![]() |
![]() |
أنظمة الموقع |
![]() |
تداول في الإعلام |
![]() |
للإعلان لديـنا |
![]() |
راسلنا |
![]() |
التسجيل |
![]() |
طلب كود تنشيط العضوية |
![]() |
تنشيط العضوية |
![]() |
استعادة كلمة المرور |
![]() |
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]() |
#1 |
متداول نشيط
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 712
|
![]()
محنة الإمام النسائي
مفكرة الإسلام: لا يزال الجهل والجهلاء هم أعدى أعداء العلم والعلماء؛ فهما نقيضان متضادان، كلاهما حرب على الآخر، كلاهما في حالة صراع قائمة ومستمرة عبر التاريخ، فالعلم نور وحق وبيان والعلماء أهله وحراسه ومناصروه، والجهل ظلام وباطل وبهتان والجهلاء أهله وحراسه ومناصروه، الجهل داء والعلم دواء، الجهل سقام القلوب والنفوس والعقول والعلم شفاؤها، لذلك فإن الله عز وجل قد أعلى من شأن العلم والعلماء وجعلهم ورثة الأنبياء، وجعل فضل العالم على العابد كفضل النبي صلى الله عليه وسلم على أدنى المسلمين، وعلى مر التاريخ عانى علماء الأمة الربانيون من سفاهة الجهلاء وحماقة الأغبياء الكثير من الويلات والمحن، بل إن بعضهم قد راح ضحية الجهل والغباوة، ففقدت الأمة العديد من كبار الأئمة والعلماء بسبب ذلك، وعلى رأس هؤلاء العلماء الذين راحوا ضحية الجهل والجهلاء الإمام النسائي صاحب السنن رحمه الله. محنته: كان النسائي كما أسلفنا إمامًا من أكبر أئمة الحديث والفقه في عصره، وقد طاف معظم بلاد الإسلام طلبًا للحديث سماعًا ورواية، ثم استقر المقام به في مصر، وخلال طوافه وسياحه في أقاليم الدولة الإسلامية، لاحظ أن أهل الشام منحرفون عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبالطبع ليس كل أهل الشام بل بعضهم، وإن كان هذا البعض كثيرًا في نظر الإمام النسائي، مما دفعه لئن يصنف كتاب «الخصائص» في فضائل علي وأهل البيت، حتى يردهم إلى الصواب ويكشف عنهم عماية الجهل والتعصب، وقد نوى إن عاود الرحلة إلى الشام، ومتى دخلها أن يروي لهم كتاب الخصائص، وهذا الفعل من الإمام النسائي منقبة عظيمة وعلامة صادقة على ربانية هذا الإمام والعالم الكبير وإحساسه بأحوال المسلمين ومواضع الجهل والحاجة عندهم وتصديه لمواجهة هذا الداء العضال الذي يعصف بعقول المسلمين ألا وهو الجهل والتعصب. بدأت محنة النسائي عندما بلغ أعلى المكانات العلمية في عصره وصارت الرحلة إليه وعيَّنه أمير مصر قاضيًا على عموم البلاد، وخرج معه للجهاد والفداء، وعندها حسده الأقران، وظهر ذلك منهم في قسمات وجوههم وفلتات ألسنتهم، وهذا الحسد أزعج النسائي وضاقت به نفسه حتى عزم على الخروج من البلد كلها، قال الإمام الدارقطني: كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ، حسدوه، فخرج إلى الرملة بفلسطين وذلك في أواخر سنة 302هـ. خرج النسائي إلى الشام وفي نيته نشر العلم النافع، ورد ما غالى من أهلها على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فلما وصل إلى الرملة بفلسطين، عقد مجلسًا للتحديث بجامعها الكبير، وأخذ في رواية الأحاديث في فضل علي رضي الله عنه وآل البيت وفي باقي الصحابة، وكانت بلاد الشام معقل الأسرة الأموية وقاعدة ملك بني أمية ودمشق ظلت عاصمة الخلافة الأموية وعاصمة الدولة الإسلامية، طوال حكم الأمويين، فلما أخذ النسائي في رواية أحاديث فضل الصحابة، طلبوا منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية رضي الله عنه، فامتنع النسائي من ذلك؛ لأنه وبمنتهى البساطة لم يخرّج حديثًا في فضل معاوية، ومروياته كلها ليس فيها حديث واحد في ذلك، فألحوا عليه، فرفض بشدة وكان كما قلنا ضابطًا متقنًا شديد التحري لألفاظه ورواياته للأحاديث، فألحوا عليه أكثر وشتموه، فرد عليهم بكلام شديد أحفظهم، إذ قال لهم: أي شيء أخرج؟ حديث اللهم: لا تشبع بطنه، وهو حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وكذلك أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، ولكن ليس للنسائي سند في مروياته ليخرجه به ويحدثه للناس. ولما كانت بلاد الشام معقلاً تاريخيًا وتقليديًا لبني أمية، وأنصارهم به كثر، وكذلك المتعصبون لهم، فإن النسائي لما قال ما قال لمن شتمه ووبخه لأنه لم يرو لهم حديثًا في فضل معاوية رضي الله عنه، فظنوا أن الإمام النسائي من الشيعة الروافض، ولم يعرفوا قدر هذا الإمام ومكانته العلمية، فقاموا عليه بكل جهل وتعصب، وكأنه واحد من اللصوص أو المجرمين، وأخذوا يضربونه بكل عنف، وفي أماكن حساسة من جسده، وكان النسائي وقتها، قد جاوز الخامسة والثمانين من العمر، فلم يحتمل الشيخ الكبير هذا الضرب المبرح، فخر مغشيًا عليه، ثم أخرجوه من المسجد بلا رحمة ولا شفقة، فلما أفاق قال لمن معه: احملوني إلى مكة كي أموت بها، ولكن القدر كان أسرع من مراده وبغيته، فمات في 13 صفر سنة 303هـ، فرزقه الله عز وجل حياة هنية وميتة سوية، وختم حياته بصيانة علمه وأحاديثه، وعده كثير من أهل العلم من الشهداء، ونعم الشهيد هو الذي يموت على يد الجهال والدهماء والأغبياء الذين لا يعرفون الحق من الباطل والعالم من الظالم. http://www.islammemo.cc/2008/09/01/68874.html |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|