من يصرخ في عالم المال سيضل يصرخ ابدا...!

[ميكروديناميك]

تنتمي اسواق المال الى عالم المال ومن عاش بزمننا هذا فإنه يرى المال حلما يحقق كل ما يفكر فيه ، بينما ينتمى من يتعامل مع المال الى عالم الإنسان ، الذي يتمنى ويسأل ويفهم ويعقل ويطمع ويغضب ويخيب أمله ،وتلك متلازمة البشر، غير اننا نتناسها ونظن اننا نستطيع مقاومتها ، ولاتنفك الأيام في إقناعنا المرة تلو المرة اننا بشر مهما حاولنا التنكر لذلك.

لذلك فإن الاسواق المالية تظهر لنا هذه الطبيعة بشكل تداول او ارباح وخسائر فحينما نحاول ان نتناسا طبيعتنا نخسر وحينما نعترف بها نكسب او بشكل آخر تصبح الوان اسهمنا خضراء حين نعترف ببشريتنا امامها ، وحينما نتجاهل ذلك تتلون اسهمنا بالأحمر ، ولعل من الواضح لمن يقرأ هذا المقال ان يقول كيف يحصل ذلك ؟

ويتمثل الجواب في ان عالم المال بني لطبقتين فقط لا مكان لثالثة بينهما ، ( الدببة والثيران ) وستظل الدببة التي تجوع تصنع الشرك تلو الشرك لتلك الثيران المتواجدة مهما كان حجمها ومهما علت الأسوار بينها ، فمن يصدق اسعار شركات التأمين التي إجتاحت السوق قبل فترة في يومنا هذا ويرى اسعارها وقد رميت في سلة المهملات ، يرى مدى وحشية هذه الدببه وتلك الطرق الذكية الخفية التي تنتهجها في تعاملها .

إن كل الأسواق حول العالم تعترف بهذه الطبقتين ، وتؤمن ان الأموال التي تعمل في اسواق المال هي اموال تتحمل مخاطر كبيرة ولذا يجب ان تحقق امامها ارباحا كبيره ، وتلك حقيقة يجب ان يعرفها كل من يتعامل في سوق المال ، ان هناك اموال تخاطر بقوة لتكسب أيضا بقوة .

حينما اشتكت امريكا من المضاربة في اسواق النفط عام 2007 فقد كانت تعترف بهذه الحقيقة وتلك التصريحات كانت بمثابة تحذير لكي تهرب الثيران التي وقعت في الشرك ، لكن للأسف كانت عوامل انكار بشريتنا مسيطرة على الموقف ، فحينما تربح اليوم وتكسب تقتنع انك مفكر عظيم ومتداول متميز وتقرر التداول غدا ثم يستمر إنكار انك مجرد واهم لتستمر القناعات حتى تقترب من الشرك وحين تقع فيه تعود لتعترف بأنك لا تفقه شيئا في عالم المال وانك طماع وانك بشر.

لذا لا يزال المتداولون الصغار هم طعام تلك الدببه سواء أكانوا مستثمرين او مضاربين ، ولا سبيل ابدا مهما كانت دعوة الإحتراف التي يديعها اؤلئك المتداولون الا انهم يسقطون كل مرة في هذه الفخاخ.لذا تسعى الدول المتقدمه الى توفير الجو المناسب لكلا الطبقتين من دون مواقف متشنجه او ممارسات رقابية غير عادلة ، ولا قيمة ابدا للملاعب إذا غاب اللاعبين ، ولا قيمة لفريق من دون فريق يتبارى معه وتصبح الأسواق ساذجة من دون تقارع هؤلاء اللاعبين وأي تشريع يخالف ذلك فسيبقى عقيما يرفضه كلا الطرفين ، فحينما يشتكي الخاسر ينسى ان الرابح امهله وقتا كافيا ليقرر ولكنه تجاهل ذلك ،وحينما قرر المتداول ان يشتري شركة فلابد ان يتحمل كامل مسؤولية قراره ، وحينما تؤسس سوق عالي المخاطر ثم تجرده من ابسط مقومات السلامة فانت المسؤول الاول والأخير عن ذلك ويجب ان تدفع كامل الأضرار للمتضريين ، وليس من الذنب أبدا ان يحاول الإنسان ان يربح بطرق مختلفة وليس ذلك يجلب العقاب لأحد.

إن الأسواق الحرة حول العالم ومن ينظمها يكتفون فقط بتوفير وسائل السلامة فقط ولا يعتبرون انفسهم ندا ضد أحد وكلما إستمرت الهيئات المنظمة لهذه الاسواق في توفير أداوات السلامة فستظل اللعبة عادلة جدا واعتقد غير جازم ان على هيئة سوق المال ان تفكر الآن وليس غدا في توفير أدوات السلامة للاعبين واعتقد اننا نحتاج الى مراجعة قوانين الإفصاح المخترقة ، وقوانين المضاربات القاسية ، وان نتوقف عن جلد السوق ولو قليلا لإلتقاط الانفاس في وقت نحتاج فيه إلى متغيرات جديده .
إن كل دول العالم تحترم رؤؤس الأموال وأصحابها بينما في سوقنا تهجر قصرا ويشعر اصحابها انهم متهمون دائما ويمكن إدانتهم في أي وقت وذلك مثار قلق فالأموال تتوفر بكثرة ويمكننا من خلال سوق الأسهم صناعة الاف الوظائف وآلاف الملايين من الارباح ولكن بشرط ان يشعر المتعاملون بأن الهيئة تساعدهم وتدعمهم وتحاول ان تجعلهم يتقدمون للأفضل بدلا من ان نشدد المعاير ولا مانع من التغاظي عن بعض المخالفات ، وبدلا من الاف الاوراق وملايين الريالات التي تقدمها شركات الوساطة وشركات الاستثمار في التأمين في سوق عالي المخاطر أصلا يستحسن ان تكتفي الهيئة بان تبسط وتنظم وتراقب . في وقت العالم اليوم يسمح لك بأن تمارس نشاطك التجاري الذي تحب كيفما تشاء وبأي طريقة كانت وبارخص الأثمان ، و للأسف فإن الشركات الاجنبية التي رخصت لها هيئة سوق المال ، تواعد المضاربين الغير مرخصين سرا وتطلب منهم دفع إتوات ليتمكنوا من ممارسة انشطنتهم بتراخيص هذه الشركات .

الحقيقه انه يطول الكلام حول هذه الموضوع الذي لم يجد آذانا صاغية سابقا واتمنى ان يجدها الآن فنحن بحاجة الى إحداث تطور ما في سوقنا ولعل الاهم الآن ان نحصل على سوق حره وآمنه ، وان نسمح للجميع بالمشاركة ببساطة .

للجميع وافر الحب والتقدير.

[p&o]

أ / ميكروديناميك . .
تعبتني وأنا أقرا سطورك الذهبية . .
الكل مصر على البقاء في السوق لا للربح وإنما لتعويض رأس المال أو جزء منه . .
والمشكله ما أحد لاقي الحل في هذا السوق . . !!!

[ميكروديناميك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة p&o

أ / ميكروديناميك . .
تعبتني وأنا أقرا سطورك الذهبية . .
الكل مصر على البقاء في السوق لا للربح وإنما لتعويض رأس المال أو جزء منه . .
والمشكله ما أحد لاقي الحل في هذا السوق . . !!!

لك الاحترام كله اخي الفاضل ولعل الانتظار اكبر كارثة تؤرق الدببه ،، ولكن ماذا نصنع حينما نحتاج ان نتحرك ، انك تنتظر لانك لم تعد تثق انك ستكسب إذا تحركت وذلك يعني انه يجب ان تبحث ان تلعب مع من يأكل وتترك من يؤكل .

[رايق بال]

كلام من ذهب

مادري انا فاهم صح ولا غلط

بس احس ان السطور اعلاه ذات قيمه عاليه لكل من يفهم ويدرك

[العصامي1]

جزاك الله خير

هذا واقع عالم المال

[p&o]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميكروديناميك

لك الاحترام كله اخي الفاضل ولعل الانتظار اكبر كارثة تؤرق الدببه ،، ولكن ماذا نصنع حينما نحتاج ان نتحرك ، انك تنتظر لانك لم تعد تثق انك ستكسب إذا تحركت وذلك يعني انه يجب ان تبحث ان تلعب مع من يأكل وتترك من يؤكل .

أ / ميكروديناميك . .
أشكر لك ردك وذوقك . .
رزقك الله ورفع قدرك . .

[الحميدي الحربي]

بارك الله فيك ... موضوع واقعي وراقي ... ندعوا الله ان يكفينا وإياكم شر الدببه

[رويان]

رائع .......... كلام غير شكل ...... و صياغة مذهلة

هذه هي الحقيقة

المشكلة اننا أدمنا هذا العالم

مو مهم الربح أو الخسارة المهم نلعب و نتسلى

تحياتي لك وللجميع

[M.A.S.Y]

ماشاءالله تبارك كلام رائع بس عندي سؤال أخوي الكريم بارك الله فيك

مثل مافهمت من كلامك أن الدببة هو البائعين الذين يملكون اسهم والثيران هم عكسهم

لكن وعفواً على هذا اللفظ (الدب قبل مايكون دب كان ثور عندما كان يملك الكاش...أيضاً قد يكون ثور ودب في نفس اليوم) لذلك أعتقد أنه من الصعب تحديد من أي فئة أنت ولكن من السهل تحديدهم بالنسبة للسوق بشكل عام هل لك تعليق على ذلك؟

وتقبل تحياتي

[ميكروديناميك]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة M.A.S.Y

ماشاءالله تبارك كلام رائع بس عندي سؤال أخوي الكريم بارك الله فيك

مثل مافهمت من كلامك أن الدببة هو البائعين الذين يملكون اسهم والثيران هم عكسهم

لكن وعفواً على هذا اللفظ (الدب قبل مايكون دب كان ثور عندما كان يملك الكاش...أيضاً قد يكون ثور ودب في نفس اليوم) لذلك أعتقد أنه من الصعب تحديد من أي فئة أنت ولكن من السهل تحديدهم بالنسبة للسوق بشكل عام هل لك تعليق على ذلك؟

وتقبل تحياتي

سؤال مرح وبريء جدا والحقيقة ان هذا مصطلح يمثل الصراع بين الرابحين والخاسرين في سوق الاسهم ومعروف ان الرابحين لديهم امكانات وقدرات تفوق قدرات الخاسرين الذين لاحول لهم ولا قوه سوى سماع بعض الاخبار والشائعات التي تقودهم الي الخسائر ، لذلك تنشأ عادة في اسواق المال تكتلات غير معلنه تسيطر على اسهم وتقوم برفع اسعارها ومن ثم بيعها على المتعاملين ( الثيران ) والمعذرة لذلك وللأسف ان المال كالماء كلما انضغط فسوف يفجر الصخر ولا يمكن لاي هيئة رقابية او انظمة ان تمنع حدوث هذا الشيء مهما كان ، لذلك تبرز الحاجة الى اسباغ شرعية لهذه التكتلات وترخيص مزاولتهم لأعمالهم لنتمكن من رؤيتهم على الأقل ومن ثم يبدأ المتعاملون على الأقل بالحذر منهم ، فمالفائدة من اعلان نسبة التملك 5% إذا كان يستطيع ان يتحالف مع 10 محافظ ليصبح يملك 45% من اسهم الشركة من دون ان يدري احد، وهذه الأفكار وملايين الأفكار وغيرها موجوده لكنها تختفي وراء الكم الهائل من إشتراطات الهيئة التي لا تزيد السوق سوى مزيدا من التعقيد ومزيدا من الخسائر، فمثلا حين قررت الهيئة تعميق السوق بطرح شركات إكتتاب جديده قام المضاربون بشرائها في اول أيام التداولات ثم قامو برفعها الى أسعار خياليه ثم رموها في سلة المهملات وكانت فرصة جيدة لتعويض خسائرهم بلعبة جديدة لا يعرفها المتعاملون .
كل ذلك اخي يحصل اليوم ولا يمكن للهيئة سوى ان تعترف بالمضاربين وان ترخص لهم وتسمح لهم بالتداول وتحاول مساعدتهم لتحسين أدائهم وحتى صناديق الدولة لا مانع من ان تتعامل معهم ففي الأسواق العالمية تستثمر الحكومة مع المضاربين وذلك يمكنها من ان تكشف خططهم وأيضا يمكنها ان توازن السوق ، وإذا كان فعلا نحن سوق حرة فليفعلوها وسترى ان اداء السوق يستمر في مسار صاعد الى الأبد خصوصا مع استمرار تطوير اداء هيئة السوق.
شكرا لكم جميعا