العثور على الطفل (عزام)
شهد متنزه القصيم الوطني شرق مدينة بريدة مساء أمس الأول ملحمة وطنية رائعة تجسد تلاحم وتفاعل أبناء هذا الوطن وذلك عندما فقدت إحدى الأسر التي كانت برحلة برية ابنها (عزام) البالغ من العمر ثلاث سنوات لمدة تزيد على أربع ساعات وسط الظلام الدامس حيث قامت والدته بإركابه بسيارة والده في الساعة الثامنة مساء بعد أن غط في نومه حفاظا عليه من البرد القارس، وعندما هموا بالركوب لم يجدوه في مكانه وتبين أنه استيقظ من النوم وترجل من سيارة والده التي كانت على مقربة من مكان جلوسهم وهام على وجهه، وبعد أن يأس أهله من العثور عليه قاموا بإبلاغ دوريات الأمن التي هرعت للموقع شرق بلدة الصويدة حيث حضرت بداية ثلاث فرق ونظرا لخطورة الموقع الذي اتجه نحوه الطفل واحتوائه على عدد من المنازل المهجورة وأحواش الإبل والأشجار تمت الاستعانة بكافة الأجهزة الأمنية حيث انتقلت مباشرة ست فرق من الدفاع المدني مدعومة بقاطرتين إنارة ضوئية بقيادة المقدم أحمد الرشودي وثلاث عشرة دورية من دوريات الأمن بقيادة النقيب فهد المديهش وخمس فرق من المرور بقيادة الملازم عماد التويجري وخمس فرق من التحريات والبحث الجنائي وخمس فرق من أمانة منطقة القصيم بقيادة المشرف على المتنزه الوطني بالأمانة عبد العزيز الهبدان وبوصولهم للموقع تهافت عليهم أعداد هائلة من الشباب الذين علموا بالخبر ويملكون السيارات ذات الدفع الرباعي لينضموا تحت مظلة فرق الأمن بتنفيذ خطة البحث التي انطلقت من مكان سيارة والد الطفل بعمل دائرة أخذت بالاتساع حيث تقدر سيارات المواطنين التي انضمت للفرق الأمنية بنحو مائة سيارة محولين الليل لنهار ساطع بصورة معبرة ومجسدة ومؤثرة يصعب وصفها حيث خرج الجميع فوق سياراتهم لتركيز الرؤية والبحث عن الطفل رغم برودة الجو بينما قام والد الطفل ببعث كافة أفراد عائلته لمنزلهم ببريدة وبعد ثلاث ساعات من البحث عثر على (قبعته) التي كان يلبسها على رأسه كانت تبعد أكثر من ستة كيلومترات من مكان انطلاقه حيث حضر والده وتعرف عليها وبعدها بعدة أمتار عثر على أثر استفراغ ما بداخل معدته ومنها كان التوجيه بأن تصطف جميع الفرق الأمنية والمواطنين ويسيروا باتجاه واحد وبعد ما يزيد على الكيلومترين شوهد الطفل متوقفا عند إحدى الأشجار ومذهولا من الأنوار وكثرتها ليحتضنه أحد المواطنين وتسلمته إحدى الفرق الأمنية ويتم التوجه به مباشرة وسط موكب من الفرح باستعمال المنبهات والأبواق من كافة المشاركين بالبحث في مشهد بديع ومؤثر. نحو سيارة الهلال الأحمر التي حضرت وتوقفت خارج الكثبان الرملية ليتم الكشف عليه والاطمئنان على صحته حيث كان بكامل عافيته وتسليمه لوالده الذي أجهش بالبكاء بينما تزاحم الجميع لمشاهدة الطفل والاطمئنان عليه فما كان من والده إلا أن صعد فوق إحدى السيارات ونادى بأعلى صوته شاكرا كل من ساهم في العثور على ابنه الذي بدأ يفقد الأمل في الوصول إليه
|