بلون أشقر على الموضة ، فلم يعد النظر الأعشى يميزها .
مات إحساسي بأغاني فيروز منذ أن جعلتها نغمة لـ ( هاتفي المحمول ) ، كنت سعيدا في أول مرة اخترت هذه النغمة ، ومتحمسا لسماع الأصوات التي تعلن عن وصولها بصوت فيروز . وكثرة مساسها لأذني ؛ جعل مركز السمع في عقلي يعلن وفاته مللا منها ، ولكي أقول الحق : لم يكن هو صوت فيروز بل لحنا، ظلال كلماته في ذهني يتردد . الترانيم لا تحتاج لكلمات تصاحبها ، فهذه الذاكرة التي تحاصر كل ظروف الإنسان كفيلة باسترجاع أي كلمة أو صورة بمجرد إثارتها بجزء من لحن أو حتى ( كحه ) تحيي فينا شخصا أحببنا ( كحته ).


(أديش كان فيه ناس)، (أديش كان فيه ناس)، (أديش كان فيه ناس)،( أديش كــ .... ) ، ولم تكمل ، ولم اسمعها تخبرني عن المنتظرين على أحد مفارق الطرق ، ولا اريد ان اسمعها تكمل ذلك المقطع ، فلا أحد ينتظرني ، وكذلك فيروز تدعي ، وهي التي ينتظرها الآلاف كل صباح وعلى كل المفترقات .
قالتها ثلاث مرات وبالكاد أكملت الرابعة ، أو هكذا صور لي عقلي ، والرقم المنتفض بأنواره على شاشة المحمول ، أهلك الرمق الأخير لأي انطباع جميل تخلقه لدي فيروز .
وتتكسر كل الصور الجميلة ، والألحان العذبة ، تجري لتختبيء في الذكرى ، بعد أن قال :
- ألو
صوته أصبح يفوق في تكراره اليومي أصوات كل المذيعين على كل القنوات الإخبارية ، ولولا أن اظلم صوته رغم سوءه ؛ لقلت أنه أصبح أكثر تكرارا من كل أصوات المطربين في القنوات الغنائية . وحجتي في فصل الشتاء حاضرة ، ومبررات الحنق التي تطلقها حنجرتي ، واردة دون أن اشرحها ، إنه الشتاء ، فصل الانفلونزا ، تبرر ذلك الاختناق ، والحروف المكتومة في ردي عليه ببرود يفوق ما حولي :
- نعم .
تعود على هذه الإجابة ، ولم يعد يفاوضني حول إجابة أفضل ، لقد رحبت به وسلمت عليه واستقبلته بحفاوة تكاد تكفي الشعب السعودي كله لمائة سنة قادمة ، لو أن كل مواطن اتصل بي لمرة واحدة في يوم وحيد.

عودته على الدخول في صلب الموضوع ، ليقصم صلب ظهري ، ولم يعد لدي كمية كبيرة من الدهشة تكفي أسئلته ، وأصبحت انساق فيما يريد دون أن احاول الفهم ، ففي نهاية المطاف سيشعر ببلادة ذهني ويشرح كامل التفاصيل ، يسألني دون مقدمات :
- كم تريد في اسمك
_ إنت ( سوم ) ، ما أحد سام قبلك .
_ نقول خمسمائة ريال .
حين قالها ؛ لم اشعر أن اسمي رخيص لهذه الدرجة ، ولكنه بسبب الظروف الراهنة لطالب يبيت يومه فقيرا ويستيقظ مسكينا ، يعتبر مبلغ خيالي قد ينهي بعض من مشاكل الفواتير المتراكمة . ولكن الكرامة التي أغرقت شعبا عربيا في عناده ضد مصالحته مع الاوضاع وتقبل أقل المنح والمكرمات ، حضرت وجعلتني أكابر . وبعضا من أطياف عزة النفس ، يجب أن يجلس على ***** الرغبة والحاجة الملحة في نفس الإنسان ، وفي هذه المرة لم يفعل طيفي هكذا ، بل تنحى جانبا وجعل السخرية تأخذ مقعده ، فهي الأكثر دلالة على الرفض دون الحاجة إلى الصراخ .
- يفتح الله
- طيب كم تبي .؟
- اسومه وارد لك خبر ،
_ طيب من هنا إلى أن أحد يسوم اسمك ( المرسيدس ) ، شوف إذا أسماء أبوك واخوانك أو أي أحد تعرفه ، ممكن ياخذون فيها على ( ثلاثمائة ).
- أجل قصدك أهلي ( تويوتا ) ، مشكور
يضحك ، ويعتذر ؛ ورغم أن ابتسامة امتعاض صغيرة بالكاد تشرق في وجهي ، إلا أنني لم احاول أن اعطيه فرصة كبيرة لممارسة الظرافة ، في وقت لا يتحمل سخفا اكثر من الأوضاع التي نعيشها، ولم يكن ما جاوبت به طرفة ، بل كان انتقادا لاذعا لا احد يلقي له بالا ، فلقد أصبحنا نقارن قيمة كل شيء إنساني بقيمة الآت تسير على الطرقات دون شعور داخلها، سوى النار التي تحركها ولا تحترق بها ، ربما هذا هو وجه التشابه الوحيد بيننا وبين تلك الآلات ، نحترق بالداخل ولا تدفع كل تلك النيران بشتاء الحياة ليغادر .
يفهم متأخرا ، أن لا مساحة في نفسي تسمح له بالاستمرار على حديث من طرف واحد ، ويعبر عن انتهاء فترة المغازلة قبل شرح الموضوع كاملا :

- يا أخي لا تعصب ، كل ما في الأمر ،أنني أريد الاكتتاب في أسهم شركة جديدة ، سوف تنزل لسوق الاسهم .
_ هل هي محللة أم محرمة .
- لا يهم مادام هيئة سوق الأوراق سمحت بدخولها للسوق .
وتذكرت هنا ذلك التناقض الغريب الذي يعيش فيه المجتمع ، في الوقت الذي تعلن بعض المصادر الشرعية عن حلال أو حرمة بعض الأسهم ، نرى أن جميعها متواجدة ومتوفرة ، هذا الخيار العلماني في تصوري ، هو الحرية التي كنا نعيشها منذ زمن ، ولكن نحن نريد من الدولة أن تضع على كاهلها مسؤولية تحمل ذنوب خياراتنا فيما تسمح لنا به . وإن لم يحلل لنا أحدهم أمرا ، سنتوجه إلى آخر يتفهم مواقفنا ورغباتنا ، ليفتي بجواز كل ما نطمح إليه ، ليست عبادة ، بل عادة ، تبقي الحياة سارية المفعول .
وسؤالي ليس له علاقة بمدى تتبعي لحلال الأمور أو حرامها ، ولو كان الأمر بيدي لأفتيت بحرمة الفقر ، فهو أكثر الحلال شيوعا، ورغم أنه الأصل في كل الأمور الإباحة ، إلا أن الفقر هو الأصل الوحيد الذي لم يعد كذلك .
كانت مسألة التشريع التي طرحتها ، مجرد مناكفة أو مضايقة لحماس هذا الصديق ، وجعله يعيد التفكير في خطوته التي ازعجني من أجلها في هذا اليوم الذي لم يكن بحاجة لازعاج إضافي . ولكي أتحقق من أن ضميره أصبح رقما في بطاقة أحواله الشخصية ، أبادر إلى إثارة مسمى اعتدنا على جعله مطاطا ، يبتلع كل شبهة تحاول الغدر بأحلامنا :
- أجل ما في ذمتك شيء
- كله في ذمة الحكومة يا ابني .
حتى الذمم أصبحت مختصرة وينوب فيها الحكومة ، عجبا لحال الممواطن إن أصابته سرا ء فمن نفسه وإن أصابته ضراء فمن الحكومة .
ترى من سيمثل الدولة عندما يأتي يوم الحساب .؟
ومن هو الذي سيتحمل عناء تبرير ذنب كل هؤلاء المواطنين .؟
كل الجهات والدوائر متورطة ، واعتقد أنه سيتم عقد لجنة للبحث في هذا الشأن ، وسيعقد مجلس الشورى جلسة طارئة تتباحث في هذا الموضوع ، ويبادر اللبراليون في طرح قضية أهم الذمم العالقة ، وهي ذمة المرأة ، أقل الذمم استخداما ، فلقد ظل ولي أمرها (الرجل) ينوب عنها في ذلك ، وهذه فرصة لخلق مساحة واسعة من دمج ذمم غير مملتئة تعطينا مزيدا من المرونة في ( الدين ) ، وفي المقابل المتشددون سوف يرفضون بصمت خوفا من تهمة الإرهاب ، ويتركون أبواق الإعلام لمن فقد أقل سمات الحياء ، ورغم كل هذه الفوضى التي ستحدث ، وحتى يأتي ذلك اليوم ، اعتقد أن النتيجة الوحيدة التي يمكن لنا توقعها ، هي مجرد ( ***** ) .

ويبدو الأمر شائعا ومن حقوق المواطنة ، وذمتي التي أغلقت عليها طويلا بدأت ترتخي وتمد برأسها تحاول استنشاق بعض هواءهم الذي هم به يعمهون :
- أجل قلت لي ( خمسمائة ) .!
- لا ، لا ، لا ، خلاص السعر المعروض الآن ( مئتان).
معه حق ، فالفرص الأولى يجب أن لا تتكرر ، ويجب أن يفهم الجميع ذلك ، لقد حاولت الدنيا أن تجعلنا فهم ذلك ولكنها عجزت ، وأصبح من واجب كل شخص أن يمارس القدر بطريقته الخاصة ، لعل من حوله يفهمون أنه يشبه الدنيا ، ولذلك لا يتحمل ذنب قسوته عليهم . , وهم وحدهم يتحملون ذنب دخولهم إلى دائرته .
بعد المداولات السريعة بين ما يمكن لي تحقيقه وما يمكن لي عدم تحقيقه ، اكتشفت في لحظة مرت بلمح البصر أثناء حديثي معه ، أن أي شيء أفضل من لا شيء على الإطلاق . واسترجعت أدوات المداهنة والمفاوضة التي جبلنا عليها بالاكتساب ، وتذكرت مثلا يهين الطرف الآخر في قرارة نفسي ، وهكذا نفعل حتى نتمكن من تبرير انزلاقنا في نفس التيار ، نعم لقد قالوا سابقا ( شعرة من جلد الخنزير غنيمة ). وفي أسوأ الحالات لماذا يغضب ، فالخنزير حيوان تصدرت به الأمم الغربية وأصبحت رأسماليتها تحيط بالعالم وتخنقه ، أليس ما نفعله شيء من الرأسمالية :
- حسنا ، ما رأيك باسمي ومعاه ثلاثة اسماء مجانا . مقابل نسبة من الأرباح .
- بصراحة عرض مغري ، خلها أربع أسماء مجانا . وأعطيك 5 % .
يبدو أن المزاد المعلن في هذه المحادثة ، بدأ يبتلع كل تلك الأسماء التي نطلقها على من نحب ، أهون على نفسي وأقول : هي مجرد أسماء ، ربما سنكون أفضل لو أننا خلقنا بدونها . هي مجرد وسيلة للنداء ، أو علامات تميز أي الأحداث قسوة ترتبط بذاك المخلوق دون سواه . ولعلنا حين نبيعها من أجل لقمة العيش تصبح أكثر فائدة لنا ، فهي بالعادة تسقط سهوا في أعمدة الإعلان عن منح الأراضي ، أو قوائم النجاح في الثانوية العامة ، أو القبول في الجامعات . ولا تسقط سهوا ، عندما يتم الإعلان عن قرار فصل ، أو قرار سجن ، أو عند تحرير مخالفة عدم ربط حزام الأمان ، لشخص يقود سيارة لا توجد فيها هذه الرفاهية ، وسبق له استخدامها لجر سيارة آخر غرقت في الرمل أو أحد المخارج .
لا بأس لدي كمية هائلة من الأسماء ، لا أحد يحتاج إليها ، أهمهم قليلا وكأنني افكر ، وهي إشارة تجعلنا في ذهن الآخر مترددين أو أذكياء ، وتخفي قراراتنا التي حسمناها في عقولنا . وبعض من الممانعة تجعلنا نظهر أكثر صعوبة مما نبدو :
- أجل 5% ، عرض مغري
- وازيدك من الشعر بيت ، ارجع لكم الأسماء مع سعر الاكتتاب الأولي .
- لا ماله داعي أنا واثق انها في الحفظ والصون معاك ، متى ما احتاجتها الدولة بتلقاك .
يضحك ويتفق معي على كافة الإجراءات ، ويدعني أبدأ التخطيط في إثارة كل النغمات الأخرى على اجهزة المحمول التي أعرفها ، وبدأت كل الألحان تنطلق في أرجاء الوطن ، وبدأت اتقن فنون الطلب ، ( تكفا) ، كلمة لم يسبق لي استخدامها مع أي من أقاربي ، ولكنني في المقابل اهلكتها تكرارا في كل الدوائر الحكومية ، ولم تكن ذات فائدة ، ولعل المرة الوحيدة التي اقتنعت بأن هذه الكلمة ما زالت ( تهز الرجال ) بعد أن عجزت عن هز فطالحة الموظفين ، كانت عندما اهتز لها طفل صغير أمام مخبز ( التميس ) ، فلقد كان يشتري سبعة أرغفة في مقابل رغيف واحد كنت انتظره ، وكان أكثر تفهما لوضعي الذي لا يحتاج شرح أكثر من الصورة الظاهرة على هيئتي . ولكن لماذا لا أجربها مع الأقربون ، فهم الأولى بالمعروف والمنكر على حد سواء .
لم اسمعه وهو يقفل الخط ، فالقوائم المحتملة للبيع بدأت تنهمر في ذاكرتي ، ولم استثني منها حتى الرضيع ، فهو اسم مدون في إحدى البطاقات ، واسمه الذي يحمله هم وحيد لا يحمله إلا من حوله أثناء إجراء معاملات تسجيله كمواطن .
- باي
هذه النهاية الرقيقة اعلنت بداية نوع جديد من التجارة ، افكر بتوزيع بطاقات تعرف الآخرين بطبيعة عملي ( نبيع ونشتري الأسامي ). وسأضع لائحة بأسعار الأسماء . وتلك المستعملة سيتم خصم مدة الاستهلاك منها . وتلك التي لا معنى لها ستصبح عروضا مجانية مرفقة بأسماء أخرى لها معاني أكثر . وبعض أسماء الموتى الذين لم تسجلهم سجلات الدولة ، ستكون الاكثر حظوة في هذه القائمة ، فلن يكونوا أصحابها موجودين ليحصلوا على القيمة أو حتى النسبة من الأرباح ، فلقد مارسوا اسمائهم حتى اثقلتهم وماتوا بها وظلت أسماءا تعرف بالقادمين بعدهم .
بدأت الممارسة ، واكتشفت أنه بإمكان أي شخص لديه عائلة كبيرة ، وبطاقات عائلة متنوعة في معارفه ، أن يصبح تاجرا من مكانه دون الخروج من المنزل ، وبدأت الاتصالات تردني ، ومؤشرات الاسهم تشير إلى أن الأسماء التي اختارها تملك ميزة ( الحظ ) ، وخصوصا أسماء الأطفال ، سوف يكبرون يوما ، ليجدوا أن أسمائهم مرت على كل ورقة معاملة بنكية ، وشهرتهم وصلت إلى كل اصقاع مكاتب الاسهم ، لن ينمو ليصبحوا نكرات بعد الآن ، هذا هدف نبيل آخر يضاف إلى تجارتي الجديدة .
بدأت احلام اليقظة تنتعش في حياتي ، بعد أن غادرتني يائسة ، ها أنا احلم بالملايين ، ، ورأس مالي من الأسماء سيتضاعف ، والكل سيتصل بي ، ولكي أظل مرتبطا بمشروعي مع كل اتصال ، فكرت أن أغير نغمة هاتفي المحمول ، فتحت قائمة الجهاز ، وبدأت ابحث عن صوت ينطلق في المرة القادمة ويثير في داخلي علامات النصر بفكرتي ، ملف النغمات مليء بألحان ( فيروز ) وجدت نغمة أغنيتها ( اسامينا شو تعبو فيها اهالينا ) لـ فيروز أيضا ، ولكنها نغمة تشعرني بالمرارة من ذنب استغلالي ، وكيف أنني أصبحت تاجرا ، يهمل كل القيم البسيطة في الحياة ، يتعامل مع كل مشاعر الناس بسطحية تساعده على تحقيق أهدافه ، تاجر يبيع المنتجات على منتجات أخرى ، مصانع البشرية تنتج مستهلكين ، يشترون بضائع تنتجها مصانع أخرى . ولعل هؤلاء التجار محقين في تصرفهم ، من قال أن أهالينا تعبوا في البحث لنا عن أسماء ، ثلاثة أرباع هذا الوطن ، أسماء بالوراثة ، مكررة من التاريخ حتى اليوم ، فما أن تجد أحدهم يدعى فلان بن علان ، يكفيك أن تكررها ثلاثا ، لتحصل على شجرة عائلته ، وقف عند آخر اسم وأضف عليه ال التعريف ليصبح قبيلة . إذن اعذريني يا فيروز هذه الأغنية بالكاد تنطبق علينا ، لقد وجدت لحن آخر يبقيني دافئا في أحلام يقظتي يحييها في كل مرة تبدأ نيرانها بالخمود . اختاره كنغمة هاتفي المحمول ، واعيده إلى مكانه بجوار رأسي ، انتظر اول المتصلين ، واغفو قليلا ، دفء غريب يشعرني بأنني كنت غائبا عن كل مظاهر هذا المجتمع ، يغمرني ويشتت الجمود المتراكم فوق روحي ، أغرق فيه مبتسا ، وقبل أن أصل إلى القاع ، يصرخ بي طلال مداح ( يا من بسهمه رماني ) ، ( يا من بسهمه رماني ) ، ( يا من بسهمه رماني ) ، ( يا من بسهمه رماني ) .




________________________________________
.....آن

للكاتب القدير//ابراهيم سنان
AL-SAKAB غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.