10-10-2009, 04:45 AM
|
#31
|
فريق استراحة تداول
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 2,232
|
بسم الله الرحمن الرحيم !اسعد الله اوقاتكم جميعا
أحسنوا أسماءكم،وأسماء أولادكم .
كان صلى اللَّه عليه وسلم يستحِبُّ الاسم الحسَن،
وأمر إذا أَبْرَدُوا إليهِ بَرِيداً أن يَكُونَ حَسَنَ الاسْمِ حَسَنَ الوَجْهِ.
وندب جماعة إلى حلب شاة، فقام رجلٌ يحلُبها، فقال: ما اسْمُكَ؟ قال: مُرَّة، فقال: اجْلِسْ فَقَامَ آخَرُ فقال: ما اسْمُكَ؟ قال: أظنه حَرْب، فقال: اجْلِسْ، فَقَامَ آخرُ فقال: ما اسْمُكَ؟ فقال: يَعِيشُ، فَقَال:احلُبها.
وكان يكره الأمكِنةَ المنكرةَ الأسماء، ويكره العُبُورَ فيها، كمَا مَرَّ فى بعضِ غزواته بين جبلين، فسأل عن اسميهما فقالوا: فاضِحٌ ومُخزٍ، فعدلَ عنهما، ولَم يَجُزْ بينهما. (زاد المعاد - ابن القيم)
لكل إنسان من اسمه نصيب.
لعَمْرُك ما الأسماءُ إلاَّ علامةٌ منارٌ*** ومِنْ خيرِ المنار ارتفاعُها.
لذلك كان رسول الله صلوات الله عليه يختار لأصحابه الأسماء الجميلة؛ لما ولدت فاطمة رضوان الله عنها قال علي: سميته حربا يا رسول الله. فقال الرسول بل هو الحسن
وجاءه رجل اسمه صعب فسماه رسول الله سهل
وآخر اسمه عاصي فسماه عبد الله .
و جاءته امرأة اسمها جُثامة فسماها حسانة
و لما قدم المدينة كان اسمها يثرب فسماها طيبة فطيّب الله ماءها وهواءها وزادها برسول الله طيبا.
اسم على مسمى
من الناس من يحكم على الشخص من خلال اسمه فيقولون: اسم على مسمى.
قال القرطبي رحمه الله: الاسم الذي يحمل بعض المعاني الجميلة يوقظ في وُجدان صاحبه المعاني السامية والمشاعر النبيلة ويشعره بالعزة واحترام الذات
وصاحب الاسم القبيح ينطوي على نفسه ويعتزل الآخرين خوفا من سخرية الناس من اسمه.
قال ابن القيم رحمه الله:" الأسماء قوالب للمعاني و في الغالب يكون بين الاسم والمسمى تناسب وارتباط و كان إياس بن معاوية يرى الرجل فيسمع كلامه فيقول :"ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت فلا يكاد يخطىء.!!!
* سأل عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه رجلاً عن اسمه، فقال: جَمْرَةُ، فقال: واسمُ أبيك؟ قال: شِهَابٌ، قال: مِمَّن؟ قال: مِنَ الحُرَقَةِ، قال: فمنزلُك؟ قال: بِحرَّة النَّار، قال: فأينَ مسكنُكَ؟ قال: بِذَاتِ لَظَى. قال: اذهَبْ فقد احترق مسكنك، فذهب فوجد الأمرَ كذلك!
قال ابن القيم: إن عمر عبَرَ من خلال ألفاظ الرجل إلى روح معاني كلماته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية يوم جاءه سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم :إنه سهيل والأمر سيصير إلى سهولة فكان الصلح. !!!
* وقف أعرابى على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم :اسمى وثيق وقال الآخر : منيع وقال الآخر:اسمى ثابت وقال الآخر: اسمى شديد.
فقال الأعرابى :ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم. الأذكياء ابن الجوزى99
* قال الفرزدق : سأل رجلٌ رجلاً: ما اسمك ؟ فقال: بحر، قال: أبو مَنْ ؟ قال: أبو الفَيْض، قال: ابنُ مَنْ ؟ قال: ابن الفُرات، قال: ما ينبغي لصديقك أن يلقاك إلاّ في زورق.
الاسم الحسن من حق الولد على أبيه
أمرنا الشرع الحكيم بحسن انتقاء أسماء وكنى الأولاد لأن الأسماء قوالب للمعاني
أكنيه حتى أناديه لأكرمه ***ولا ألقبه والسوءة اللقب.
فللأسماء تأثير في المسمى سلبا وإيجابا، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء القبيحة والمنهي عن التسمي بها؛ فغير اسم برة إلى زينب
وقال: "لا تزكوا أنفسكم والله أعلم بالبر منكم" وغير اسم حزن إلى سهل، وغير اسم عاصية إلى جميلة… وغيرها كثير.
وتغيير النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأسماء بأفضل منها يدل على أن هناك ارتباطا وتلازما بين الاسم والمسمى.
* كان طلحة بن عبيد الله يسمِّي أولاده بأسماء الأنبياء،والزبير بن العوّام يسمِّي أولاده بأسماء الشهداء،
فقال طلحة للزبير: ألا أعجب مما تصنع! أسمِّي ولدي بأسماء الأنبياء وتسمِّيهم بأسماء الشهداء ؟ فقال الزبير: أمّا أنا فإنِّي أرجو أن يكونوا من الشهداء، ولا ترجو لولدك أن يكونوا من الأنبياء .
قال ابن قيم الجوزية:
( لما كانت الأسماء قوالب للمعاني، دالة عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذلك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثُّر عن أسمائها في الحسن والقبح، والخفة والثقل، واللطافة والكثافة)
كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
* جاء رجل إلى عمر بن الخطاب"رض" يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر الخليفة الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه ؟ فقال: بلى؛ أن ينتقي أمه، ويحسن اختيار اسمه، ويعلّمه الكتاب، فقال الولد: إنَّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فأُمي زنجية كانت لمجوسي، وقد سمَّاني جُعلاً"خنفساء"، ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً،
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك.
فإن لم يكن حسن فعال فليكن *** قوة اسم وكنية ولقب وحسن فال .
وعادت النصل أن يزهى بجوهره *** وليس يعمل إلا في يدي بطل.
الأسماء بالمجان ولكن ضاقت الأفهام وفسدت الأذواق
واحد اتصل على الخطوط ليحجز؛ قال: عندي امرأة، قال: ما اسمها؟ قال: لحظة، فانتظر موظف الخطوط،
ثم قال: ما اسمها يا أخي، قال: لحظة، فانتظر مرة أخرى، ثم قال الموظف: عندنا ناس،
قال: يا أخي اسمها: لحظة.
وآخر يقول: ما اسم الراكبة؟ قال: فضيحة، قال: يا أخي! تكلم، لا حرج، قال: اسمها فضيحة،
قال: نحن إخوان.. ثم تبين أن اسم البنت فضيحة!
وآخر من كرهه للبنات توعد زوجته لما جاءت بالبنت السادسة سماها مغضوبة. وآخر يسمي فوطة ومسفوطة،
وآخر من كرهه لزوجته لما جاءه ذكر وأنثى سمى البنت جهنم والابن عزرائيل.
الأحمق يعرف من لقبه وكنيته
روي عن معاوية رضى الله عنه أنه قال لأصحابه: بأي شيء تعرفون الأحمق من غير مجاورة؟ قال بعضهم: من قبل مشيته ونظره وتردده، وقال بعضهم: لا بل يعرف حمق الرجل من كنيته ونقش خاتمه، فبينما هو يخوضون في حديث الحمقى إذ صاح رجل لرجل: يا أبا الياقوت؛ فدعا به معاوية، فإذا رجل عليه بزة، فحاوره ساعة ثم قال: ما الذي على فص خاتمك؟ فقال: "ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين"، فقالوا يا أمير المؤمنين: الأمر كما قلت.
*وقال الأصمعي: رأيت بالبصره شيخا له منظر حسن وعليه ثياب فاخرة وحوله حاشية , وعنده دخل وخرج , فأردت أن أختبر عقله فسلمت عليه وقلت : ما كنية سيدنا ؟
فقال : أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين "
وقال الأصمعي : فضحكت منه وعلمت قله عقه وكثره جهله , ولم يدفع ذلك عنه غزارة خرجه ودخله.
ليس لك من اسمك نصيب
قد لا يكون لصاحب الاسم من اسمه أي نصيب ،لاسيما الملوك
مما يزهدني في أرض أندلس*** ألقاب معتصم فيها ومعتضد.
ألقاب مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
رب اسم جميل وصاحبه قبيح
اسمها ريم أو غادة ومالها في الجمال نصيب
و رب اسم ظاهره قبيح لكن صاحبه طيب وجميل مثل عجيل وكُليب و ضاري
و تجد من اسمه كريم وهو بخيل و ماجد وهو سافل و ما هر و ما هو بماهر
سَمَّوْكَ مِنْ جَهْلِهِم سَدِيــداً *** واللَّه ِ مَا فِيكَ مِن ْ سَـدَادِ .
أنتَ الَّـذِى كَــوْنُه فَسَاداً *** فِى عَالَمِ الكَوْنِ والفَسَـادِ .
وقال آخر
وسَمَّيْـتـُه صَالِحَاً فاغْتَـدَى*** بِضِدِّ اسْمِهِ فى الوَرَى سَائِراً .
وَظَــنَّ بأنَّ اسْمَهُ سَاتِــرٌ*** لأوْصَافِهِ فَغَـدَا شَــاهِراً.
هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى الأسماء والكُنى
ثبت عنه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: إنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَلِكَ إلاَّ اللَّهُ
وثبت عنه أنه قال: أحَبُّ الأسْمَاءِ إلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وهَمَّامٌ، وأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةٌ.
وثبت عنه أنه قال: لا تُسَمِينَّ غُلامَكَ يَسَاراً وَلاَ رَبَاحاً وَلاَ نَجِيحاً وَلاَ أَفْلَحَ، فَإنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّتَ هُوَ؟ فَلاَ يَكُونُ، فَيُقَالُ: لا.
وثبت عنه أنه غيَّر اسم عاصية، وقال: أنتِ جَميلَةٌ.
وكان اسم جُوَيْريَةَ: بَرَّةً، فغيَّره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم باسم جُوَيْرِيَة
وقالت زينبُ بنتُ أمِّ سلمة: نهى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يُسَمَّى بِهذا الاسمِ، فَقَالَ: لاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُم، اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ البِّر مِنْكُم.
وغيَّر اسم أَصْرَم بزُرعةَ، وغيَّرَ اسمَ أبى الحَكَم بأبى شُرَيْحٍ.
وغيَّرَ اسم حَزْن جدِّ سعيد بن المسيب وجعله سَهلاً فأبَى، وقال السَّهْلُ يُوطَأ وَيُمْتَهَنُ
قال أبو داود: وغيَّرَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم اسمَ العَاصِ، وعَزِيز، وعَتْلَةَ، وشَيطَان والحَكَم، وغُراب، وحُباب، وشِهاب، فسماه هِشاماً، وسمِّى حرباً سِلْماً، وسمَّى المضطجعَ المنبعِثَ، وأرضاً عَفْرَةً سمَّاها خَضِرَةً، وشِعْبُ الضَّلالَةِ سماه شِعْبَ الهُدى، وبنو الزِّنية سماهم بنى الرِّشدة، وسمَّى بنى مُغوِيَةَ بنى رِشْدَة.
أحسنوا أسماءكم،وأسماء أولادكم.
مَضى الشَّخصُ ثُمَّ الذِّكرُ فانقرَضا معاً ***وما ماتَ كُلَّ المَوتِ مَن عاشَ مِنه اسمُ
دمتم برعايةالرحمن .
|
|
|