الركود وسوقنا حتى الفرج
أ.د.ياسين الجفري
حاليا ومع هدوء الساحة العالمية حول التغيرات والمشاكل المؤثرة وانتظار تطبيق الحلول والالتزام بها خلال الأشهر القادمة يترقب المتعاملون في السوق الاتجاهات المحلية للتعامل معها وتحديد وجهة السوق. وهناك عدد من الأحداث القادمة التي ينتظر السوق حدوثها والتي ربما يكون لها تأثير سلبي أو إيجابي حسب الحدث وتوقعات السوق. ولعل أهم حدث هو نتائج الشركات المالية والتي ستبدأ في الظهور بين ١ـ ٢١ تموز (يوليو) القادم وفي موقع تداول وعليها سيبنى الكثير في ظل أوضاع العالم. كما أن هناك أحداثا في ساحة الطرح والاكتتاب جديدة في التجربة وإن طرحت بأسس مختلفة ومتفاوتة عن وضعنا الحالي وأهمها التموين السعودية وزين. ويعتبر طرح زين الأهم هنا نظرا لطبيعة الطرح وتركيبته ونوعيته والجهات المسؤولة عنه وخاصة سعر الطرح الذي لم يعلن حتى الآن. ويعتبر سعر الطرح مهما جدا في تكوين نوعية التحدي ونجاح أو عدم التغطية للطرح وتأثير ذلك في المكتتبين وبالتالي على الشركة وتركيبة دائنيها.
الفترة القادمة تعتبر حرجة للمتعاملين في السوق السعودية للأسهم ولثقتهم بالسوق بل ويتعداه ليشمل الضغط الجهات الرسمية والمسؤولة عن السوق. فاستمرار تراجع السوق مع تحسن النتائج وهدوء الساحة العالمية سيضاعف من الضغط النفسي على المتعاملين وفي ثقتهم بعدالة تعامل السوق. وبالتالي سيؤدي إلى ضغوط سلبية على الجهات الرسمية فالمتعامل مواطن وله حقوق وحماة السوق لديهم مسؤولية تجاه صغار المتعاملين. والمتعامل رغبته في سوق شفافة تتفاعل مع النتائج وتسعر بصورة عادلة أصوله الرأسمالية وأن لا يخسر نتيجة لضغط أو انحراف من قبل الآخرين.
السوق السعودي ما زال وسيستمر جذابا في توفير الفرص وتحقيق الأهداف للمميزين للفرص والمترقبين ولكن بدون ضغوط أخرى مثل الاقتراض والبيع على الهامش والشراء على الهامش. لا شك أن الراغبين في تحقيق الربحية كثيرون ومن المهم النظر لها كاستثمار واستخدام أدوات الدين يرفع من المخاطر وهو ما لا يدركه البعض نتيجة نقص الخبرة ويضعون أنفسهم في مواقف سلبية مؤثرة ومخاطر لم يدركوا كيفية حسابها أو كيفية التعامل معها نتيجة لدخولهم من أبواب خلفية وليس بالطرق الصحيحة وأمام إغراءات بعض المؤسسات الراغبة في التكسب من جهل بعض المتعاملين. فآلية الاستثمار وربحيته تعتمد على الأدوات المستخدمة والتركيبة المستخدمة ولا يمكن أن نقارن استثمارا خاصا بأموالنا باستثمار ممول من بنك ولا يوجد ما يسمى أكلة مجانية هنا.
|