كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 4,519
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضارب ميت قلب
أهلا بك أخي الحبيب متوازن..
شرفت الموضوع.. وازداد جمالاً بما سطرت من كلمات..
وفعلا السمنة مشكلة ..
ولعلي أضيف بإذن الله بعض الآثار والأحاديث عن هذا الموضوع لإثراءه..
شاكراً لك مرورك يا غالي..
|
وعلى المرء أن يتجنب الشبع المفرط لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه, حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه, فإن لم يفعل فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنفسه"..
وهذا الحديث أصلٌ جامع لأصول الطب كلها.
وقد روي أن ابن ماسوية الطبيب لما قرأ هذا الحديث قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام ولتعطلت المارشايات(المستشفيات) ودكاكين الصيادلة, وإنما قال هذا لأن اصل كل داء التخمة.
وتأمل في نهاية كثرة الأكل وما يجر إليه في الآخرة؛ فعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: : "أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً في الآخرة"( رواه أبو نعيم في الحلية وحسنه الألباني).
وعن أُبي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مطعم ابن آدم قد ضرب مثلاً للدنيا وإن قزحه وملحه فانظر إلى ما يصير"( رواه ابن حبان والطبراني وحسنه الألباني).
وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يذكر طرفاً من حال الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام سخن فأكل, فلما فرغ قال: "الحمد لله, ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا"(رواه ابن ماجه ).
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم, ثم قوم يشهدون ولا يستشهدون, وينذرون ولا يوفون, ويظهر فيهم السمن".
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً سميناً, فجعل يومئ بيده إلى بطنه ويقول: "لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك".
وهذا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من شهوة الفرج والبطن, فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشهوات التي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى".
وعن فاطمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شرار أمتي الذين غُذُّوا بالنعم؛ يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام"( رواه البزار).
وعن ابن عمر قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كف عنا جشأك, فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة"( رواه ابن ماجه).
وقد سُئل الإمام أحمد عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس".. فقال: ثلث الطعام هو القوت, وثلث الشراب هو القوى, وثلث النفس هو الروح(جامع العلوم والحكم, ص 428 ).
قال المروذي: كان أبو عبدالله (أحمد بن حنبل) إذا ذكر الموت خنقته العبرة, وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب, وإذا ذُكِر الموت أهان عليَّ كل الدنيا, إنما هو طعامٌ دون طعام, ولباسٌ دون لباس, وإنها أيامٌ قلائل, ما أعدل بالفقر شيئاً(السير 11/216 ).
وعن عبدالله بن عدي وكان مولى لابن عمر, أنه قدم من العراق فجاءه فسلم عليه فقال: أهديت لك هدية, قال: وما هي؟ قال: جوارش, قال: وما جوارش؟ قال: يهضم الطعام, قال: ما ملأت بطني منذ أربعين سنة, فما أصنع به(صفة الصفوة 1/574 ).
وسُئل سهل التستري: الرجل يأكل في اليوم أكلة, قال: أكل الصديقين, قيل له: فأكلتان, قال: أكل المؤمنين, قيل له: فثلاث أكلات, فقال: قل لأهله يبنوا له معلفاً( الفوائد, ص 232).
وحالهم في المأكل والمشرب حال المُسارع إلى الخيرات متقلب بين حمدٍ وشكرٍ وإكرام ضيف.
قال أبو حمزة السكري: ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف(تذكرة الحافظ 1/230 ).
وذكر أن خالد بن معدان كان يقول: أكلٌ وحمد خير من أكل وصمت(تذكرة الحفاظ ).
وكان نوح عليه السلام إذا أكل قال: الحمد لله, وإذا شرب قال: الحمد لله, وإذا لبس قال: الحمد لله, وإذا ركب قال: الحمد لله, فسماه الله عبداً شكوراً(الزهد للإمام أحمد, ص87)
هذا أبو الحسين النوري مكث عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفين, ويخرج ليمضي إلى السوق فيتصدق بالرغيفين, ويدخل المسجد فلا يزال يركع حتى يجيء وقت سوقه, فإذا جاء الوقت مضى إلى السوق فيُظنُّ أنه قد تغدى في بيته ومن هم في بيته عندهم أنه قد أخذ منه غداءه؛ وهو صائم!!
وهذا الإنفاق وسيلة إلى التقرب إلى الله عز وجل بدفعه والتصدق به على المحتاجين ومساعدة المعسرين!!
قال عبيد بن عمير: يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا قط, وأعطش ما كانوا قط, فمن أطعم لله أطعمه الله, ومن سقى لله سقاه الله, ومن كسا لله كساه الله.
هذا ما تيسّر إيراده.. وأسأل الله النفع لي ولكم إخوتي الكرام..
ولكم فائق التقدير والإجلال..
التعديل الأخير تم بواسطة مضارب ميت قلب ; 29-08-2009 الساعة 04:47 AM
|