راشد الفوزان : الصناديق الاستثمارية والخيار الاستثماري

[المخرج]

الصناديق الاستثمارية والخيار الاستثماري
راشد محمد الفوزان
24/08/2005 يبدو أن الصناديق الاستثمارية تعيش عصرها الذهبي خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذه السنة بالذات التي حققت فيها الآن مع منتصف آب (أغسطس) ما يزيد على 100 في المائة كأرباح منذ بداية العام، فهناك صندوقان تقريبا وصلا إلى هذا المستوى وصناديق أخرى تقترب من النسبة مضاعفة رأس المال، وأقل صندوق الآن يحقق ما يقارب 50 في المائة. ويزيدنا فخرا أن مَن يقود هذه الصناديق الاستثمارية ويدير معظمها إن لم يكن كلها شباب سعوديون، وإن كانت ليست متساوية الإدارة فنجد تباينا كبيرا في بعضها، ومعطيات السوق مؤهلة لأن تزيد أرباحها إلى أعلى من هذه المستويات ونحن على مشارف الربع الأخير من العام الميلادي، أشيد هنا بالصناديق الاستثمارية في بنوكنا المحلية التي حققت أرقاما قياسية وأفضل من كثير ممن يعتقدون أنهم محترفون في السوق كمضاربة أو استثمار، فأصبح المستثمر في الصندوق هو الرابح بأقل جهد نفسي وعقلي يقوم به وبأقل التكاليف، وهؤلاء هم مَن اتخذوا القرار الصحيح والسليم، فلا يوجد استثمار يحقق 100 في المائة خلال ثمانية أشهر في هذا العالم الذي صعبت معه الفرص الاستثمارية، فنجد أن الاستثمار في العقار لدينا هو الاستثمار الأكثر جاذبية منذ سنوات ولا يزال قد انخفض بريقه وأصبح الأكثر هدوءا وسكونا كاستثمار مقارنة بما يحدث في السوق السعودية للأسهم وحتى الأسواق المجاورة كالإمارات، قطر، وعُمان الآن، أصبح العقار غير المغطى بمظلة قانونية تحمي الحقوق هو أكبر الخاسرين على مدى عامين وهذا العام وقد يمتد إلى عامين مقبلين ما ظلت وتيرة السوق متسارعة وأسعار النفط مشتعلة.
الاستثمار في الصناديق الاستثمارية حقق أفضل النتائج ماليا، وهي الخيار الأفضل لاستثمار المدخرات والآن تحقق 100 في المائة، وحتى لو كانت تحقق 20 في المائة بفرضية أن الظروف ليست خاضعة لطفرة سعرية في السوق وعوامل كبيرة وكثيرة تدفعه. إنني أشجع الجميع وممن لا يتقنون المتاجرة المباشرة في السوق كمضاربة أو يدرك أي الخيارات أفضل في الاستثمار أن يتوجه للصناديق، وأيضا أشجع كل من يملك مدخرات مجمدة في البنوك دون مبرر أو سبب أن يضع أمواله في الصناديق البنكية وهي متنوعة ومتعددة، وأن على الجميع أن يدرك أن السوق لا يربح فيها كل من يدخلها، وأن ما يتم من الاعتماد على الشائعات والتوصيات ليس هو الخيار الصحيح، فنجدهم يربحون ويخسرون ولكن لم يحقق ما نسبته 100 في المائة، كما هي الصناديق مع فارق الجهد والوقت الذي له قيمة تحسب أيضا. أظل مع الصناديق البنكية لكل من لا يملك المعرفة والدراية والقدرة والوقت وكل ما يمكن أن يوجد له إشكالية في السوق أيا كان مستواها أن يتوجه للصناديق الاستثمارية، وهنا لا أحدد أي صندوق ولكن يجب أن ننظر لتاريخ كل صندوق على الأقل لثلاث سنوات سابقة وحتى الآن وسنجد أيها أفضل خيارا.
يجب أن ندرك أن الوضع الاقتصادي في مجمله ودون شرح مفصل أنه مقبل على نمو حقيقي وفي قطاعات بعينها، خصوصا أن الوضع الاقتصادي للدولة في أفضل حالاته ويتجه ليكون أفضل، وتدعم كل ذلك أسعار نفط متسارعة الارتفاع، وإصلاح اقتصادي مستمر واستثمار للإيرادات بصورة أكثر جدوى، وخلق فرص عمل ووظائف للمواطن مما يعني دوران رأس المال داخل الوطن. وكثير من المحفزات الاقتصادية تعكسها نتائج الشركات القياسية كأرباح تشغيلية ونمو يتحقق بصورة كبيرة منذ سنوات وحتى الآن.. هي فرص تتاح للكثير ويجب على الجميع استثمارها بمزيد من القراءة والوعي الاستثماري الذي نفتقده حقيقة، وبأكثر أمانا من القطاع العقاري الذي أصبحت صورته أكثر اهتزازا وعدم ثقة لسبب بسيط هو عدم وجود المظلة القانونية والحماية للرساميل التي تستغرق سنوات وسنوات دون حلول.