بعض الخبراء لا يستبعدون إمكانية ارتفاع أسعار النفط

[المستشار القديم]

بعض الخبراء لا يستبعدون إمكانية ارتفاع أسعار النفط إلى خمسين دولاراً للبرميل هذا الصيف
مكتب "الرياض"، موسكو - د. أيمن خيري:

طالب رئيس البنك الدولي جيمس ولفنتسون باتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار النفط وأعلن في العاصمة الروسية موسكو التي يزورها حالياً لحضور مؤتمر دولي اقتصادي تحت عنوان "التوجه التعاوني والتطور الاقتصادي في روسيا" أن أسعاراً أعلى من 40دولاراً للبرميل أو حتى أكثر من 30دولاراً للبرميل سيؤدي إلى خفض الإنتاج العالمي موضحاً ضرورة عمل روسيا والأوبيك على تخفيض الأسعار.. وعبر ولفنتسون عن قناعته بأن روسيا كأحد أكبر مصدري النفط في العالم ستستمر بتصدير النفط بالكميات (الكبيرة) السابقة وإن ساهم ذلك في خفض أسعار النفط سيكون أمراً جيداً على الرغم من أنه يرى أن بلداً واحداً لن يتمكن من تحقيق ذلك بمفرده. من جهة أخرى أعلن نائب رئيس الحكومة الروسية ألكسندر جوكوف أن أسعار النفط المرتفعة تناسب روسيا تماماً سيما وأن روسيا من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم وأن هذا يعني الحصول على مداخيل إضافية للميزانية الروسية من العملة الصعبة.. موضحاً في الوقت نفسه أن التأرجح الكبير في أسعار النفط وخاصة أن كان مستمراً على مدى بعيد لن يكون لصالح روسيا ولذلك فإن موسكو ستستغل هذه المرحلة حتى الحد الأقصى آخذة بعين الاعتبار الاحتمالات ال
قادمة بحيث يتم تفادي النقص في الميزانية نتيجة انخفاض أسعار النفط المحتملة لاحقاً من خلال موارد أخرى. في غضون ذلك ركزت معظم التعليقات الاقتصادية الروسية على الأجواء الاستثنائية التي تشهدها سوق النفط العالمية ويرى الخبراء الروس أن استمرار ارتفاع أسعار النفط وقع وقع الصاعقة على المستهلكين الأوروبيين حيث قفز سعر الصفقات المؤجلة إلى يوليو في بورصة لندن بنسبة 4% في يوم واحد فيما ارتفع سعر البنزين أكثر من 30% عن مستوى العام الماضي. لكن الملفت للنظر أن الخبراء الروس يتوقعون أن تستمر هذه النزعة بغض النظر عن إجراءات الأوبك التي يرون بأنها لم تعد قادرة على التحكم الشامل بسوق النفط العالمية. وعلى الرغم من أن الأسعار ارتفعت باستمرار على مدار الأعوام الأربعة الماضية، إلا أن النفط حالياً حسب رأي بعض الأخصائيين مستعد لتسجيل أرقام قياسية جديدة محيرة تهدد الاقتصاد العالمي بإمكانية حــدوث تضــخم نقـدي كبيــر قــد يؤثــر على وتـــائر النمو الاقتصادي بشكل عام.
نشير هنا إلى أن خبراء وكالة الطاقة الدولية كانوا قد حذروا مؤخراً من إمكانية تحول الاقتصاد العالمي إلى كبش فداء في حال استمرار ارتفاع أسعار النفط، ومن احتمال تفاقم البطالة وعجز الميزانية في معظم الأقطار الأوروبية ناهيك عن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وتشكيل عبء اجتماعي حقيقي قد يؤدي إلى اضطرابات وإضرابات.
والمثير في هذا الإطار أن خبراء أسواق النفط الروس لا يستبعدون إمكانية وصول أسعار النفط إلى حد قياسي قد يصل حتى 50دولاراً للبرميل هذا الصيف ولا يستثنى أن يتجاوز هذا الحد الخطير.. وإلى جانب ذلك يلاحظ ارتفاع أجور نقل النفط حتى وصل ضعف ما كان عليه عام 2002وباتت بعض الشركات تدفع أجوراً أعلى إمعاناً في التنافس في نقل النفط ولا يستبعد البعض أن مثل هذه الأطروحات تحمل تهويلاً ومبالغة مقصودة للتأثير على مسارات نشاط الأوبك حتى بعد مؤتمر بيروت ونتائجه.

[المداول الصغير]

الله كريم