@= تأملات سريعة في قول الملك تعالى : (( وبشر الصابرين )) =@

New life · 09-11-2006, 04:15 PM

باسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : (( وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156)أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157) )) سورة البقرة

====================================

بداية أحب أن أوضح أمرا ... أي وقت تحس فيه بالتعاسة أو الهم والغم ... فافتح كتاب الله واقرأ ماتيسر من القرآن ورتل القرآن ترتيلا ...أو استمع لمن يقرأ من المقرئين الذين تحب أن تسمع تلاوتهم .. ولو أردت حلاجميلا .... استيقظ في الفجر ... وصل جماعة في بيت من بيوت الله ..ثم اجلس بضع دقائق لذكر الله ..وإن شاء الله الكثير يفعل ذلك.
وقتئذ ستعرف معنى (( الوناسة )) ولذة محبة الله ومحبة مايحب الله وحتى لو كان ثقيلا على النفس البشرية خصوصا في مثل أيامنا هذه وال(( تطور )) الزمني والتكنلوجي ... ؟!
والله أسأل أن يوفقني وإياكم لكل خير وأن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة (جماعة ) وممن هم على صلاتهم دائمون ويحافظون... وأسأله تعالى .. أن يعفو عنا ويغفر لنا ذنوبنا التي هي أمثال الجبال .. بل هي أعظم والله غفور رحيم
ثم إياني وإياك أن يخدعك ..... الشيطان .... وتذكر قوله تعالى (( لاتتبعوا خطوات الشيطان )) واعلم أنه لديه من الخطط والخدع الغريبه العجيبه لكي يجر أغلب الناس للهاوية ؟!
فبعض الناس يخدعهم الشيطان ... فعندما يشعرون بهم أو ضيق في الصدر وخصوصا في مثل هذه الأيام (( انهيارات )) قوية وخسائر ليست بهينة ونقص في الأموال ... يبدأ معهم الشيطان بمشروع كبير ... يبدأ من اشعال المزيد من السجائر .. أو سماع بعض المحرمات ... أو شرب بعض المشروبات ... أو إخراج ال(( مهزوم )) والمغلوب على أمره من بلده للسفر لمناطق فيها بعض المعاصي بحجة التنفيس ونسيان الهموم ... ووالله إنه لمن أعجب العجب أن ترى هؤلاء يقودهم إبليس بكل سهولة .... ويأمرهم ... وهم ينفذون بلا تردد .... ولاتفكير .. واعلم أن شياطين الإنس كثير ؟!! أيضا
ولعل ماأصابنا من أمور هو بسبب ذنوبنا وتقصيرنا .... وأعرف شخصا يخرج من حفرة ويسقط في أخرى أكبر منها ويخرج من خسارة ومصيبة ويواجه أكبر منها .. وليته يعود ويستيقظ ؟!! بل إنه يزيد معصية وإسرافا في أمره .. عسى الله أن يهدينا سواء السبيل .....

==================================================

نعود لقوله تعالى >>> (( وبشر الصابرين ))

مفهوم الصبر وحقيقته >>

الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس، يُمتنع به من فعل ما لا يُحسن ولا يَجْمُل. وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها. وقيل: ( هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية ). ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة بلاء بالصبر.

وسئل عنه الجنيد فقال: ( هو تجرع المرارة من غير تعبس ). وقال ذو النون: ( هو التباعد عن المخلفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة ).

والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام، فهو الذي يقودها في سيرها إلى الجنة أو النار، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب. وحُفظ عن بعض السلف قوله: ( اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء ) أي: كُفُوها عما تتطلع إليه من الشهوات. فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطاماً وزماماً فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه.

فحقيقة الصبر إذن أن يجعل العبد قوة إقدامه مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة إحجامة إمساكاً عما يضره.

الصبر فضيلة يتحلى بها المؤمن فيجتازبها الشدائد، ويثبت على طاعة الله عز وجل مهما تشتد الخطوب وتعظم البلايا فإن المؤمن يصبر ويحتسب طمعاً فى مرضاة الله سبحانه وتعالى وأملاً فى الفوز بثوابه، وما أعده للصابرين من ثواب وتكفير للمعاصي .
انظر إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول:«ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيئاته، وحُطَّتْ عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها»[رواه الشيخان].

حقيقة الصبر >>

أما حقيقته: فهى الثبابت وعدم الجزع عند الشدائد ... فكل شيء بقضاء وقدر .
بمعنى أنه يحتمل شيئا وهو له كاره، فتجتمع قوة الاحتمال مع الكراهية للشيء فى آن واحد مع الثبات على طاعة الله عز وجل وعدم الجزع والسخط طمعا فى الفوز بثواب الله سبحانه ورضوانه ومحبته وما أعد لأحبابه الصابرين.

وقد وضع الله تعالى مقادير للأعمال فالحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون}... (الأنعام: 160).

إلا أن الصبر لم تدركه وحدات القياس الثلاث الكيل والوزن والمساحة ، جميعها لم تدرك الصبر، فقال الحق سبحانه وتعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.

------------------------------------------------------------
والصبر في ذاته وعمقه أنواع منها :

- صبر البلاء: كما هو الحال فى أيوب عليه السلام {وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين}، فهذه صرخة الاستغاثة بقيوم السماوات والأرض الله لا إله إلا هو، وسجل القرآن الكريم سرعة الغوث من الله عز وجل وعنايته بالصابر وسبل العلاج {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وكريم}.. (ص: 42).
ومن الثابت أن أيوب بصبره وثباته مع قسوة البلاء أستحق ثناء ربه بقوله سبحانه: {إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب} (ص: 44).

- صبر الرجاء: كما هو الحال فى يعقوب عليه السلام: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل عسى الله أن يأتينى بهم جميعاً}.. (يوسف: 83).
وكان من ثمرته أن رد الله تعالى عليه أولاده وبصره وولاية يوسف عليه السلام ملك مصر.

صبر الثبات: كما هو الحال مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو صبر أولى العزم من الرسل {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}... (الأحقاف: 35) ، حيث ثبت على إيذاء قومه حتى أيده الله بنصره المبين وتم له الفتح وانتشار الدين.

>>> ماذا أفعل ولمن ألجأ عند المصيبه ؟

لا كاشف للضر، ولا دافع للهم إلا الله سبحانه وتعالى، فيجب أن نصدق مع الله وأن ننطرح بين يديه، ونسأله من قلوب مؤمنة، وأنفس موقنة

( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله.)) يونس:107، وقال تعالى: (( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده.)) [فاطر:2].

أمور تقدح وتؤثر في الصبر .. >>> منها :

((1)) - الشكوى إلى المخلوق، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمه ويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس بيده نفعه ولا ضره.
ولا ينافي الصبر أيضاً إخبار المخلوق بحاله؛ كإخبار المريض الطبيب بحاله، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به، إذا كان ذلك للإستعانة بإرشاده أو معاونته على زوال الضر.

((2)) ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبة والتحدث بها. وقد قيل: ( من البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة ). وقيل أيضاً: ( كتمان المصائب رأس الصبر ).

-----------------------------------------------

من كلام السلف الصالح في الصبر >>

كلا م السلف في الصبر

1 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ).

2 - وقال علي رضي الله عنه: ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ). ثم رفع صوته فقال: ( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) وقال أيضاً: ( والصبر مطية لا تكبو ).

3 - وقال الحسن: ( الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ).

4 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه ).

5 - وقال سليمان بن القاسم رحمه الله: ( كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر ).

6 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ).

================

تساؤل وتوضيح ....

قد يقول قائل ... ما علاقة الصبر بالهبوط وانهيار أسعار الأسهم ؟ وهي بفعل فاعل وقد ظلمنا وسلبت أموالنا ؟

فأقول الموضوع أولا من باب (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) وثانيا موضوع الصبر كبير وعظيم ومهم ومادام الإنسان يسير فوق البسيطة فهو معرض لقدر الله ومعلوم أن الإيمان بالقدر ركن .. ومن القدر الخير ومنه كذلك الشر .. ونحن نؤمن بالقدر خيره وشره ...
ثم هل نحن ظلمنا وسلبت أموالنا .. فأقول أخي الكريم ...لعلك قصرت في بعض الأمور ... فلعلك لم تتقن الصنعة .. ولم تتخذ الأسباب المأمور بفعلها من تعلم أصول التعامل في أسواق المال ..وتنظيم .. المحفظة .. والبعد عن المخاطرة .. ونحو ذلك ..
ثم اعلم أنه يجب عليك ..أن تتعلم كيف تقود السيارة بنفسك ولاتتعود على أن تركب مع من يقود فقد يكون متهورا وقد يوجد من الناس من نية غير طيبة ... وغير ذلك

@@@@@@@

هناك درة من درر الشيخ عايض القرني نفع الله به ... بعنوان (([blink] لاتحزن[/blink] )) لايفوتك .. اسمعه في السيارة .. وأنا متأكد أنك ستعيد سماعه أكثر من مرة ... فهو جدير بالسماع .. وربما ستبحث عنه في عدة تسجيلات لأنه مطلوب جدا .

والحديث طويل وذو شجون .. ولكن الله المستعان

وفي الختام أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات من يقرأها ومن جمعها وكتبها .. كما أسأله تعالى أن يجعله عملا خالصا لوجهه .. وأن يبارك فيه ...

وأستغفر الله لي ولكم ..أبونواف

إبراهيم أحمد · 09-11-2006, 04:24 PM

جزاك الله خير وأدخلك الجنة بغير حساب

مضارب نشيط · 09-11-2006, 04:28 PM

ماشاء الله عليك يابو نواف هذه هي الثقافة ولإ فلا اسأل الله ينفعك بما علمك ويعلمك ما ينفعك انه على كل شيء قدير
(( جزاك الله خيراً ))

المتحديه · 09-11-2006, 04:43 PM

جزاك الله خير وأدخلك الجنة بغير حساب

لورانس العرب · 09-11-2006, 08:38 PM

جزاك الله خير وادخلك الجنة بغير حساب

ابو الجوهره · 10-11-2006, 01:53 AM

جزاك الله خير وجعله في موازين اعمالك ......

حســــــــام · 10-11-2006, 03:13 AM

جزاك الله خيرا

ياحبي لك (حياة جديده) new life

كلامتك مهذبه اخلاقك عاليه مواضيعك مميزة كباقي الاعضاء الذي يتميزون بهذه الصفات الحميده

تراني متابعك انتبه على نفسك

"حروف تداول" · 10-11-2006, 05:59 AM

[all1=#330000][glow=#330000][grade="FFA500 FFFFFF FFA500 FFFFFF FFA500"]جـــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا جـــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا
جــــــــــزاك الله خيــــــــــرا جــــــــــزاك الله خيــــــــــرا
جـــــــــزاك الله خيـــــــــرا جـــــــــزاك الله خيـــــــــرا
جــــــــزاك الله خيــــــــرا جــــــــزاك الله خيــــــــرا
جـــــــزاك الله خيـــــــرا جـــــــزاك الله خيـــــــرا
جــــــزاك الله خيــــــرا جــــــزاك الله خيــــــرا
جـــــزاك الله خيـــــرا جـــــزاك الله خيـــــرا
جــــزاك الله خيــــرا جــــزاك الله خيــــرا
جـــزاك الله خيـــرا جـــزاك الله خيـــرا
جــزاك الله خيــرا جــزاك الله خيــرا
جـزاك الله خيـرا جـزاك الله خيـرا
"حــروف تـــداول "[/grade] [/glow][/all1]

اشراقة قلم · 10-11-2006, 11:12 AM

[7la1=#990099]

(اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء )

جزاك الله خيرا

[/7la1]

09-11-2006, 04:15 PM	#1
New life محلل فني تاريخ التسجيل: Apr 2004 المشاركات: 2,404	@= تأملات سريعة في قول الملك تعالى : (( وبشر الصابرين )) =@ باسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : (( وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156)أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157) )) سورة البقرة ==================================== بداية أحب أن أوضح أمرا ... أي وقت تحس فيه بالتعاسة أو الهم والغم ... فافتح كتاب الله واقرأ ماتيسر من القرآن ورتل القرآن ترتيلا ...أو استمع لمن يقرأ من المقرئين الذين تحب أن تسمع تلاوتهم .. ولو أردت حلاجميلا .... استيقظ في الفجر ... وصل جماعة في بيت من بيوت الله ..ثم اجلس بضع دقائق لذكر الله ..وإن شاء الله الكثير يفعل ذلك. وقتئذ ستعرف معنى (( الوناسة )) ولذة محبة الله ومحبة مايحب الله وحتى لو كان ثقيلا على النفس البشرية خصوصا في مثل أيامنا هذه وال(( تطور )) الزمني والتكنلوجي ... ؟! والله أسأل أن يوفقني وإياكم لكل خير وأن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة (جماعة ) وممن هم على صلاتهم دائمون ويحافظون... وأسأله تعالى .. أن يعفو عنا ويغفر لنا ذنوبنا التي هي أمثال الجبال .. بل هي أعظم والله غفور رحيم ثم إياني وإياك أن يخدعك ..... الشيطان .... وتذكر قوله تعالى (( لاتتبعوا خطوات الشيطان )) واعلم أنه لديه من الخطط والخدع الغريبه العجيبه لكي يجر أغلب الناس للهاوية ؟! فبعض الناس يخدعهم الشيطان ... فعندما يشعرون بهم أو ضيق في الصدر وخصوصا في مثل هذه الأيام (( انهيارات )) قوية وخسائر ليست بهينة ونقص في الأموال ... يبدأ معهم الشيطان بمشروع كبير ... يبدأ من اشعال المزيد من السجائر .. أو سماع بعض المحرمات ... أو شرب بعض المشروبات ... أو إخراج ال(( مهزوم )) والمغلوب على أمره من بلده للسفر لمناطق فيها بعض المعاصي بحجة التنفيس ونسيان الهموم ... ووالله إنه لمن أعجب العجب أن ترى هؤلاء يقودهم إبليس بكل سهولة .... ويأمرهم ... وهم ينفذون بلا تردد .... ولاتفكير .. واعلم أن شياطين الإنس كثير ؟!! أيضا ولعل ماأصابنا من أمور هو بسبب ذنوبنا وتقصيرنا .... وأعرف شخصا يخرج من حفرة ويسقط في أخرى أكبر منها ويخرج من خسارة ومصيبة ويواجه أكبر منها .. وليته يعود ويستيقظ ؟!! بل إنه يزيد معصية وإسرافا في أمره .. عسى الله أن يهدينا سواء السبيل ..... ================================================== نعود لقوله تعالى >>> (( وبشر الصابرين )) مفهوم الصبر وحقيقته >> الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس، يُمتنع به من فعل ما لا يُحسن ولا يَجْمُل. وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها. وقيل: ( هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية ). ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه، فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة بلاء بالصبر. وسئل عنه الجنيد فقال: ( هو تجرع المرارة من غير تعبس ). وقال ذو النون: ( هو التباعد عن المخلفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة ). والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام، فهو الذي يقودها في سيرها إلى الجنة أو النار، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب. وحُفظ عن بعض السلف قوله: ( اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء ) أي: كُفُوها عما تتطلع إليه من الشهوات. فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطاماً وزماماً فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه. فحقيقة الصبر إذن أن يجعل العبد قوة إقدامه مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة إحجامة إمساكاً عما يضره. الصبر فضيلة يتحلى بها المؤمن فيجتازبها الشدائد، ويثبت على طاعة الله عز وجل مهما تشتد الخطوب وتعظم البلايا فإن المؤمن يصبر ويحتسب طمعاً فى مرضاة الله سبحانه وتعالى وأملاً فى الفوز بثوابه، وما أعده للصابرين من ثواب وتكفير للمعاصي . انظر إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول:«ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيئاته، وحُطَّتْ عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها»[رواه الشيخان]. حقيقة الصبر >> أما حقيقته: فهى الثبابت وعدم الجزع عند الشدائد ... فكل شيء بقضاء وقدر . بمعنى أنه يحتمل شيئا وهو له كاره، فتجتمع قوة الاحتمال مع الكراهية للشيء فى آن واحد مع الثبات على طاعة الله عز وجل وعدم الجزع والسخط طمعا فى الفوز بثواب الله سبحانه ورضوانه ومحبته وما أعد لأحبابه الصابرين. وقد وضع الله تعالى مقادير للأعمال فالحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون}... (الأنعام: 160). إلا أن الصبر لم تدركه وحدات القياس الثلاث الكيل والوزن والمساحة ، جميعها لم تدرك الصبر، فقال الحق سبحانه وتعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}. ------------------------------------------------------------ والصبر في ذاته وعمقه أنواع منها : - صبر البلاء: كما هو الحال فى أيوب عليه السلام {وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين}، فهذه صرخة الاستغاثة بقيوم السماوات والأرض الله لا إله إلا هو، وسجل القرآن الكريم سرعة الغوث من الله عز وجل وعنايته بالصابر وسبل العلاج {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وكريم}.. (ص: 42). ومن الثابت أن أيوب بصبره وثباته مع قسوة البلاء أستحق ثناء ربه بقوله سبحانه: {إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب} (ص: 44). - صبر الرجاء: كما هو الحال فى يعقوب عليه السلام: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل عسى الله أن يأتينى بهم جميعاً}.. (يوسف: 83). وكان من ثمرته أن رد الله تعالى عليه أولاده وبصره وولاية يوسف عليه السلام ملك مصر. صبر الثبات: كما هو الحال مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو صبر أولى العزم من الرسل {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}... (الأحقاف: 35) ، حيث ثبت على إيذاء قومه حتى أيده الله بنصره المبين وتم له الفتح وانتشار الدين. >>> ماذا أفعل ولمن ألجأ عند المصيبه ؟ لا كاشف للضر، ولا دافع للهم إلا الله سبحانه وتعالى، فيجب أن نصدق مع الله وأن ننطرح بين يديه، ونسأله من قلوب مؤمنة، وأنفس موقنة( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله.)) يونس:107، وقال تعالى: (( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده.)) [فاطر:2]. أمور تقدح وتؤثر في الصبر .. >>> منها : ((1)) - الشكوى إلى المخلوق، فإذا شكا العبد ربه إلى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمه ويلطف به ويعافيه وبيده ضره ونفعه إلى من لا يرحمه وليس بيده نفعه ولا ضره. ولا ينافي الصبر أيضاً إخبار المخلوق بحاله؛ كإخبار المريض الطبيب بحاله، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به، إذا كان ذلك للإستعانة بإرشاده أو معاونته على زوال الضر. ((2)) ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبة والتحدث بها. وقد قيل: ( من البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة ). وقيل أيضاً: ( كتمان المصائب رأس الصبر ). ----------------------------------------------- من كلام السلف الصالح في الصبر >> كلا م السلف في الصبر 1 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ). 2 - وقال علي رضي الله عنه: ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ). ثم رفع صوته فقال: ( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) وقال أيضاً: ( والصبر مطية لا تكبو ). 3 - وقال الحسن: ( الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ). 4 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه ). 5 - وقال سليمان بن القاسم رحمه الله: ( كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر ). 6 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ). ================ تساؤل وتوضيح .... قد يقول قائل ... ما علاقة الصبر بالهبوط وانهيار أسعار الأسهم ؟ وهي بفعل فاعل وقد ظلمنا وسلبت أموالنا ؟ فأقول الموضوع أولا من باب (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) وثانيا موضوع الصبر كبير وعظيم ومهم ومادام الإنسان يسير فوق البسيطة فهو معرض لقدر الله ومعلوم أن الإيمان بالقدر ركن .. ومن القدر الخير ومنه كذلك الشر .. ونحن نؤمن بالقدر خيره وشره ... ثم هل نحن ظلمنا وسلبت أموالنا .. فأقول أخي الكريم ...لعلك قصرت في بعض الأمور ... فلعلك لم تتقن الصنعة .. ولم تتخذ الأسباب المأمور بفعلها من تعلم أصول التعامل في أسواق المال ..وتنظيم .. المحفظة .. والبعد عن المخاطرة .. ونحو ذلك .. ثم اعلم أنه يجب عليك ..أن تتعلم كيف تقود السيارة بنفسك ولاتتعود على أن تركب مع من يقود فقد يكون متهورا وقد يوجد من الناس من نية غير طيبة ... وغير ذلك @@@@@@@ هناك درة من درر الشيخ عايض القرني نفع الله به ... بعنوان (([blink] لاتحزن[/blink] )) لايفوتك .. اسمعه في السيارة .. وأنا متأكد أنك ستعيد سماعه أكثر من مرة ... فهو جدير بالسماع .. وربما ستبحث عنه في عدة تسجيلات لأنه مطلوب جدا . والحديث طويل وذو شجون .. ولكن الله المستعان وفي الختام أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات من يقرأها ومن جمعها وكتبها .. كما أسأله تعالى أن يجعله عملا خالصا لوجهه .. وأن يبارك فيه ... وأستغفر الله لي ولكم ..أبونواف

09-11-2006, 04:24 PM	#2
إبراهيم أحمد متداول نشيط تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 1,852	جزاك الله خير وأدخلك الجنة بغير حساب

09-11-2006, 04:28 PM	#3
مضارب نشيط متداول نشيط تاريخ التسجيل: Jun 2005 المشاركات: 297	ماشاء الله عليك يابو نواف هذه هي الثقافة ولإ فلا اسأل الله ينفعك بما علمك ويعلمك ما ينفعك انه على كل شيء قدير (( جزاك الله خيراً ))

09-11-2006, 04:43 PM	#4
المتحديه متداول جديد تاريخ التسجيل: Jul 2005 المشاركات: 74	جزاك الله خير وأدخلك الجنة بغير حساب

09-11-2006, 08:38 PM	#5
لورانس العرب متداول فعّال تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 222	جزاك الله خير وادخلك الجنة بغير حساب

10-11-2006, 01:53 AM	#6
ابو الجوهره متداول فعّال تاريخ التسجيل: Mar 2005 المشاركات: 158	جزاك الله خير وجعله في موازين اعمالك ......

10-11-2006, 03:13 AM	#7
حســــــــام متداول فعّال تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 130	جزاك الله خيرا ياحبي لك (حياة جديده) new life كلامتك مهذبه اخلاقك عاليه مواضيعك مميزة كباقي الاعضاء الذي يتميزون بهذه الصفات الحميده تراني متابعك انتبه على نفسك

10-11-2006, 05:59 AM	#8
"حروف تداول" متداول نشيط تاريخ التسجيل: Feb 2006 المشاركات: 3,734	[all1=#330000][glow=#330000][grade="FFA500 FFFFFF FFA500 FFFFFF FFA500"]جـــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا جـــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا جــــــــــزاك الله خيــــــــــرا جــــــــــزاك الله خيــــــــــرا جـــــــــزاك الله خيـــــــــرا جـــــــــزاك الله خيـــــــــرا جــــــــزاك الله خيــــــــرا جــــــــزاك الله خيــــــــرا جـــــــزاك الله خيـــــــرا جـــــــزاك الله خيـــــــرا جــــــزاك الله خيــــــرا جــــــزاك الله خيــــــرا جـــــزاك الله خيـــــرا جـــــزاك الله خيـــــرا جــــزاك الله خيــــرا جــــزاك الله خيــــرا جـــزاك الله خيـــرا جـــزاك الله خيـــرا جــزاك الله خيــرا جــزاك الله خيــرا جـزاك الله خيـرا جـزاك الله خيـرا "حــروف تـــداول "[/grade] [/glow][/all1]

10-11-2006, 11:12 AM	#9
اشراقة قلم اشراقة قلم تاريخ التسجيل: Feb 2006 المشاركات: 10,646	[7la1=#990099] (اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء ) جزاك الله خيرا [/7la1]