تحليل زياد دباس المستشار المالي في بنك
ابو ظبي الوطني
من الرابح ومن الخاسر من صفقة “آبار” و”أرابتك” هذا السؤال يتكرر علينا يوميا اكثر من 100 مرة . وبرأينا أن الطرفين حققا مكاسب مختلفة من هذه الصفقة المهمة في ظل ظروف اقتصادية واستثمارية ومالية استثنائية فعندما اتخذ مجلس إدارة “أرابتك”، وهو المنتخب من قبل مساهمي الشركة ويملك حصة هامة من رأسمالها قراره بالموافقة، فإنه لابد أنه قد استند إلى العديد من الحقائق والايجابيات لهذه الصفقة، سواء على المدى القصير أو المدى الطويل، وكذلك الحال عندما اتخذ مجلس إدارة “آبار” هذا القرار فإنه ايضا استند إلى حقائق ومزايا تصب في مصلحة مساهمي الشركة وقانون الشركات والذي يتطلب موافقة الجمعيات العمومية للشركتين على هذه القرارات فإن جميع المعلومات المتعلقة بهذه الصفقات سوف يتم الإفصاح عنها عند انعقاد هذه الجمعيات لاخذ موافقة المساهمين .
ولجوء “آبار” وشركة “أرابتك” إلى السندات القابلة للتحويل إلى اسهم للاستحواذ على حصة هامة من رأسمال الشركة يعود إلى انها الطريقة الوحيدة التي يسمح فيها لغير مساهمي الشركة بتملك جزء هام من رأسمالها في ظل ظروف صعبة بالنسبة لشركة “أرابتك” للحصول على قروض من البنوك لتمويل مشاريعها المختلفة وسداد مستحقات الدائنين، كذلك صعوبة اللجوء إلى المساهمين لزيادة رأسمال الشركة من خلال اصدار خاص لهم بالسعر الذي تم الاتفاق عليه مع شركة “آبار” خاصة وان الشركة سبق وان ضاعفت رأسمالها من خلال توزيع اسهم مجانية على مساهميها .
واستحواذ شركة “آبار” على حصة الاسد من اسهم شركة “أرابتك” يعني ان شركة “أرابتك” سوف تدخل سوق ابوظبي العقاري من اوسع ابوابه في ظل السمعة الجيدة التي تتمتع بها الشركة والسجل النظيف والمميز لانجازاتها مع الاخذ بالاعتبار ان المعلومات التي توفرت في افصاح شركة “آبار” عن نتائجها المالية عن فترة التسعة شهور الاولى من 2009 اشارت إلى شرائها (21) قطعة ارض و(19) برجاً في جزيرة الريم في امارة ابوظبي وهذه العقارات سوف يتم تطويرها لكسب ايرادات الايجارات أو البيع عند انتهاء التطوير والذي لم يتم اخذ القرار به من قبل الإدارة وقيمة هذه الاستثمارات (71 .6) مليار درهم وباعتقادي ان شركة “أرابتك” سوف يكون لها دور واضح في هذا المشروع العقاري الضخم وبالمقابل فان ضخ سيولة ضخمة في حسابات شركة “أرابتك” قيمتها (42 .6) مليار درهم سوف يساهم في تحقيق جميع الاهداف التي تسعى اليها الشركة خاصة وانها تمتلك 5 شركات فرعية اضافة إلى نسبة مهمة من رؤوس اموال 8 شركات داخل الامارات وخارجها متخصصة في قطاع المقاولات والانشاءات والشركات ذات العلاقة .
كما ان هذا المبلغ والذي سوف يعزز الملاءة المالية للشركة وارتفاع قيمة حقوق مساهميها سوف يوفر لها ايضا تسهيلات ائتمانية اضافية خاصة من البنوك بعد ان تصبح شركة “آبار” مساهماً رئيسياً في رأس مال الشركة .
ولا شك ان سعر التحويل عند مستوى (3 .2) درهم هو اقل بالطبع من سعرها في السوق عند الاغلاق يوم الخميس الماضي والذي له مبررات منطقية فشراء كمية كبيرة من اسهم اية شركة في ظروف كساد الاسواق عادة ما يتضمن خصماً كبيراً لتحفيز المشتري على الشراء وتقبل تحمل مخاطر السوق ومخاطر الشركة ومخاطر القطاع الذي تعمل فيه الشركة والعكس صحيح فعند بيع كمية كبيرة من اسهم اية شركة اثناء رواج الاسواق وانتعاش الاقتصاد فان المشتري يدفع علاوة اضافية لتحفيز البائع على البيع مع الاخذ في الاعتبار ان سهم الشركة قد انخفض دون مستوى الدرهم الواحد قبل حوالي سنة نتيجة الظروف الاقتصادية والمالية والاستثمارية الاستثنائية . والاستغلال الامثل لموارد الشركة الاضافية بالاضافة إلى الدعم الكبير من الشريك الاستراتيجي يفترض ان ينعكس بصورة ايجابية على ربحية الشركة وبالتالي ارتفاع سعر أسهمها في السوق استنادا إلى نمو ارباحها وكذلك نمو توزيعاتها على المساهمين ولقد خسر سعر اسهم شركة “أرابتك” 9 .6% من قيمته يوم امس الاول وهو اول يوم عمل بعد افصاح الشركتين عن موضوع الصفقة وارتفع حجم التداول على اسهم الشركة إلى مستوى 342 مليون درهم وهو رقم قياسي ومؤشر على كثافة البائعين والمشترين على اسهم الشركة في ظل تباين وجهات النظر تجاه تأثير الصفقة على أداء الشركة وسعرها العادل مع ملاحظة انخفاض نسبة ملكية الأجانب من 6 .30% إلى 9 .28% نتيجة تفوق مبيعاتهم على مشترياتهم بالرغم من الإشارة إلى ايجابية الصفقة من كريدي سويس بنك . وبالمقابل ارتفع سعر اسهم شركة “آبار” بنسبة 5 .4% اما يوم امس فقد واصل سعر اسهم شركة “أرابتك” انخفاضه التدريجي حيث انخفض بنسبة 3 .3% وبالمقابل انخفض سعر اسهم شركة “آبار” بنسبة 5 .1% .
|