اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Black Cat
السلام عليكم
تبي الجد
سلبي جدا ماعندنا شي نسترزق منه غير النفط
ويعتمد عليه الانفاق الحكومي

لكن اهم شي لايواصل نزوله
تحياتي
|
الخطر القادم: ارتفاع الدولار .. وانخفاض أسعار النفط
قبل 2008م
د. أنس بن فيصل الحجي
يعتقد الكثير من المهتمين بشؤون الطاقة والبيئة أن الخطر الذي يهدد النفط هو القوانين البيئية الصارمة في الدول الصناعية والناشئة والنمو الكبير في مصادر الطاقة المتجددة التي تجد الطريق ممهدا أمامها مع اقتراب أسعار النفط من 100 دولار للبرميل.
وهناك من يعتقد أن أسعار النفط ستستمر في الارتفاع وقد تصل إلى 200 دولار للبرميل إما لاقتناعهم بعدم تواؤم نمو الطاقة الإنتاجية مع الطلب العالمي على النفط، أو بسبب بلوغ إنتاج النفط العالمي ذروته. وستسهم هذه العوامل الاقتصادية في تحول الدول المستهلكة عن النفط لصالح مصادر الطاقة الأخرى.
ولدى كلا الفريقين عشرات الأمثلة والكثير من البيانات التي تؤيد وجهات نظرهم. إضافة إلى ذلك فإن العداء للنفط قد اشتد في السنوات الأخيرة، غالباً لأسباب سياسية بحتة.
لكن الواقع أن أكبر خطر يهدد النفط في الفترات المقبلة لا علاقةله بالسياسة أو البيئة، وإنما سبب اقتصادي بحت هو "ارتفاع الدولار" بشكل كبير! فارتفاع الدولار لن يخفض أسعار النفط فقط، بل سيسهم أيضاً في تطوير مصادر الطاقةالبديلة. وإذا كان الارتفاع كبيراً فإنه سيدمر قطاع السياحة الداخلية الذي تحاولدول الخليج كافة تنميته، كما أنه سيؤثر سلباً في صناعة البتروكيماويات في المنطقة،وبالتالي في سوق الأسهم. في هذه الحالة سيطالب البعض بـ "تخفيض" قيمة الريال مقارنةبالدولار، وسيطالب البعض بفك الارتباط بينهما حتى "تنخفض" قيمة الريال إلى مستواهاالحقيقي!
ارتفاع الدولار سيخفض أسعار النفط لأسباب عديدة منها أنه سيخفضتكاليف الإنتاج، مما يمكن الشركات من التنقيب عن النفط في أماكن منافسة لدول "أوبك"، خاصة في بريطانيا والنرويج وروسيا والبرازيل، كما أنه سيساعد بعض دول "أوبك" في المضي قدما بالمشاريع التي أجلتها بسبب ارتفاع التكاليف في السنواتالأخيرة.
في الوقت نفسه سيصبح النفط غاليا في أوروبا وآسيا، وسينخفض الطلبعليه. فكلما ارتفاع الدولار الذي يسعر به النفط، انخفضت عملات هذه الدول، الأمرالذي يرفع سعر النفط داخل هذه الدول.
وعلينا أن نتذكر أن ارتفاع الأسعار فيأوروبا وآسيا يختلف عن ارتفاعه في أمريكا، ليس بسبب اختلاف الحجم والدخل فقط، ولكنأيضاً بسبب اختلاف السلوك: فكما قام العمال والسائقون بإغلاق طرق لندن وباريسوبروكسل في عام 2000، فإنهم سيقومون بذلك مرة أخرى عندما يحسون بضغط ارتفاعالأسعار.
وعلينا أن نتذكر أن ما حصل في عام 2000 لم يكن نتيجة ارتفاع أسعارالنفط، وإنما نتيجة ارتفاع الدولار الذي جعل الوقود مكلفا جدا في هذه الدول. فأسعارالنفط مقيمة بالدولار في تلك الفترة لم تكن مرتفعة كثيرا مقارنة بتاريخ أسعارالنفط.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: إلى أي حد ستنخفض أسعارالنفط إذا ارتفاع الدولار؟ على الرغم من صعوبة الإجابة عن هذا السؤال إلا أن هناكحقيقة مهمة لها علاقة مباشرة بالجواب وهي أن مدى انخفاض أسعار النفط سيعتمد على مدىتأثر الاقتصادين الصيني والهندي بارتفاع الدولار، وعلى ما إذا ما قررت الصين تحريرعملتها بالكامل أم لا. فارتفاع الدولار مع استمرار ربط العملة الصينية بالدولار ضمنالنطاق الحالي سيؤثر سلبيا في صادرات الصين، وسيخفض النمو الاقتصادي فيها، الأمرالذي سيؤدي إلى تخفيض نمو الطلب على النفط. لذلك فإن ردة فعل الحكومة الصينية علىارتفاع الدولار ستكون أحد محددات أسعار النفط.
هل سيخفض ارتفاع الدولار التضخم في دول الخليج؟
المشكلةالحالية أن أغلب التضخم الحالي في دول الخليج لا يعود إلى أسعار الصرف، لذلك لنيؤدي ارتفاع الدولار إلى تخفيض سريع للتضخم. فارتفاع أسعار الأراضي والعقارات أمرداخلي، وارتفاع أسعار الخضار والفواكه يعود إلى عوامل سياسية وطبيعية في الدولالعربية المجاورة المنتجة لها. إضافة إلى ذلك فقد زادت الواردات من الصين فيالسنوات الأخيرة، كما زادت الواردات من الولايات المتحدة في الشهور الأخيرة علىحساب الواردات من الدول الأخرى التي ارتفعت عملاتها. كل هذه الأمور تدل على أن أغلبمصادر التضخم هي مصادر داخلية.
لكن ارتفاع الدولار قد يخفض التضخم علىالمديين المتوسط والبعيد بشكل غير مباشر لأنه سيخفض أسعار النفط وسيقلل من مستوىالسيولة في البلدان الخليجية. انخفاض السيولة سيعود إلى عوامل عدة غير انخفاض أسعارالنفط منها هجرة بعض الاستثمارات إلى خارج منطقة الخليج، وارتفاع نسبة ادخارالوافدين، وزيادة السياحة الخارجية للخليجيين على حساب السياحة الداخلية. لكن هذاالنوع من انخفاض التضخم قد يكون خطرا لأنه قد يصاحبه انخفاض معدلات النمو الاقتصاديوارتفاع معدلات البطالة.
إن أي ارتفاع كبير للدولار سيكون مضرا، مثلما يضرالانخفاض الكبير للدولار. من أهم نتائج ارتفاع الدولار انخفاض أسعار النفط وانخفاضالطلب على المنتجات البتروكيماوية، وانخفاض أسعار الأسهم القيادية، وانخفاض أنشطةالسياحة الداخلية في دول الخليج.
إن أكبر خطر يمكن أن يجلبه ارتفاع كبيرللدولار هو انخفاض الطلب العالمي على النفط وانخفاض النمو الاقتصادي في الدولالخليجية. هناك منطقة توازن يكون فيها سعر الدولار وسعر النفط مناسبين للاقتصاداتالخليجية ومستوى السيولة فيها وشركاتها وأسواق الأسهم فيها. معرفة هذه المنطقةنتركها للمختصين.
منقول