عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2012, 09:35 AM   #15
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

احلم .. ولكن كن متيقظا

سلوى العضيدان

كثير من الناس يحلمون بحياة جميلة مريحة يحققون فيها أهدافهم وطموحاتهم لكن الأغلبية العظمى منهم لا يحققون شيئاً مما حلموا به.. أتدرون لماذا؟

لأنهم طوال الوقت يتوسدون أحلامهم وينامون لذلك ستظل أحلامهم مجرد أحلام تصاحبهم ببلادة ورتابة إلى أن تتوسد وإياهم القبر. كثير من القدرات الخارقة والمواهب دفنت مع أصحابها دون أن يكتشفها أحد مع الأسف الشديد ولا حتى صاحبها نفسه، يقول رالف و.أمرسون (إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب)، وهذه حقيقة لا يدركها إلا من يملك الثقة بالله أولاً، ثم بنفسه وقدراته ثانياً، فأنت حين تحدد أهدافك وتثق بإمكاناتك وتكون أصمّ تماماً بالنسبة لتعليقات المثبطين فتأكد أنك ستصل إلى مبتغاك ـــ بإذن الله تعالى ـــ، لكن الأهم في رحلتك لتحقيق أهدافك أن تظل صامداً وموجهاً تركيزك نحو هدفك غير عابئ بالعراقيل التي يرميها أعداء النجاح والمحبطين في طريقك، بل اعتبرها دروساً مجانية تهبها لك الحياة لتستفيد منها، نعم أتفق معك - عزيزي القارئ - بأنها ستكون مريرة مؤلمة في بدايتها لكنها ستكون مبهجة حين تتذوق حلاوة نهايتها. يقول غاندي (في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر).

مشكلة البعض أن صدى الرياح يخيفه وقرع الطبول يجعله يرتجف لكأنما هي تقرع في "البطين الأيمن" لقلبه ومثل هذا لن يصل أبداً ولو كان العبقري الوحيد في العالم لأنه سيظل يسير خطوة ويعود إلى الوراء عشر خطوات فربما كانت أذناه بحجم أذني مخترع اللاسلكي ماركوني الذي قالت أمه رداً على تعليق ساخر على أذني طفلها الكبيرتين (إن أذني طفلي كبيرتان جداً ولعله يسمع بهما ما لا نسمعه)، وهذا ما حدث فقد كان ماركوني يستمع بأذنيه لذلك الصدى الإيجابي في داخله الذي يحثه على المضي قدماً نحو أهدافه فالتقطت أذناه الموجات الكهرومغناطيسية فاخترع اللاسلكي، لكن الذين لا يحققون أهدافهم رغم امتلاكهم القدرات في داخلهم يملكون آذاناً تلتقط الآراء الخارجية السلبية والمحطمة للعزائم والإرادة، وتهتز موجاتها حين يصلها خبر "هاشتاق يقيمونه لصاحبها"، وتظل تدور في كل اتجاه تبحث عن آراء الآخرين وتقييماتهم والتي غالباً لن تكون في مصلحته.. ومثل هؤلاء لن يصلوا أبداً فقوانين الحياة لا تنتظر أحداً ولا تقبل الدوران ولا الرجوع للخلف ولا التوقف.. تفقد أذنيك من الآن فربما كان لها دورٌ في عدم وصولك لما تريد!

إليك هذه المعادلة التي إن طبقتها بكل إصرار وقوة إرادة فستحقق كل ما تريد ـــ بإذن الله تعالى ـــ حسن الظن بالله + العمل بالأسباب + قوة يقين بتحقق ما تريد + الدعاء = تحقق الأهداف.

بعد تطبيقك هذه المعادلة فاعلم أنك لست بحاجة إلى تفقد أذنيك لأن البث فيهما سيلتقط ذبذباته من أعماقك الإيجابية، وسيكون هناك حظر "أوتوماتيكي" على كل الذبذبات السلبية وعلى كل المتصلين المحبطين..!

وكن متيقظا حين تحلم.
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس