[جامع العصافير]

ثمة قبس من حكمة قديمة كان عظيم النفع بالنسبة لي ، ألا وهو القول القائل : ( هذا أيضا سيمضي ) لقد ساعدني هذا القول على التغلب على كثير من متاعبي ، وجعلني أتجاوز كثيرا من الأوقات الصعبة في حياتي التي تحتم علي مواجهتها ..

ومن الممكن أن يشعر الإنسان بالقهر واليأس في الأوقات العصيبة إذا لم ينظر إلى الأمور من منظور ( لكل شيء نهاية ) .. فكل ليلة يقضيها المرء في سهاد يشعر أنها ليلة سرمدية ، وقد يستحوذ عليه شعور بالخوف الجارف واليأس والعجز والقهر .. ولكن في نهاية الأمر ، تمر هذه المرحلة تماما كما هي سنة الحياة .. وبعدها تبدأ مواجهة مجموعة من تحديات جديدة ..

وينطبق هذا الأمر أيضا على جميع تحديات الحياة ، فعندما تمر بأزمة تشعر أنها لن تزول أبدا ..إلا أنك دائما ما تجد لها مخرجا
فلنفكر في هذا الأمر : كل شيء يأتي ويمضي ..المشكلات ، المتاعب ، المرض ، الخوف ، حتى الأوقات الحلوة تأتي وتمضي ..

وعندما نعود بذاكرتنا إلى الوراء يكون من اليسير علينا أن نرى أن جميع الأمور تجيء وتذهب على الدوام ، فالشتاء يحل ثم يتبعه الربيع ، ثم الصيف ثم الخريف .. والحزن يتبعه الفرح ، والذم يتبعه المدح والمشقة يتبعها الراحة .. إن المرء ليشعر بالحرية والسعادة الحقيقية عندما ينظر إلى طبيعة تلك الأمور ، ليس فقط عندما يسترجع الماضي ، بل وهو يمر بالصعاب ..

وبهذه الطريقة ستتمكن من وضع الأمور في نصابها الصحيح وأنت تقف في مأزق .. إنك بهذا تستطيع أن تتحلى بروح الدعابة وأنت في أحلك الساعات ..
وستقول في نفسك بثقة : هذا أيضا سيمضي .



|