السوق يتصدع ...!
السوق يتصدع ...!
خاص وحصري لمنتدى تداول
في وقت سابق وقبل عدة اعوام تنبهنا الى اسواق المال وكالقطعان الزاحفة شمالا من صقيع البرد جنوبا زحفنا الى المحافظ التى ولدت لنا لنستثمر المقدرات الرخيصة حينها والغالية الان في هذا السوق وحلم الجميع بمصارير الذهب تحت الوسائد يوميا وتحقت الاحلام وبات كل شيء يمكن حدوثه الا الشيء الذي لم يتخيله احد .. ان اسواق المال ماء متحدر من اعالي الجبال يرويك ويذهب الى غيرك غير ان ينابيعه لسبب او لآخر قد تجف فلا ترويك ولا غيرك وهو مالا اعتقد ان احدا يستطيع التفكير فيه حين يكون تحت تيار الماء العذب ... وعندما نفذ هذا النبع ادرك الجميع ان ماء الامس كان يكفي لو ادخرناه ليوم الجفاف وبدأت رحلة البحث عن ماء جديد ...!
ولقد حرص الجميع حتى المشرعين والمنظمين على البحث عن الماء ايضا وهو الخطأ الذي جعل سوقنا اليوم وغدا وبعد غد يترنح تحت وطأة الخسائر المتفاقمه وكل امل نراه امام اعيننا يصبح سرابا حين نقترب منه فمنذ انهيار يناير الشهير وقواعد اصلاح السوق تجعله يسير عكس التوقعات وبدأ من تعميق السوق حتى المؤشرات الجديدة كل ذلك يجعل السوق مرتعا خصبا للاخطاء التي لا تغتفر واصبحت تقسيمة المال غير متناغمة... حتى انه فقط تستطيع ان تصبح ثريا جدا بمجرد ان تطرح شركة للاكتتاب العام في السوق والمهم ان يستلم مكتب المحاسب القانوني اجره فقط واني اتساءل مالفائدة التي سيجنها اقتصادنا حينما يحصل رجل واحد على 2 مليار ريال لانه فقط سمح للناس في ان يشاركوه في 100 مليون او اقل وماذا سيفعل بها هل سيصرفها في الدورة المستندية الاقتصادية ام انه سيكتفي بصرف مليونين او ثلاثة وتبقى الاخرى تاكلها المنتجات المالية المبتكرة .؟
في وقت من الاوقات تحتاج خطواطتنا التي سرناها الى الامام الى المراجعه ويجب ان نقف قليلا في محطات الانتظار كي نتفقد الركب فالكل يسير خلفنا ومعنا حتى وان كانو جلوسا على كراسيهم الى انهم يطمحون الى الوصول ايضا .. بدلا من المفاجئات التي لا يعرفون كيف يتصرفون معها فكبينة القيادة لا تتسع الا لشخص واحد وكراكب اقول انى ارى صدوعا كثيرة ولا اظنها جيدة خصوصا اذا استمرننا في السير دون ان نكترث لها .
ان سوقنا اليوم يعد من اكبر اسواق المنطقة وللعلم فان حجم هذا السوق ياتي من حجم الثقة التي في السوق والتي بناها قواد هذا البلد فالكل يثق بهم لحجم ما قدموه ويقدمونه الان ومستقبلا وهو كبير ولا اعتقد ان الاطروحات الاكاديمية خصوصا مع تقليديتها وقدمها ستحقق الكثير مما نصبوا اليه ولا يعقل ان نوقع عقدا مع شركات تعمل على نظرية كينيز لتطوير مؤشراتنا ونحن نطبق نظرية آدم سميث في نظاما المالي ولا يعقل ان نقنع انفسنا باننا يجب ان نصبح مثلهم ونحن نسير بعيدا في الخلف عنهم ولا يعقل ان نطرح الشركة تلو الشركة ومنتجاتنا المالية غير مركبة ولا ائتمانية وغير توسعيه.. لان ذلك يخلق الصدع تلو الصدع ..!
ان ايماننا بحجمنا الحقيقي ومعرفتنا بموقعنا من الاعراب يجب ان يكون حاظرا في جميع خططنا التنموية على مستوى السوق فالحجم والكم والنوع ركائز اساسية يجب ان نتحرك ظمنها ولا اظن ان من المجدى ان يكون لدينا سوق حجمه 3 ترليونات بينما حجم انتاجاتنا مجتمعة خلال دوراتنا الاقتصادية ترليون واحد لان ذلك يخلق فجوات كبيرة وخلق هذه الفجوات سيجعل الصدع اكبر وبالتالي الانهيار اكبر .
السير الى الامام مهم ولكن الاهم ان نعرف اين نسير .
تحياتي
|