[د. أحمد الخضير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت_الجزيرة

فكرة علاقة فصائل الدم بالغذاء المناسب والحمية هي فكرة جذبت الكثير ولعل السبب هو بساطتها وتقبلهم لهذه العلاقة التي قد تبدو منطقية لغير المختصين. خرج بهذه النظرية أمريكي يدعى الدكتور دي اداموا في كتاب تصدر قائمة أفضل الكتب مبيعا وترجم لأكثر من خمسين لغة وحقق نجاحا كبيرا. بل أن مبيعات هذا الكتاب أضافت الكثير لحساب الدكتور دي اداموا البنكي لكنها حولت رصيده العلمي إلى صفر في نظر الكثير من المختصين. ولكنه لايزال يحارب من أجل نظريته التي تحولت إلى ماركة تجارية مسجلة
واستمر في تأليف ونشر عدد من الكتب التي تدور كلها تقريبا حول ذات الموضوع


تعتمد هذه النظرية على ركيزتين:


الأولى أن فصائل الدم تطورت مع الإنسان منذ وجوده. فهو يدعي أن الأنسان البدائي كان يحمل فصيلة الدم O و بمرور السنين تطورت هذه الفصيلة إلى فصيلة الدم A و B. وبالتالي يجب أن ننظر لنوع الغذاء الذي كان يتناوله الإنسان في مراحل تطوره كي نعلم ماهو أفضل غذاء مناسب له!! فمثلا بما أن "الإنسان البدائي" كان يحصل على غذائه عن طريق الصيد فلذلك أفضل غذاء مناسب للأشخاص الذين فصيلة دمهم O هو الغذاء الغني باللحوم


الثانية أنه هناك مركبات تسمى ليكتينات أو بروتينات صمغية في أصناف الغذاء تتفاعل مع فصائل الدم بشكل مختلف وبالتالي يقترح الدكتور ادامو أن الأشخاص يجب أن يتناولوا المأكولات التي تحتوي على ليكتينات متطابقة مع فصائل دمهم وبناء على ذلك خرج لنا بقائمة من الأطعمة لما يجب وما لا يجب أن نتناوله بناء على فصائل الدم لدينا.


الحقيقة أن هذه النظرية منسوفة من أصلها فمعظم الدراسات تشير أن فصائل الدم لم تتطور بهذه الطريقة الرومانسية التي يقترحها اداموا ولا الليكتينات تتفاعل مع فصائل الدم بالطريقة التي ضخمها وكأنها المسؤول الرئيسي عن كل مشاكل التغذية لدى البشر.


ولو فرضنا جدلا وأردنا أن نتبع الدكتور اداموا لأخر الطريق فإن السؤال التالي الذي يجب أن يطرح عليه هو

هل لديك من الدراسات مايثبت هذه النظرية؟


فكل المختصين في العلوم الطبية يعلمون أنه لا يمكن أن تبني مثل هذه الإدعائات دون عمل دراسات إكلينيكية وهو السؤال الذي طرحه الكثير على ادامو عند طرحه لنظريته.


وللإجابة على هذا السؤال الملح إدعى الدكتور ادامو أنه في الأطوار الأخيرة من دراسات إكلينيكيه أثبتت بالفعل صحة نظريته وأنه سوف ينشرها قريبا في مجلات علمية قال هذا الكلام في كتابه الصادر عام 1996ولكننا لا نزال بعد أكثر من12 عاما ننتظر نتائج هذه الدراسات التي لم ترى النور بعد.

فيا ترى ما هو السبب؟؟

هل أثبتت الدراسات عكس ما يدعيه أم أنه لم تكن هناك دراسات من الأساس؟

لذلك ليس بالغريب أن يشكك البعض في أمانة الدكتور اداموا العلمية.

حاليا يعتقد معظم المختصين في التغذية ببطلان نظرية الحمية المبنية على فصائل الدم ليس هذا فحسب بل إن الكثير من الهيئات العلمية تحذر منها ليس فقط لأنها لا تستند على أساس علمي لكن أيضا لكونها قد تؤدي لمخاطر صحية مشيرين إلى أنها ادعاءات طبية مضللة.

مضيفين إن هذا النوع من الحمية... ليس له أساس علمي أو صحي ولا توجد دراسات آمنة أو فاعلة منشورة في مجلات علمية محكمة كما أن القائمين على ترويج هذا النوع من الحمية غير مؤهلين أو متخصصين في علوم الغذاء أو التغذية كما انه لم يتم اعتمادها من أي جهة أو مؤسسة صحية أو علمية معتمدة مثل منظمة الصحة العالمية أو ادارة الغذاء والدواء الامريكية أو وزارة الصحة السعودية أو الجمعية السعودية للغذاء والتغذية أو ميو كلينك بامريكا أو جمعية الحمية الامريكية وغير ذلك من الجهات المعتمدة"


تقبلوا تحياتي .

طرح متميز ومعلومات مفيده
وللأسف مأشرت اليه من أن البعض أثراء من هذه الطريقه صحيح.


وقد إستغلها أصحاب المستشفيات الخاصه إستغلالاً بشعاً استزف الكثير من جيوب الباحثين عن الرشاقه بسهوله !!


وقد كان تحرك وزاره الصحه السعوديه متأخر عندما اصدرت تحذر من أن هذه المعلومات غير صحيحه .