الموضوع
:
تعالو اعلمكم ذكاء الاستثمار معلومات اتحدى لو أحد يعرفها
عرض مشاركة واحدة
31-03-2011, 03:33 AM
#
37
الشريفxp
أبـوتركي - فريق المتابعة اليومية
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 1,660
الاستثمار أو المضاربة
ربما تقرأ هذه الكلمات بشيء من عدم الاقتناع، حيث أنك تفكر في صديقك أو ابن عمك الذي "دبّل" استثماره أو "ضربت معه" في أحد أسهم "الخشاش". لذا فأنت غير مقتنع بأن تضع مالك في وسائل الاستثمار طويلة المدى التي تنمو ببطء وانتظام والتي لن تعود عليك بأكثر من 10-20% في السنة عندما يكون بوسعك تكوين ثروة سريعاً من خلال المضاربة. فالعوائد التراكمية التي تحدّثنا عنها تستلزم أن تصبر أعواماً عديدة حتى تحقق الفائدة الفعلية منها وتحقق العوائد المرجوة، فماذا لو كنت تريد أن تحقق الثروة الآن؟
في الحقيقة أن هذه الرغبة من طبيعة البشر، ولكن عليك أن تتغلب عليها لتتمكن من النجاح على المدى الطويل. إذ أن استثمارك بشكل منتظم وبطريقة تحقق لك عوائد مجزية ومستقرة لن يترك نفس الأثر الرنّان على مسامع أصدقاؤك، حيث لن تستطيع إبهارهم بقصص استثمارك في أسهم شركة تضاعفت في أقل من شهر، ولكنك أيضاً ستوفر على نفسك مهانة أن تكون ضحية القصص الأخرى والأكثر شيوعاً عن كيف أنك فقدت كل مدّخراتك خلال فترة قليلة وانتهيت مديوناً وعلى حافة الإفلاس.
لعلي أستطيع أن أوضِّح الصورة أكثر بالرسمين البيانيين التاليين. فالرسم البياني الأول يوضّح على سبيل المثال حركة أحد أهم مؤشرات سوق الأسهم الأمريكي وهو مؤشر ستاندرد آند بورز لأكبر 500 شركة (S&P 500) أمريكية. والرسم البياني يمتد على مدى الـ58 سنة الماضية (أي من عام 1950م). وفيه نلاحظ بوضوح أن التيار العام للمؤشر (ولأسواق الأسهم بصفة عامة) باتجاه الصعود على المدى الطويل، ولو قسّمنا الرسم إلى فترات متساوية من خمس سنوات سنرى أنه من النادر وجود فترة خمس سنوات منخفضة عن سابقتها. هذا يعني أن الشخص الذي يستثمر لمدة خمس سنوات أو أكثر يندر أن ينتهي بأقل مِن ما بدأ به.
رسم 2-1: مؤشر ستنادرد آند بور لأسهم أكبر 500 شركة أمريكية منذ عام 1950م
بينما الرسم البياني الثاني فهو لنفس المؤشر المذكور (مؤشر ستاندرد آند بورز لأكبر 500 شركة)، ولكننا في هذه الحالة قمنا بتقصير المدة الزمنية للرسم من 58 سنة إلى الوراء لتصبح سنة واحدة إلى الوراء. بالطبع أن مقدار التذبذب أوضح وأكبر على هذا المستوى، كما أن التيار الصاعد الذي كان يظهر بوضوح وجمال في الرسم السابق أصبح مختفياً من هذا الرسم. وكذلك لو قسمنا هذا الرسم بدوره إلى فترات متساوية من شهرين (لو افترضنا أن المضارب يدخل ويخرج كل شهرين، برغم أن المضارب عادةً ما ينظر لفترات أقصر من ذلك بكثير)، فسنجد أن العديد من تلك الفترات تنخفض عن الفترات التي تسبقها (مما يعني احتمالية الخروج بخسارة). لذا فالمستثمر من هذا المنظور (أي المضارب على المدى القصير) يعرّض نفسه لتذبذب السوق دون أن يستفيد من تياره العام الصاعد على المدى الطويل.
رسم 2-2: مؤشر ستنادرد آند بور لأكبر 500 شركة أمريكية منذ سنة
بالطبع قد يكون ردّك "أكيد أن الحركة أقل إيجابية لأنه عندما قصّرت المدة الزمنية نظرت فقط لسنة سيئة (عام 2008م)، وبالطبع كان الحال سيختلف لو نظرت لسنة أكثر إيجابيةً. محاولة منّنا للإجابة على هذا التساؤل أورد أدناه أيضاً رسم بياني لفترة مماثلة في سنة 1999م التي تُعد أحد أفضل الأعوام في أداء الأسهم. ولكن حتى في هذه السنة نلاحظ وجود العديد من الفترات التي انخفض فيها سعر الأسهم عن الفترة التي قبلها.
رسم 2-3: مؤشر ستنادرد آند بور لأكبر 500 شركة أمريكية عام 1999م
ولنحاول إضفاء بعض الأرقام للمقارنة بين هاتين الحالتين، فإننا سنستعرض دراسة أجراها (نسيم نكولاس طالب) المفكر البارز في علم الفرضيات ومؤلف الكتابين المشهورين ((Fooled by Randmoness و (Black Swan). فلو فرضنا أن هدف المستثمر في الأسهم هو بطبيعة الحال أن يحقق عائداً يفوق عائد السندات، في هذه الحالة يكون احتمال تغلب أداء المستثمر في الأسهم على السندات عالياً نسبياً (93%) إذا نظرنا بمنظور سنة فأكثر، ولكنه يبدأ في الانخفاض كلما قصرت المدة الاستثمارية حتى تصل أعلى قليلاً من النصف (54%) إذا نظرنا بمنظور يوم واحد (كالكثير من المضاربين النشطين)، أي أن احتمال التغلب على أداء السندات في هذه الحالة مقارب لاحتمال رمي قرش القرعة. وهذا يعني أننا في هذه الحالة نبدأ الابتعاد عن مدار الاستثمار ونبدأ الدخول في مدار الحظ. ونتائج تلك الدراسة موضحة في الرسم البياني في الصفحة التالية.
رسم 2-4: احتمال تغلب المستثمر في الأسهم على عوائد السندات بالنظر إلى آفاق استثمارية مختلفة
والكل يعلم أن مجالات الحظ البحتة هي أقرب ما تكون للقمار، وبالرغم من أن القمار محرّم في ديننا الحنيف وممنوع في كل دول الخليج إلا أن المقامرين منتشرين بكثرة في أسواق الأسهم حيث يبرعون بخسارة أموالهم في مجالات شرعية بظاهرها لكنها لا تختلف كثيراً عن القمار. وبالطبع الكثير من المضاربين الذين يسعون للربح السريع قد يعترضون على هذا التشبيه حيث يقولون أن القمار أمر عشوائي وناتج عن الحظ، أما مضاربتهم فهي مسألة علمية مبنيّة على دراسات متعمقة تختلف باختلاف أصحابها (من رسوم بيانية أو تحليلات نفسية أو سواها، والتي سنتطرق لها في الفصل الرابع: تحليل الأسهم)، ولكن من المفارقات أني في حديثي مع الكثير ممن يلعبون القمار بل والمدمنين عليه، وجدتهم أيضاً مقتنعون بعدم عشوائية النتائج ويحاولون أن يبنوا قرارتهم أيضاً على ما يعتبرونه دراسات متعمقة (من عدّ للأوراق، أو الأساليب الإحصائية أو نفسية اللاعبين الآخرين). ولكن الحقيقة أن كلتي الحالتين لا تختلفان كثيراً. لذا فإننا نعتقد أن المستثمرين "يقامرون" في كل مرة يستثمرون فيها مالهم في شيء لا يفهمون فيه.
فعلى سبيل المثال، لنفترض أنك سمعت شريك خال ابن عم صهرك يتحدث عن شركة (الربح السريع) في أحد المناسبات قائلاً: "هذي الشركة بتقبع لفوق الأسبوع الجاي، والكلام مضمون". ولنفترض أيضاً أنك دخلت لموقع التداول الخاص بشركة الوساطة التي تتعامل معها صباح اليوم التالي ووضعت طلباً لشراء 100 سهم في شركة (الربح السريع). في هذه الحالة تكون قد قامرت بمالك. فهل تعلم ما هو مجال عمل شركة (الربح السريع)؟ وهل أنت ملمّ بمنافسيها (شركة حط فلوسك ونام)؟ وكيف كانت أرباحها العام الماضي؟ فهناك الكثير من الأسئلة التي لابد أن تسألها عن أي شركة قبل أن تلقى بمدخراتك فيها، مهما كانت التوصية بشأنها "مضمونة". فلا يوجد هناك شيء أسوأ من أن تخسر مالك بسبب أنك لم تأخذ الوقت الكافي لفهم ما كنت تستثمر فيه.
الموضوع هذا يستحق انه يكون موضوع منفصل حتى يعلم الجميع ان المده كلما طالت كلما زادت الارباح وكلما قلت زادت المخاطر
الشريفxp
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الشريفxp