عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2009, 08:11 PM   #19
alkaan
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 10,651

 
افتراضي

إقراض حكومي لشركات خاسرة!


جريدة الرياض ـ راشد محمد الفوزان 07/12/2009

كنا خلال فترة سابقة ليست بالبعيدة، أي منذ سنوات لا تتجاوز الخمس، كان أي خبر يؤثر بحركة الأسهم خاصة لأسهم المضاربة ذات رؤوس الأموال الصغيرة والأسعار الرخيصة، ولعل الكثير "مثلا" يذكر كيف حصلت شركة "بيشة" التي أفلست رسميا وتنتظر الإغلاق والإقفال الرسمي لولا بعض الجهود من هنا وهناك، يتذكر شركة بيشة حين حصلت على وكالة أو "الحصرية" لفتح مطاعم "هرفي" بمنطقة بيشة وشكل هذا الخبر محاولة إنقاذ للسهم الذي بدأ ينهار ذلك الوقت، وكيف كان المضاربون الذين هم أبعد ما يكون عن السوق أو القراءة بتحليل مالي وفني وعلمي منطقي، فكانت حالات الاستنفار بالبحث عن أي أخبار لدعم أسهمهم، وحتى سهم "المواشي" أو "أنعام القابضة" كيف كان يروج السهم قبل عيد الأضحى المبارك وأن تأثير ذلك على القوائم المالية. الآن شركة الأسماك التي كل ما اقترب خسارة نصف رأس مالها لجأت إلى رفع رأس مالها لكي تبتعد عن شبح "بيشة" تقترض من صندوق التنمية الزراعي بضمان بعض العقارات ما يقارب 13 مليون ريال لكي تنفقها بمشاريع جديدة وبدون فوائد كما ينص الخبر.

هذا الخبر كان يمكن أن يؤدي برفع سعر السهم وقت "طفرة المضاربات" لأن يتضاعف السعر ولكن الآن بعد أن أصبح السوق هو المعلم لكل متداول وبصورة مكلفة ماليا لم يتأثر السهم، وهذا ليس الموضوع الأساسي لدي، ولكن السؤال الآن لماذا أموال الدولة تدعم شركة خاسرة منذ أن تأسست ورأس مالها يتآكل شهرا بعد شهر منذ 1401 ه وهو تاريخ تأسيس الشركة؟.

لماذا الدولة تقرض أموالها لشركات خاسرة وتتجه للإفلاس متى ما تركت لأدائها الفعلي بعيدا عن تدخل الدولة خاصة وهي الشركة التي لم تتحسن قوائمها المالية، وإن احتجنا تفصيلا دقيقا لقدمنا ذلك بتحليل خاص، ولكن القوائم الربعية لكل سنة توضح الكثير من التراجع والسوء في النتائج المالية، صندوق الاستثمارات العامة يمتلك 40% أي أن الصوت له وحده ولا يحتاج أن يعترض أي كائن آخر بل قد يدعم من ملاك هذا السهم، فلماذا صندوق الاستثمارات العامة والذي يمتلك مئات المليارات لم يقدم لشركة الأسماك هذا المبلغ الزهيد؟ من خلال الجميعة العمومية للشركة يستطيع أن يمارس صندوق الاستثمارات العامة تغيير المجلس وأن يأتي بمجلس آخر، فالمملكة نظريا تمتلك شواطئ تتجاوز مساحتها 3000 كيلو متر، وهناك شركات تمارس نفس النشاط وتحقق الربحية ولكن هؤلاء قطاع خاص ورجال أعمال وللصندوق أن ينظر لمشروع سليمان الراجحي في جنوب جدة " القنفذة " حول زراعة الأسماك كيف يدير هذا المشروع. الصندوق الزراعي يقرض شركة تخسر وتتآكل ويفوت هذا المبلغ على شركات قد تكون أفضل جدوى وقيمة وفائدة للأمن الغذائي، ملكية الدولة هنا يجب أن يعاد النظر بها بشركة الأسماك إما تغيير وهيكلة إدارية شاملة ومن متخصصين وتجار، أو أن يخرج صندوق الاستثمارات العامة الذي بملكيته منذ 29 سنة وهي خاسرة وقيمة السهم بسعر السوق لا تعني ربحا بقدر ما هي ممارسة مضاربين وحين نقيم السعر الحقيقي للسهم كم يستحق ماليا فنحن ندرك أنها أقل من ذلك بكثير. فما القيمة المضافة لهذه الشركة للدولة بملكيتها؟ ولماذا تستمر ثلاثة عقود بدون أي إيجابية في إدارتها؟ إذا سهم المضاربين لا أكثر.
alkaan غير متواجد حالياً