نصيحة... من أجل زيادة الوعي وثقافتنا في السوق

[سواق الماوس]

:619:



إخواني. كثر اللغط ثم قل ثم كثر مرة أخرى عن أسباب نزول السوق وما مسؤولية فلان و علان ومن الذين دبروا المؤامرة وغيرها من النظريات الخاوية...

الهوامير اتفقوا بينهم على كذا
جماز أهدافه كذا
سبب إدخال الأجنبي في هذا الوقت بالذات هو كذا
تعمدت الهيئة إنزال السوق قسراً من أجل كذا

ولا يوجد شخص إلا وعنده سوالف أفلاطونية عن المؤامرات إذا سمّعك إياها ما تدري هل تكون مؤدب وتقول له كل شي جايز أم تجاهر بالضحك في وجهه؟؟ كلهم يتعبون في اختراع هذه القصص ليروحوا عن أنفسهم وينسون حاجة واحدة...

المؤشر وصل إلى 21000، وكان ممكن يواصل الصعود ويصل إلى 25000، ثم يواصل الصعود إلى 30000، ثم إلى 50000، ثم 100000، ثم.... إلى متى هذا النمط؟ صعود لا نهائي؟ لو حدث هذا ووصل سعر سهم بيشة إلى مليون ريال ستحتاج كل سيولة السوق لتشتري كم ألف سهم فيها. هناك سقف لا مهرب منه.

لا تنسون يا إخوان أن السيولة في السوق ثابته. تنتقل من جيبي إلى جيبك ولكنها في النهاية ثابتة. شيئان فقط هما من يجلب المزيد من السيولة إلى السوق: دخول مستثمرين جدد وهذا لن يستمر إلى الأبد، وتوزيع الشركات أرباحاً على المساهمين وهذا هو الذي سيدوم لنا.

أرباحنا طوال الشهور الماضية من أين أتت؟ هل كانت هناك فلوس تظهر من العدم وسط السوق وبقدرة قادر كي تغذي أرباحنا؟ كلنا كنا نربح ولكن من أين؟ أنا اشتريت الصحراء بسعر 470 ثم بعتها ب700 طيب مين الفالح الذي اشتراها مني ودفع أرباحي وهي شركة ما بعد تشتغل؟ اشتريت المواشي ب170 ثم بعتها بعد أقل من أسبوعين ب350 وأحسست بسعادة لا توصف، ولكن الآن أسأل نفسي وين هالمسكين اللي اشتراها مني واللي فلوسه راحت في جيبي وهو الآن متعلق تعليقة العمر؟ لا تعتقدوا أني أشمت في المتعلقين فأنا بعد ربحي كله متعلق بكامل السيولة الآن تعليقة محترمة في سهم غير محترم.

إذن المستثمرون الجدد المتدفقين إلى السوق باستمرار هم حطب هذه الطفرة. هم من حملوا السوق على أكتافهم. وكل دفعة جديدة تدفع أرباح اللي قبلها.

طيب مملكتنا الغالية فيها حوالي 12 مليون مواطن ربما ثلاثة أرباعهم أطفال. ماذا سيحدث بعد دخول معظم الثلاثة ملايين البقية إلى السوق؟ ماذا سيحدث عندما لا يبقى حطب لتأجيج النيران؟

فكرت في الجواب قبل الإنهيار ولم أعرفه لأني مثل غيري لم أكن أرى أبعد من طرف أنفي. أعماني الطمع والغرور والثقة الزائدة بالسوق. كنت أخترع حججا أضحك بها على نفسي لأبرر لها السعر اللامعقول الذي وصلته معظم الشركات. نحن في طفرة...هذا سوق أبو متعب...الإقتصاد ممتاز...برميل البترول فوق...شركاتي ما أخذت حقها من الإرتفاع فلا خوف من نزولها... لكن كل هذه الأمور رغم أهميتها لم تكن كافية أبداً لتبرر صعود بنك الراجحي مثلاً إلى 4000 ريال. حتى كونه أكبر بنك في المملكة لا يشفع له إذا وصل لهذا المستوى.

و في النهاية لا يصح إلا الصحيح. الذي حدث كان طبيعي جداً. المؤشر كان يصعد المنحدر ثم فجأة خلص البنزين فدحدر. كان صعود المؤشر صعود سريع بل صاروخي على منحدر حاد... لو لم يكن المنحدر حاداً كان يمكن قدرنا نرفع الهاندبريك ونثبت مكاننا، ولكن الصعود كان سريعاً فقابله نزول سريع... هذا النزول كان آتياً لا محالة مهما فعلت الهيئة ومهما فعل الهوامير. قرارات الهيئة الأخيرة كل ما فعلته هو أنها عجلت بالهبوط.

أين الحل؟ الحل يا إخوان بسيط. ضعوا نصب أعينكم من أين ستأتي سيولة جديدة إلى السوق ولتكن هي مصدر ربحكم. ارضوا بالربح الذي توزعه الشركات على كل سهم حتى لو كان قليلاً. نربح كلنا ربح بسيط ولا أن يحقق البعض ثروة والبعض الآخر يصير على الحديدة ليقضي سنوات يسدد ديونه للبنك كأنه عبد لهم. لاحظوا يا إخوان أنا لا أقول ليكن الربح الموزع على كل سهم هو مصدر الربح الوحيد، ولكن عندما تختار شركة للشراء، إبحث عن تلك التي سيرتفع سهمها بسبب أرباحها، لا بسبب قلة أسهمها والمضاربات الجنونية عليها.

أتمنى أن لا أكون أطلت عليكم. للأسف هذا أسلوبي في الكتابة ولم أتعلم كيفية اختصار الجمل. بكل الأحوال إن شاء أكون قد أفدت البعض بهذه الأفكار التي كانت تجول في خاطري وأحببت مشاركة إخواني بها. أدعوا ربي بإذن الله أن يرزقكم من كنز القناعة ويرزقكم من حيث لا تحتسبون.

وصلى الله على سيدنا محمد