يسعد مساك اختي فدا ...
لا اخفي اعجابي بطرحك الراقي ..
لما كان الخلاف صبغة بشرية منذ الأزل جاء الحوار ليقرب النفوس ويهذبها، وذلك يتطلب قواعد إجرائية ترسم له الأطر التربوية التي من شأنها تحقيق المقاصد التربوية المرجوة منه بين كل من الوالدين وأبنائهما.
للحوار فوائد جمة على مختلف الأصعدة النفسية والتربوية والاجتماعية من شأنها جميعا ان تسهم بشكل مباشر مع غيرها من الأساليب التربوية في نمو شامل متزن لأبنائنا من خلال الوصول الى نتاج فكري يرضيهم ويصحح لهم بعض المفاهيم ويرشدهم للسبيل القويم ويعمل على تفريغ انفعالاتهم في المصب الصحيح.
وهو إضافة الى ذلك يعزز استراتيجيات بناء العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء ويؤكد الاحترام المتبادل ويبني ويقوي ثقة الأبناء بأنفسهم وينمي استقلاليتهم، أضف الى ذلك أنه يدرب على تقبل الخلاف ويبعد عن الخوف الاجتماعي ويعطي مناعة منه مستقبلا. إنه أنجع وسيلة تساعد أبناءنا على تصحيح أخطائهم بأنفسهم بالاقتناع نتيجة التعلم، ويولد فيهم الشجاعة والمنافسة ويخفض عندهم مؤشر القلق والصراعات النفسية.
الحوار يمنح الطالب القدرة على التأثير في الآخرين، ويساعده على تنمية معارفه. ولا شك في ان الحوار الذي يقوم على قواعد من أهمها قبول النقد واحترام الرأي والخبرة وتقدير الذات ويبتعد فيه المربي عن التسلط وإشعار أبنائه بالدونية يكون خير وسيلة علاجية بناءة تساعد على حل الكثير من المشكلات التي تعتري أبناءنا في مختلف أعمارهم.
وعليه فهذه مجموعة من القواعد الذهبية والقضايا الجوهرية ليكون حوارنا مفيدا بناء يؤتي ثماره ولو بعد حين:ــ تحديد الهدف من الحوار، والتهيئة النفسية والموضوعية لحسن العرض والتحلي بحسن الاستماع وضبط النفس وعدم التسرع وتحري العدل والأمانة والتمسك بالهدوء.ــ بدء الجلسة بالسلام الحار وتقديم التحايا الدافئة وتوفير جو من الود والحب والأمن، ومناداة الابن بأحب الأسماء إليه وتكرار اسمه أثناء الحوار.ــ اختيار الوقت والمكان المناسبين اللذين يوجد فيهما الهدوء والراحة، ومراعاة حالة الابن وحاجاته النفسية والجسمية.ــ التفاعل مع ما يقوله الابن وعدم مقاطعته وإصدار الأحكام، وإعطاؤه مساحة واسعة لينفس فيها عن مشاعره ويبدي فيها وجهة نظره.
كما لابد من التفاعل الجسمي معه والتناغم مع حركاته وإيماءاته.ــ تبسيط الفكرة التي تود طرحها ومراعاة التدرج في عرضها، مع تأكيد فهم خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها الابن.ــ تجنب عرض الألفاظ والعبارات ومنها: لا ــ أنت مخطئ ــ سأثبت لك انك لا تفهم ــ وغيرها من الكلمات التي تؤذي مشاعره وتغلق قلبه وعقله عن السماع والوعي والتطبيق بل بالعكس تولد حالة من التشنج والعناد بين الطرفين.ـ
على المربي ان يكون قدوة صالحة في تطبيق أصول الحوار وان يتخذ الأساليب المعينة عليه في تعديل سلوك أبنائه، وان يبتعد عن التناقض الانفعالي وينتهج النهج العلمي.
|