الفراغ السياسي حدثاً جديداً لم يألفه الصحابة "بعد وفاة الرسول"صلى الله عليه وسلم
مع السيرة ـ قراءة في التجربة السياسية الأولى للصحابة
كان الفراغ السياسي حدثاً جديداً لم يألفه الصحابة ، كاد أن يوقع بالمسلمين فتنة لولا أن الله وقى المسلمين شرها كما جاء عن عمر.
ـ وفاة النبي عليه السلام، وعدم استخلافه لأحد من آل بيته أو من بني عبد مناف سواء من (الهاشميين أو من الأمويين ) أو من عامة قريش أو من المهاجرين أو الأنصار، ترك فراغاً حاداً في السلطة.
ـ الفراغ السياسي الذي خلفه موت النبي عليه السلام كان مقصوداً، وكان أخطر وأعمق خطر يواجه المجتمع. وهو خطر يؤدي كما العادة إلى انقسامات حادة ، وتفتيت داخلي وحروب أهلية تتمكن فيه العصبية إلى أقصى درجة ممكنة.
ـ كان الفراغ السياسي أول امتحان يُبتلى به الصحابة بعد وفاة القائد المؤسس، وهو اختبار في قدراتهم الإيمانية على تجاوز أصعب اختبار سياسي يمكن أن تبتلى به أمة تشق طريقها للصعود.
ـ منح الغياب النبوي فرصة لامتحان التعاليم النبوية (الإيمانية والأخلاقية... ) في ظل الفروقات القبلية والاجتماعية.
ـ كانت المكونات القبلية قد توزعت بين الأنصار؛ ممثلة في حزبين رئيسين هما: الأوس الأقل شوكة، والخزرج الأكثر عدداً وقوة.
ـ وبنو عبد مناف ممثلاً في الحزب الأموي الأقوى في شرعية القوة، والحزب الهاشمي المكون من: (العلويين + العباسيين ) الأقوى في قوة الشرعية على حد تعبير بلقزيز.
ـ فقريش التي لها السيادة يمثلها أقوى حزبين في الأوساط العربية كافة.
ـ ثم مكون ثالث من المهاجرين، وهم من قبائل شتى .
ـ كانت أولى المبادرات لسداد الفراغ السياسي بدأت مع الحزب الأنصاري تحت السقيفة لاختيار مرشح أنصاري وسط زعامة قرشية ذات إرث تاريخي قديم على جميع العرب .
|