مخاوف الديون المتعثرة تضغط على القطاع المصرفي

[شرواك]

أسبوع متباين من أداء المؤشر ينتهي سلبيا
مخاوف الديون المتعثرة تضغط على القطاع المصرفي

عبدالله رشاد كاتب ـ جدة

أنهت سوق الأسهم السعودية تبادلاتها في آخر أيام تداولاتها للأسبوع المنصرم بانخفاض قدره 72 نقطة وسيولة تداول 7.5 مليار ريال. وشهدت التداولات مراحل متباينة بين صعود وهبوط وسط مؤثرات داخلية وخارجية كانت ما بين ضبابية تعثر مجموعتي القصيبي والسعد في قدرتهما على تغطية التسهيلات المقدرة بعشرة مليارات دولار موزعة على عدد من المصارف السعودية والخليجية واقتراب إعلان نتائج الربع الثاني من هذا العام.
ولذلك فإن المؤشر أصبح حاضرا للبقاء ضمن مستويات 5800 و6100 نقطة بدعم ملحوظ من ارتفاع أسعار النفط وانتعاش البورصات الأمريكية والاوروبية واليابانية في وقت تظهر فيه إشارات أولية مشجعة بإمكانية تحقيق نمو في الاقتصاديات العالمية لكنها قد لا تصل إلى مرحلة التعافي الكلي من آثار الأزمة الاقتصادية الحادة.
كذلك كان لتحرك مؤسسة النقد العربي السعودي لتخفيض الريبو أوائل الأسبوع أثر إيجابي في تخفيف الضغوط على قطاع المصارف لكن ذلك الأثر لم يستمر طويلا وعاد الضغط من جديد في ظل استمرار المخاوف من تأثيرات تعثر سداد المديونيات على نتائج البنوك التي يخشى أن يسجل البعض منها خسائر ربعية. ومن ما تقدم يتضح أن الضغوط التي تعرض لها مؤشر السوق لا تشكل مخاطر حقيقية من إمكانية حدوث تصحيح وشيك بالرغم من الآثار السلبية التي يعيشها القطاع المصرفي إلا أنها تظل محدودة في ظل توفر عوامل إيجابية أخرى تخفف من حدة تلك المخاوف ومن ضمنها ارتفاع أرباح عمولات التداول التي حققتها البنوك من خلال شركاتها المالية وسط سيطرة شبه كاملة وتفوقها الكامل على شركات الوساطة الأخرى. ولذا فإن هبوط المؤشر وصعوده ضمن مستويات محدودة تقع ما بين 5770 و6140 يأتي من سلوكيات واضحة تحدد حيادا في الرؤية وتعاطي منطقي يوازن مابين السلبيات المحتملة والإيجابيات التي تبدو معطياتها واضحة وحتى تظهر النتائج التي تحدد أيا من الاتجاهين سيظل التعاطي مع المؤشر متماثلا ولا يلغي أن تحدث به ارتفاعات لمقاومات جديدة قد تصل إلى 6160 ــ 6220 وبين نقاط دعم قد تصل إلى 5800.
ومن الناحية الفنية نلاحظ أن ترتيب المتوسطات أصبح في وضع أفضل خصوصا المتوسطات البسيطة حيث يلاحظ تأهب متوسط 100 يوم البسيط الواقع عند نقطة 5180 ومتوسط 200 يوم الذي يقع عند 5560 وهذا يشكل حافزا مهما لاستمرار حركة المؤشر الإيجابية للفترة المقبلة من هذا الشهر. كذلك أصبح متوسط 50 يوما البسيط الواقع عند 5990 عاملا مهما لتشكيل دعم إضافي، هذا إلى جانب أن المتوسطات القريبة كمتوسط سبعة أيام ومتوسط 15 يوما تبدو إيجابية إلى حد ما وتشكل عوامل دفاع جيدة.
ومن هذا الوضع يتضح أن الأسهم المتوسطة والخفيفة أخذت تتحرك براحة شبه تامة وسط اطمئنانها من استقرار المؤشر ضمن المستويات التي ذكرناها آنفا، وسيلاحظ أن هناك تبادل أدوار في حركة المؤشر بين الأسهم القيادية من جهة كالاتصالات السعودية وسابك من جهة أخرى وتبعية سهم الراجحي لأحدهما في حالات التحرك الإيجابي. وهذا الوضع قد يختفي وتظهر مرة أخرى قدرة سهم الراجحي على أخذه لمبادرة القيادة فيما لو ظهرت إشارات مبدئية تطمئن المستثمرين من عدم تأثره بمخاطر الديون المتعثرة مع العلم أن نتائج البنك التاريخية وحتى الربع السابق تظهر قدرة وكفاءة البنك العالية في تحقيقه لنمو مستمر في إيراداته.
ونستخلص من ذلك الوضع أن المؤشر كلما انحدر إلى نقاط دعم حتى لو كانت جديدة فسيكون ذلك حافزا للشراء من تلك المستويات، كذلك فإن أي نقاط مقاومة يبلغها المؤشر ستكون نقاط بيع وتصريف وربما يستمر هذا الوضع حتى يحدث التقاطع ما بين متوسطي 100 و200 يوم خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، عندها يمكن أن نشهد موجة صاعدة جديدة قد تستمر لمستويات 7080 نقطة.

[مرسول السلام]

بدأت تتكشّف فضائح البنوك

والتسهيلات التي قدّمتها لرموز متعثّرة في السداد