أسعد الله جميع أوقاتكم يأهل المملكة وإنتوا يا أهل الرياض وسكانها بكل خير وسعادة من ظهرة لبن غرباً وشرقاً إلى ما يتعدى حدود حي السعادة
ومن حي العقيق شمالاً إلى ضاحية عريض جنوباً
...
حلمت واللهمّ إجعله خير حلم جميل ما كان ودّي أقوم منه
وأحببت أن أنقله لكم لعلّنا نستمتع بما فيه من بشائر خير أو نحتاط لشرّه ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
...
اللهم صلِّ عليك يا حبيب الله محمد
ما تقولون يأخواني وأخواتي الكرام إلا أنا أشوف الملك عبدالله بن عبدالعزيز أقام إحتفال كبير دعى لحضوره كلّ أهل الرياض بمناسبة شفاء حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز في ميدان القاهرة (على ما أظن هكذا إسمه) بتقاطع طريقي الملك فهد وطريق خريص، وكان المكان خالياً من السيارات والناس في إزدحام شديد محتفلين ومرتدين أبهى وأجمل ملابسهم وكانوا يتوافدون على المكان بشدّة حتى أنّي كنت أرى الناس تخرج بالعشرات من أسطح العمائر والبيوت الملاصقة لطريق الملك فهد والمجاورة لهذا الميدان
وكان الملك عبدالله رعاه الله يؤدي العرضة النجدية في منتصف الميدان وبجواره الأمير سطام والناس من حولهما بشكل دائري وتتسع الحلقة حولهما إلى أن غطّت كل مدينة الرياض وفاضت حتى أنني أخذت أفكر في كيفية خروج الملك والأمير سطام من هذه الحلقة وأنشغلت بالتفكير بذلك إلا أن الملك والأمير سطام كانا في غاية السعادة ولم يأبها لخوفي عليهما
وإلا فجأةً وأنتهت مراسيم العرضة وتوقف الملك عبدالله وأخذ الناس يخرجون ما في جيوبهم من أوراق وينتظرون بشوق إشارة الملك حفظه الله ليعرضونها عليه
لكنه توقف ورفع سيفه إلى أعلى وتحول السيف بقدرة قادر إلى عصاء جميلة لم أرى أحلى ولا أبهى منها في حياتي وظلّ يساورني شعور جميل بأنها عصاء كليم الله النبي موسى عليه السلام .. وفجأة أعطاها الملك عبدالله للأمير سطام وأخذها الأمير سطام وضرب بها الأرض بشدة حتى أن صوتها كان يجلجل في مسامعي والناس إنقسموا إلى إتجاهين ناحية الشرق وجهة الغرب ثم خرجت عين ماء من مكان الفلق بالأرض وجعلت تصب نهراً بإتجاه طريق الملك فهد شمالاً وجنوباً وأخذ الناس ينحسرون عن مجرى النهر حتى جائت سفينة عظيمة من إتجاه الدائري الشمالي ووقفت بالميدان ليستقلها الملك عبدالله والأمير سطام وبعض الناس الذين كانوا حولهما وأتجهت بهما جنوباً وكنت راكباً معهما في السفينة وأنا أنظر عبر نافذتين على يميني وعلى يساري فأرى على اليمين بمنطقة نمار جبلاً شامخاً رأسه يميل نحو الشمال وأرى على اليسار بمنطقة عريض رجلاً يلوّح بيديه وهو غارق في بركة سباحة ببستان جميل تحس فيه بسعادة وكنت اظنّه يلوح لنا بالسفينة كي ننقذه لكن بعدما تجاوزته السفينة رأيته لا يزال ملوحاً للجبل الشامخ الذي كان على يميني
وبعد وقت قصير جداً توقفت السفينة بمدينة بيشة ثم أعطونا أهلها تمر من نخلهم وأكلنا منه وواصلنا السير حتى وصلنا بوقت وجيز مدينة الباحة فنزل الملك عبدالله وشرب من ينبوع ماء يصب عبر شلال بقرية ذي عين فيها وأكل من البر والسمن ودعاء لشيخ فيها بالبركة ثم واصلنا السير حتى عسير ونيتنا حتى جيزان ولكني أفقت حينها ولم أستطع إكمال الحلم الجميل
على أنّي طوال الحلم كنت أرى الجو أصفى وأنقى ما يكون والسماء ذات غيوم والأرض مخضرّة وألوان خضرتها كثيفة حتى لا أكاد أرى نقطة تراب أو غبار
...
كرماً من يستطيع تفسير حلمي
وسلامتكم
مع خالص الودّ والمحبّة
أبوسعود سهـــم المنايــــــا